بسم1
تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)
تبارك:اتت هذه الدعوة الكريمة دعوة من عباد الله أن ينزل عليهم من خيره وبركاته عليهم...اتت هذه الدعوة ثلاث مرات هاهي اولاها
2.وبالنظر لوجود كلمة الْفُرْقَانَ سنؤجل ذكر سبب ذكرها هنا بالذات
3.انظر الى كلمة نَزَّلَ هاهنا مقصودة بمعنى كرر التنزيل ورتل القران مجموعة مجموعة ورتلا رتلا ولذلك غاية
4.ثم انظر الى كلمة عَبْدِهِ والعبودية وصف للرسول صلى الله عليه وسلم ثم هنالك في اواخر السورة يصف (عباد) الرحمن وهذا مقصود لان في السورة ذكر للمتكبرين
5. ثم انظر... نَذِيرًا وهو بيان لمافي جو هذه السورة من وعيد
6. كلمة تَبَارَكَ وردت مع ماهو خير جزيل..فعندما نزل الفرقان فالفرقان ذاته خير جزيل ونعمة كبرى ..ثم ان عَبْدِهِ نعمة كبرى اخرى عليه الصلاة والسلام ثم ان نَذِيرًا النذير نعمة
لم؟ لانه تنبيه لانقاذنا من هلاك وثبور وبوار وكل هذه امورخير جزيل كثير وبركة.....
سبحان الله عز من قائل لهذه المعاني كيف تلاقت يااخي ياقارئ سورة الفرقان!!
الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2)
بعد ان راينا البركة والخير ذكر من صاحب هذه البركة فزاد المعنى ان الذي يعطيك البركة له ملك لاينتهي..
1. نرى الاية الثانيةاربعة اقسام
الاول مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
الثاني وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا
الثالث وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ
والرابع وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا
2. نرى ان صاحب البركات المذكورة ..لم يملك ذلك الخير فحسب ..فنبهنا الى ملكه وعظمة ذلك الملك واطلاقه ووصفه ..نعم الاقسام الاربعة وصف لملكه سبحانه
3. فما دلالة الملك هنا في سورة الفرقان؟ الملك كصفة ..مقصودة هنا..للتخفيض
من قدر اولئك الخلق الضعاف السذج يستكبرون وهم مملوكون ثم اين الهتهم المزعومة من هذه الصفة؟...لايملكون شيئا ..وللرفع من رجاء عباد الله للاستزادة في طلب البركة والخير..ويسلي ويؤنس عَبْدِهِ بأن الله وحده صاحب الملك فليطمئن.. 4. ثم وصف الملك فبدأ في القسم الاول بالعام الشامل مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثم استثنى مرتين ثم عاد للعام الشامل وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ والاولى اشمل حدا والاخيرة اشمل تفصيلا... وكأنه ايجاز ثم تفصيل
5 . ومع الاستثناء الاول وقفة وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا لانك لو نظرت ماقبله الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فالذي يملك كل ذلك الملك هل يحتاج الى ولد ؟سبحانه ثم ان الولد المدعى المزعوم انسان فأين قدرة (انسان) على السَّمَاوَاتِ بعظمتها و(الْأَرْضِ ) بحجمها ففيم يعين الولد ..بلاغة وبساطة وفلسفة ومنطق يفهمه ابسط متأمل
6. ومع الاستثناء الثاني وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ اشمل من الاول
مادليل صحته ؟ دليله السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لم؟ يا اخي هل شاركت احدا شيئا ما يوما؟ مثال هل شاركت سيارة انت واخوك تسوقانها..فلنفترض انك فعلت ..كلما ركبتها تجد في السيارة حاجة تغيرت شيء ليس في مكانه او شيء جديد أي ان هناك متغيرات قد تتعطل السيارة بيدشريكك وانت لا تعلم فتتفاجأ بها لاتعمل أي ان الحاجة التي بها شراكة يطرأ عليها اختلال عطل عدم انتظام ..فبالله عليك اخي هل طرأ اختلال وعدم انتظام في السموات والارض هل اصطدم القمر بالارض هل طلعت الشمس من المغرب هل تاخرت ؟اذن هل له شريك ؟؟!!! سبحان الله
