عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة
New member
قوله تعالى
( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) التوبة [16]
قوله «أم»: بمعنى همزة الإنكار.
قاله السيوطي.
قال صديق حسن خان: "أم" هذه هي المنقطعة التي بمعنى: بل، والهمزة والاستفهام للتوبيخ.
قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا ): قال القرطبي: " أم " بمعنى: بل .
قال مكي في الهداية: و ( أم ): هنا: استفهام، والمعنى: أحسبتم أيها المؤمنون كذا وكذا؟.
قوله «حسبتم أن تُتركوا »: أيها المؤمنون. وقيل خطاب للمنافقين.
قاله الإيجي.
قال صديق حسن خان القِنَّوجي: والمعنى كيف يقع الحسبان منكم بأن تتركوا على ما أنتم عليه.
قوله «ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم»: ( ولما ): بمعنى: ولم.
أفاده السيوطي، والقرطبي.
قال الإيجي الشافعي: أي: نترككم مهملين ولا نختبركم بأمور يظهر الخُلَّص من غيرهم، نفى العلم، وأراد نفي المعلوم للمبالغة نفيا للملزوم بنفي اللازم.
قال صديق خان: والمعنى كيف تحسبون أنكم تتركون ولما يتبين المخلص منكم في جهاده من غير المخلص.
قوله «يعلم الله»: علم ظهور.
قاله السيوطي.
قال مكي في الهداية: علم مشاهدة. وقد كان علم ذلك، تعالى، قبل خلق العالم، ولكن المجازاة إنما تقع على المشاهدة.
قلت (عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ): قال القرطبي: علم شهادة حتى يقع عليه الجزاء .
وقوله ( وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ): قال مكي في الهداية: قال ابن عباس: " إلا ليتميز أهل اليقين من أهل الشك والريبة ". والتقدير: وما جعلنا صرفك عن بيت المقدس إلى الكعبة إلا لنعلم علم عيان تجب عليه المجازاة، من يتبع الرسول على قبلته ممن يرجع عن إيمانه فيخالف الرسول.
وقيل: المعنى: إلا لنُعْلِم رسولي وأوليائي ذلك.
وقيل: " علم " هنا بمعنى " رأى "، فالمعنى: إلا لنرى من يتبع.
وقيل: إنهم خوطبوا على ما كانوا يسرون؛ كان اليهود والمنافقون والكفار ينكرون أن يعلم الله عز وجل الشيء قبل كونه، فيكون المعنى: إلا لنبين لكم أنا نعلم لأشياء قبل كونها.
وقيل: إنما قال: " لنعلم " على طريق الرفق بعباده، واستمالتهم إلى الطاعة كما قال: ( وإنآ أو إياكم لعلى هدى ). وقد علم أن محمدا صلى الله عليه وسلم على هدى، وأن الكفار على ضلال.
وقوله ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم ): قال السيوطي: علم ظهور.
وقوله ( ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ): قال مكي في الهداية: معناه فليظهرن الله ذلك بالابتلاء والاختبار.
قوله «الذين جاهدوا منكم»: بإخلاص.
قاله السيوطي.
قوله «وليجة»: بطانة. بلغة هذيل.
قاله ابن حسنون السامري، والقاسم بن سلّام.
قال الإيجي الشافعي: بطانة وأولياء يفشون إليهم أسرارهم.
وبنحوه قال الثعلبي.
قال الجرجاني: هو الذي يلج عليك وتلج عليه على كل حال ولا يكتم عنه سره.
قال ابن منظور: وليجة الرجل: بطانته ودخلاؤه وخاصته.
قال مكي في المشكل: البطانة من غير المسلمين.
قال مكي في الهداية: أي: بطانة من المشركين، يفشون إليهم من سرهم.
قال بيان الحق النيسابوري: خلطاء يناجونهم، الواحد والجماعة فيه سواء.
قال نجم الدين النيسابوري: البطانة الذي يلج في باطن أمر الرجل، وفيه دليل على تحريم مخالطة الفاسق.
قال غلام ثعلب: الوليجة: الرجل يدخل على المؤمنين، فيقول: أنا منكم، ويدخل على المنافقين ويقول: أنا منكم، ويدخل على اليهود فيسهل عليهم أمر اليهودية، وجمعه: ولائج.
قال ابن منظور: ورجل خُرَجَة وُلُجَة، مثل همزة، أي كثير الدخول والخروج. ووليجة الرجل: بطانته وخاصته ودخلته.
قال الزبيدي ( في التاج ): الوليجة: من تتخذه معتمدا عليه من غير أهلك، وبه فسر بعض من المشركين.
