"معاني وغريب الصحيحين - موضوع متجدد "

إنضم
17/08/2016
المشاركات
680
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
المملكة العربية
*معاني وغريب الصحيحين - البخاري ومسلم.*

*كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: +966509006424*

- حديث أَبِي هُرَيْرَةَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَتَعَوَّذُ مِنْ جَهْدِ الْبَلاَءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ».
(متفق عليه - اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان؛ حديث رقم: ١٧٣٣).

*قوله {يَتَعَوَّذُ}:* يعني كثيرا ما يتعوذ. دل عليه الفعل المضارع.

ومعنى "يتعوذ": يلتجئ، ويعتصم، ويحتمي بالله - جل ذكره -.

وفي لفظ - للبخاري (٦٦١٦) -: «تَعَوَّذُوابِاللَّهِ...».

قال ابن الجوزي في كشف المشكل من حديث الصحيحين: تعوذوا: بمعنى الجأوا إليه ولوذوا به.

*قوله {مِنْ جَهْدِ}:* والجهد: المشقة.
قاله ابن الجوزي في كشف المشكل من حديث الصحيحين.

قال في إكمال المعلم بفوائد مسلم: والجهد: ما لا طاقة لحمله ولا يقدر على دفعه؛ فهو المستعاذ به.

*قوله {الْبَلاَءِ}:* الاختبار، والامتحان. وفي التنزيل {قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ}: لِيَبْلُوَنِي: يقول: ليختبرني ويمتحنني. (2).

والمعنى: كان يتعوذ مما ينزل به من تغير الأحوال امتحانا من الله له؛ فلعل العبد لا يوفق في نجاحه في هذا الاختبار؛ فيجزع ولا يصبر.

قال ابن بطال في شرح صحيح البخاري: كل ما أصاب الإنسان من شدّة المشقّة والجهدمما لا طاقة له بحمله ولا يقدر على دفعه عن نفسه فهو منجهدالبلاءَ.

قال شهاب الدين التُّورِبِشْتِي في الميسر في شرح مصابيح السنة: الجهد- بفتح الجيم- مصدر قولك: اجهد جهدك في هذا الأمر، أي: ابلغ غايتك، والجهد- أيضاً- المشتقة، يقال: جهد دابته وأجهدها: إذا حمل عليها في السير فوق طاقتها، وتأويل (جهد البلاء) عند العلماء: أنها الحالة التي يمتحن بها الإنسان حتى يختار عليها الموت ويتمناه.

*قوله {وَ}:* يتعوذ من.

*قوله {دَرَكِ}:* لحاق، وإدراك. يعني: يتعوذ أن يلحقه، ويتبعه، ويدركه.

وفي التنزيل {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ}: أي لا ينبغي لها أن تلحق القمر فتجتمع معه.
وفي التنزيل - كذلك - {لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى}: لحاقا، وتبعة. (1)

قال جمال الدين الكجراتي في مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار "درك" الشقاء بفتح راء اللحاق والتبعة.

قال مجد الدين أبو السعادات في النهاية في غريب الحديث والأثر، وابن منظور في اللسان: الدَّرْكُ: اللَّحاقُ والوصُولُ إِلَى الشَّيْءِ، أَدْرَكْتُهُ إِدْرَاكاً ودَرَكاً.

وفي معجم اللغة العربية المعاصرة: رجال الدَّرَك: رجالُ الشُّرطة لإِدراكهم الفارِّين والمجرمين.

*قوله {الشَّقَاءِ}*: الهلاك. وقد يذكر ويراد به الأسباب التي تؤدي إلى الهلاك، كالنصب وغيره.
قاله ابن الجوزي في كشف المشكل من حديث الصحيحين.

قال ابن هبيرة في الإفصاح عن معاني الصحاح: ودركالشقاء: هو لحوق الشقاء.

قال الكرماني في الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري و (الشقاء) بالفتح والمد الشدة والعسر وهو يتناول الدينية والدنيوية.

*قوله {وَ}:* يتعوذ من.

*قوله {سُوءِ الْقَضَاءِ}:* هذا مثل قوله (وقنا شر ما قضيت).
قاله المظهري في المفاتيح شرح المصابيح.

