عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة
New member
قوله تعالى
( وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ) التوبة 12
قال السيوطي في (الإكليل) : استدل بهذه الآية من قال إن الذّمّي يقتل إذا طعن في الإسلام أو القرآن أو ذكر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بسوء، سواء شرط انتقاض العهد به أم لا.
قال الزجاج: وهذه الآية توجب قتل الذمي إذا أظهر الطعن في الإسلام لأن العهد معقود عليه بألا يطعن، فإذا طعن فقد نكث.
وقال السمعاني: هذا دليل على أن الذمي إذا طعن في دين الإسلام ظاهرا لا يبقى له عهد، ويجوز قتله. وبنحوه قال البغوي.
قوله «وإن نكثوا»: مقابل قوله: (فإن تابوا).
قاله صديق حسن خان.
ومعنى ( نكثوا ): نقضوا.
قاله الإيجي الشافعي، وأبو بكر السجستاني، وأبو حيان، وابن الهائم، والنحاس، والرازي، والواحدي، والبغوي.
وزاد البغوي، والواحدي، والرازي: عهودهم.
قال البقاعي: أي التي حلفوها لكم.
قال مكي في الهداية: أي: وإن نكث هؤلاء المشركون عهودهم من بعد ماعاهدوكم.
قال بيان الحق: يعني قريشا إذ غدروا بخزاعة.
قال الخطيب الشربيني: أي نقضوا عهودهم وهم الذين نقضوا عقد الصلح بالحديبية وأعانوا بني بكرة على خزاعة وهذا يدل على أن قتال الناكثين أولى من قتال غيرهم من الكفار ليكون ذلك زجراً لغيرهم.
قال السمعاني: هذا في العهد الذي كان بين رسول الله وبين قريش، فنقضوا العهد.
قلت ( عبدالرحيم ): قوله تعالى ( وإن نكثوا أيمانهم ): أي نقضوا.
ومنه قوله تعالى ( فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون ): قال أبو بكر السجستاني، والنحاس: ينقضون العهد.
وقال الزجاج: أي إذا هم ينقضون عهدهم.
وقوله (فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ): قال النحاس: يقال نكث إذا نقض ما اعتقده. وقال الطبري: يقول: فإنما ينقض بيعته. انتهى
قوله «أيمانهم»: مواثيقهم.
قاله الإيجي الشافعي، والسيوطي.
قوله «من بعد عهدهم»: أي الذي عقدوه.
قاله البقاعي.
قال صديق حسن خان: أي من بعد أن عاهدوهم والمعنى أن الكفار إن نكثوا العهود التي عاهدوا بها المسلمين ووثقوا لهم بها.
قوله « وطعنوا »: أي عابوه.
قاله السيوطي.
قال ابن عطية: أي بالاستنقاص والحرب وغير ذلك مما يفعله المشرك.
قال الرازي: عابوا دينكم، وقدحوا فيه.
قال الواحدي: اغتابوكم وعابوا دينكم.
قال مكي في الهداية: أي: قدحوا فيه، وثلبوه وعابوه.
قوله « في دينكم»: أي بقول أو فعل.
قاله البقاعي.
قوله «فقاتلوا»: أي فقد وجب على المسلمين قتالهم.
قاله صديق حسن خان.
قوله «أئمة الكفر»: رؤساءه.
قاله النحاس، والسيوطي.
قال الزجاج: أي رؤساء الكافرين، وقادتهم، لأن الإمام متبع.
قال الإيجي الشافعي: رؤساء مشركي قريش فإنهم ناقضون للعهد مستهزئون بدين الله، أي: قاتلوهم؛ لأنهم صاروا بذلك ذوي الرياسة في الكفر قال بعضهم: هم أهل فارس والروم وقال حذيفة بن اليمان: لم يأت أهلها بعد.
قال صديق حسن خان: وهي جمع إمام، والمراد صناديد المشركين وأهل الرياسة فيهم على العموم.
قال ابن عطية: أي رؤوسهم وأعيانهم الذين يقودون الناس إليه.
قال الرازي: أي متى فعلوا ذلك فافعلوا هذا.
قال البقاعي: ولما كان هذا الفعل لا يستقل به في الأغلب إلا الرؤساء، أشار إلى ذلك بقوله: ( فقاتلوا ).
قوله «إنهم لا أيمان»: عهود.
