مطارحات للحوار حول موقف السحرة في قصة موسى عليه السلام

إنضم
01/03/2005
المشاركات
1,063
مستوى التفاعل
3
النقاط
38
العمر
60
الإقامة
الأردن - عمان
اثارت هذه القصة بعض التساؤلات التي تحتاج الى جواب ومنها ان موقف السحرة من فرعون دل على عمق ايمانهم لدرجة انهم فضلوا الموت على الحياة وقالوا لفرعون (اقض ما انت قاض انما تقضي هذه الحياة الدنيا اننا امنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما اكرهتنا عليه من السحر) كما ذكره الله سبحانه وتعالى عنهم
اذا كان موقفهم هو هذا المتميز بالصلابة فهل كان هؤلاء السحرة ممن عبد العجل بعد ان نجاهم اللهسبحانه وتعالى من فرعون واذا لم يكونوا فاين موقفهم ممن فعل ذلك على ان سيدنا هارون عليه السلامكان وحده في مقابلة هذا المنكر ولذا قال موسىعليه السلام في شانه (اني لا املك الا نفسي واخي) مما يعني ان كل من كان مع موسى عليه السلام وقع في هذا الذنب سؤال أشكل علي قليلا واريد ان اقرا مشاركات الاحباب في هذا الملتقى
 
سؤال وجيه، ولا زلت أبحث عن جوابه إلا أن الذي يميل إليه قلبي بعد استقراء جميع الآيات القرآنية المتعلقة، أن فرعون قد نفّذ عليهم العقوبة التي توعدهم بها حيث جاء في سورة الأعراف: {قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123) لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124) قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (125) وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126)} فقولهم : {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ} فيه إيحاء بأنهم كانوا على باب الاستشهاد.
 
معذرة دكتور جمال:
فإنّ "سؤالكم" قد "خلط" بين موضوعين مختلفين في موقفين مختلفين في سورتين كريمتين: سألتم -حفظكم الله تعالى- عن موقف السّحرة من عبادة بني إسرائيل العجل في غياب نبيّ الله موسى وحضور نبيّ الله هارون عليهما وعلى نبيّنا الصّلاة والسّلام، ثمّ أردفتم الآية الكريمة من سورة المائدة: ((قال ربّ إنّي لا أملك إلا نفسي وأخي))؛ وهذه الآية الكريمة لا علاقة لها بعبادة العجل؛ وإنّما علاقتها بدخول الأرض المقدّسة.
فلو أعدتم صياغة سؤالكم من جديد:
هل تسألون:
أين السّحرة؟ هل قتلهم فرعون أم نجوا مع موسى عليه الصّلاة والسّلام؟
ما موقفهم -إن نجوا من قتل فرعون وصلبه إيّاهم- من عبادة العجل؟
وإن أردتم الآية الكريمة من [سورة المائدة: 25]: ((قال ربّ إنّي لا أملك إلا نفسي وأخي))، فالسّؤال:
ما موقفهم من أمر نبيّ الله موسى عليه وعلى نبيّنا الصّلاة والسّلام من دخول الأرض المقدّسة؟، كيف يقول موسى عليه الصّلاة والسّلام هذا وقد زكّاهم القرآن الكريم في سورة طه موضع سؤالكم الأوّل .... إلخ.
وعلى إعادة سؤالكم يظهر الجواب عندكم وعند طلبة العلم المباركين.
 
اثارت هذه القصة بعض التساؤلات التي تحتاج الى جواب ومنها ان موقف السحرة من فرعون دل على عمق ايمانهم لدرجة انهم فضلوا الموت على الحياة وقالوا لفرعون (اقض ما انت قاض انما تقضي هذه الحياة الدنيا اننا امنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما اكرهتنا عليه من السحر) كما ذكره الله سبحانه وتعالى عنهم
اذا كان موقفهم هو هذا المتميز بالصلابة فهل كان هؤلاء السحرة ممن عبد العجل بعد ان نجاهم اللهسبحانه وتعالى من فرعون واذا لم يكونوا فاين موقفهم ممن فعل ذلك

