معاني وغريب القرآن

إنضم
17/08/2016
المشاركات
680
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
المملكة العربية
*تذييل:*

قوله تعالى
( فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) المؤمنون: 53

*قوله ( زُبُرًا ):* قال الزمخشري، والسمعاني، والبيضاوي، والبقاعي، ومقاتل: قطعا.

وقال البغوي: {زُبُرًا} أي: فرقا، وقطعا مختلفة، واحدها زَبُورٌ وهو الفرقة والطائفة، ومثله الزُّبْرَةُ وجمعها زُبَرٌ، وَمِنْهُ: "زُبَرَ الْحَدِيدِ" أي : صاروا فرقا كَزُبَرِ الحديد.

قال الزمخشري، والفخر: زبرا قطعا: استعيرت من زبر الفضة والحديد.

قال البقاعي: أي قطعا؛ كل قطعة منها في غاية القوة والاجتماع والثبات على ما صارت إليه من الهوى والضلال، بكل شيعة طريقة في الضلال عن الطريق الأمم، والمقصد المستقيم.

تنبيه:

قوله (زُبُرًا): فيه قراءتان؛ قراءة أبي عمرو، وحكاه مكي، والنحاس عن الأعمش؛ بفتح الباء: أي قطعا.

قال ابن قتيبة: (زُبَرًا) بفتح الباء جمع زُبْرَة، وهي القطعة.

قال النحاس: وقرأ الأعمش فتقطعوا أمرهمبينهم( زبَرا ) وهو جمع زبرة أي قطعا وفرقا.

قال الطبري: قرأ ذلك عامة قرّاء الشام ( فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبَرًا ) بضم الزاي وفتح الباء، بمعنى: فتفرّقوا أمرهم بينهم قِطَعا كزُبَر الحديد، وذلك القطع منها واحدتها زبرة، من قول الله: آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ فصار بعضهم يهودا ، ويعضهم نصارى.

وقراءة عامة المدينة والعراق، وحكاه الطاهر بن عاشور عن الجمهور؛ بضم الزاي: أي كتبا.

قال الطاهر بن عاشور: والزبُر بضم الزاي وضم الموحدة كما قرأ به الجمهور جمع زبور وهو الكتاب.

قال ابن قتيبة: ومن قرأ {زُبُرًا} فإنه جمع زَبُور، أي كُتُبًا.

وبه قال ابن الهائم.

قال الطبري: فقرأته عامة قرّاء المدينة والعراق: ( زُبُرًا ) بمعنى جمع الزبور. فتأويل الكلام على قراءة هؤلاء: فتفرّق القوم الذين أمرهم الله من أمة الرسول عيسى بالاجتماع على الدين الواحد والملة الواحدة، دينهم الذي أمرهم الله بلزومه ( زُبُرًا ) كتبا، فدان كل فريق منهم بكتاب غير الكتاب الذين دان به الفريق الآخر، كاليهود الذين زعموا أنهم دانوا بحكم التوراة ، وكذّبوا بحكم الإنجيل والقرآن، وكالنصارى الذين دانوا بالإنجيل بزعمهم ، وكذبوا بحكم الفرقان.

اختيار الطبري:

قال - رحمه الله:
والقراءة التي نختار في ذلك قراءة من قرأه بضم الزاي والباء؛ لإجماع أهل التأويل في تأويل ذلك على أنه مراد به الكتب، فذلك يبين عن صحة ما اخترنا في ذلك؛ لأن الزبُر هي الكتب، يقال منه: زبرت الكتاب: إذ كتبته.
فتأويل الكلام: فتفرّق الذين أمرهم الله بلزوم دينه من الأمم دينهم بينهم كتبًا كما بيَّنا قبل.
___________
نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي، غريب القرآن لابن قتيبة، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، تفسير البغوي، تفسير السمعاني، تفسير مقاتل بن سليمان، الكشاف للزمخشري، التفسير الكبير للفخر الرازي، تفسير الطبري، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور.

- كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك 00966509006424
 
عودة
أعلى