قال أبو بكر السجستاني: أي بطانة ودخلاء من المشركين يخالطونهم ويوادونهم.
قال أبو عبيدة ( معمر بن المثنى )، وابن الهائم، وأبو حيان: كل شيء أدخلته في شيء ليس منه فهو وليجة.
وزاد أبو عبيدة: والرجل يكون في القوم وليس منهم فهو وليجة فيهم، ومجازه يقول: فلا تتخذوا وليا ليس من المسلمين دون الله ورسوله.
وقال قتادة وليجة: خيانة. وقال الضحاك: خديعة.
حكاه الثعلبي.
قال الزجاج: والوليجة: البطانة، وهي مأخوذة من ولج الشيء يلج إذا دخل. أي ولم يتخذوا بينهم وبين الكافرين دخيلة مودة.
قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل ): قال ابن الهائم، وابن قتيبة: أي: تدخل هذا في هذا.
وقوله (حتى يلج الجمل في سم الخياط ): قال ابن قتيبة: أي يدخل البعير.
قوله (والله خبير بما تعملون): خبير بكل شيء، خبير بعدوكم، خبير بعواقب الأمور إن خالفتموه واتخذتموهم بطانة، وقد نهاكم عن ذلك ( لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ): قال أبو عبيدة: أي شرا.
قال الراغب: والوليجة: البطانة من المشركين يتخذونهم فيفشون إليهم أسرارهم، ويعلمونهم أمورهم. فنهوا عن ذلك.
-
المصدر:
اللغات في القرآن لعبدالله بن حسنون السامري، لغات القبائل الواردة في القرآن للقاسم بن سلام، غريب القرآن لابن قتيبة، تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن لغلام ثعلب، تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب لأبي حيان، مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، معاني القرآن للزجاج، إيجاز البيان عن معاني القرآن لنجم الدين النيسابوري، باهر البرهان في توضيح مشكلات القرآن لبيان الحق النيسابوري، الكشف والبيان للثعلبي، جامع البيان للإيجي الشافعي، فتح البيان في مقاصد القرآن لصديق حسن خان، درج الدرر في تفسير الآي والسور للجرجاني، لسان العرب لابن منظور، تاج العروس للزبيدي.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424
( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) التوبة [16]
قوله «أم»: بمعنى همزة الإنكار.
قاله السيوطي.
قال صديق حسن خان: "أم" هذه هي المنقطعة التي بمعنى: بل، والهمزة والاستفهام للتوبيخ.
قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا ): قال القرطبي: " أم " بمعنى: بل .
قال مكي في الهداية: و ( أم ): هنا: استفهام، والمعنى: أحسبتم أيها المؤمنون كذا وكذا؟.
قوله «حسبتم أن تُتركوا »: أيها المؤمنون. وقيل خطاب للمنافقين.
قاله الإيجي.
قال صديق حسن خان القِنَّوجي: والمعنى كيف يقع الحسبان منكم بأن تتركوا على ما أنتم عليه.
قوله «ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم»: ( ولما ): بمعنى: ولم.
أفاده السيوطي، والقرطبي.
قال الإيجي الشافعي: أي: نترككم مهملين ولا نختبركم بأمور يظهر الخُلَّص من غيرهم، نفى العلم، وأراد نفي المعلوم للمبالغة نفيا للملزوم بنفي اللازم.
قال صديق خان: والمعنى كيف تحسبون أنكم تتركون ولما يتبين المخلص منكم في جهاده من غير المخلص.
قوله «يعلم الله»: علم ظهور.
قاله السيوطي.
قال مكي في الهداية: علم مشاهدة. وقد كان علم ذلك، تعالى، قبل خلق العالم، ولكن المجازاة إنما تقع على المشاهدة.
قلت (عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ): قال القرطبي: علم شهادة حتى يقع عليه الجزاء .
وقوله ( وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ): قال مكي في الهداية: قال ابن عباس: " إلا ليتميز أهل اليقين من أهل الشك والريبة ". والتقدير: وما جعلنا صرفك عن بيت المقدس إلى الكعبة إلا لنعلم علم عيان تجب عليه المجازاة، من يتبع الرسول على قبلته ممن يرجع عن إيمانه فيخالف الرسول.
وقيل: المعنى: إلا لنُعْلِم رسولي وأوليائي ذلك.
وقيل: " علم " هنا بمعنى " رأى "، فالمعنى: إلا لنرى من يتبع.
