معاني وغريب القرآن

إنضم
17/08/2016
المشاركات
680
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
المملكة العربية
الوسيط في تفسير معاني وغريب القرآن

قوله تعالى
( وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1)فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا(2)وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا(3)فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا(4)فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا(5)عُذْرًا أَوْ نُذْرًا(6)) المرسلات.

*قوله ( وَالْمُرْسَلَاتِ):* يعني الملائكة.
قاله السمين الحلبي، والقصاب، وابن قتيبة، وأبو بكر السجستاني.

*قوله ( عُرْفًا ):* المعروف؛ أي الملائكة أرسلت بالمعروف.

ومنه قوله ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ): بالعرف: أي بالمعروف. بخلاف ما اشتهر.

وقيل: "المرسلات عرفا": هي الرياح.

وهو قول جمهور المفسرين.
حكاه صديق حسن خان.

وقيل: " عرفا": أي متتابعة؛ تتابعت كعرف العرف.

قال الألوسي: وهو عرف الدابة كالفرس والضبع أعني الشعر المعروف على قفاها.

قال ابن قتيبة: يريد: أنها متتابعة يتلو بعضها بعضا بما ترسل به من أمر الله عز وجل.
وأصل هذا من عرف الفرس، لأنه سطر مستو بعضه في إثر بعض. فاستعير للقوم يتبع بعضهم بعضا.

وقيل: عرفا أي كثيرا .

قال النحاس: والعرب تقول: تركت الناس إلى فلانعرفاواحدا، إذا توجهوا إليه فأكثروا.

واختار الطبري القول بالعموم، وعدم التعيين.

*قوله:( فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا ):* المسرعات، إسراعا؛ وهي: الرياح الشدائد.

قال السمعاني: وعصفها: شدة هبوبها، يقال: عصفت الريح وأعصفت إذا اشتدت، قاله ابن السكيت.

والمعنى: فالرياح العاصفات عصفا، الشديدات الهبوب السريعات الممرّ.

يقال: الرياح عاصفات لأنها تأتي بالعصف أي: بورق الزرع.

وقيل: إنها الملائكة تعصف بأرواح الكفار.

*قوله ( وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا ):* الرياح التي تأتي بالمطر.
قاله الفراء، وأبو بكر السجستاني.

قال أبو بكر: كقوله جل وعز: ( نشرا بين يدي رحمته ). يقال: نشرت الريح: جرت. انتهى

وقيل: بل هي الملائكة التي تنشرُ الكتب.

وقيل: هي أعمال بني آدم تنشر يوم القيامة.

قال الطبري: ولا دلالة من وجه يجب التسليم له على أن المراد من ذلك بعض دون بعض، فذلك على كل ما كان ناشرا.

*قوله ( فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا ):* الملائكة تنزل تفرق ما بين الحلال والحرام.
قاله أبو بكر السجستاني، وبنحوه الفراء.

وقال ابن الهائم: الملائكة- عليهم السلام- تنزل تفرق بين الحق والباطل.

وقيل: يعني القرآن ما فرق الله فيه بين الحقّ والباطل.

قال الطبري: والصواب من القول في ذلك أن يقال: أقسم ربنا جلّ ثناؤه بالفارقات، وهي الفاصلات بين الحق والباطل، ولم يخصص بذلك منهنّ بعضا دون بعض، فذلك قَسَم بكلّ فارقة بين الحقّ والباطل، مَلَكا كان أو قرآنا، أو غير ذلك.

*قوله:( فَالْمُلْقِيَاتِ ):* فالملائكة.

*قوله ( ذِكْرًا ):* الوحي.

والمعنى: الملائكة؛ تلقي، وتبلغ وحي الله إلى الأنبياء.

ومنه قوله تعالى (فالتاليات ذكرا ): فالتاليات: أي الملائكة.
و"زكرا": الوحي.

فذلك قوله ( وقالوا ياأيها الذي نزل عليه الذكر ): يعني الوحي، القرآن.

*قوله:( عُذْرًا أَوْ نُذْرًا ):* أصله ( عذرا ونذرا )؛ بدون ألف.
قال يحيى بن سلام في التصاريف: يعني عذرا ونذرا والأَلف ها هنا صلة. انتهى كلامه

والمعنى: أي للإعذار والإنذار.

الملائكة تلقي الوحي إلى الأنبياء، إعذارا من الله تبارك وتعالى وإنذارا؛ يعني: للإعذار والإنذاركي تنقطع حجتهم.
____________
المصدر:
أنظر:
النكت للقصاب،التصاريف ليحيى بن سلام، تأويل المشكل لابن قتيبة، غريب القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، معاني القرآن للنحاس، تفسير البغوي، تفسير الطبري، تفسير الجلالين، تفسير مقاتل، تفسير الألوسي، عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي، تفسير السمعاني، فتح البيان في مقاصد القرآن لصديق حسن.

كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
*للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ:00966509006424*

للمتابعة ( تليجرام ): https://t.me/abdelrehim19401940
 
عودة
أعلى