7.بعد ان يتأمل الانسان العاقل المحايد الباحث عن الحق والباحث عن العقيدة الحق في هذه الكلمات المنطقية العقلية السهلة فيتملاها ويتأملها وينظر لهذا الملك العظيم الدقيق الانتظام والاشياء بشتى الوانها وانواعها واعدادها ويعود ليقول (تبارك الله)هكذا عي جمال هذه الايات البليغة
بسم1 تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)
الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2)
ذلك اذن هو الاله الحق والاحق باتخاذه الها ...ولكن ماحصل هو العجب فتأتي اداة العطف و لتربط النظر بما سبق من الايتين بما بعدها وكان الطبيعي ان يكون (لم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا) ثم يكتمل التسلسل المنطقي ليقول: وامنوا بالله الحق ....لكن ماحصل هو العجب فمابعد حرف العطف نتلوه وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا (3)
انظر للالهة المزعومة....ليست بها ادنى صفات الملك ..بل الادهى ان هذه المزعومة ... وَهُمْ يُخْلَقُونَ وتستمر قائمة عدم ملكها لاي شيء استهزاءا بما يستحق الاستهزاء.. وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا (3)
وتستمر الواو العاطفة ويستمر جو التعجب معها يورد اولا اقوالهم عن (الفرقان) الفرقان الذي للتو فرق بين الاله المالك لكل شيء الحق الأحق بالعبادة والالوهية فرقه عمن لايملك حتى ضررا ولانفعا..افك مفترى منه ومن اخرين ...اساطير القدماء تكتب له وتملى عليه اول النهار وآخره..
وكان الرد عليه بنسبة الفرقان الى مصدره الحق:::ووصف الله عزوجل نفسه هنا.. قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (6)
ونشتم منه رائحة الوعيد والنذير...وفيه ايضا نتأمل.. ان ذلك الفرقان نزل وقد انزله عليم..واي عليم.. عليم بالاسرار وباقوالكم كلها...وهذا مماهومعلوم عن القران ..اي ان القران كشف سرائرهم واقوالهم رغم انها غيب والحوادث والامثلة في ذلك كثيرة..وفي نفس الاية امهال من غفور رحيم واطماع للمقترب من الاسلام والفرقان أن يقبل ولا يخشى مافيه....في آية واحدة مزج الله سبحانه بحري الخوف والرجاء ورد عن فرقانه الاتهامات..وفرق بذلك اتهامهم الباطل ونصركتابه الحق
جمال الاية في ((سر)) موجود في مكان بسعة السماوات والارض..وهي جمال وبلاغة..فالسر بين اثنين في ذلك المجال الواسع الشامل يضيع ويصعب العلم به..لكن الله تعالى عرف عنه علمه المطلق فوازى شمولية الملك بشمولية العلم في السماوات والارض.
وعليكم السلام انها لفتات وتاملات وبحث عن جماليات القران كانت لي منذ عشرة اعوام وكانت حبيسة اوراقي احببت ان اشارككم بها ليست مختصة بسورة الفرقان فحسب...لاادري ان كان اسلوبي واضحا فلقد دونتها لنفسي ..
شكرا للمرور والتعقيب
السلام عليكم
ان سورة الفرقان تفرقة بين فريقين بين خصال هؤلاء وخصال اولئك وتفرقة لمصيرهم فرقان في المستقر فرقان في النظر الى الامور ..فرقان بين اللغو والجد.. بين الحق والباطل..يسوده جو الوعيد والتهديد في نظم ثابت...فرقان بين المستكبرين ومن يمشي على الارض هونا...فرقان تكرر نزوله مفرقا مرتلا..يفرق من نذره قلوب عباد الرحمن
(ملاحظة حرف العطف الواو تكلمنا عنها :لها دور في استكمال مشاعر التعجب :عندما تتعجب من شخص تقول عنه قال كذا وقال كذا وقال كذا ..هل رايت الواو بينها ..التعجب موصول بين القول الاول والثاني والثالث هذا جزء من دور حرف العطف)
بعد اتهامهم للفرقان بدأوا باتهام الرسول اتهامات عديدة لاثبات لهم على واحدة يمشي في الاسواق..معه ملك..كنز..جنة ياكل منها..رجلا مسحورا..بل ويقترحون هم الصفات الجديرة بالرسل عجب فعجب !!!
