معاني وغريب القرآن لسورة الأنفال: آية: 68-69

إنضم
17/08/2016
المشاركات
680
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
المملكة العربية
قوله تعالى
( لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [68] فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [69] الأنفال

قوله «لولا كتاب من الله سبق»: لولا أن الله كتب في أم الكتاب أنه سيحل لكم الغنائم لمسكم فيما تعجلتم من المغانم والفداء يوم بدر قبل أن تؤمروا بذلك عذاب عظيم.

روى هذا المعنى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، وبه قال مقاتل.
وقال أبو هريرة: تعجل ناس من المسلمين فأصابوا الغنائم، فنزلت الآية.
قاله ابن الجوزي في زاد المسير.

قال البقاعي: أي قضاء حتم ثابت مبرم.

قال الإيجي الشافعي، والبقاعي: يعني في أم الكتاب.
وزاد البقاعي: من الحكم بإسعادكم.

قال أبو السعود: أي لولا حكم منه تعالى سبق إثباته في اللوح المحفوظ.

قال أبو هريرة: لولا أنه سبق في علمي أني سأحل المغانم لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم.
رواه ابن أبي حاتم في تفسيره.

قال ابن قتيبة: أي قضاء سبق بأنه سيحل لكم المغانم.

قال الخطيب الشربيني: لولا قضاء الله سبق في اللوح المحفوظ، بأنه يحمل لكم الغنائم.

قال مكي في الهداية: هذا خطاب لأهل بدر في أخذهم الغنائم والفداء.

قال السيوطي: بإحلال الغنائم والأسرى لكم.

قال ابن الجوزي: أي سيحل لكم الغنائم.

قال الفراء: في فداء الأسرى والغنائم.

وقال الحسن: سبقت المغفرة لأهل بدر.
وعنه أيضا: لولا كتاب من الله سبق قال: في الكتاب السابق من الله تعالى أن لا يعذب قوما إلا بعد قيام الحجة عليهم.
حكاه السمرقندي.

والمعنى: لولا أن الله قد سبق قضاؤه في اللوح المحفوظ، أنه يحل لكم ذلك، لعقوبتم بما فعلتم؛ لأنه تعالى لم يكن يحل ذلك لأحد من الأمم قبل أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنهم أخذوا الغنائم وقبلوا الفداء، قبل أن ينزل عليهم ما قد سبق منه، تعالى، أن يحله لهم، وكانت الأمم قبل محمد، عليه السلام، إذا غنموا شيئا جعلوه للقربان فتأكله النار، فهو حرام عليهم، لا يحل لأحد منهم شيء منه.
قاله مكي في الهداية.

قال الزمخشري: لولا حكم منه سبق إثباته في اللوح وهو أنه لا يعاقب أحد بخطأ، وكان هذا خطأ في الاجتهاد، لأنهم نظروا في أن استبقاءهم ربما كان سببا في إسلامهم وتوبتهم، وأن فداءهم يتقوى به على الجهاد في سبيل الله، وخفى عليهم أن قتلهم أعز للإسلام وأهيب لمن وراءهم وأفل لشوكتهم. انتهى
( فلّ: السيف تثلم حده، وانكسر ).
قال الرازي في الصحاح: (تَفَلَّلَتْ) مَضَارِبُ السَّيْفِ أَيْ تَكَسَّرَتْ. وَ (فَلَّ) الْجَيْشَ هَزَمَهُ وَبَابُهُ رَدَّ يُقَالُ: (فُلَّهُ فَانْفَلَّ) أَيْ كَسَرَهُ فَانْكَسَرَ.

وذكر ابن الجوزي- زاد المسير- في معنى قوله تعالى ( لولا كتاب من الله سبق ) خمسة أقوال.

وذكر الرازي أقوالا عدة بعدما قال: واعلم أنه كثر أقاويل الناس في تفسير هذا الكتاب السابق. انتهى فليراجع.

قال القرطبي: قوله تعالى( لولا كتاب من الله سبق): في أنه لا يعذب قوما حتى يبين لهم ما يتقون. واختلف الناس في كتاب الله السابق على أقوال، أصحها ما سبق من إحلال الغنائم، فإنها كانت محرمة على من قبلنا. فلما كان يوم بدر، أسرع الناس إلى الغنائم فأنزل الله عز وجل" لولا كتاب من الله سبق" أي بتحليل الغنائم.

قال ابن عطية: وذهب الطبري إلى دخول هذه المعاني كلها تحت اللفظ وأنه يعمها، ونكب عن تخصيص معنى دون معنى.

قال الطبري: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، ما قد بيناه قبل. وذلك أن قوله: (لولا كتاب من الله سبق)، خبر عامٌّ غير محصور على معنى دون معنى، وكل هذه المعاني التي ذكرتها عمن ذكرت، مما قد سبق في كتاب الله أنه لا يؤاخذ بشيء منها هذه الأمة، وذلك: ما عملوا من عمل بجهالة، و إحلال الغنيمة، والمغفرة لأهل بدر، وكل ذلك مما كتب لهم. وإذ كان ذلك كذلك، فلا وجه لأن يخصّ من ذلك معنى دون معنى، وقد عم الله الخبر بكل ذلك، بغير دلالة توجب صحة القول بخصوصه.

قوله «لمسَّكم»: لعاقبكم.
قاله مكي.

وقال أبو السعود: أي لأصابكم.

وقال الخطيب الشربيني: أي لنالكم.

قال ابن الجوزي: فيما تعجلتم يوم بدر من الغنائم والفداء.

قال السمرقندي: لأصابكم فيما أخذتم من الفداء عذاب عظيم، ثم طيبها- وأحلها لهم فقال: فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا.

قوله «فيما أخذتم»: من الفداء.
قاله الإيجي الشافعي، والواحدي، والبغوي، والخطيب الشربيني، والسيوطي، وأبو السعود.
وزاد الإيجي: قبل أن آذن لكم.
وزاد البغوي: قبل أن تؤمروا به.

قال البقاعي: أي من الأسرى المراد بهم الفداء.

قال أبو السعود: أي لأجل ما أخذتم من الفداء.

قوله «عذاب عظيم»: لا يقادر قدره.
قاله أبو السعود.

قال البقاعي: ولكن سبق حكمي بأن المغنم - ولو بالفداء - لكم حل وإن تعجلتم فيه أمري.

قال الواحدي: فلما نزل هذا أمسكوا أيديهم عما أخذوا من الغنائم فنزل: (فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله): بطاعته. (إن الله غفور): غفر لكم ما أخذتم من الفداء. (رحيم): رحمكم لأنكم أولياؤه.
____________
المصدر:
غريب القرآن لابن قتيبة، تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، الهداية الى بلوغ النهاية لمكي القيسي، تذكرة الأريب في تفسير الغريب لابن الجوزي، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للنحاس، معاني القرآن للفراء، تفسير السمرقندي، المحرر الوجيز لابن عطية، الوجيز للواحدي، الكشاف للزمخشري، التفسير الكبير للرازي، زاد المسير لابن الجوزي تفسير القرطبي، تفسير النسفي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي، جامع البيان للإيجي الشافعي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، السراج المنير للخطيب الشربيني، تفسير أبي السعود، تفسير الجلالين، مختار الصحاح لزين الدين الرازي.

كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك: 00966509006424
 
عودة
أعلى