قال ابن الملقن في التوضيح لشرح الجامع الصحيح: "سوء القضاء" عام في جميع ما قضاه الله تعالى في أمر الدين والدنيا.

قال ابن هبيرة في الإفصاح: وسوء القضاء، ضد حسن القضاء، فيجوز أن يكون المراد به الجور في الحكم، وأن يحكم الحاكم بأحكام زائغة عن الحق، فيكون على معنى قول من قال: والقضاء خطر؛ أي والحكم خطر.

قال النووي في شرحه لمسلم: فأما الاستعاذة من سوء القضاء فيدخل فيها سوء القضاء في الدين والدنيا والبدن والمال والأهل وقد يكون ذلك في الخاتمة.

*قوله {وَشَمَاتَة الأَعْدَاء}:* والشماتة: الفرح ببلية العدو.
قاله ابن الجوزي في كشف المشكل من حديث الصحيحين.

قال الضَّريرُ الشِّيرازيُّ في المفاتيح في شرح المصابيح: أي نعوذ بك من أن تلحقنا مصيبةٌ في ديننا أو دنيانا يفرَحُ بها أعداؤنا.

قال الطيبي في شرح المشكاة: والشماتة فرح العدو تنزل ببلية بمن يعاديه، يقال: شمت به يشمت فهو شامت، وأشمته غيره.

قال ابن الملقن في التوضيح: "وشماتة الأعداء": فرحهم بما يدرك عدوهم من مكروه. قيل: وهي من أصعبالبلاء. ألا ترى قول هارون لأخيه عليهما السلام: {فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ} [الأعراف: ١٥٠].
..............................

(1): قوله تعالى {لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى}: لحاقا. قاله ابن قتيبة في غريب القران، وأبو بكر السجستاني في غريب القران، وأبو حيان في تحفة الاريب.

وقال الراغب الأصفهاني في المفردات: تبعة.

(2): قاله الطبري في تفسيره.
...............................

كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
- للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: +96650900642
 
*معاني وغريب الصحيحين - البخاري ومسلم.*

*كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: +966509006424*

- حديث أَبِي هُرَيْرَةَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَتَعَوَّذُ مِنْ جَهْدِ الْبَلاَءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ».
(متفق عليه - اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان؛ حديث رقم: ١٧٣٣).

*قوله {يَتَعَوَّذُ}:* يعني كثيرا ما يتعوذ. دل عليه الفعل المضارع.

ومعنى "يتعوذ": يلتجئ، ويعتصم، ويحتمي بالله - جل ذكره -.

وفي لفظ - للبخاري (٦٦١٦) -: «تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ...».

قال ابن الجوزي في كشف المشكل من حديث الصحيحين: تعوذوا: بمعنى الجأوا إليه ولوذوا به.

*قوله {مِنْ جَهْدِ}:* والجهد: المشقة.
قاله ابن الجوزي في كشف المشكل من حديث الصحيحين.

قال في إكمال المعلم بفوائد مسلم: والجهد: ما لا طاقة لحمله ولا يقدر على دفعه؛ فهو المستعاذ به.

*قوله {الْبَلاَءِ}:* الاختبار، والامتحان. وفي التنزيل {قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ}: لِيَبْلُوَنِي: يقول: ليختبرني ويمتحنني. (2).

والمعنى: كان يتعوذ مما ينزل به من تغير الأحوال امتحانا من الله له؛ فلعل العبد لا يوفق في نجاحه في هذا الاختبار؛ فيجزع ولا يصبر.

قال ابن بطال في شرح صحيح البخاري: كل ما أصاب الإنسان من شدّة المشقّة والجهد مما لا طاقة له بحمله ولا يقدر على دفعه عن نفسه فهو من جهدالبلاءَ.

قال شهاب الدين التُّورِبِشْتِي في الميسر في شرح مصابيح السنة: الجهد- بفتح الجيم- مصدر قولك: اجهد جهدك في هذا الأمر، أي: ابلغ غايتك، والجهد- أيضاً- المشتقة، يقال: جهد دابته وأجهدها: إذا حمل عليها في السير فوق طاقتها، وتأويل (جهد البلاء) عند العلماء: أنها الحالة التي يمتحن بها الإنسان حتى يختار عليها الموت ويتمناه.