والرد فيه عجب:: انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (9) لبيان ذلك:الاتهام بالسحر..وهل للمسحور تصرف منطقي؟؟السحر ذهب بعقله فهل ذاهب العقل يدرك السوق ويفهم البيع وياكل؟ اين هذا من ذاك..الاترى انهم حتى لايحسنون الاتهام!!..ولم اكل الطعام والمشي في الاسواق تهمة كل الانبياء كانوا كذلك!!هل كان موسى عليه الصلاة والسلام ملك لاياكل مثلا؟!!!
س/لم لم يحقق الله لهم معجزة الملك والكنز والجنة في مكة المقفرة الحارة؟؟ بعد البحث عن هذه اليكم الاجابة
اما طلبات المعجزات فالنبي صلى الله عليه وسلم اعجزهم بمعجزة القران ان ياتوا بسورة من مثل بلاغته وهم اهل البيان والبلاغة واعجزهم بمعجزة انشقاق القمر والاسراء والمعراج...وكما يقول الرازي رحمه الله:: أن محمداً صلى الله عليه وسلم صادق وليس من شرط كونه نبياً صادقاً تواتر المعجزات الكثيرة وتواليها لأنا لو فتحنا هذا الباب للزم أن لا ينتهي الأمر فيه إلى مقطع وكلما أتى الرسول بمعجز اقترحوا عليه معجزاً آخر ولا ينتهي الأمر فيه إلى حد ينقطع عنده عناد المعاندين وتغلب الجاهلين::
ا ه ذكره في تفسير سورة الاسراء 90
ومن الرحمة باهل مكة انه سبحانه ما استجاب لمطلب من طلبات المعجزات لانه لو فعل ولم يؤمنوا لعاجلهم بالعقوبة عزوجل كما فعل بطالبي معجزة المائدة.
الشيء الثاني ان طلبهم كان للتعنت والكبر فهؤلاء ادركوا صدق النبي عليه الصلاة والسلام انما طلبوا ذلك للتعنت وتجاهلوا معجزة القران
الثالثة::نظرة الى اعجاز القران في نفس هذه الاية بيانيا ولغويا ومماتيسر لنا فهمه والمختصين باللغة اعلم من عندنا::انظر الى الاية الرائعة انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (9)
ان المعنى معلوم(انظر ايها النبي وانظر يامن تقرأ كيف لم يجدوا لك طريقة صحيحة ليتهموك اتهاما مهماومؤثرا)
لكن انظر الى الفرقان العظيم كيف اوصلها وعبر عن هذا المعنى
((فَضَلُّوا)) انهم حاولوا ان يجدوا طريقة لكنهم وهم يبحثون ضلوا كمن في ارض واسع او ارض متشابه الامكنة..ضلوا لم يعرفوا من اين اتوا ولم يعرفوا اين يذهبون...(( فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا)) اصبحت السبيل(الطريق) شيئا ثقيلا ..حول القران السبيل الى مادة ثقيلة لم يستطيعوا ان يمشوا في سبيل واحد خانتهم طاقاتهم ..سبيل لاتهام الرسول ثقيل صعب عليهم وجهد لايستطيعونه..فلا يقوى على السير في السبيل وهو ضال لايدري اين يذهب ..اذن فهو واقف حائر
بهذه الكلمات نفهم نفسية ومافي دواخل هؤلاء اصحاب طلبات المعجزات همهم ايجاد تهمة رزينة مؤثرة لكن هيهات
هذا هو الاعجاز::الكلمات تؤدي معنى صوري لتصلك معلومة دقيقة بابسط عدد من الكلمات ..يسمونها بلاغة..وبلاغة القران اعجاز..كلمات اله
بسم1 تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (10)
1. المكانة النبوية ::هل لاحظت عدم وجود الواو..التي كانت في الايات السابقة..اذن الكلام اختلف لم؟؟لانه رسول الله صلى الله عليه وسلم فما هذه المكانة النبوية الجليلة
2. انها وقفة..فاصل..بعد ان قالوا في حقه.. أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا.. لا لو شاء الله تعالى لكان خيرا وافضل
3. انظر بم بدأ الاية ::تبارك:: تعالى قدره سبحانه وتنزَّه عن مشابهة ما سواه، وعَظُم خَيْره وعطاؤه لماذا؟لماذا نزه الله ذاته؟؟ لان في كلامهم اتهام لله بانه لايعطي لنبيه ولانهاقضية تستدعي التوقف والنظر..ان ماعند الله خير لانه لاغني الاهو
4. هذه ::تبارك:: تذكرنا بمطلع السورة وفيه بركة نزول الفرقان وهنا ايضا تواصل نزول الخير اذا شاء الله
