معاني وغريب القرآن

إنضم
17/08/2016
المشاركات
680
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
المملكة العربية
*البسيط في تفسير معاني وغريب القرآن*

قوله تعالى
( اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ) القصص: (32)

*قوله {اسلك}:* أدخل.
قاله الإيجي الشافعي، وأبو عبيدة معمر بن المثنى، ومقاتل، والنحاس، ويحيى بن سلام، والنحاس، ابن قتيبة، والسمرقندي، ومقاتل، والطبري، والبغوي، والسمعاني، والبغوي، ومكي(هد)، وجلال الدين المحلي، وغيرهم؛ وهم خلق كثير.

وقال ابن جزي الغرناطي، وأبو بكر السجستاني، والرازي، والألوسي، وابن الهائم، وابن أبي زمنيين، وأبو السعود، والقاسمي: أدخلها.

وزاد ابن جزي، والقاسمي، وأبو السعود: فيه.

وزاد ابن أبي زمنين: في جيبك.

وزاد ابن قتيبة: يقال: سَلَكتُ يدي وأسلكتُها.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ): أي ما أدخلكم.
قاله ابن قتيبة، وأبو بكر السجستاني: أي ما أدخلكم.
وبه قال ابن الهائم.

ومنه ( ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ): أي فأدخلوه فيها. قاله القاسمي،

وبه قال السمرقندي، والواحدي، والإيجي الشافعي، والبقاعي، والنسفي، والبيضاوي. وغيرهم.

قال البقاعي: أي أدخلوه بحث يكون كأنه السلك - أي الحبل - الذي يدخل في ثقب الخرزة بعسر لضيق ذلك الثقب إما بإحاطتها بعنقه أو بجميع بدنه بأن تلف عليه فيصير في غاية الضنك والهوان لا يقدر على حركة أصلا.

وفي هذه الآية تفسير قيم، مؤثر؛ يأتي لاحقا ( إن شاء الله ).

ومنه ( إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ): يسلك: يدخل. قاله البقاعي، والنسفي، ونظام الدين النيسابوري، والخطيب الشربيني. وغيرهم.

قال الألوسي. أي يدخل حفظة من الملائكة؛ يحفظون قواه الظاهرة والباطنة من الشياطين ويعصمونه من وساوسهم...

ومنه ( فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ ): فاسلك: أي أدخل فيها.

قاله ابن قتيبة، والطبري، والبغوي، والفخر الرازي، والواحدي في البسيط والوسيط، والوجيز.
وبه قال البيضاوي، وابن الجوزي في تذكرة الأريب وفي زاد المسير.

إلا أن الواحدي في الوسيط والبسيط: أي ادخل في سفينتك.

وزاد ابن قتيبة يقال: سلكت الخيط في الإبرة وأسلكته.

وزاد الفخر: يقال سلك فيه أي دخل فيه.

ومنه ( وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا ): يسلكه: يدخله.

قاله ابن جزي الغرناطي، والإيجي الشافعي، والسمين الحلبي(أش)، وابن قتيبة (تأ)، والبيضاوي، والواحدي(ج)، والثعلبي، وخلق كثير.

ومنه ( كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ): سلكناه: أدخلناه.
قاله ابن قتيبة، والبيضاوي، وبه قال مكي(هد)، والعز بن عبدالسلام، والنسفي، والواحدي(ج)، والطبري، والجلال المحلي، والإيجي، وأبو السعود.

قال الواحدي (ج): أدخلنا التَّكذيب.

قال الطبري: كأنه قال: كذلك أدخلنا في قلوب المجرمين ترك الإيمان بهذا القرآن.

ومنه ( كَذلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ): قال البيضاوي: ندخله.
قال السمرقندي: ومعناه: هكذا ندخل الإضلال في قلوب المجرمين.

ومنه ( ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ): قال السمرقندي: أي ادخلي الطريق الذي يسهل عليك.
قال النسفي: فادخلي الطرق التي ألهمك وأفهمك في عمل العسل.

ومنه ( أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ): فسلكه: أدخله. قاله ابن الهائم، وابن قتيبة. وهو قول النحاس، والسمرقندي، والواحدي (ج).

وزاد ابن قتيبة. فيها فجعله ينابيع: عيونا تنبع.

*قوله {يدك}:* اليمنى.
قاله مقاتل، والجلال المحلي.

وزاد الجلال: بمعنى الكف.

*قوله {في جيبك}:* في جيب قميصك.
قاله مكي في الهداية، والنفسي، وحكاه يحيى بن سلام عن قتادة.