*قوله {وَ}:* يتعوذ من.

*قوله {دَرَكِ}:* لحاق، وإدراك. يعني: يتعوذ أن يلحقه، ويتبعه، ويدركه.

وفي التنزيل {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ}: أي لا ينبغي لها أن تلحق القمر فتجتمع معه.
وفي التنزيل - كذلك - {لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى}: لحاقا، وتبعة. (1)

قال جمال الدين الكجراتي في مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار "درك" الشقاء بفتح راء اللحاق والتبعة.

قال مجد الدين أبو السعادات في النهاية في غريب الحديث والأثر، وابن منظور في اللسان: الدَّرْكُ: اللَّحاقُ والوصُولُ إِلَى الشَّيْءِ، أَدْرَكْتُهُ إِدْرَاكاً ودَرَكاً.

وفي معجم اللغة العربية المعاصرة: رجال الدَّرَك: رجالُ الشُّرطة لإِدراكهم الفارِّين والمجرمين.

*قوله {الشَّقَاءِ}*: الهلاك. وقد يذكر ويراد به الأسباب التي تؤدي إلى الهلاك، كالنصب وغيره.
قاله ابن الجوزي في كشف المشكل من حديث الصحيحين.

قال ابن هبيرة في الإفصاح عن معاني الصحاح: ودرك الشقاء: هو لحوق الشقاء.

قال الكرماني في الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري و (الشقاء) بالفتح والمد الشدة والعسر وهو يتناول الدينية والدنيوية.

*قوله {وَ}:* يتعوذ من.

*قوله {سُوءِ الْقَضَاءِ}:* هذا مثل قوله (وقنا شر ما قضيت).
قاله المظهري في المفاتيح شرح المصابيح.

قال ابن الملقن في التوضيح لشرح الجامع الصحيح: "سوء القضاء" عام في جميع ما قضاه الله تعالى في أمر الدين والدنيا.

قال ابن هبيرة في الإفصاح: وسوء القضاء، ضد حسن القضاء، فيجوز أن يكون المراد به الجور في الحكم، وأن يحكم الحاكم بأحكام زائغة عن الحق، فيكون على معنى قول من قال: والقضاء خطر؛ أي والحكم خطر.

قال النووي في شرحه لمسلم: فأما الاستعاذة من سوء القضاء فيدخل فيها سوء القضاء في الدين والدنيا والبدن والمال والأهل وقد يكون ذلك في الخاتمة.

*قوله {وَشَمَاتَة الأَعْدَاء}:* والشماتة: الفرح ببلية العدو.
قاله ابن الجوزي في كشف المشكل من حديث الصحيحين.

قال الضَّريرُ الشِّيرازيُّ في المفاتيح في شرح المصابيح: أي نعوذ بك من أن تلحقنا مصيبةٌ في ديننا أو دنيانا يفرَحُ بها أعداؤنا.

قال الطيبي في شرح المشكاة: والشماتة فرح العدو تنزل ببلية بمن يعاديه، يقال: شمت به يشمت فهو شامت، وأشمته غيره.

قال ابن الملقن في التوضيح: "وشماتة الأعداء": فرحهم بما يدرك عدوهم من مكروه. قيل: وهي من أصعب البلاء. ألا ترى قول هارون لأخيه عليهما السلام: {فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ} [الأعراف: ١٥٠].
..............................

(1): قوله تعالى {لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى}: لحاقا. قاله ابن قتيبة في غريب القران، وأبو بكر السجستاني في غريب القران، وأبو حيان في تحفة الاريب.

وقال الراغب الأصفهاني في المفردات: تبعة.

(2): قاله الطبري في تفسيره.
...............................

كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
- للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: +96650900642
 
*معاني وغريب الصحيحين - البخاري ومسلم - للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424*

*- حديث زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنِ اللُّقَطَةِ، فَقَالَ: اعْرِفْ عِفَاصَهَا وَوِكَاءَهَا، ثُمَّ عَرِّفْهَا سَنَةً، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا، وَإِلاَّ فَشَأْنَكَ بِهَا قَالَ: فَضَالَّةُ الْغَنَمِ قَالَ: هِيَ لَكَ أَوْ لأَخِيكَ أَوْ لِلذِّئْبِ قَالَ: فَضَالَّةُ الإِبِلِ قَالَ: مَالَكَ وَلَهَا مَعَهَا سِقَاؤُهَا وَحِذَاؤُهَا، تَرِدُ الْمَاءَ وَتَأكُلُ الشَّجَرَ حَتَّى يَلْقَاهَا رَبُّهَا.*

(متفق عليه - اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان؛ حديث رقم:1123).