5. الفات نظر العباد الى اهمية المشيئة في الاعطاء والنعمة
6. لفتة بيانية حول:: جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ:: انها بساتين تجن من يدخلها أي ان شخصا لو دخلها فسيختفي لن تراه من كثافة الشجر والزروع ..ولعلها جنة يمر بها ماء او بها بئر...كلا بل ان هناك انهارا ضخمة متعددة تخرج من تحتها الى خارجها تجري بسرعة مياهها..اي ان الجنات مصدر الانهار وليس مجرد الانهار تمر بها بل هي منبع الانهار ومياهها تجري كانها نازلة من مرتفع فلو كانت الجنة هذه ماؤها فكيف بمافيها..هذه هي اللفتة الجميلة في هذه الاية المتكررة التي نمر في تلاوتها كثيرا مع مايكتنف كلمة جنة من غموض فيما داخلها لانها مستترة
7. قصورا"..بنايات شاهقة..والمعطي هو الله..ولا غني مثله سبحانه
اخي الانسان اقرا الاية لاتبتئس بماعندك وبماعند غيرك ولاتبتئس بما حرمت منه ...إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ انها حكمته وارادته وعنده المزيد مااعطاك فهو بمشيئته سبحانه وما ياخذه فهو ملكه الذي اعطاك منه واعارك اياه...نحن عدم ظهر للوجود والوجود عدم مثلنا وظهر كله ملكه عز وجل نحن ضيوف وسنعود الى العدم لانعترض ولانبتئس نصبر على ماعندنا ونرضى بما اعطى واخذ وادع صاحب المٌلك ان يعطيك فاءن شاء اعطاك ومن حكمته ان لم يعطيك
1- الى هذا الوجود الى العالم تنزًل الفرقان فما وصل الى قوم الا وفرقهم الى فريقين وما وصل الى قضية الاوقسمها قسمين
2- ولم يسميه الفارق (بكسر الراء)بل زاده بالالف والنون فاصبح اكثر قوة واكثر تأثيرا وكأنه الة مادية حادة ليس كحديتها شيء تفصل الامور المتشابكة ...هذا هو القران العظيم كالقاضي الذي يحكم بين طرفين بين فكرتين بين الاعتقادات وبين النظريات
3- اذن في مطلع السورة اعلان عن الفريق الاول...منزًل الفرقان..وعبده المقرب النذير صلى الله عليه وسلم..ثم وصف لذلك الملك الذي لاملك مثله وهو يملك مانعرف ومالانعرف وهو لايحتاج شريكا ولاولدا وهو خلق كل مانراه بالحجم الذي شاءه واللون والحيز والوظيفة و..و..خلق كل شيء فقدره تقديرا والفريق الثاني هو ماتلي هذه الاية وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا (3)
اقرا الايات الثلاث الى ان تصل لكلمة ..من دونه..ستحس انك كنت في مكان علي يتنزل من فوق الفرقان العظيم وتنظر من علو للسماوات والارض وما ان تصل لهؤلاء الاقزام السذج الكفرة حتى تحس انك نزلت وهبطت تحس بالدونية السفلية لدى هؤلاء
ثم لاحظ تقديم الضر على النفع وتقديم الموت على الحياة والنشور لتحس انه جو التهديد ...تهديد لمن انكر وكذّب وهو يعلم الحق بانه سبحانه يملك لكم الضر ويملك الموت والنشور لتحاسبوا
ملاحظة::لم يتخذ ولدا::
معناه لم يتبنى ولدا...دليله ماقالته امرأة العزيز لزوجها عن سيدنا يوسف (راجع سورة يوسف) سبحانه وتعالى
ونفي التبني ابلغ من نفي الولدية..فهو ليس له ولد فوق ذلك لم يتبنى ولدا..فهذا ابلغ
بسم1
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا (4) وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (6) 1. هذه عجيبة ثانية..وذكر الله من قال هذه المقالة..الذين كفروا...الذين يعلمون الحق ولكنهم يسترونه كما يستر الكافر بذوره فيحث عليها التراب
2. قالوا عن القران انه الافك ::وهو قلب الحقائق أي قالوا معلوماته مغلوطة وغير صحيحة بل عكس الواقع...يعني مثلا ليس هناك الطير الذي جعل جيش ابرهة كالعصف الماكول !!يعني العسل ليس فيه شفاء..يعني لم يكن ثمة عاد ولاثمود وهم يرون اطلالهم في اسفار القوافل..كل هذا افك!!!
