مصطلحات في الدراسات الاستشراقية والحداثية

أحمد بوعود

New member
إنضم
03/08/2007
المشاركات
78
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
تطوان المغرب
يهدف هذا الموضوع إلى التعريف ببعض المصطلحات التي يكثر دورانها في الدراسات الاستشراقية والحداثية للقرآن الكريم وعلومه، وتشكل لبسا لدى القارئ لغرابتها عن بيئة الثقافة الإسلامية. وقد دعاني إلى الكتابة في الموضوع أخي وصديقي الدكتور حاتم القرشي حفظه الله ورعاه وزاده حرصا وتهمما. آمين. وسأسلك في هذا الموضوع مسلك الوجازة مع توخي القصد إن شاء الله.

1- الإبستمولوجيا: هي نظرية المعرفة، أو دراسة نقدية للعلوم (مبادئها ومناهجها وقيمتها) من أجل تحديد أصلها وقيمتها ووظيفتها [1].
لكن عندما تأتي هذه الكلة نعتا، مثلا: مشكل إبستمولوجي فإن ذلك يعني مشكلا معرفيا.
2- الأرثوذكسية: مكون من ortho = مستقيم، و doxe = رأي؛ أي الرأي المستقيم أو الصحيح. وفي المعنى الاصطلاحي تخذ تلوينا سلبيا ويعني التصلب العقائدي الشديد.
3- الإيديولوجيا: هي "مجموعة من الأفكار والمعتقدات والمذاهب الخاصة بعصر أو مجتمع أو طبقة اجتماعية"[2]. ويعرب طه عبد الرحمن المصطلح فيجد مقابلا له "الفكرانية"[3].
4- التيولوجيا: هي "دراسة الأسئلة المتعلقة بالدين"[4]. وتسمى أيضا بعلم اللاهوت.

[1]
- انظر Paul Robert, Le grand Robert de la langue française, 2è éd. VUEF Paris, 2001, Tome 3, p 104
[2]- Dictionnaire encyclopédique illustré Larousse p 690
[3]- طه عبد الرحمن، تجديد المنهج في تقويم التراث ص 24.
[4]- Dictionnaire encyclopédique illustré Larousse p 1355
 
الإيديولوجيا: هي "مجموعة من الأفكار والمعتقدات والمذاهب الخاصة بعصر أو مجتمع أو طبقة اجتماعية"[2]. ويعرب طه عبد الرحمن المصطلح فيجد مقابلا له "الفكرانية"[3].

وإذا وردت في سياق الذم أو في مقابل (المعرفي) فالمراد بها : تصوير الواقع على خلاف ما هو عليه لمصلحة الرؤية الفكرية الخاصة.

الأرثوذكسية: مكون من ortho = مستقيم، و doxe = رأي؛ أي الرأي المستقيم أو الصحيح. وفي المعنى الاصطلاحي تخذ تلوينا سلبيا ويعني التصلب العقائدي الشديد.

ويراد بها أحياناً : المذهب الديني الذي يحيل على تصور معياري معين للدين ويجعله حكماً على المذاهب المخالفة له وأنه هو الدين الحق وحده،ويتم تعريبها أحياناً بلفظة : السلفية.
 
الشكر للصديق العزيز الدكتور أحمد بوعود على سرعة تفاعله وطرحه لهذا الموضوع المختصر والمفيد جدا ..
وأرجو أن يكون هذا الموضوع حاوياً لأهم وأغلب المصطلحات التي يدور عليها الفكر الاستشراقي والحداثي لا سيما في تعاملهم مع القرآن الكريم .
 
الدكتور طه عبد الرحمان له أسلوب عجيب ورائع في نفس الوقت ينم عن سعة الاطلاع ورحابة الاستقلالية التصنيعية للتعبير الفكري كما يتصف بالتأقلمية مع النص الذي يدرسه يفتته فيبنيه من جديد ولعل تخصصه وتفوقه في الدراسات الحجاجية ورصيده الواسع من اللغة ساعداه في ذلك وللأسف لم يؤلف بعد في القرآن وإن كانت بعض دراساته موجهة لمن تكلموا في القرآن بدون أدوات علمية رصينة.
 
