أبو صفوت
فريق إشراف الملتقى العلمي
[align=center]معالم الرحمة في آيات الصيام [/align]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
لقد كان من نعم الله على العبد الفقير استلماح بعض جوانب الرحمة في آيات الصيام ، فقد استمعت إلى قارئ يقرؤها في الصلاة وتتبعت حينها معالم الرحمة في تلك الآيات فظهر لي كثرتها وغزارتها في تلك الآيات المعدودات ، وأحببت عرض ما فهمت على إخواني وأساتذتي طمعا في نصحهم وتوجيههم ، وقد جعلت هذه الكلمات مقدمة للموضوع .
[align=center]مقـــــــــــــــــدمـــــــــــــــــة[/align]
في خضم هذا العصر الذي طغت فيه الماديات ، وكثرت فيه الملهيات ، وتنوعت فيه المغريات ، وفسدت الأخلاق ، وغيبت كثير من القيم ، ونسفت كثير من المبادئ ، وعمت الفوضى كثيرا من البيوت والطرقات ، ودب النزاع والشقاق بين الكثيرين ، وغلبت الأنانية والأثرة على كثير من الأشخاص ، وعمت القسوة والجمود كثيرا من مظاهر الحياة ، وتعلقت فيه القلوب بالدنيا ، وانصرفت عن ذكر الآخرة = يتلفت الجميع يمنة ويسرة للبحث عن شيء يرفع عنهم العناء ، ويزيل الشقاء ، ويعيد للحياة جوهرها وبريقها ، وللروح سعادتها وأمنها ، وللقلوب نداها واطمئنانها ، وللمجتمعات أمنها واستقرارها ، وللأمة مجدها وعزها ، وهو بين أيديهم لو كانوا يعقلون .
[align=center]إنه ............
إنه السر الذي رحم الله به عباده
إنه النور الذي ينير دروب الحياة
إنه الروح التي تبعث اليقظة في نفوس الأمم
إنه الشفاء الناجع لكل أمراضنا .
إنه كلام الله وكفى[/align]
وليت شعري متى تشتاق القلوب وتتلهف الأرواح وتهفو النفوس إلى القرآن إن لم تتلهف في رمضان ؟!
ومتى تستشعر حلاوته وتذوق طعومه إن لم تذقها في رمضان ؟!
ومتى تتعرض لرحماته وتستمطر بركاته إن لم تتعرض لها في رمضان ؟!
ومتى يداوي القرآن قلوبا مكلومة ، ونفوسا عن طاعة الله محجوبة إن لم يداوها في رمضان ؟!
متى نأنس وننتشي ونفرح ونحتفي بالقرآن إن لم نأنس به في رمضان ؟!
إذا لم يحصل الاستلذاذ في وقت كثرة الدواعي إليه كان تحصيله في وقت قلتها أشق .
وإذا لم تقطف الثمار في وقت قطافها خسر صاحبها أعظم الخسران .
فهيا بنا لنعيش في رحاب آيات الصيام ، نتنقل بين رياضها ، و نستروح تحت ظلالها ، نتلمس نسمات من رحمات الله بنا في تلك الآيات ، عسى أن تنالنا من رحماتها رحمة ، ومن أنوارها قبسة تسنير بها حياتنا ، وتطمئن بضوئها قلوبنا ، وترتقي بأشعتها نفوسنا ، لكن شرط الاسترحام بتلك الرحمات وتلمس جوانبها شوق القلوب التي أحرقها لهيب القسوة إلى برد رحماتها ، وتلهف الأرواح التي غشيها ظلام الغفلة إلى قبسات أنوارها ، وحنين الصدور التي خنقتها الذنوب إلى استنشاق نسماتها ، وهفوان النفوس التي أجهدتها حرارة المعاصي إلى الاستظلال بظلالها .
وإنه لحري بقلوب اشتاقت ، وأرواح تلهفت ، وصدور حنَّت ، ونفوس هفت أن يجري في عروقها ماء التدبر والتذكر ، فيُنْبِتَ في أراضيها نبتة التيقظ لاستلماح تلك الرحمات ، ويورق في جوانبها أوراق التنبه لاستبصار تلك البركات ، فإذا بها تقطف من ثمارها ما لا يحيط به العد ، وتتذوق من جمال طعومها ما لا يحيط به الوصف .
إن استشعار عظمة هذا الكتاب ، وعظمة منزله وشوق القلوب إليه ، وتلهف الأرواح عليه هو السبيل لنيل بركات الكتاب ، وانفتاح خزائن الرحمة على قلب المتدبر ونفسه وروحه ، ولا سبيل لفهم الكتاب وتذوق طعومه والإحساس بحلاوة آياته من غير هذا المدخل ، فمن لا يستشعر قيمة اللؤلوة يلقيها وهي بين يديه ، ومن لا يحتاج للماء لا يقبل عليه .
فإذا آنست يا صاحبي من قلبك استشعارا ، ومن نفسك تلهفا واشتياقا ، فهيا ننيخ المطايا بباب آيات الصيام ، فنسلط نظر القلب إليها نستنشق عبيرها الصافي ، وأريجها الزاكي ، نتلمس بركتها ، ونتدارس حول معالم الرحمة فيها ، عسى أن تصيبنا من رحماتها رحمة يزول بها كدرنا ، وينمحي بها شقاؤنا ، وتندفع بها قسوة قلوبنا ، وتتقوى بها نفوسنا على مواجهة الشدائد في زمن الشدائد .
