معاني وغريب القرآن - سورة التوبة: آية: 6

إنضم
17/08/2016
المشاركات
680
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
المملكة العربية
قوله تعالى
( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ ) التوبة (6)

فائدة:

س: هل الآية منسوخة؟

ج: قال الحسن: وهذه الآية محكمة إلى يوم القيامة.
حكاه البغوي، والزمخشري.

وروى الطبري عن السدى والضحاك: هي منسوخة بقوله تعالى فاقتلوا المشركين.

قال الطبري: والصواب من القول في ذلك عندي، قولُ من قال: ليس ذلك بمنسوخ.

قوله «وإن أحد من المشركين»: الذين أمرتك بقتلهم، استجارك طلب منك الأمان والجوار، فأجره من القتل.
قاله الواحدي في البسيط.

قال السمرقندي: ويقال: فيه تقديم، ومعناه: وإن استجارك أحد من المشركين.

قوله «استجارك»: استأمنك من القتل.
قاله صديق حسن خان، والسيوطي.

قال النحاس: أي استجارك من القتل حتى يسمع كلام الله فأجره.

قال الإيجي الشافعي، والواحدي : طلب منك الأمان.
وزاد الواحدي: من القتل.

قال صديق حسن خان: يقال استجرت فلانا أي طلبت أن يكون جاراً أي محاميا ومحافظا من أن يظلمني ظالم أو يتعرض لي متعرض.

قال ابن الجوزي: استأمنك يبتغي أن يسمع القران وينظر فيما أمر به.

قال البغوي: أي استأمنك بعد انسلاخ الأشهر الحرم ليسمع كلام الله.

قال البقاعي: أي طلب أن تعامله في الإكرام معاملة الجار بعد انقضاء مدة السياحة.

قال الزجاج: المعنى إن طلب منك أحد منهم أن تجيره من القتل إلى أن يسمع كلام الله.

قوله «فأجره»: أمِّنه.
قاله الإيجي، والسمعاني.

قال البقاعي: أي فآمنه ودافع عنه من يقصده بسوء.

قال الواحدي في الوجيز: فاجعله في أمن.

وقال البغوي: فأعذه وآمنه.

قال السمعاني: الإستجارة: طلب الأمان. ومعنى الآية: وإن أحد من المشركين طلب منك الأمان فأجره، أي: أمنه.

قوله «حتى يسمع كلام الله»: القرآن.
قاله الواحدي، والسيوطي، وغيرهما.
وزاد الواحدي في الوجيز: فتقيم عليه حجة الله وتبين له دين الله.

قال السمرقندي: اعرض عليه القرآن حتى يسمع قراءتك بكلام الله.

قال النسفي: والمعنى وإن جاءك أحد من المشركين بعد انقضاء الأشهر لا عهد بينك وبينه واستأمنك ليسمع ما تدعو إليه من التوحيد والقرآن فأمنه.

نكتة:

والاقتصار على ذكر السماع لعدم الحاجة إلى شيء آخر في الفهم لكونهم من أهل الفصاحة.
قاله صديق حسن خان.

قال البقاعي في قوله
( حتى يسمع كلام الله ) : أي الملك الأعظم بسماع التلاوة الدالة عليه، فيعلم بذلك ما يدعو إليه من المحاسن ويتحقق أنه ليس كلام الخلق.

قلت ( عبدالرحيم ): قوله تعالى
(حتى يسمع كلام الله ): فيه أن الله يتكلم،وصفة الكلام ثابتة لربنا ومعبودنا على ما يليق به؛ وعليه النصوص تواترت، وأجمع عليه سلف الأمة؛ من أنه سبحانه يتكلم كلاما مسموعا؛ وكما أن نفسه لايشبهها شيء فكذا صفاته. ومنه قوله تعالى ( منهم من كلم الله )، وقوله ( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه )، وقال ( وكلم الله موسى تكليما )، وفي الحديث ( إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، فإذا : ( فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير). رواه البخاري.
وعنده معلقا : عن ابن مسعود: إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات شيئا، فإذا فزع عن قلوبهم وسكن الصوت، عرفوا أنه الحق ونادوا: ( ماذا قال ربكم قالوا الحق). انتهى

قوله «ثم أبلغه مأمنه»: دار الحرب.
قاله الجرجاني.

قال البغوي: أي إن لم يسلم أبلغه مأمنه، أي: الموضع الذي يأمن فيه وهو دار قومه، فإن قاتلك بعد ذلك فقدرت عليه فاقتله.

قال السيوطي: وهو دار قومه إن لم يؤمن لينظر في أمره.

قال الواحدي في الوجيز: إذا لم يرجع عن الشرك لينظر في أمره.

قال الواحدي في البسيط: الموضع الذي يأمن فيه.
وبه قال السمعاني، وابن الجوزي.

قال الفراء: يقول: رده إلى موضعه ومأمنه.

قال السمرقندي: وفي الآية دليل: أن حربيا لو دخل دار الإسلام على وجه الأمان، يكون آمنا ما لم يرجع إلى مأمنه.

قوله «ذلك»: المذكور.

قوله «بأنهم قوم لا يعلمون»: أي: يفعل ذلك بهم؛ لأنهم قوم جهلة لا يعلمون قدر ما دعوا إليه.
قاله مكي في الهداية.

كلام قيم؛ وهو المعنى الإجمالي للآية:

قال الزمخشري: والمعنى: وإن جاءك أحد من المشركين بعد انقضاء الأشهر لا عهد بينك وبينه ولا ميثاق، فاستأمنك ليسمع ما تدعو إليه من التوحيد والقرآن، وتبين ما بعثت له فأمنه حتى يسمع كلام الله ويتدبره ويطلع على حقيقة الأمر ثم أبلغه بعد ذلك داره التي يأمن فيها إن لم يسلم. ثم قاتله إن شئت من غير غدر ولا خيانة، وهذا الحكم ثابت في كل وقت.

المصدر:
المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، تذكرة الأريب في تفسير الغريب لابن الجوزي، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للنحاس، معاني القرآن للفراء، تفسير السمرقندي، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، البسيط للواحدي، الوجيز للواحدي، درج الدرر في تفسير الآي والسور للجرجاني، تفسير السمعاني، تفسير البغوي، الكشاف للزمخشري، تفسير النسفي، تفسير الطبري، جامع البيان للإيجي الشافعي، فتح البيان في مقاصد القرآن لصديق حسن خان، التصاريف ليحيى بن سلام، تفسير الجلالين.

كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424
 
عودة
أعلى