وقال ابن أبي زمنين: أي: قميصك.

قال مقاتل: فجعلها في جيبه من قبل الصدر وهي مدرعة من صوف مضربة.

قال جلال الدين المحلي: هو طوق القميص وأخرجها.

قال ابن جزي الغرناطي: والجيب هو فتح الجبة من حيث يخرج الإنسان رأسه.
وهو قول أبي حيان الأندلسي في البحر.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ): جيوبهن: جمع جيب.
قال مقاتل بن سليمان، وحكاه ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيّان، والماوردي، والعليمي(فتح): صدورهن.

*قوله {تخرج }:* خلاف لونها من الأدمة. (باطن الجلدة التي تلي اللحم ، أو ظاهرها : الذي عليه الشعر )
قاله صديق حسن خان.

وبنحوه الجلال المحلي.

قال مقاتل: تخرج يدك من الجيب.

*قوله { بيضاء من غير سوء}:* سوء: أي برص.
قاله النحاس، والفراء، والبغوي، وأبو عبيدة معمر بن المثنى، ومقاتل، وابن قتيبة، ويحيى بن سلام، ومكي(هد) ، وابن كثير، وجلال الدين المحلي.

وزاد الجلال: فأدخلها وأخرجها تضيء كشعاع الشمس تغشي البصر.
وبنحوه قال البغوي.

وقال أبو السعود، وغيره: عيبٍ.

قال الحسن: فخرجت كأنها المصباح، فأيقن موسى أنه لقي ربه.
حكاه مكي في الهداية، وغيره.

قال ابن كثير: أي إذا أدخلت يدك في جيب درعك ثم أخرجتها فإنها تخرج تتلألأ كأنها قطعة قمر في لمعان البرق، ولهذا قال : ( من غير سوء ) أي : من غير برص.

*قوله {واضمم إليك جناحك }:* يدك.
قاله أبو عبيدة، والسمرقندي، وابن أبي زمنين.
وقال يحيى بن سلام(ف)، والبيضاوي: يديك.
وقال ابن عباس: جناحك يدك.
حكاه النحاس.

قال الراغب: عبارة عن اليد، لكون الجناح كاليد، ولذلك قيل لجناحي الطائر يداه
قال أبو بكر السجستاني: أي اجمع يدك إلى جنبك.

قال البيضاوي: يديك المبسوطتين تتقي بهما الحية كالخائف الفزع بإدخال اليمنى تحت عضد اليسرى وبالعكس.
قال ابن جزي: الجناح اليد أو الإبط أو العضد.

قال الزجاج: والمعنى في جناحك ههنا هو العَضُد، ويقال اليد كلها جناح.

وقال أيضا: جناح الإنسان عضده إلى أصل " إبطه.

قال الفراء: الجناح في هذا الموضع من أسفل العضد إلى الإبط.

قال السمعاني: معناه ضع يدك على صدرك.
وقال ابن زيد: الجناح: الذراع، والعضد والكف، واليد.
حكاه مكي في الهداية.

قال الضحاك عن ابن عباس: معناه أدخل يدك فضعها على صدرك حتى يذهب عنك الرعب.
حكاه مكي(هد).

وقيل في "جناحك" معانه العصى.
قاله الفراء في المعاني.

وقال السمعاني: ومعناه: اضمم إليك عصاك. ومن المعروف أن الجناح هو العضد، وقيل: جميع اليد، وقيل: ما تحت الإبط، والخائف إذا ضم إليه يده خف خوفه.
انتهى كلامه

وتعقب النحاس _في معانيه_ قائلا: قال الفراء الجناح ههنا العصا ولم يقل هذا أحد من أهل التفسير ولا من المتقدمين علمته وحكى أكثر أهل اللغة أن الجناح من أسفل العضد إلى آخر الإبط وربما قيل لليد جناح.

قال الجلال: وعبر عنها بالجناح لأنها للإنسان كالجناح للطائر.

قال ابن قتيبة: (الجناح) الإبط. والجناح: اليد أيضا.
وقال جار الله الزمخشري: والمراد بالجناح: اليد، لأنّ يدي الإنسان بمنزلة جناحي الطائر. وإذا أدخل يده اليمنى تحت عضد يده اليسرى، فقد ضمّ جناحه إليه.
انتهى كلامه

قال أبو عبيدة: جناحا الرجل: يداه".
حكاه أبو علي الفارسي في الحجة للقراء السبعة.

قال البغوي: "والجناح": اليد كلها.

