عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة
New member
قوله تعالى
( إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ) التوبة 4
قال البغوي: هذا استثناء من قوله: ( بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ).
قال الإيجي الشافعي: استثناء من المشركين في قوله ( بريء من المشركين ) فالمستثنى من جميع المشركين من كان أجل عهده فوق أربعة أشهر ولم ينقضوا العهد، فوجب إتمام عهدهم على الأصح.
قاله الإيجي الشافعي.
قال الزجاج: معنى الكلام: وقعت البراءة من المعاهدين الناقضين للعهود، إلا الذين عاهدتم ثم لم ينقضوكم، فليسوا داخلين في البراءة ما لم ينقضوا العهد.
قال الشوكاني: والتقدير: براءة من الله ورسوله إلى المعاهدين من المشركين إلا الذين لم ينقضوا العهد منهم.
قوله «إلا الذين عاهدتم من المشركين »: وهم بني ضمرة وبنو كنانة.
قاله الواحدي.
قال مكي في المشكل: وهذا في بني ضمرة خاصة.
وبه قال ابن قتيبة.
قال صديق حسن خان: قال ابن عباس: هم قريش، وقال قتادة: هم مشركو قريش الذين عاهدهم نبي الله زمن الحديبية، وقيل هم بنو ضمرة حي من كنانة.
قوله « ثم لم ينقصوكم شيئا»: أي لم ينقصوكم شيئا من شروط العهد التي عاهدتموهم عليها.
قال الإيجي الشافعي: من شرط العهد.
قال النسفي: أي وفوا بالعهد ولم ينقضوه.
قال الزمخشري: لم يقتلوا منكم أحدا. ولم يضروكم قط.
قال ابن أبي زمنين: أي لم يضروكم.
قال السمعاني: وقع الاستثناء على قوم من بني ضمرة أمر الله رسوله أن يتم إليهم عهدهم إلى مدتهم، وكان قد بقي من مدتهم تسعة أشهر؛ والسبب في الإتمام: أنهم لم ينقضوا العهد، وهذا معنى قوله تعالى: ( ثم لم ينقصوكم شيئا).
قوله «ولم يظاهروا»: يعاونوا.
قاله الإيجي الشافعي، وأبو حيان، والسمرقندي، وابن أبي زمنين، والسمعاني، والسيوطي، والخطيب الشربيني.
قال البقاعي: أي يعاونوا معاونة تظهر.
قال أبو بكر السجستاني، وابن الهائم: يعينوا عليكم.
قال ابن قتيبة: أي: لم يعينوه والظهير: العَوْن.
وقال صديق حسن خان: المظاهرة المعاونة أي لم يعاونوا.
قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ): قال ابن قتيبة: أي عونا. وقال أبو بكر السجستاني: أي: معينا.
وقوله ( وظاهروا على إخراجكم): قال الطبري: وعاونوا من أخرجكم من دياركم على إخراجكم.
وقوله( فإن تظاهرا عليه ): قال الراغب الأصفهاني: أي: تعاونا.
وقوله ( تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان ): قال أبو حيان: تعاونون.
وقوله ( وكان الكافر على ربه ظهيرا ): قال ابن قتيبة: أي عونا.
وقوله ( وإن تظاهرا عليه ): قال القرطبي: أي تتظاهرا وتتعاونا.
قوله «عليكم أحدا»: من الكفار.
قاله السيوطي.
وقال الإيجي: من أعدائكم.
قال ابن عباس: ولم يعاونوا عليكم عدوا.
حكاه الواحدي.
قوله «فأتموا إليهم عهدهم »: فأوفوا لهم بعهدهم.
قاله البغوي.
قال النسفي: فأدوه إليهم تاما كاملا.
قال القشيري: من وفّى الحق فى عقده فزده على حفظ عهده إذ لا يستوى من وفّاه ومن جفاه.
قوله «إلى مدتهم»: إلى انقضاء مدتهم التي عاهدتم عليها.
قاله السيوطي.
قال النسفي: إلى تمام مدتهم.
قال البغوي: إلى أجلهم الذي عاهدتُموهم عليه.
قال الواحدي معناه: إلى انقضاء مدَّتهم وكان قد بقي لهم من مدَّتهم تسعة أشهر فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإتمامها لهم.
قوله «إن الله يحب المتقين»: بإتمام العهود.
قال الإيجي: فإتمام العهد من التقوى.
قال الزجاج: أي ليسوا داخلين في البراءَة ما لم ينقضوا العهود.
المعنى الإجمالي للآية:
ويُستثنى من الحكم السابق( آية 3 ) المشركون الذين دخلوا معكم في عهد محدد بمدة، ولم يخونوا العهد، ولم يعاونوا عليكم أحدا من الأعداء، فأكملوا لهم عهدهم إلى نهايته المحدودة. إن الله يحب المتقين الذين أدَّوا ما أمروا به، واتقوا الشرك والخيانة، وغير ذلك من المعاصي.
___________
المصدر:
غريب القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب لأبي حيان، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للنحاس، تفسير السمرقندي، تفسير ابن أبي زمنين، جامع البيان للإيجي الشافعي، تفسير القشيري، البسيط للواحدي، الوجيز للواحدي، تفسير البغوي، تفسير الطبري، الكشاف للزمخشري، زاد المسير لابن الجوزي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي، تفسير السمعاني، تفسير النسفي، السراج المنير للخطيب الشربيني، مقاصد القرآن لصديق حسن خان، تفسير الجلالين.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424
( إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ) التوبة 4
قال البغوي: هذا استثناء من قوله: ( بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ).