حياكم الله أخانا الدكتور جمال وكل رمضان وأنتم بخير
الذى يظهر من سياق الآيات فى مواضع عديدة من القرآن أن السحرة قد قضوا نحبهم ونالوا الشهادة
كما توجد آثار عديدة مروية عن السلف الصالح رضى الله عنهم تؤكد ذلك أيضاً
قال السيوطي في الدر المنثور : أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال : كانت السحرة سبعين رجلا أصبحوا سحرة وأمسوا شهداء . وفي لفظ : كانوا سحرة في أول النهار وشهداء آخر النهار حين قتلوا
قال سعيد بن جبير رضي الله عنه : " لما سجد السحرة رأوا منازلهم وقصورهم في الجنة تهيأ لهم وتزخرف لقدومهم " .
فهؤلاء السحرة لما آمنوا وشرح الله صدورهم للإسلام لم يأبهوا لتهديد فرعون لهم بالقتل وقالوا له :
{ قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}.
وقد روى الإمام الطبري عن القاسم بن أبي بزة , قال : " فألقي السحرة عند ذلك سجدا . فما رفعوا رءوسهم حتى رأوا الجنة والنار وثواب أهلها ." ( تفسير الطبري الأعراف : 117 )
وكذلك مما رواه الطبرى رحمه الله فى مواضع أخرى ندرك أن فرعون اللعين قد نفذ فيهم تهديده ، حيث جاء فيه :
" حدثنا ابن وكيع , قال : ثنا أبو داود الحفري وحبوية الرازي , عن يعقوب القمي , عن جعفر بن أبي المغيرة , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس : لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين قال : أول من صلب وأول من قطع الأيدي والأرجل من خلاف فرعون .وقال أيضا :فحدثني موسى بن هارون , قال : ثنا عمرو بن حماد , قال : ثنا أسباط عن السدي : لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف فقتلهم وصلبهم "
فالراجح أنهم قد ماتوا شهداء أبرار ، رضوان الله عليهم أجمعين
 
الأخوة الكرام : لماذا لا نتحقق من الروايات ؟! .
فنظرة بسيطة مثلا في رواية ( فحدثني موسى بن هارون , قال : ثنا عمرو بن حماد , قال : ثنا أسباط عن السدي : لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف فقتلهم وصلبهم ) تجد أن :
عمرو بن حماد : متكلم فيه ( تهذيب التهذيب 8 / 23 ) .
أسباط : متكلم فيه أيضا ( تهذيب التهذيب 1 / 212) .
السدي : متكلم فيه أيضا ( تهذيب التهذيب 1 / 314 ) .
وأنا لست بصدد الحكم على الرواية , لكنه تنبيه لمنهج يجب أن يتبع .
 
الأخوة الكرام : لماذا لا نتحقق من الروايات ؟! .
فنظرة بسيطة مثلا في رواية ( فحدثني موسى بن هارون , قال : ثنا عمرو بن حماد , قال : ثنا أسباط عن السدي : لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف فقتلهم وصلبهم ) تجد أن :
عمرو بن حماد : متكلم فيه ( تهذيب التهذيب 8 / 23 ) .
أسباط : متكلم فيه أيضا ( تهذيب التهذيب 1 / 212) .
السدي : متكلم فيه أيضا ( تهذيب التهذيب 1 / 314 ) .
وأنا لست بصدد الحكم على الرواية , لكنه تنبيه لمنهج يجب أن يتبع .
ربما صح قولكم أخى الكريم ، ولكنى لم أقتصر على ذكر هذا الأثر فحسب ، بل ضممت إليه آثارا أخرى
وحتى لو فرضنا جدلا أن كل تلك الآثار مشكوك فى صحتها ، فإن السياق القرآنى ذاته يكفينا لإستنباط موت سحرة فرعون شهداء
وذلك فيما أورده القرآن على ألسنتهم من أقوال عديدة ، بل قد يكفينا منها فحسب قولهم :"ربنا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين "
فهذا قول لا يصدر إلا عن قوم قد أيقنوا بأنهم مقبلون على لقاء ربهم وتهيأوا لملاقاته والإستشهاد فى سبيله تاركين الدنيا بأسرها خلف ظهورهم
ثم هناك أمر آخر يجب الإنتباه إليه : لو أن الله تعالى قد أنجى سحرة فرعون من تنكيله بهم لكان جل وعلا قد ذكر هذا الأمر المهم فى معرض الإمتنان والفضل العظيم ، فتلك عادة القرآن الكريم فى المواقف المشابهة لهذا الموقف ،
فمن ذلك قوله تعالى : " ولقد نجينا بنى اسرائيل من العذاب المهين "
وقوله تعالى : " وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب "
وقوله تعالى : اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون "
وغيرها الكثير من الآيات التى تحرص على تسجيل هذه النعمة العظيمة ، وهل هناك نعمة - بمقاييس الدنيا - أعظم من نعمة النجاة من القتل والهلاك
هذا ، والله أعلى وأعلم
وننتظر رأى الأخ الموقّر الدكتور جمال ، بصفته صاحب الموضوع
 
عودة
أعلى