أتمنى تشجيع الأستاذ أحمد بوعود للعودة إلى الموضوع لإثراءه من جديد. :)
5- إعادة التصييغ السياقي: Recontextualisation.
 
5- القراءة التزامنية: القراءة المطابقة زمنيا للنص المقروء، أي القراءة التي تحاول العودة إلى الوراء، إلى زمن النص لكي تقرأ مفرداته وتركيباته بمعانيها السائدة آنذاك، وليس بالمعنى السائد اليوم. وتعتبر هذه القراءة مدخلا للقول بتاريخية النص.
6- الفيلولوجيا:
علم يهتم بدراسة الوثائق المكتوبة، خصوصا الأعمال الأدبية من حيث بناء النصوص وهويتها وعلاقتها بمؤلفها، كما يهتم بدراسة أصل الكلمات ومسالكها.
7- القراءة الخطية:
هي القراءة التي تتبع فقط التسلسل الزمني وتتبعه دون اعتبار للتحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها. وهذه القراءة تجعل النص جامدا على معنى واحد ينبغي تجاوزه.
 
أشكر أخي الدكتور حاتم على إلحاحه المتواصل وطول صبره... أسأل الله أن يتجاوز عن تقصيرنا.
8-الأنتربولوجيا: هي "مجموعة من العلوم موضوعها دراسة الإنسان"... وفي دراسة النصوص الدينية تعني "دراسة جميع التراثات الدينية بنفس الطريقة وتطبيق نفس المنهجية عليها".
9- الجنيالوجيا: دراسة التسلسل التطوري للبشر والعائلات.
10-الأنطولوجيا: علم الكينونة أو الوجود،وهو "جزء من الميتافيزيقا ينطبق على الكائن بما هو كائن دون اعتبار لمحدداته الخاصة". كما "تعني المبادئ الأولى والتأسيسية التي لا مبادئ بعدها أو قبلها. والقرآن بالنسبة للوعي الإسلامي هو وحده الذي يحتوي على هذه المبادئ".