*قوله (فَسَأَلَهُ عَنِ ):* حكم.

*قوله (اللُّقَطَةِ):* كالمال، والمتاع.

يعني: سأله ما يفعل في اللقطة إن وجدها.

قال نور الدين الملا الهروي القاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: (فسأله عن اللقطة) أي: عن حكمها إذا وجدها.

قال البيضاوي في تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة: " اللقطة " - بفتح القاف -: ما يوجد ضائعا فليلتقط، من اللقط، وهو أخذ الشيء من الأرض، ولذلك التقط.

قال الأزدي في جمهرة اللغة: وهو ما التقطه الإنسان فاحتاج إلى تعريفه.

قال التُّورِبِشْتِي في الميسر في شرح مصابيح السنة لقط الشيء والتقطه: أخذه من الأرض.

وفي المعجم الوسيط: لُقطة: مَا يُوجَدُ مُلْقىً عَلَى الأَرْضِ فَيُلْقَطُ ، أَوِ الشَّيْءُ الْمَتْرُوكُ لاَ يُعْرَفُ لَهُ مَالِكٌ.

*قوله (فَقَالَ):* النبي - صلى الله عليه وسلم.

*قوله (اعْرِفْ):* وفي لفظ لمسلم (1723): " احْفَظ".

قال النووي في شرحه لمسلم: معناه تعرف لتعلم صدق واصفها من كذبه ولئلا يختلط بماله ويشتبه.

*قوله (عِفَاصَهَا):* وهو الوعاء الذي تكون فيه.
قاله ابن الجوزي في غريب الحديث.

قال المُظْهِري في المفاتيح في شرح المصابيح: (العفاص): جلدٌ أو غيره يُستر به رأس القارورة أو غيرها.

قال الكجراتي مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار: هو وعاء تكون فيه النفقة من جلد أو خرقة وغيرهما.

قال الزمخشري في الفائق في غريب الحديث: العفاص: الوعاء: يقال: عفاص القارورة لغلاقها وعفاص الراعي لوعائه الذي فيه نفقته وهو فعال من العفص وهو الثني والعطف لأن الوعاء ينثني على ما فيه وينعطف.

قال أبو عُبيد القاسم بن سلاّم في غريب الحديث: العفاص هُوَ الْوِعَاء الَّذِي يكون فِيهِ النَّفَقَة إِن كَانَ من جلد أَو خرقَة أَو غير ذَلِك وَلِهَذَا سمي الْجلد الَّذِي تلبسه رَأس القارورة: العفاص لِأَنَّهُ كالوعاء.

قال النووي في شرحه لمسلم: "العفاص" فبكسر العين وبالفاء والصاد المهملة وهو الوعاء التي تكون فيه النفقة جلدا كان أو غيره.

*قوله (وَ):* واعرف.

*قوله (وِكَاءَهَا):* يَعْنِي الْخَيط الَّذِي تشد بِهِ.
قاله أبو عُبيد القاسم بن سلاّم في غريب الحديث، والزمخشري في الفائق في غريب الحديث.

وفي المعجم الوسيط: الوِكَاءُ : الخيطُ الذي تُشَدُّ به الصُّرَّة أَو الكيسُ وغيرُهما.

قال المُظْهِري في المفاتيح في شرح المصابيح: (الوكاء): الحبل الذي يشد به شيء؛ يعني: تأمَّل وانظر إلى ظرف ما وجدت من اللقطة، وإلى جميع صفاتها وقَدْرِها وجنسها، حتى لو جاء أحدٌ ويصفها ويطلبها منك، تعرف أنه صادق في وصفها أو كاذب.

*قوله (ثُمَّ):* على الفور بعد التقاطك لها.