قاله الإيجي الشافعي، والواحدي، والبغوي، والسيوطي.
وزاد الإيجي، والواحدي: لهم.
قال ابن الجوزي: لا عهود لهم صادقة.
قوله «لهم»: وفي قراءة بالكسر.
قاله السيوطي.
قلت ( عبدالرحيم ): من قرأ: ( أيمان ) - بالفتح- وهم الأكثر؛ فمعناه: عهود. جمع يمين. كقوله تعالى ( واحفظوا أيمانكم )، وقوله ( ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم )، وقوله ( تحلة أيمانكم )، وقوله ( بما عقدتم الأيمان ).
ومن قرأ ( إيمان ) - بالخفض- فقد قال الإيجي: ومن قرأ لا إيمان بكسر الهمزة فمعناه لا إسلام، أو لا أمان لهم.
قوله «لعلهم ينتهون»: عن الكفر.
قاله السيوطي.
وقال مكي: أي ينتهون عن الشرك ونقض العهود.
قال الإيجي: أي قاتلوهم لعلهم يرجعون عما هم عليه من الكفر والعناد.
قال البغوي: أي لكي ينتهوا عن الطعن في دينكم والمظاهرة عليكم. وقيل: عن الكفر.
المعنى الإجمالي للآية:
وإن نقض هؤلاء المشركون العهود التي أبرمتموها معهم، وأظهروا الطعن في دين الإسلام، فقاتلوهم فإنهم رؤساء الضلال، لا عهد لهم ولا ذمة، حتى ينتهوا عن كفرهم وعداوتهم للإسلام.
-
المصدر:
غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب لأبي حيان، التبيان لابن الهائم، تذكرة الأريب لابن الجوزي، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للنحاس، إيجاز البيان لنجم الدين النيسابوري، باهر البرهان لبيان الحق النيسابوري، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، تفسير الطبري، تفسير البغوي،تفسير النسفي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي، المحرر الوجيز لابن عطية، جامع البيان للإيجي الشافعي، السراج المنير للخطيب الشربيني، مقاصد القرآن لصديق حسن خان، محاسن التأويل للقاسمي، تفسير الجلالين.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424
( وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ) التوبة 12
قال السيوطي في (الإكليل) : استدل بهذه الآية من قال إن الذّمّي يقتل إذا طعن في الإسلام أو القرآن أو ذكر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بسوء، سواء شرط انتقاض العهد به أم لا.
قال الزجاج: وهذه الآية توجب قتل الذمي إذا أظهر الطعن في الإسلام لأن العهد معقود عليه بألا يطعن، فإذا طعن فقد نكث.
وقال السمعاني: هذا دليل على أن الذمي إذا طعن في دين الإسلام ظاهرا لا يبقى له عهد، ويجوز قتله. وبنحوه قال البغوي.
قوله «وإن نكثوا»: مقابل قوله: (فإن تابوا).
قاله صديق حسن خان.
ومعنى ( نكثوا ): نقضوا.
قاله الإيجي الشافعي، وأبو بكر السجستاني، وأبو حيان، وابن الهائم، والنحاس، والرازي، والواحدي، والبغوي.
وزاد البغوي، والواحدي، والرازي: عهودهم.
قال البقاعي: أي التي حلفوها لكم.
قال مكي في الهداية: أي: وإن نكث هؤلاء المشركون عهودهم من بعد ماعاهدوكم.
قال بيان الحق: يعني قريشا إذ غدروا بخزاعة.
قال الخطيب الشربيني: أي نقضوا عهودهم وهم الذين نقضوا عقد الصلح بالحديبية وأعانوا بني بكرة على خزاعة وهذا يدل على أن قتال الناكثين أولى من قتال غيرهم من الكفار ليكون ذلك زجراً لغيرهم.
قال السمعاني: هذا في العهد الذي كان بين رسول الله وبين قريش، فنقضوا العهد.
قلت ( عبدالرحيم ): قوله تعالى ( وإن نكثوا أيمانهم ): أي نقضوا.
ومنه قوله تعالى ( فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون ): قال أبو بكر السجستاني، والنحاس: ينقضون العهد.
وقال الزجاج: أي إذا هم ينقضون عهدهم.
