عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة
New member
*الوسيط في تفسير معاني وغريب القرآن*
قوله تعالى
( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ) الزخرف (36)
*قوله {ومن يعشُ}:* يعرض.
قاله السمين الحلبي(ع)، والإيجي الشافعي، والفراء، والبغوي، وابن الجوزي(ز)، والخازن، والواحدي (ج)، ومكي( في المشكل، والهداية)، وسراج الدين النعماني، وبه قال التستري، والطبري، وابن أبي زمنين، والقاسمي.
واختاره الزجاج.
حكاه الواحدي البسيط.
وحكاه الماوردي في النكت عن قتادة.
قال مكي: ومن فتح الشين فمعناه: يعمى عنه.
قال البيضاوي: ومن يعش عن ذكر الرحمن يتعام ويعرض عنه لفرط اشتغاله بالمحسوسات وانهماكه في الشهوات.
*قوله {عن ذكر الرحمن}:* أي القرآن.
قاله الجلال المحلي، وبه قال الفخر الرازي، وسراج الدين النعماني، والطاهر بن عاشور.
قال الطاهر بن عاشور: هو القرآن المعبر عنه بالذكر.
قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ ): ذكر مبارك: يعني: القرآن. قاله ابن أبي زمنين، ومكي، والواحدي(ج)، وغيرهم.
قال الزجاج: المعنى هذا القرآن ذكر مبارك.
وقال السمرقندي: يعني: هذا القرآن ذكر مبارك يعني: فيه السعادة والمغفرة للذنوب والنجاة لمن آمن به.
ومنه ( هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ ): قال ابن قتيبة: يعني القرآن.
ومنه ( أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي ): "هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ": قال الراغب الأصفهاني، وابن قتيبة: يعني القرآن. وبه قال الجلال، و"وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي": قال ابن قتيبة: يعني الكتب المتقدمة من كتب الله.
ومنه ( وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ): قال السمرقندي: إن هو يعني: ما هذا القرآن إلا ذكر للعالمين يعني: إلا عظة للجن، والإنس.
وقال مكي في قوله {إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ}، أي: ما هذا القرآن الذي جئتكم به من عند الله إلا ذكر من الله يتذكر به جميع الخلق من الجن والإنس.
*قوله {نقيض له }:* في الدنيا.
*ومعنى نقيض*: نسبب.
قاله الإيجي الشافعي، وأبو بكر السجستاني، والسمرقندي، والجلال المحلي، وغيرهما.
قال الإيجي: نسبب له ونسلط عليه.
قال السمرقندي: مجازاة لإعراضه عن ذكر الله.
*قوله {شيطانا}:* يزين له الغواية، ويصده عن الهداية.
*قوله {فهو له قرين}:* أي مقارن، وملازم؛ يزين له الغي؛ لا يفارقه.
قال البغوي: لا يفارقه، يزين له العمى ويخيل إليه أنه على الهدى.
قال أبو بكر السجستاني: نسبب له شيطانا، يجعل الله جل وعز ذلك جزاءه.
قلت ( عبدالرحيم ): ونظير ذلك فط التنزيل؛ قوله تعالى ( وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ): وَقَيَّضْنَا: سببنا.
قاله الزجاج، وابن الجوزي، والواحدي(ج)،وابن الهائم، والجلال المحلي.
وزاد الزجاج: من حيث لا يحتسبون.
قال مكي في الهداية: وحقيقة قيضنا سببنا لهم من حيث لم يحتسبوا.
و{قرناء} يعني: شياطين.
قاله ابن أبي زمنين، وحكاه مكي في الهداية عن ابن عباس.
ونظيره قوله: ( أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ): قال القاسم بن سلام في غريب الحديث: أي تدفعهم، وتسوقهم؛ وهو من التحريك.
انتهى
والحمد لله أولا وآخرا.
_______________
المصدر:
أنظر:
تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، غريب القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للفراء، تفسير السمرقندي، تفسير ابن أبي زمنين، تفسير الطبري، تفسير البغوي، تفسير السمعاني، اللباب لسراج الدين النعماني، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي، تفسير مقاتل، زاد المسير لابن الجوزي، جامع البيان للإيجي الشافعي، محاسن التأويل للقاسمي، تفسير التستري، البسيط للواحدي، الوجيز للواحدي، تفسير الخازن، النكت والعيون للماوردي، تفسير البيضاوي، التفسير الكبير للرازي، التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور، غريب الحديث للقاسم بن سلام.
- كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
*للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424*
قوله تعالى
( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ) الزخرف (36)
*قوله {ومن يعشُ}:* يعرض.
قاله السمين الحلبي(ع)، والإيجي الشافعي، والفراء، والبغوي، وابن الجوزي(ز)، والخازن، والواحدي (ج)، ومكي( في المشكل، والهداية)، وسراج الدين النعماني، وبه قال التستري، والطبري، وابن أبي زمنين، والقاسمي.
واختاره الزجاج.
حكاه الواحدي البسيط.
وحكاه الماوردي في النكت عن قتادة.
قال مكي: ومن فتح الشين فمعناه: يعمى عنه.
قال البيضاوي: ومن يعش عن ذكر الرحمن يتعام ويعرض عنه لفرط اشتغاله بالمحسوسات وانهماكه في الشهوات.
*قوله {عن ذكر الرحمن}:* أي القرآن.
قاله الجلال المحلي، وبه قال الفخر الرازي، وسراج الدين النعماني، والطاهر بن عاشور.
قال الطاهر بن عاشور: هو القرآن المعبر عنه بالذكر.
قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ ): ذكر مبارك: يعني: القرآن. قاله ابن أبي زمنين، ومكي، والواحدي(ج)، وغيرهم.
قال الزجاج: المعنى هذا القرآن ذكر مبارك.
وقال السمرقندي: يعني: هذا القرآن ذكر مبارك يعني: فيه السعادة والمغفرة للذنوب والنجاة لمن آمن به.
ومنه ( هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ ): قال ابن قتيبة: يعني القرآن.
ومنه ( أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي ): "هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ": قال الراغب الأصفهاني، وابن قتيبة: يعني القرآن. وبه قال الجلال، و"وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي": قال ابن قتيبة: يعني الكتب المتقدمة من كتب الله.
ومنه ( وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ): قال السمرقندي: إن هو يعني: ما هذا القرآن إلا ذكر للعالمين يعني: إلا عظة للجن، والإنس.
وقال مكي في قوله {إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ}، أي: ما هذا القرآن الذي جئتكم به من عند الله إلا ذكر من الله يتذكر به جميع الخلق من الجن والإنس.
*قوله {نقيض له }:* في الدنيا.
*ومعنى نقيض*: نسبب.
قاله الإيجي الشافعي، وأبو بكر السجستاني، والسمرقندي، والجلال المحلي، وغيرهما.
قال الإيجي: نسبب له ونسلط عليه.
قال السمرقندي: مجازاة لإعراضه عن ذكر الله.
*قوله {شيطانا}:* يزين له الغواية، ويصده عن الهداية.
*قوله {فهو له قرين}:* أي مقارن، وملازم؛ يزين له الغي؛ لا يفارقه.
قال البغوي: لا يفارقه، يزين له العمى ويخيل إليه أنه على الهدى.
قال أبو بكر السجستاني: نسبب له شيطانا، يجعل الله جل وعز ذلك جزاءه.
قلت ( عبدالرحيم ): ونظير ذلك فط التنزيل؛ قوله تعالى ( وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ): وَقَيَّضْنَا: سببنا.
قاله الزجاج، وابن الجوزي، والواحدي(ج)،وابن الهائم، والجلال المحلي.
وزاد الزجاج: من حيث لا يحتسبون.
قال مكي في الهداية: وحقيقة قيضنا سببنا لهم من حيث لم يحتسبوا.
و{قرناء} يعني: شياطين.
قاله ابن أبي زمنين، وحكاه مكي في الهداية عن ابن عباس.
ونظيره قوله: ( أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ): قال القاسم بن سلام في غريب الحديث: أي تدفعهم، وتسوقهم؛ وهو من التحريك.
انتهى
والحمد لله أولا وآخرا.
_______________
المصدر:
أنظر:
تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، غريب القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للفراء، تفسير السمرقندي، تفسير ابن أبي زمنين، تفسير الطبري، تفسير البغوي، تفسير السمعاني، اللباب لسراج الدين النعماني، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي، تفسير مقاتل، زاد المسير لابن الجوزي، جامع البيان للإيجي الشافعي، محاسن التأويل للقاسمي، تفسير التستري، البسيط للواحدي، الوجيز للواحدي، تفسير الخازن، النكت والعيون للماوردي، تفسير البيضاوي، التفسير الكبير للرازي، التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور، غريب الحديث للقاسم بن سلام.
- كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
*للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424*