3. افتراه....ومن؟؟الامين صلى الله عليه وسلم يكذب كذبة بهذا الحجم
شيء عجيب...كان صادقا وامينا اربعين عاما ثم فجأة كذاب مفتري!! ظلم ثم زور حكم مسبق يبحثون له دليل زور
4. ويدَعون ان هناك تعاون في مسألة هذا الفرقان فلم لايتعاونون هم لياتوا بمثل شيء من بلاغته وهم اهل بيان وشعر ومعلَقات
5. وحكم عليهم الله تعالى بالظلم والتزوير...وانظر للتعبير...فقد جاؤ...اي انهم بنفسهم مشوا بهذا الاتهام لينشروه لانهم مهتمون به
6. ظلما وزورا...لماذا قدم الظلم على الزور...فالتسلسل البسيط في أي قضية معروضة للحكم عليها ان تقدم الادلة ثم يتم الحكم فان كانت الادلة مزورة يخرج الحكم ظالما..اي زورا وظلما...لكن لدى هؤلاء الكفار كما يكشف لنا من يعلم السر في السماوات والارض حكما ظالما مسبقا وهم يتهمون ثم يبحثون لاتهامهم دليل زور وهذا ماحدث افك..اساطير الاولين..اعانه الاخرين فلان وفلان...وهم لايعلمون الاساطير حقا ولايعلمون الانبياء من هم وليست لديهم المعرفة ليتهموا اتهام موضوعي
7. جاء الرد ان مصدر معلومات هذا الفرقان العظيم يعلم الاسرار ..تلك الافكار الخفية التي تدور داخل خلجات الخلق الذي يملا الارض والخلق في السماوات ممانعلم ومالانعلم وانه عالم بمايدور في اذهان متهمي القران وما قالوه يستحق عذابا نازلا عاجلا لكنه ..كان غفورا رحيما..فلعل احدكم يهتدي فلازال النذير يدعوكم
8. هل لاحظت ..السر...ولم يقل يعلم الاسرار...اي ان السر الواحد يعلمه ويحيط بجوانبه وهذا ابلغ مما لوقال الاسرار..لانك لو علمت الاسرار فقد تفوتك جوانب احدها ...كلا سبحانه وتعالى يدرك أي واحدة بمنتهى الدقة من قالها ولمن قيلت ولم وكيف و..و..