 
أتمنى التوفيق والسداد للدكتور أحمد فيما يسعى إليه من تبصير الدارسين وقراء هذا الملتقى المبارك بالاصطلاحات الوافدة التي يستعملها "الحداثيون" ومن صار على دربهم، والتي تحمل مفاهيم وتصورات قد تكون غريبة عن واقع المسلمين وعن قاموس واصطلاحات الدرس القرآني وعلومه.
بعض هذه الاصطلاحات لا تدور وتستعمل في " الدراسات الاستشراقية والحداثية للقرآن الكريم وعلومه" فحسب، بل تستعمل في علوم أخرى كما هو الشأن بالنسبة للمصطلح الأول "الإبستمولوجيا" الذي يروج بقوة في الفكر الاقتصادي الغربي؛ وقد استعمله الماركسيون و"الماركسيون الجدد" و"الكلاسيكيون الجدد" لنقد النظريات والأفكار الاقتصادية لما يسمى بـ "الكلاسيكيين" الذين يتزعمهم عالم الاقتصاد البريطاني "آدم سْمِيت أو سميث". وأحسب أن القوة الاصطلاحية لهذا اللفظ تجد مكانها في الفكر الاقتصادي، ومنه انتقل إلى باقي المجالات فنما وترعرع.
وأحب أن أضيف شيئا (وهذا حسب اطلاعي) وهو: أن هذا المصطلح بالإضافة إلى تعريفه السابق، فإن من وظائفه العلمية: الهدم من دون بناء.
واستعمل البعض من "الحداثيين" وهو محمد أركون في كتابه " الفكر الإسلامي قراءة علمية"، استعمل لفظ " الأرثوذكس" و"البروتيستانت" في مقابل السنة والشيعة.
المصطلح الخامس أو التركيب الإضافي (القراءة التزامنية) الحَدُّ الوارد بشأنه بعد نقطتي التعريف يطرح سؤالا وهو: أين ينتهي هذا التعريف؟ حسب الظاهر فهو يبدأ بــ "القراءة المطابقة..." وينتهي بــ "... وليس بالمعنى السائد اليوم." فهذا التعريف إذا صح انتهاؤه هنا وصحت ألفاظه فهو يتضمن نسبة لا بأس بها من الصواب، إذ البحث عن القراءة الأولى التي فُهم بها النص مبتغى طالبي المعاني من المختصين والباحثين والمهتمين عموما. كما أن قراءة النص فقط بالمعاني السائدة اليوم (ولها حظ وافر في التعريف)، قراءة جزئية بل مطروحة. ومن ثم فإن تعريف (القراءة التزامنية) هذا يطبعه نوع من الاضطراب والضعف في السَّبك، الناتج عما توحي به العبارة الأخيرة من التعريف "...وليس بالمعنى السائد اليوم" التي تقلل من "القراءة المطابقة زمانيا للنص المقروء". وإذا كان انتهاؤه قبل العبارة التي أشرتُ إليها فإن (القراءة التزامنية) للنص قراءة علمية إلى حد ما؛ هذا بغض النظر عن سلامة وصحة العبارات المكونة لتعريفها.
ومن هنا فإنه من اللازم إعادة النظر في هذا التعريف أو الإحالة على مصدره الأصلي ونسبته إلى قائله، فمن بركة العلم إضافته إلى قائله؛ كما تم التعامل مع المصطلحات الأربع الأولى، تبرئة للذمة.
إن قراءة النص وخاصة القرآني منه بما فُهم به أول مرة زمن النزول وبما فهم به بعد ذلك، وبما يمكن أن يفهم به اليوم هي القراءة العلمية، والقراءة الأولى مؤسسة وضابطة لما بعدها.
المصطلح السابع (القراءة الخطية) تعريفه يطرح سؤالا: ما هي القراءة أو من هو القاريء الذي لا يعتبر " التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها" في قراءته؟ أو لنقل: ما هي القراءة التي لا نصيب فيها لهذه التحولات سواء أكانت القراءة قديمة من حيث الزمان أم جديدة؟ كيفما كانت القراءة أو القاريء لا يمكن لهما أن يخرجا عن الزمان والمكان بتقلباتهما وتحولاتهما المختلفة، لأن القاريء شخص كائن موجود في زمان ومكان والنص المقروء في مكان أو بيئة معينة.
وإذا سلمنا أنه يقرأ وهو نائم (بدون وعي) أو مجنون أو أحمق فهو في مكان وخارج زمن الوعي، إلا أنه في زمن اللاوعي.
وإذا سلمنا أيضا أنه جرد نفسه عن الزمان والمكان فإن قراءته تكون ذهنيه خيالية عدمها أقوى من وجودها في الخارج، فالإنسان أحيانا عند الخوف الشديد أو الغضب الشديد أو الفكر الشديد يتصور أشياء هي من قبيل الاحتمال والاشتباه ولا وجود لها في الواقع؛ وهذا لا يمكن أن ينطبق على النص الذي يتسم بالحقيقة الظاهرة المعبرة عن أشياء حسية وأخرى يقبلها الحس و يؤمن بها العقل.
فكيف تجرد هذه القراءة النص المقروء من التحولات المذكورة؟ أو لا تعتبرها؟ ويطلق عليها أصحابها أنها قراءة؟ إذا جردنا النص من تلك التحولات فسيكون خارج المكان.
وكيف تتبع هذه القراءة التسلسل الزمني للنص المقروء وتجعله في نفس الوقت جامدا على معنى واحد ينبغي تجاوزه؟؟
المصطلح العاشر (الأنطولوجيا): تعريفه يتضمن تعريفان، أُسلِّم بصحة نقلهما من مصدرهما أو مصدريْهما المعتمدين في تعريفه؛ الثاني منهما يلاحظ عليه أمران:
الأول: إن هذا العلم منْغَلق وخارج الزمان والمكان بحكم تعريفه المثبت؛ وهذا ظاهر يوحي به جزؤه الأول: " تعني المبادئ الأولى والتأسيسية التي لا مباديء بعدها أو قبلها".
الأمر الثاني: وهو الجملة الثانية من التعريف:"... والقرآن بالنسبة للوعي الإسلامي هو وحده الذي يحتوي على هذه المبادئ". هذا كلام خطير، فيه افتراء بَيِّن على الوعي الإسلامي وعلى القرآن، الظاهر أنه أقحم في التعريف أو معه، والذي يقول به إدراكه للقرآن ومفاهيمه ضعيف أو وعْيُه زائف أو زُيف. فمهما تكن الأوصاف السلبية التي يمكن أن يوصف بها "الوعي الإسلامي" فإنه لا يمكن أن يصل إلى هذا المستوى الذي يعتبر أن القرآن وحده هو الذي يحتوي على مباديء أولى تأسيسية لا مبادئ بعدها أو قبلها؟؟
لقد انتظرت من الدكتور أحمد أن يعيد قراءة هذا التعريف وغيره من التعاريف السابقة للتعقيب أو للمزيد من الإيضاح والبيان، إلا أنه لم يفعل، فكان لا بد من الوقوف عند ما بدا لي أنها هفوات وسقطات جاءت فيها.
و عندما أقول هذا الكلام فأنا أريد أن أعرف وأتعلم لا أن أنتقد وأتكلم أو أقلل من مجهود يريد الدفاع عن القرآن ومفاهيمه واصطلاحاته التي يُفهم بها ومن خلالها، في وجه مصطلحات وألفاظ وافدة وزاحفة بدوافع علمية وأخرى سياسية، وبواسطة هبات وعطايا يُظن أنها مجانية وحقيقتها تخريبية وتدميرية لا يدرك خطرها إلا المبصرون بنور القرآن والسائرون على درب الإيمان المسترشدون بهدي القرآن وبسنة نبي القرآن محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم[FONT=&quot]. [/FONT]
 