قال ابن صدقة اللخمي رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام: إتيان (ثم) هنا يدل على المبالغة وشدة التثبت في معرفة العفاص والوكاء؛ إذ كان وضعها للتراخي والمهلة، فكأنه عبارة عن قوله: لا تعجل، وتثبت في عرفان ذلك، والله أعلم.

*قوله (عَرِّفْهَا):* في مجامع الناس حيث وجدتهم؛ كالأسواق، وحول المساجد عدا داخلها أما حولها فنعم.

قال المُظْهِري في المفاتيح: "ثم عرفها"؛ أي: نادِ عليها في الأسواق والمحافل، واذكر جنسها في التعريف، ولا تذكر جميع أوصافها كيلا يدَّعيها كلُّ أحد، ففي الأسبوع الأول عرِّفها في كل يوم مرتين، مرةً في أول النهار، ومرةً في آخر النهار، وفي الأسبوع الثاني في كل يوم مرة، ثم في كل أسبوع مرة، فإن جاء بعد السنة مالكها رُدَّها إليه، وإن لم يجئ صاحبها مَلَكَها الملتقط غنيًا كان أو فقيرًا في قول الشافعي.

قال ابن بن صدقة اللخمي في رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام: والتعريف: أن ينشدها في المواضع التي يجتمع الناس إليها، ودبر الصلوات على أبواب المساجد والجوامع، وحيث يظن أن ربها هناك، ويعرفها في كل يومين أو ثلاثة، ولا يجب عليه أن يدع التصرف في حوائجه ويعرفها.

*قوله (سَنَةً):* هجرية. أي واجب عليك تعريفها سنة.

قال النووي في شرحه لمسلم: وأما تعريف سنة فقد أجمع المسلمون على وجوبه.

قال ابن بن صدقة اللخمي رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام: والمعنى: إذا أخذتها، فعرفها سنة.

*قوله (فَإِنْ جَاءَ):* في أي وقت كان.

*قوله (صَاحِبُهَا):* صاحب العين الملقوطة، ولو بعد السنة فأدها إليه وجوبا.

وفي لفظ لمسلم (1722): "فَإِنْ جَاءَ طَالِبُهَا يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ فَأَدِّهَا إِلَيْهِ".

قال القسطلاني في إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري: (فإن جاء صاحبها) أي فأدّها إليه.

*قوله (وَإِلاَّ):* إن لم يأت.

*قوله (فَشَأْنَكَ بِهَا):* وفي لفظ للشيخين: "وَإِلَّا فَاسْتَمْتِعْ بِهَا".

يعني أنت حل في الانتفاع بها؛ غنيا كنت أو فقيرا؛ وذلك بعد السنة؛ فان جاء صاحبها بعد حين من الدهر يجب ردها اتفاقا.

قال التُّورِبِشْتِي في الميسر في شرح مصابيح السنة (وإلا فشأنك بها) أي: اعمل بها ما شئت من التصدق والاستنفاق، على اختلاف فيه بين العلماء في الفقر والغنى.

قال ابن بطال في شرح صحيح البخاري: وأجمع أئمة الفتوى على أن اللقطة إذا عرفها سنة وانتفع بها وأنفقها بعد السنة ثم جاء صاحبها أنه يرد عليها قيمتها ويضمنها له.

قال النووي في شرحه لمسلم: (فإن جاء صاحبها وإلا فشأنك بها) معناه إن جاءها صاحبها فادفعها إليه وإلا فيجوز لك أن تتملكها.

قال البيضاوي في تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة: قوله: " وإلا فشأنك بها ": يدل على أن من التقط لقطة، وعرفها سنة، ولم يظهر صاحبها، كان له تمليكا وسواء كان غنيا أو فقيرا. وإليه ذهب كثير من الصحابة، منهم عمر وعائشة رضي الله عنهما، وبه قال الشافعي وأحمد وإسحاق.

*قوله (قَالَ):* السائل للنبي - صلى الله عليه وسلم.

*قوله (فَضَالَّةُ الْغَنَمِ؟):* يعني أفتني في ضالة الغنم ما أفعل بها، ما حكمها.

قال البيضاوي في تحفة الأبرار: قوله: (فضالة الغنم؟) أي: ما أفعل بها؟.

قال القسطلاني في إرشاد الساري: (فضالة الإبل) ما حكمها؟.

