عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة
New member
*الوسيط في تفسير معاني وغريب القرآن*
قوله تعالى
( وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ) النور:8
*قوله [ويدرأ]:* يَدْفَعُ.
قاله الطبري، وصديق حسن خان، وأبو حيان الأندلسي، والنحاس، وإلا يجي الشافعي، ومجير الدين العليمي، والبغوي، والواحدي، والعز بن عبدالسلام، والنسفي، والسيوطي، وجلال الدين المحلي، والشربيني، وغيرهم.
قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ): «فَادَّارَأْتُمْ» قال أبو حيان، والزجاج، والسمرقندي: تدافعتم. انتهى
والمعنى: كل واحد منكم يدفع عن نفسه تهمة القتل؛ فأخرج الله ما كتمتموه.
قال الأخفش: فإنما هي: "فَتَدارَأْتُم" ولكن التاء تدغم أحياناً كذا في الدال لأن مخرجها من مخرجها.
قال الزجاج: ( فَتَدارَأتمْ فيها ): أي تدافعتم، أي ألقى بعضكم على بَعْض، يقال: درأتُ فلاناً إِذا دافعتُه.
انتهى كلامه.
ومنه قوله تعالى ( الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ): «فَادْرَءُوا» : قال الطبري، والبغوي: فادفعوا.
قال ابن قتيبة: أي ادفعوه. يقال: درأ الله عنك الشرك أي دفعه.
ومنه قوله ( وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ): «وَيَدْرَءُونَ»: قال غلام ثعلب: أي يدفعون بالتوبة والطاعة.
وقال ابن قتيبة: أي يدفعون السيئة بالحسنة، كأنهم إذا سفه عليهم حلموا. فالسفه سيئة والحلم حسنة. ونحوه {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} ويقال: درأ الله عني شرك: أي دفعه. فهو يدرؤه درءا.
قال السيوطي: يدفعون {بالحسنة السيئة} كالجهل بالحلم والأذى بالصبر.
ومنه ما قاله ابن مسعود - رضي الله عنه -:ادرءواالجلد والقتل عن المسلمين ما استطعتم. (1). أنظر تخريجه؛ أدناه.
فمعنى قول ابن مسعود: "ادرءوا": أي ادفعوا الحدود عن أهلها؛ إن وجدتم شبهة؛ توجب الشك في ثبوت الحد.
*قوله [عنها]:* عن المرأة؛ التي قذفها زوجها بالزنى.
*قوله [العذاب]:* الدنيوي؛ وهوالرجم؛ حد الزنا الذي ثبت بشهادةزوجها.
*قوله [أن تشهد أربع شهادات بالله إنه]:* «إنه»: أي الزوج.
قاله الإيجي.
*قوله [لمن الكاذبين]:*فيما رماني به من الزنا.
والمعنى الإجمالي للآية:
يدفععن المرأةالتي قذفها زوجها بالزنى؛ عقوبة الحد في الدنيا؛ إذا شهدت أربع شهادات بالله؛ إنه لكاذب فيما رماها به.
وإنما قلنا: في الدنيا؛ لأن الحد يدرأ عنها؛ وإن كانت كاذبة في حلفها، ثم مرد عذابها في الآخرة إلى الذي غضب عليها- عز وجل -.
-------------------
(1) قال الألباني ( إرواء الغليل- تخريج حديث رقم: 2356 ): وقد صح موقوفا على ابن مسعود. أخرجه ابن أبى شيبة (١١/٧٠/٢) والبيهقى وقال: " هذا موصول ". قلت: وهو حسن الإسناد.
انتهى كلامه.
_____________
المصدر:
أنظر:
عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي، معاني القرآن للأخفش، معاني القرآن للزجاج، تفسير يحيى بن سلام، غريب القرآن لابن قتيبة، ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن لغلام ثعلب، تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب لأبي حيان الأندلسي، تفسير الجلالين، الوجيز للواحدي، تفسير البغوي، جامع البيان للإيجي الشافعي، فتح القدير للشوكاني، فتح الرحمن في تفسير القرآن لمجير الدين العليمي، تفسير النسفي، تفسير العز بن عبد السلام، الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي، السراج المنير للخطيب الشربيني، فتح البيان في مقاصد القرآن لصديق حسن خان، التفسير المختصر.
- كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
*للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424*
قوله تعالى
( وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ) النور:8
*قوله [ويدرأ]:* يَدْفَعُ.
قاله الطبري، وصديق حسن خان، وأبو حيان الأندلسي، والنحاس، وإلا يجي الشافعي، ومجير الدين العليمي، والبغوي، والواحدي، والعز بن عبدالسلام، والنسفي، والسيوطي، وجلال الدين المحلي، والشربيني، وغيرهم.
قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ): «فَادَّارَأْتُمْ» قال أبو حيان، والزجاج، والسمرقندي: تدافعتم. انتهى
والمعنى: كل واحد منكم يدفع عن نفسه تهمة القتل؛ فأخرج الله ما كتمتموه.
قال الأخفش: فإنما هي: "فَتَدارَأْتُم" ولكن التاء تدغم أحياناً كذا في الدال لأن مخرجها من مخرجها.
قال الزجاج: ( فَتَدارَأتمْ فيها ): أي تدافعتم، أي ألقى بعضكم على بَعْض، يقال: درأتُ فلاناً إِذا دافعتُه.
انتهى كلامه.
ومنه قوله تعالى ( الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ): «فَادْرَءُوا» : قال الطبري، والبغوي: فادفعوا.
قال ابن قتيبة: أي ادفعوه. يقال: درأ الله عنك الشرك أي دفعه.
ومنه قوله ( وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ): «وَيَدْرَءُونَ»: قال غلام ثعلب: أي يدفعون بالتوبة والطاعة.
وقال ابن قتيبة: أي يدفعون السيئة بالحسنة، كأنهم إذا سفه عليهم حلموا. فالسفه سيئة والحلم حسنة. ونحوه {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} ويقال: درأ الله عني شرك: أي دفعه. فهو يدرؤه درءا.
قال السيوطي: يدفعون {بالحسنة السيئة} كالجهل بالحلم والأذى بالصبر.
ومنه ما قاله ابن مسعود - رضي الله عنه -:ادرءواالجلد والقتل عن المسلمين ما استطعتم. (1). أنظر تخريجه؛ أدناه.
فمعنى قول ابن مسعود: "ادرءوا": أي ادفعوا الحدود عن أهلها؛ إن وجدتم شبهة؛ توجب الشك في ثبوت الحد.
*قوله [عنها]:* عن المرأة؛ التي قذفها زوجها بالزنى.
*قوله [العذاب]:* الدنيوي؛ وهوالرجم؛ حد الزنا الذي ثبت بشهادةزوجها.
*قوله [أن تشهد أربع شهادات بالله إنه]:* «إنه»: أي الزوج.
قاله الإيجي.
*قوله [لمن الكاذبين]:*فيما رماني به من الزنا.
والمعنى الإجمالي للآية:
يدفععن المرأةالتي قذفها زوجها بالزنى؛ عقوبة الحد في الدنيا؛ إذا شهدت أربع شهادات بالله؛ إنه لكاذب فيما رماها به.
وإنما قلنا: في الدنيا؛ لأن الحد يدرأ عنها؛ وإن كانت كاذبة في حلفها، ثم مرد عذابها في الآخرة إلى الذي غضب عليها- عز وجل -.
-------------------
(1) قال الألباني ( إرواء الغليل- تخريج حديث رقم: 2356 ): وقد صح موقوفا على ابن مسعود. أخرجه ابن أبى شيبة (١١/٧٠/٢) والبيهقى وقال: " هذا موصول ". قلت: وهو حسن الإسناد.
انتهى كلامه.
_____________
المصدر:
أنظر:
عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي، معاني القرآن للأخفش، معاني القرآن للزجاج، تفسير يحيى بن سلام، غريب القرآن لابن قتيبة، ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن لغلام ثعلب، تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب لأبي حيان الأندلسي، تفسير الجلالين، الوجيز للواحدي، تفسير البغوي، جامع البيان للإيجي الشافعي، فتح القدير للشوكاني، فتح الرحمن في تفسير القرآن لمجير الدين العليمي، تفسير النسفي، تفسير العز بن عبد السلام، الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي، السراج المنير للخطيب الشربيني، فتح البيان في مقاصد القرآن لصديق حسن خان، التفسير المختصر.
- كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
*للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424*