وقوله (فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ): قال النحاس: يقال نكث إذا نقض ما اعتقده. وقال الطبري: يقول: فإنما ينقض بيعته. انتهى
قوله «أيمانهم»: مواثيقهم.
قاله الإيجي الشافعي، والسيوطي.
قوله «من بعد عهدهم»: أي الذي عقدوه.
قاله البقاعي.
قال صديق حسن خان: أي من بعد أن عاهدوهم والمعنى أن الكفار إن نكثوا العهود التي عاهدوا بها المسلمين ووثقوا لهم بها.
قوله « وطعنوا »: أي عابوه.
قاله السيوطي.
قال ابن عطية: أي بالاستنقاص والحرب وغير ذلك مما يفعله المشرك.
قال الرازي: عابوا دينكم، وقدحوا فيه.
قال الواحدي: اغتابوكم وعابوا دينكم.
قال مكي في الهداية: أي: قدحوا فيه، وثلبوه وعابوه.
قوله « في دينكم»: أي بقول أو فعل.
قاله البقاعي.
قوله «فقاتلوا»: أي فقد وجب على المسلمين قتالهم.
قاله صديق حسن خان.
قوله «أئمة الكفر»: رؤساءه.
قاله النحاس، والسيوطي.
قال الزجاج: أي رؤساء الكافرين، وقادتهم، لأن الإمام متبع.
قال الإيجي الشافعي: رؤساء مشركي قريش فإنهم ناقضون للعهد مستهزئون بدين الله، أي: قاتلوهم؛ لأنهم صاروا بذلك ذوي الرياسة في الكفر قال بعضهم: هم أهل فارس والروم وقال حذيفة بن اليمان: لم يأت أهلها بعد.
قال صديق حسن خان: وهي جمع إمام، والمراد صناديد المشركين وأهل الرياسة فيهم على العموم.
قال ابن عطية: أي رؤوسهم وأعيانهم الذين يقودون الناس إليه.
قال الرازي: أي متى فعلوا ذلك فافعلوا هذا.
قال البقاعي: ولما كان هذا الفعل لا يستقل به في الأغلب إلا الرؤساء، أشار إلى ذلك بقوله: ( فقاتلوا ).
قوله «إنهم لا أيمان»: عهود.
قاله الإيجي الشافعي، والواحدي، والبغوي، والسيوطي.
وزاد الإيجي، والواحدي: لهم.
قال ابن الجوزي: لا عهود لهم صادقة.
قوله «لهم»: وفي قراءة بالكسر.
قاله السيوطي.
قلت ( عبدالرحيم ): من قرأ: ( أيمان ) - بالفتح- وهم الأكثر؛ فمعناه: عهود. جمع يمين. كقوله تعالى ( واحفظوا أيمانكم )، وقوله ( ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم )، وقوله ( تحلة أيمانكم )، وقوله ( بما عقدتم الأيمان ).
ومن قرأ ( إيمان ) - بالخفض- فقد قال الإيجي: ومن قرأ لا إيمان بكسر الهمزة فمعناه لا إسلام، أو لا أمان لهم.
قوله «لعلهم ينتهون»: عن الكفر.
قاله السيوطي.
وقال مكي: أي ينتهون عن الشرك ونقض العهود.
قال الإيجي: أي قاتلوهم لعلهم يرجعون عما هم عليه من الكفر والعناد.
قال البغوي: أي لكي ينتهوا عن الطعن في دينكم والمظاهرة عليكم. وقيل: عن الكفر.
المعنى الإجمالي للآية:
وإن نقض هؤلاء المشركون العهود التي أبرمتموها معهم، وأظهروا الطعن في دين الإسلام، فقاتلوهم فإنهم رؤساء الضلال، لا عهد لهم ولا ذمة، حتى ينتهوا عن كفرهم وعداوتهم للإسلام.
-
المصدر:
غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب لأبي حيان، التبيان لابن الهائم، تذكرة الأريب لابن الجوزي، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للنحاس، إيجاز البيان لنجم الدين النيسابوري، باهر البرهان لبيان الحق النيسابوري، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، تفسير الطبري، تفسير البغوي،تفسير النسفي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي، المحرر الوجيز لابن عطية، جامع البيان للإيجي الشافعي، السراج المنير للخطيب الشربيني، مقاصد القرآن لصديق حسن خان، محاسن التأويل للقاسمي، تفسير الجلالين.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424