ان سورة الفرقان تشبه معرضا لقضية حكم متداول فريق يتهم فريقا وياتي الفرقان الحكيم هنا يحق الحق ويبطل الباطل وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33) فلقد عملوا اعدة اشياء اتهموا القران في معلوماته واتهموا الرسول صلى الله عليه وسلم في عنديته وتحدوا ان يفعل اشياء وتجرأوا في الثالثة بطلب مادي وفي الرابعة اقترحوا كيفية نزول القران وفي الخامسة استهزئوا بالرسول في السادسة قالوا وما الرحمن حول هذه الاشياء دارت سورة الفرقان ترد حينا توعد وتحذر غالبا وتبين اسباب مقالاتهم وتثبت قلب النبي حينا وتبين موت حواس هؤلاء فتبين ماهو واضح جلي امام مداركهم المغلقة وتبين مصير الفريق الثاني الذي امن ولم يستكبر ولم يغلق مداركه
وينزه الله ذاته بكلمة تبارك ثلاث مرات مرة في حال النعم الكثيرة ومرة في حال العطاء حسب المشيئة ومرة في اية الانوار والسماوات الجليلة ولنا في هذا كله وقفة مع كل هذه المدارات
بسم1 بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (11) إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (12) وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا (13) لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا (14) قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا (15) لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا (16)
1. اللفتة الاولى::هناك صوتان في مشهد القيامة الاول هذا::
اول للسعير والثاني للتعساء الملقيين بداخلها وهم يدعون على انفسهم بالهلاك
2. اللفتة الثانية::ان ماذكر عن الجنة هو اغاظة للفريق الاول القابع في مكان ضيق من السعير
3. الثالثة ان مشهد القيامة هذا مشهد تنفيذ الحكم بالفريق الاول
4. الرابعة...ان بينهم وبين جهنم مكان بعيد وهم يسمعونها تتغيظ وتزفر ..اي حال هذا عندما سمعوها واي حال عندما يساقون نحو مصدر الصوت هذا!! وهي في مكان بعيد فيطول الحال المرعب الى ان يصلونها واذا كانت هذه البداية فحسب فماذا يحصل بعد ..قبل ان يدخلوها
5. الخامسة الاية التي بعدها تدخلنا في العمق في الداخل بعد ان كنا في الخارج...فاذا بهؤلاء ملقون فيها ((وفي الالقاء من اعلى اهانة لمن تكبَر)) في مكان ضيَق يليق بمن استكبر وفي حال يليق بهم اكثر والايادي مصفدة مقرنة بالاعناق والرعب والالم قد ذهب بهم كل مذهب ويتمنون الهلاك ولاهلاك فليتمنوا وينادوا كثيرا فسيطول بهم الحال
6. عندما يذكر الفريق الثاني يسميهم المتقون ..ويتقون هذا العذاب والحال وحري بهم وبنا ان يفعلوا
7. ان البيان القراني هنا يبدع في التعبير ...فاذا كانت آلة العذاب هي هي غاضبة متغيظة...واذاكان غضبها اشد مايكون((لان التغيظ::هو اشد الغضب)) هذا حال آلة العذاب فما بالك بخزنة الة العذاب
بسم1
لم قدم مشهد السعير على مشهد المعبودين؟ ان مشهد السعير هو يمثل تنفيذ الحكم ومشهد المعبودين يمثل الاستنطاق وشهادة الشهود
يتناسب تماما مع مافعلوه في الدنيا فلقد اتهم هؤلاء الرسول صلى الله عليه وسلم بحكم مسبق ثم بداوا يبحثون عن حكمهم الظالم عن دليل زور ولهذا وصف الملك عز وجل مافعلوه((ظلما وزورا)) ولهذا السبب كان الترتيب هنا هكذا والله اعلم
بسم1
وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا (22) وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (23) أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا (24) وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (25) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29) وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31)
1. وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لم سماهم بهذا؟..هكذا حياة هؤلاء لايرجون حساباً حياة اسرق واقترض واهرب واقضم من الحياة ماتستطيع فما بعدها فناء انما هي هذه الحياة فاستبق وكن ذئبا..اين هذا من حياة مطمئنة بان الحقوق لابد لها من رد ولابد للعدل من تحقيق ولابد للمقتول بظلم من نهضة حياة من يرجون لقائنا
2. الواو لتذكرنا بالعجب والتعجب لان مايلي عجيب...كلمة استكبار عجيبة وهم مملوكون لله ..واستحقت كلمتهم ردا خاصا..فكيف تعاملهم الملائكة؟..وعملهم الذي يرجون الخير والثواب((عندما يفاجئون ببعثهم)) مامصيره كالبر بالاباء والشيوخ وكاطعام الضيف والمساكين مامصير ذلك العمل؟ وهم قالوا ماقالوه..