وقيل: إنهم خوطبوا على ما كانوا يسرون؛ كان اليهود والمنافقون والكفار ينكرون أن يعلم الله عز وجل الشيء قبل كونه، فيكون المعنى: إلا لنبين لكم أنا نعلم لأشياء قبل كونها.
وقيل: إنما قال: " لنعلم " على طريق الرفق بعباده، واستمالتهم إلى الطاعة كما قال: ( وإنآ أو إياكم لعلى هدى ). وقد علم أن محمدا صلى الله عليه وسلم على هدى، وأن الكفار على ضلال.
وقوله ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم ): قال السيوطي: علم ظهور.
وقوله ( ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ): قال مكي في الهداية: معناه فليظهرن الله ذلك بالابتلاء والاختبار.
قوله «الذين جاهدوا منكم»: بإخلاص.
قاله السيوطي.
قوله «وليجة»: بطانة. بلغة هذيل.
قاله ابن حسنون السامري، والقاسم بن سلّام.
قال الإيجي الشافعي: بطانة وأولياء يفشون إليهم أسرارهم.
وبنحوه قال الثعلبي.
قال الجرجاني: هو الذي يلج عليك وتلج عليه على كل حال ولا يكتم عنه سره.
قال ابن منظور: وليجة الرجل: بطانته ودخلاؤه وخاصته.
قال مكي في المشكل: البطانة من غير المسلمين.
قال مكي في الهداية: أي: بطانة من المشركين، يفشون إليهم من سرهم.
قال بيان الحق النيسابوري: خلطاء يناجونهم، الواحد والجماعة فيه سواء.
قال نجم الدين النيسابوري: البطانة الذي يلج في باطن أمر الرجل، وفيه دليل على تحريم مخالطة الفاسق.
قال غلام ثعلب: الوليجة: الرجل يدخل على المؤمنين، فيقول: أنا منكم، ويدخل على المنافقين ويقول: أنا منكم، ويدخل على اليهود فيسهل عليهم أمر اليهودية، وجمعه: ولائج.
قال ابن منظور: ورجل خُرَجَة وُلُجَة، مثل همزة، أي كثير الدخول والخروج. ووليجة الرجل: بطانته وخاصته ودخلته.
قال الزبيدي ( في التاج ): الوليجة: من تتخذه معتمدا عليه من غير أهلك، وبه فسر بعض من المشركين.
قال أبو بكر السجستاني: أي بطانة ودخلاء من المشركين يخالطونهم ويوادونهم.
قال أبو عبيدة ( معمر بن المثنى )، وابن الهائم، وأبو حيان: كل شيء أدخلته في شيء ليس منه فهو وليجة.
وزاد أبو عبيدة: والرجل يكون في القوم وليس منهم فهو وليجة فيهم، ومجازه يقول: فلا تتخذوا وليا ليس من المسلمين دون الله ورسوله.
وقال قتادة وليجة: خيانة. وقال الضحاك: خديعة.
حكاه الثعلبي.
قال الزجاج: والوليجة: البطانة، وهي مأخوذة من ولج الشيء يلج إذا دخل. أي ولم يتخذوا بينهم وبين الكافرين دخيلة مودة.
قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل ): قال ابن الهائم، وابن قتيبة: أي: تدخل هذا في هذا.
وقوله (حتى يلج الجمل في سم الخياط ): قال ابن قتيبة: أي يدخل البعير.
قوله (والله خبير بما تعملون): خبير بكل شيء، خبير بعدوكم، خبير بعواقب الأمور إن خالفتموه واتخذتموهم بطانة، وقد نهاكم عن ذلك ( لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ): قال أبو عبيدة: أي شرا.
قال الراغب: والوليجة: البطانة من المشركين يتخذونهم فيفشون إليهم أسرارهم، ويعلمونهم أمورهم. فنهوا عن ذلك.
-
المصدر:
اللغات في القرآن لعبدالله بن حسنون السامري، لغات القبائل الواردة في القرآن للقاسم بن سلام، غريب القرآن لابن قتيبة، تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن لغلام ثعلب، تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب لأبي حيان، مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، معاني القرآن للزجاج، إيجاز البيان عن معاني القرآن لنجم الدين النيسابوري، باهر البرهان في توضيح مشكلات القرآن لبيان الحق النيسابوري، الكشف والبيان للثعلبي، جامع البيان للإيجي الشافعي، فتح البيان في مقاصد القرآن لصديق حسن خان، درج الدرر في تفسير الآي والسور للجرجاني، لسان العرب لابن منظور، تاج العروس للزبيدي.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424