والله المستعان وعليه التكلان .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
لقد كان من نعم الله على العبد الفقير استلماح بعض جوانب الرحمة في آيات الصيام ، فقد استمعت إلى قارئ يقرؤها في الصلاة وتتبعت حينها معالم الرحمة في تلك الآيات فظهر لي كثرتها وغزارتها في تلك الآيات المعدودات ، وأحببت عرض ما فهمت على إخواني وأساتذتي طمعا في نصحهم وتوجيههم ، وقد جعلت هذه الكلمات مقدمة للموضوع .
[align=center]مقـــــــــــــــــدمـــــــــــــــــة[/align]
في خضم هذا العصر الذي طغت فيه الماديات ، وكثرت فيه الملهيات ، وتنوعت فيه المغريات ، وفسدت الأخلاق ، وغيبت كثير من القيم ، ونسفت كثير من المبادئ ، وعمت الفوضى كثيرا من البيوت والطرقات ، ودب النزاع والشقاق بين الكثيرين ، وغلبت الأنانية والأثرة على كثير من الأشخاص ، وعمت القسوة والجمود كثيرا من مظاهر الحياة ، وتعلقت فيه القلوب بالدنيا ، وانصرفت عن ذكر الآخرة = يتلفت الجميع يمنة ويسرة للبحث عن شيء يرفع عنهم العناء ، ويزيل الشقاء ، ويعيد للحياة جوهرها وبريقها ، وللروح سعادتها وأمنها ، وللقلوب نداها واطمئنانها ، وللمجتمعات أمنها واستقرارها ، وللأمة مجدها وعزها ، وهو بين أيديهم لو كانوا يعقلون .
[align=center]إنه ............
إنه السر الذي رحم الله به عباده
إنه النور الذي ينير دروب الحياة
إنه الروح التي تبعث اليقظة في نفوس الأمم
إنه الشفاء الناجع لكل أمراضنا .
إنه كلام الله وكفى[/align]
وليت شعري متى تشتاق القلوب وتتلهف الأرواح وتهفو النفوس إلى القرآن إن لم تتلهف في رمضان ؟!
ومتى تستشعر حلاوته وتذوق طعومه إن لم تذقها في رمضان ؟!
ومتى تتعرض لرحماته وتستمطر بركاته إن لم تتعرض لها في رمضان ؟!
ومتى يداوي القرآن قلوبا مكلومة ، ونفوسا عن طاعة الله محجوبة إن لم يداوها في رمضان ؟!
متى نأنس وننتشي ونفرح ونحتفي بالقرآن إن لم نأنس به في رمضان ؟!
إذا لم يحصل الاستلذاذ في وقت كثرة الدواعي إليه كان تحصيله في وقت قلتها أشق .
وإذا لم تقطف الثمار في وقت قطافها خسر صاحبها أعظم الخسران .
فهيا بنا لنعيش في رحاب آيات الصيام ، نتنقل بين رياضها ، و نستروح تحت ظلالها ، نتلمس نسمات من رحمات الله بنا في تلك الآيات ، عسى أن تنالنا من رحماتها رحمة ، ومن أنوارها قبسة تسنير بها حياتنا ، وتطمئن بضوئها قلوبنا ، وترتقي بأشعتها نفوسنا ، لكن شرط الاسترحام بتلك الرحمات وتلمس جوانبها شوق القلوب التي أحرقها لهيب القسوة إلى برد رحماتها ، وتلهف الأرواح التي غشيها ظلام الغفلة إلى قبسات أنوارها ، وحنين الصدور التي خنقتها الذنوب إلى استنشاق نسماتها ، وهفوان النفوس التي أجهدتها حرارة المعاصي إلى الاستظلال بظلالها .
وإنه لحري بقلوب اشتاقت ، وأرواح تلهفت ، وصدور حنَّت ، ونفوس هفت أن يجري في عروقها ماء التدبر والتذكر ، فيُنْبِتَ في أراضيها نبتة التيقظ لاستلماح تلك الرحمات ، ويورق في جوانبها أوراق التنبه لاستبصار تلك البركات ، فإذا بها تقطف من ثمارها ما لا يحيط به العد ، وتتذوق من جمال طعومها ما لا يحيط به الوصف .
إن استشعار عظمة هذا الكتاب ، وعظمة منزله وشوق القلوب إليه ، وتلهف الأرواح عليه هو السبيل لنيل بركات الكتاب ، وانفتاح خزائن الرحمة على قلب المتدبر ونفسه وروحه ، ولا سبيل لفهم الكتاب وتذوق طعومه والإحساس بحلاوة آياته من غير هذا المدخل ، فمن لا يستشعر قيمة اللؤلوة يلقيها وهي بين يديه ، ومن لا يحتاج للماء لا يقبل عليه .
فإذا آنست يا صاحبي من قلبك استشعارا ، ومن نفسك تلهفا واشتياقا ، فهيا ننيخ المطايا بباب آيات الصيام ، فنسلط نظر القلب إليها نستنشق عبيرها الصافي ، وأريجها الزاكي ، نتلمس بركتها ، ونتدارس حول معالم الرحمة فيها ، عسى أن تصيبنا من رحماتها رحمة يزول بها كدرنا ، وينمحي بها شقاؤنا ، وتندفع بها قسوة قلوبنا ، وتتقوى بها نفوسنا على مواجهة الشدائد في زمن الشدائد .
والله المستعان وعليه التكلان .