3. وانظر في طلبهم المغرور هذا يقولون((لولا)) وهو حرف تحضيض مستعمل في التعجيز والاستحالة ..
4. والبديع الوصف لتكبرهم.. لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ..لقد ((وهو قسم)) تكبروا اعظم مايكون التكبر..في انفسهم..هذا هو حيز استكبارهم ..في انفسهم فحسب..انها فكرة في انفس هؤلاء واين تلك الانفس الضئيلة والاقزام الساذجة من الملكوت والخلق والكون !!!
5. وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا والحق ان الاية تجعلني اتهكم على هؤلاء يوم يرون الملائكة فيقولون قولة تشبه الاستعاذة لدى بعض المرعوبات من النساء عندما يرون مايفزعهن...هكذا السخرية الحق..ويظلون يقولونها ..الفعل المضارع يفيد التكرار...
6. وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (23)
وترى البيان يعبر بحركة القدوم الى العمل فيستحيل عمل هؤلاء ((كاطعام الضيف واكرام الحجيج)) هباء وهو مانراه من غبار متناه في الصغر عندما نجلس ونحدق لاشعة الشمس الداخلة من احدى نوافذنا..هذا تهكم ثان ..ليس هباءا فحسب بل متناثر فمن ذا الذي يعيده...هيهات
7. ويعرج السياق لبيان حال الفريق الثاني نكاية بالفريق الاول لنجد الاطمئنان والسكينة بل المقيل والقيلولة والفريق الاول مضطرب يقول حجرا محجورا وعمل البر القليل الذي عمله في الدنيا استحال هباء منثورا والحزن مطبق عليه
8. ويستمر المشهد فنرى الحجم الحقيقي لهؤلاء في ملكوت الله ..فالسماء تضطرب وتشقق بشدة وعنف..كعنف حركة الشدة على القاف..وتتنزل الملائكة كالجنود..والتنزل متكرروباساليب مختلفة ومعلنة لتغير عظيم ولموقف شديد وباستعراض مهيب بدلالة الشدة والجو حشد واضطراب فاين من قالوا تلك الكلمة ؟؟
9. الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26) فلم ذكر الرحمن؟من بين اسمائه الحسنى هنا بالذات؟ في يوم انتفاء الملكيات الصغيرة التافهة لاملك سواه..ان في ذلك رحمة الهية..لماذا؟
يقول الامام الشعراوي رحمه الله: فالرحمة في الدنيا أن يوزع الملْك والسلطان، والرحمة في الآخرة أن تُجمع في يده تعالى: { الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَـانِ } [الفرقان: 26] إذن: اجتماع الملْك يوم القيامة لله تعالى من مظاهر الرحمة بنا، فلا تأخذها على أنها احتكار أو جبروت؛ لأنها في يد الرحمن الرحيم.
وكأن الحق ـ تبارك وتعالى ـ يُطمئنك: لا تقلق، فالملْك يوم القيامة ليس لأحد تخاف أن تقع تحت سطوته، إنما الملك يومئذ الحق للرحمن.
ا.هـ
10. ومشهد الندم دليل على عسرة ذلك اليوم فتدرجت المشاهد اولا للتصغير والتيئيس والنكاية والندم ..فالنفوس المغرورة تذل ثم تخاف ثم تحزن ثم تياس ثم تندم وكتعقيب يرد مشهد شكوى النبي يشكوا مافعلوه بالقران وكيف هجروه وهذا من مدلولاته التحذير لهؤلاء ومن مدلولاته بيان ان الرسول ليس وحده وان ربه يسمع شكايته
11.وفي التعقيب تاتي اية
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31)
هذه قصص الانبياء والرسل دوما كان لهم عدو يعمل ماجرم أي يعمل المنكر الكبير ويعادي صاحب الدعوة وهذه حكمة الله وسنته فيسلي ويواسي الرسول وينبه وينذر اولئك ان لايغرهم حالهم فماهم الا كمن قبلهم والنهاية كنهاية الاية قسم يهتدي وقسم يندحر