مطارحات قرانية(2)

إنضم
01/03/2005
المشاركات
1,063
مستوى التفاعل
3
النقاط
38
العمر
60
الإقامة
الأردن - عمان
هناك سؤال كبير لا بد من طرحه في هذا الملتقى المبارك حول ما سمي في القران بـ(آيات الصفات)
لا بد أولا أن أظهر عدم قناعتي بصحة هذه التسمية قبل البدء بطرح السؤال حتى لا يقال إنني أسلم بكل شيء
والسؤال هو: هل ما سمي بآيات الصفات هو من قبيل ماهو قطعي الدلالة في القران أم هو من قبيل ظني الدلالة ؟
وقبل أن أجيب أود أن أوجه السؤال للسادة الباحثين في هذا الملتقى المبارك ليدلي كل بدلوه مع الرجاء الخاص أن لا يلقى الكلام على عواهنه بل كل رأي يجب أن يشفعه صاحبه بدليله حتى نتوصل إلى ما هو صواب إن شاء الله
 
بسم الله الرحمن الرحيم

لا أرى أي غرابة في مصطلح "آيات الصفات"، فقد تداوله كبار العلماء في كتبهم كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه القيم ابن القيم رحمهما الله تعالى وغيرهما كثير.
صفات الله تعالى صفات حقيقية ذات معاني ثابتة لله تعالى على الوجه الائق به سبحانه، وهذا القدر -أقصد المعاني- هو ما يثبته أهل السنة والجماعة لله سبحانه، أما حقائق الصفات وكنهها فيفوضون ذلك إلى عالمه، فهم مفوضة في باب الكنه والحقيقة لا في باب المعاني، خلافا للأشعرية وغيرهم.
والأدلة على هذا كثيرة، قال تعالى:" فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون"، وقال تعالى:"ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"، وقال تعالى:" يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا"...وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك"...
ومن باب التسليم لمصطلحاتك أخي، فالذي يظهر من خلال النصوص، أن آيات الصفات قطعية الدلالة من حيث المعاني، سواء الصفات الذاتية أو الفعليه، فهي لا تحتمل إلا المعاني المعلومة من خلال ظواهرها -طبعا باعتبار القيود المعلومة في هذا الباب من نفي التشبيه والتمثيل والتكييف...-
وكيف تكون آيات الصفات ظنية الدلالة وهي تتعلق بالمعبود الفرد الصمد وما يجب أن يعتقده فيه عباده من صفات الجلال والكمال وتنزيهه عن النقائص.
فليست هي آيات أحكام محل اجتهاد ونظر حتى تكون ظنية الدلالة.
هناك طبعا ما يشذ عما ذكرت وأقصد ما اختلف فيه العلماء كصفة الوجه في قوله تعالى:" كل شيء هالك إلا وجهه" وصفة الساق في قوله تعالى:" يوم يكشف عن ساق".
قد يقول: لو كانت قطعية الدلالة فلما هذا الاختلاف الكبير فيها؟
الجواب:أن أهل الحق أجروها مجراها الحقيقي وأمروها كما جاءت علىى ظواهرها وعلى المعاني المعروفة عند العرب الذين نزل القرآن بلسانهم، بخلاف غيرهم ممن ضل في هذا الباب العظيم صارفا إياها عن معانيها مدعيا تارة المجاز أو معطلا لها رأسا تارة أخرى.

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
 
عودة
أعلى