قال ابن صدقة اللخمي الإسكندري الفاكهاني في رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام، والنووي في شرحه لمسلم، والعيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري: قال الأزهري وغيره لا يقع اسم الضالة إلا على الحيوان.

زاد ابن صدقة: وأما الأمتعةُ، وما سوى الحيوانِ، فيقال فيه: لُقَطَة، ولا يقال: ضَالٌّ.
قوله (قَالَ): النبي - صلى الله عليه وسلم.

*قوله (هِيَ):* يعني ضالة الغنم.

*قوله (لَكَ):* أيها الملتقط.

*قوله (أَوْ لأَخِيكَ):* يعني أو لغيرك من الناس.

*قوله (أَوْ لِلذِّئْبِ):* إن لم تأخذها أنت ولا أحد أكلها الذئب.

والمعنى: خذها أنت فإنك أولى بها من غيرك؛ فمن سبق إلى شيء فهو أحق به؛ لأن صاحبها لم يأت، فإنك إن لم تأخذها أخذها غيرك، أو أكلها الذئب. وهذه رخصة من النبي - صلى الله عليه وسلم - في الغنم خاصة دون الإبل.

قال أبو عُبيد القاسم بن سلاّم في غريب الحديث: وأما قوله في ضالة الغنم: هي لك أو لأخيك أو للذئب فإن هذه رخصة منه في لقطة الغنم يقول: إن لم تأخذها أنت أخذها إنسان غيرك أو أكلها الذئب فخذها.

*قوله (قَالَ):* السائل المستفتي.

*قوله (فَضَالَّةُ الإِبِلِ):* فأفتني في ضالة الإبل يارسول الله؟.

*قوله (قَالَ):* النبي صلى الله عليه وسلم.

*قوله (مَالَكَ):* أنت.

*قوله (وَلَهَا):* يعني ولضالة الإبل.

يريد: اتركها، ولا تلتقطها؛ فمالك وأخذها فإنها تقوى على الرعي وحدها بلا راع.

قال البيضاوي في تحفة الابرار: أي ما لك وأخذها.

*قوله (مَعَهَا):* مع الأبل. يعني خلقها الله على هذا الحال.

*قوله (سِقَاؤُهَا):* يريد الماء الذي تخزنه في أجسامها، وهي من أطول البهائم عطشا؛ ففي التنزيل (فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ . فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ): أي شاربون بنهم من حميم النار كشرب الإبل العطاش.

قال الهروي في الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي: وأراد بسقائها انها إذا وردت الماء شربت منه ما يكون فيه ريها لظمئها وهي من اطول البهائم ظمأ لكثرة ما تحمل من الماء يوم ورودها.

قال التُّورِبِشْتِي في الميسر في شرح مصابيح السنة: وأريد به هاهنا: ما تحويه في كرشها من الماء، فيقع موقع السقاء في الري، وأريد به: صبرها على الظمأ، فإنها أصبر الدواب على ذلك.

قال محمد فؤاد عبدالباقي في شرحه لمسلم: معناه أنها تقوى على ورود المياه وتشرب في اليوم الواحد وتملأ كرشها بحيث يكفيها الأيام.

*قوله (وَ):* معها.

*قوله (حِذَاؤُهَا):* يعني خفها. والخف: للبعير. والحافر: للفرس.

قال أبو عُبيد القاسم بن سلاّم في غريب الحديث: عني بالحذاء أخفافها يقول: إنها تقوى على السير وقطع البلاد.

قال التُّورِبِشْتِي في الميسر في شرح مصابيح السنة: أي يؤمن عليها أن تنقطع من الحفاء والظمأ؛ لأنها تقوى على السير الدائم، والظمأ المجهد.

*قوله (تَرِدُ الْمَاءَ):* ترد: أي تقصد، وتصل.

وفي التنزيل (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ): وَرَدَ: أي قصد، ووصل إليه.

قال البغوي في تفسيره: أي: قصد.

قال ابن جزي الغرناطي في التسهيل لعلوم التنزيل: أي وصل إليه وكان بئرا يسقون أي يسقون مواشيهم.

انتهى.

فمعنى قوله (تَرِدُ الْمَاءَ): يريد أنها تقوى على البحث عن الماء، وتقدر على الشرب منه بخلاف الغنم؛ فغالبها تهلك من العطش.