قال الإيجي الشافعي: استثناء من المشركين في قوله ( بريء من المشركين ) فالمستثنى من جميع المشركين من كان أجل عهده فوق أربعة أشهر ولم ينقضوا العهد، فوجب إتمام عهدهم على الأصح.
قاله الإيجي الشافعي.
قال الزجاج: معنى الكلام: وقعت البراءة من المعاهدين الناقضين للعهود، إلا الذين عاهدتم ثم لم ينقضوكم، فليسوا داخلين في البراءة ما لم ينقضوا العهد.
قال الشوكاني: والتقدير: براءة من الله ورسوله إلى المعاهدين من المشركين إلا الذين لم ينقضوا العهد منهم.
قوله «إلا الذين عاهدتم من المشركين »: وهم بني ضمرة وبنو كنانة.
قاله الواحدي.
قال مكي في المشكل: وهذا في بني ضمرة خاصة.
وبه قال ابن قتيبة.
قال صديق حسن خان: قال ابن عباس: هم قريش، وقال قتادة: هم مشركو قريش الذين عاهدهم نبي الله زمن الحديبية، وقيل هم بنو ضمرة حي من كنانة.
قوله « ثم لم ينقصوكم شيئا»: أي لم ينقصوكم شيئا من شروط العهد التي عاهدتموهم عليها.
قال الإيجي الشافعي: من شرط العهد.
قال النسفي: أي وفوا بالعهد ولم ينقضوه.
قال الزمخشري: لم يقتلوا منكم أحدا. ولم يضروكم قط.
قال ابن أبي زمنين: أي لم يضروكم.
قال السمعاني: وقع الاستثناء على قوم من بني ضمرة أمر الله رسوله أن يتم إليهم عهدهم إلى مدتهم، وكان قد بقي من مدتهم تسعة أشهر؛ والسبب في الإتمام: أنهم لم ينقضوا العهد، وهذا معنى قوله تعالى: ( ثم لم ينقصوكم شيئا).
قوله «ولم يظاهروا»: يعاونوا.
قاله الإيجي الشافعي، وأبو حيان، والسمرقندي، وابن أبي زمنين، والسمعاني، والسيوطي، والخطيب الشربيني.
قال البقاعي: أي يعاونوا معاونة تظهر.
قال أبو بكر السجستاني، وابن الهائم: يعينوا عليكم.
قال ابن قتيبة: أي: لم يعينوه والظهير: العَوْن.
وقال صديق حسن خان: المظاهرة المعاونة أي لم يعاونوا.
قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ): قال ابن قتيبة: أي عونا. وقال أبو بكر السجستاني: أي: معينا.
وقوله ( وظاهروا على إخراجكم): قال الطبري: وعاونوا من أخرجكم من دياركم على إخراجكم.
وقوله( فإن تظاهرا عليه ): قال الراغب الأصفهاني: أي: تعاونا.
وقوله ( تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان ): قال أبو حيان: تعاونون.
وقوله ( وكان الكافر على ربه ظهيرا ): قال ابن قتيبة: أي عونا.
وقوله ( وإن تظاهرا عليه ): قال القرطبي: أي تتظاهرا وتتعاونا.
قوله «عليكم أحدا»: من الكفار.
قاله السيوطي.
وقال الإيجي: من أعدائكم.
قال ابن عباس: ولم يعاونوا عليكم عدوا.
حكاه الواحدي.
قوله «فأتموا إليهم عهدهم »: فأوفوا لهم بعهدهم.
قاله البغوي.
قال النسفي: فأدوه إليهم تاما كاملا.
قال القشيري: من وفّى الحق فى عقده فزده على حفظ عهده إذ لا يستوى من وفّاه ومن جفاه.
قوله «إلى مدتهم»: إلى انقضاء مدتهم التي عاهدتم عليها.
قاله السيوطي.
قال النسفي: إلى تمام مدتهم.
قال البغوي: إلى أجلهم الذي عاهدتُموهم عليه.
قال الواحدي معناه: إلى انقضاء مدَّتهم وكان قد بقي لهم من مدَّتهم تسعة أشهر فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإتمامها لهم.
قوله «إن الله يحب المتقين»: بإتمام العهود.
قال الإيجي: فإتمام العهد من التقوى.
قال الزجاج: أي ليسوا داخلين في البراءَة ما لم ينقضوا العهود.
المعنى الإجمالي للآية:
ويُستثنى من الحكم السابق( آية 3 ) المشركون الذين دخلوا معكم في عهد محدد بمدة، ولم يخونوا العهد، ولم يعاونوا عليكم أحدا من الأعداء، فأكملوا لهم عهدهم إلى نهايته المحدودة. إن الله يحب المتقين الذين أدَّوا ما أمروا به، واتقوا الشرك والخيانة، وغير ذلك من المعاصي.
___________
المصدر:
غريب القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب لأبي حيان، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للنحاس، تفسير السمرقندي، تفسير ابن أبي زمنين، جامع البيان للإيجي الشافعي، تفسير القشيري، البسيط للواحدي، الوجيز للواحدي، تفسير البغوي، تفسير الطبري، الكشاف للزمخشري، زاد المسير لابن الجوزي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي، تفسير السمعاني، تفسير النسفي، السراج المنير للخطيب الشربيني، مقاصد القرآن لصديق حسن خان، تفسير الجلالين.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424