قلت ( عبدالرحيم ): وذكر الله عز وجل اليد في الآية مرتين؛ الأولى: ذكرها صراحة باسمها "يدك"، وفي الثانية قال "جناحك" والجناح هو اليد؛
و هذا من بلاغة القرآن؛ كمال قال الله ( يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار ) والمعنى يعجب الزراع ليغيظ بهم الزراع؛ فمعنى الكفار هنا: الزراع؛
لكن عدل عنها فقال " الكفار" ، فتكرار اللفظ يضعف الكلام _ أحيانا.

فتأمل لو قال: اسلك يدك. واضمم إليك يدك.

لكن الله قال" اسلك يدك" ثم قال" واضمم إليك جناحك" أي يدك.

ومنه قوله تعالى ( واخفض لهما جناح الذل ): معناه: تواضع لهما. ولأن الانسان يلوح بيديه عند حديثه؛ فلا ينبغي فعل ذلك مع الأبوين.

ومنه ( واخفض جناحك للمؤمنين ).

*قوله {من الرهب}:* الخوف.
قاله أبو حيان الأندلسي(س)، ومقاتل، والطبري، ومكي، وجلال الدين المحلي، والسمرقندي، ومكي(هد)، وبه قال البغوي. وهو قول ابن جزي.

وزاد مكي: والفزع الي داخلك من الحية.

قال ابن جزي: أي من أجل الرهب.

قال الزجاج: والرُّهْبِ جميعا ومعناهُمَا واحد، مثل الرُّشد والرَّشَدِ.

قال البغوي: قرأ أهل الكوفة، والشام: بضم الراء وسكون الهاء، ويفتح الراء حفص، وقرأ الآخرون بفتحهما، وكلها لغات بمعنى الخوف.

زاد الجلال : الحاصل من إضاءة اليد؛ بأن تدخلها في جيبك فتعود إلى حالتها الأولى.

قال ابن أبي زمنين: يقول: اضممها إلى صدرك؛ فيذهب ما فيه من الرعب، وكان قد دخله فزع من آل فرعون.

والظاهر أن المراد أعم من هذا ، وهو أنه أمر عليه السلام ، إذا خاف من شيء أن يضم إليه جناحه من الرهب ، وهي يده ، فإذا فعل ذلك ذهب عنه ما يجده من الخوف .
قاله ابن كثير.

قال القرطبي: والمعنى إذا هالك أمر يدك وشعاعها فأدخلها في جيبك وارددها إليه تعد كما كانت.

قال ابن قتيبة: والرَّهَب والرُّهْب والرَّهْبة واحدٌ.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ): قال الراغب الأصفهاني: أي فخافون . وبه قال ابن الهائم.

قال الواحدي (ج): فخافوني في نقض العهد.

ومنه ( إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ): نقول فيها كسابقتها.

ومنه ( وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ): يخافون.
قاله مكي (هد)، والطبري، مقاتل، والسمرقندي: يعني يخافون الله.
وبه قال الجرجاني، والقرطبي.

ومنه ( تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ): قال البيضاوي، والألوسي: تخوفون به.

وبنحوه قال السمرقندي، والواحدي (ج).

*قوله {فذانك}:* مثنى ذاك.
قاله أبو السعود. وهو قول الزجاج.

قال الجلال: بالتشديد والتخفيف أي العصا واليد وهما مؤنثان وإنما ذكر المشار به إليهما المبتدأ لتذكير خبره.

قال الخضيري في السراج: هاتان.

قال الزجاج: وذانك تثنية ذاك جعل بدل اللام في ذلك تشديد النون في ذانك.

*قوله {فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ}:* أي فهذان اللذان أريناك برهانان من ربك، أي آيتان وحجتان إلى فرعون وملأه على نبوتك.

وقال الزجاج، والسمعاني، والسمرقندي، والبغوي: آيتان.

وزاد الزجاج: بينتان.

وزاد السمرقندي: وعلامتان من ربك، وحجتان لنبوتك.

وزاد السمعاني: وحجتان من ربك.

قال الشوكاني، وأبو السعود: حجتان نيرتان.

قال ابن أبي زمنين: بيانان.

وقال الإيجي: معجزتان.

قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: واحدهما برهان وهو البيان. يقال: هات على ما تقول ببرهان.

قال ابن قتيبة: أي حجتان.

والبرهان في قول الحسن الحجة، أي: حجتان من ربك.
حكاه يحيى بن سلام(س).

قال الإيجي: يعني اليد والعصا.

وبه قال مكي، ومقاتل، والسمرقندي، و حكاه النحاس عن مجاهد، وبنحوه قال البغوي، وابن أبي زمنين.