*قوله (وَتَأكُلُ الشَّجَرَ حَتَّى يَلْقَاهَا رَبُّهَا):* رَبُّهَا: مالكها وصاحبها. والرب: المالك.

مسألة:

إذا صاحب اللقطة في أثناء فترة التعريف وثبت انه صاحبها؛ فهل ياخذ اللقطة وما نتج عنها كولادة او سمن في الحيوان ؟

قال النووي في شرحه لمسلم: قال أصحابنا إذا عرفها فجاء صاحبها في أثناء مدة التعريف أو بعد انقضائها وقبل أن يتملكها الملتقط فأثبت أنه صاحبها أخذها بزيادتها المتصلة والمنفصلة فالمتصلة كالسمن في الحيوان وتعليم صنعة ونحو ذلك والمنفصلة كالولد واللبن والصوف واكتساب العبد ونحو ذلك وأما إن جاء من يدعيها ولم يثبت ذلك فإن لم يصدقه الملتقط لم يجز له دفعها إليه وإن صدقه جاز له الدفع إليه ولا يلزمه حتى يقيم البينة هذا كله إذا جاء قبل أن يتملكها الملتقط فأما إذا عرفها سنة ولم يجد صاحبها فله أن يديم حفظها لصاحبها وله أن يتملكها سواء كان غنيا أو فقيرا.

انتهى. وهذا ما تيسر لي. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

..............................
كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424
 
معاني وغريب الصحيحين (البخاري ومسلم) - للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424

*((حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلاً ذَكَرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ يُخْدَعُ فِي الْبُيُوعِ، فَقَالَ: إِذَا بَايَعْتَ فَقُلْ لاَ خِلاَبَةَ)).*

*قوله {أَنَّ رَجُلاً}:* هو حبان بفتح الحاء وبالباء الموحدة بن منقد بن عمرو الأنصاري والد يحيى وواسع بني حبان شهدا أحدا وقيل بل هو والده منقد بن عمرو وكان قد بلغ مائة وثلاثين سنة.

*قوله {لاَ خِلاَبَةَ}:* يعني لا مخادعة؛ أي لا تخدعني في بيعي، وشرائي.

قال الخليل بن أحمد الفراهيدي في العين، والازدي في جمهرة اللغة، وابن فارس في تهذيب اللغة، و الصُحاري في الإبانة في اللغة العربية: الخِلابَة: المُخادَعة.

إلا أن الازدي، و الصُحاري قالا: والخلابة: الخديعة.

قال النووي في شرحه لمسلم: ومعنى لا خلابة لا خديعة أي لا تحل لك خديعتي أو لا يلزمني خديعتك.

قال القاسم بن سلام في غريب الحديث: وَقَوله: (لَا خِلابة) يَعْنِي الخداع يُقَال مِنْهُ: خلبتَه أخلُبه خِلابة إِذا خدعته.

قال الخطابي في أعلام الحديث: جعل النبي، صلى الله عليه وسلم، هذا القول منه بمنزلة شرط الخيار، ليكون له الرد إذا تبين أنه قد خدع.

قال الوزير ابن هبيرة: الإفصاح عن معاني الصحاح في هذا الحديث ما يدل على أنه للرجل الضعيف في أمره أن يشترط عند مبايعته على من يبايعه أن لا يخلبه.
..........................
(متفق عليه - اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه؛ حديث رقم: ٩٨١).

.........................
كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424
 
*( تفسير غريب ومعاني الصحيحين - البخاري ومسلم ).*

*حديث جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ:*
*نَهى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ وَالْبُسْرِ وَالرُّطَبِ.*

( متفق عليه - اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان - حديث رقم: ١٢٩٤ ).

*قوله (وَالْبُسْرِ):* ثمر النخل قبل أن يكون رطبا.

قال الخليل بن أحمد الفراهيدي في العين: والبسر من التمر قبل أن يرطب، والواحدة بسرة، وأبسر النخل صار بسرا بعد ما كان بلحا.

قال أبو بكر الانباري في الزاهر في معاني كلمات الناس: البسر معناه في كلام العرب: الذي لم يبلغ حال الرطب، ولا وقته. من قولهم: قد بسر الرجل الحاجة: إذا طلبها في غير وقتها، وقد بسر الفحل الناقة: إذا أتاها في غير وقتها.

