معاني كلمة "السماء" في القرآن الكريم

إنضم
12 سبتمبر 2013
المشاركات
45
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
مصر
بسم1


من الضرورات اللازمة في تفسير القرآن الكريم أن نعلم الوجه المقصود من مفردة قرآنية إن كانت هذه المفردة تأتي على أكثر من وجه ومعنى ، وكلمة السماء لغة هي اسم لكل ما علا وارتفع ، لذا فقد يندرج تحت هذا التعريف معان كثيرة ، ومن اللازم معرفة أي من هذه المعاني والوجوه هو المعنى والوجه المقصود في الآية محل الدراسة.
وفي هذا الموضوع أود أن استنبط معاني كلمة السماء في القرآن الكريم ، وما أذكره قابل للحذف والزيادة بناء على اقتراحاتكم بعد قراءة الموضوع.

تأتي السماء في القرآن الكريم على أوجه منها:
1- العرش : ومنه قوله تعالى : {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} ، على اعتبار أن "في" بمعنى "على" كما في قوله سبحانه : {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} أي على جذوع النخل ، فيكون المعنى أأمنتم من استوى على العرش.
2- العلو المطلق : ومنه أيضا قوله تعالى : {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} على اعتبار دلالة حرف الجر "في" على معناه الأصلي.
3- جهة الأعلى : ومنه قوله تعالى {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} أي أنه صلى الله عليه وسلم كان يدير نظره إلى جهة السماء رجاء أن يأتيه جبريل بتحويل القبلة ، ومنه أيضا قوله تعالى : {كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} أي فرعها عال مرتفع في جهة السماء فالمقصود هنا جهة العلو فقط .
4- السحاب : ومنه قوله تعالى : {وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} (كتاب نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر).
5- المطر : ومنه قوله تعالى : {يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} (كتاب نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر).
6- سقف البيت : ومنه قوله تعالى : {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ} على أحد أقوالهم في تفسير الآية (كتاب نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر).
7- السماوات العلى (التي فيها الملائكة والجنة والنار والتي عرج إليها رسول الله) : ومنه قوله تعالى : {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} أي هو إله أهل السماء من الملائكة ، ومنه أيضا : {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} .
8- الغلاف الجوي للأرض (طبقة الغاز التي تحيط بكوكب الأرض) : ومنه قوله تعالى : {أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ}.
9- كل ما ينزل على الأرض من السماء : وهذا مثل تسميتهم المطر بالسماء لأنه سقط من السماء ، كما في الوجه الخامس ، فكل ما نزل من السماء يسمى سماء ، ومنه قوله تعالى : {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا} ، فالسماء لن تسقط هي ذاتها ولكن يسقط منها ، فيسمى ما سقط منها سماء أيضا ، دليل ذلك قوله تعالى : {فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ}، ومن ذلك أيضا قوله تعالى : {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ} أي يمسك ما يأتي من السماء أن يقع على الأرض (مثل النيازك بأنواعها والأشعة الكونية الخ) فيمنعها الله من الوصول إلى الأرض لما لها من ضرر على أهل الأرض ، لذا قال بعدها : {إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}
10- سقف الجنة وسقف النار : ومنه في قوله تعالى : {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ} (كتاب نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر).
11- الغاية القصوى من الانفساخ والاتساع : وذلك في قوله تعالى : {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ} أي سعتها كسعة هذا الكون أو كأوسع شيء رأيتموه ، والعرب كانوا إذا أرادوا معنى الكون قالوا "السماوات والأرض" فكلمة الكون بالمعنى الذي نعرفه الآن لم تظهر إلا في العصر العباسي ، ولا وجه أن يقال ما علة عطف الأرض على السماء ، والأرض كحلقة في فلاة بالنسبة للسماء – لا وجه لهذا القول لأن السماوات والأرض في هذا الموضع تركيب بمعنى الكون الفسيح المتسع.


وهذا اجتهاد قابل للحذف والزيادة والتعديل بناء على مقترحاتكم بعد قراءة الموضوع
 
( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ)

الأصل بقاء حرف الجر على معناه بغير تفسيره بمعنى حرف آخر.

والله أعلم
 
عودة
أعلى