إلا أن البغوي قال: يعني العصا، واليد البيضاء.

*قوله {من ربك }:* متعلق بمحذوف، أي: كائنان منه.
قاله الشوكاني.
قال صديق حسن خان: أي كائنان منه تعالى، مرسلان أو واصلان.

*قوله {إلى فرعون وملئه}:* متعلق بمحذوف، أي: مرسلان، أو واصلان إليهم.
قاله الشوكاني.
قاله يحيى بن سلام(س): أي وقومه.

قال السمعاني: يعني: وأتباعه.

قال الزجاج: أي أرسلناك إلى فرعون وَمَلَئِهِ بهاتين الآيتَين. أي: مرسلاً بهما إليه.

*قوله {إنهم كانوا قوما فاسقين}:* فاسقين: مشركين.
قاله يحيى بن سلام.

وقال مقاتل،: عاصين.

قلت ( عبدالرحيم ): وليس ثم تعارض بين كلام يحيى بن سلام، وقول مقاتل؛
وذلك أن فسقهم أكبر مخرج من الملة، وكذا عصيانهم مخرج من الملة؛ فقول مقاتل "عاصين" يعني: كفار مشركين.
فسيان إذا قلنا "فاسقين" مشركين، أو فاسقين " عاصين"
وبيانه: أن كل شرك، وكفر فسق؛ ألا ترى أن الله قال عن إبليس (إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ)،
وقال عن المنافقين ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُون )،
وقال (وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ )،

وقال الله ( وأما الذين فسقوا فمأواهم النار ) يريد الكفار دل على ذلك قوله ( كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون )؛
فقوم فرعون في الواقع فاسقون بكفرهم وشركهم وتكذيبهم؛ قال الله (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا)؛

فإطلاق الفسق هنا يعني الفسق الأكبر، فمن فسق بكفره يصح وصفه بالشرك؛ لأنه في الواقع عبد هواه، وشيطانه ( أريت من اتخذ إلهه هواه )؛ سيما وقد بيت سابقا أنه لا فرق بين الشرك والكفر؛ أعني الأكبر منهما؛

ويصح وصف الفسق في هذا المقام بالعصيان؛ أعني الأكبر الذي يخرج من الملة؛ الذي عناه الله بقوله (فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ)، وقوله (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا )، فالعصيان هنا" عصيان كفر؛ لا مجرد العصيان"،

ولقد حمدت الله لما وقعت عيناي على ما ذكره الطبري؛ قال _ رحمه الله _ في قوله ( إنهم كانوا قوما فاسقين ): يقول: إن فرعون وقومه من القبط كانوا قوما فاسقين، يعني: كافرين بالله. انتهى كلامه

وقال النسفي: خارجين عن أمر الله كافرين.

و قال مكي في الهداية في قوله " إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ" : أي خارجين عن الإيمان.
وقال السمعاني: أي: خارجين عن الطاعة.
ولو كان المقام يتسع لبسط القول؛ لكن أكتفي بهذه الإشارة، ولعلها واضحة.
انتهى

والحمد لله أولا وآخرا.
______
المصدر:
جامع البيان للإيجي الشافعي، مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، تفسير مقاتل، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للنحاس، معاني القرآن للفراء، تفسير القرآن ليحيى بن سلام، غريب القرآن لابن قتيبة، تفسير السمرقندي، تفسير الطبري، تفسير السمعاني، تفسير البغوي، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي الغرناطي، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، التفسير الكبير للرازي، تفسير الألوسي، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، تفسير ابن أبي زمنين، تفسير أبي السعود، محاسن التأويل للقاسمي، البسيط للواحدي، الوسيط للواحدي، الوجيز للواحدي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي، تفسير النسفي، تفسير البيضاوي، السراج المنير للخطيب الشربيني، غرائب القرآن ورغائب الفرقان لنظام الدين النيسابوري، تذكرة الأريب في تفسير الغريب لابن الجوزي، زاد المسير لابن الجوزي، عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي، تأويل المشكل لابن قتيبة، الكشف والبيان للثعلبي، تفسير العز بن عبد السلام، تفسير الجلالين، البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي، تفسير ابن أبي حاتم، فتح الرحمن في تفسير القرآن لمجير الدين العليمي، النكت والعيون للماوردي، فتح البيان في مقاصد القرآن لصديق حسن خان، تفسير ابن كثير، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، الكشاف للزمخشري، الحجة للقراء السبعة لأبي علي الفارسي، تفسير القرطبي، فتح القدير للشوكاني.

- كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
*للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424*
 
عودة
أعلى