قلت ( عبدالرحيم ): ومعنى النهي في هذا الحديث: النهي عن الجمع بين هذه الأصناف في إناء واحد لينتبذ ( ينقع )؛ وإلا فقد أحل الله لنا هذه الأصناف منفردة،

يفسره رواية مسلم من حديث جابر - رضي الله عنه - وفيه: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُخْلَطَ الزَّبِيبُ وَالتَّمْرُ، وَالْبُسْرُ وَالتَّمْرُ»، وهذا صريح في تأويل النهي؛ المذكور في رواية الشيخين. كما أن سبب النهي ليس لكونها أصبحت خمرا، ولكن لكي لا تؤول إلى الخمر؛ لأن الخمرة محرمة ولو كانت من صنف واحد.
كما أنه يجوز الانتباذ بصنف واحد، كما كان ينتبذ للنبي صلى الله عليه وسلم،

كما عند مسلم (1999) من جابر، قال: «كان ينتبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سقاء، فإذا لم يجدوا سقاء نبذ له في تور من حجارة».

وفي البخاري (5602) من طريق يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجْمَعَ بَيْنَ التَّمْرِ وَالزَّهْوِ، وَالتَّمْرِ وَالزَّبِيبِ، وَلْيُنْبَذْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى حِدَةٍ».

والشاهد قوله: وَلْيُنْبَذْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى حِدَةٍ».

قلت: وليس معناه أن يجمع بين الأصناف الأربعة المذكرة في الحديث معا؛ فلو جمع بين صنفين فهو داخل في النهي.

قال الكرماني في الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري: يعني عن الجمع بين الزبيب والتمر في الانتباذ والجمع بين البسر والرطب وليس المراد به النهي عن كل من الأربعة على انفراد ولا النهي عن الجمع بين الأربعة أو الثلاثة ولا النهي عن الجمع بين الأولين بخصوصهما أو الأخيرين بخصوصهما بل المقصود الجمع بين اثنين من كل ما من شأنه أن ينتبذ به.

قال الكجراتي في مجمع بحار الأنوار: أي نهى
عن الجمع بين الأربعة أو الثلاثة بما فيه من الإسرافأو عدم الشعور بسكره بسبب الخلط، قوله: إذا كان مسكرا،أي يؤل إلى الإسكار.

قال ابن بطال في شرحه للبخاري: وإنما نهى عن الخليطين وإن لم يسكر واحد منهما - والله أعلم - من أجل خيفة إسراع السكر إليهما، وحدوث الشدة فيهما، وأنهما يصيران خمرًا وهم لا يظنون.

قال ابن الجوزي في كشف المشكل من حديث الصحيحين والمعنى: أن ينبذا جميعا، وهذا لأنهما يتعاونان على الاشتداد.

والمراد بالنهي: النهي عن الجمع، والخلط بين هذه الأصناف؛ لما فيه من سرعة التخمر.
وهذا دليل على سد ذريعة كل ما يؤول إلى محرم.

قال ابن منظور في اللسان: نهى عن الخليطين في الأنبذة، وهو أن يجمع بين صنفين تمر وزبيب، أو عنب ورطب. الأزهري: وأما تفسير الخليطين الذي جاء في الأشربة وما جاء من النهي عن شربه فهو شراب يتخذ من التمر والبسر أو من العنب والزبيب، يريد ما ينبذ من البسر والتمر معا أو من الزبيب والعنب معا، وإنما نهى عن ذلك لأن الأنواع إذا اختلفت في الانتباذ كانت أسرع للشدة والتخمير، والنبيذ المعمول من خليطين ذهب قوم إلى تحريمه وإن لم يسكر، أخذا بظاهر الحديث، وبه قال مالك وأحمد وعامة المحدثين، قالوا: من شربه قبل حدوث الشدة فيه فهو آثم من جهة واحدة، ومن شربه بعد حدوثها فيه فهو آثم من جهتين: شرب الخليطين وشرب المسكر؛ وغيرهم رخص فيه وعللوا التحريم بالإسكار.
..........................

الكاتب والمشرف العام/ عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424
 
عودة
أعلى