أشكر د. عبدالقادر محجوبي على تشريفه لهذا الموضوع وتعليقه المتين الفاحص، وإن في طرحك يا دكتور عبدالقادر إثراء لهذا الموضوع وتنمية له، فالشكر لك .
كما أن بعض الملاحظات التي ذكرتها قد يجيب عنها صاحب الموضوع أستاذنا أحمد بوعود، وأود الإشارة إلى أن التعريف هنا بهذه المصطلحات المقصد منه الإشارة _ دون توسع _ لمصطلحات القوم؛ ليكون القارئ لكتبهم على دراية فيما يذهبون إليه، وبالتأكيد أن لبعض المصطلحات مراحل تاريخية قد يتغير فيها المقصود، أو بواعث مقاصدية لنفس المستعمل لها.
وأؤكد على أن د. بوعود _ مشكورا _ كان يتجاوب معي في إلحاحي عليه للكتابة في هذا الموضوع رغم اشغاله الكثيرة، ولعل هذا سبب في عدم العزو أو إضافة ما لديه من قراءة لبعض المصطلحات .
وأكرر شكري لك د. عبد القادر، وأدعوك لمواصلة الكتابة معنا في ملتقى الانتصار فهو بحاجة لأمثالك بارك الله فيك .
 
الهرمنيوطيقا:
الهرمنيوطيقا كلمة يونانية أصلها «هرمنويين hermeneuin» بمعنى: يُفسِّر أو يُوضح ، والفعل مشتق من كلمة «هرمنيوس» وهي كلمة مجهولة الأصل وإن كان يُقال إنها تعود إلى الإله هرميس الذي يعتبر عند اليونانيين الناقل أو الوسيط بين معاني الآلهة والناس[1] ؛ وفي اللاهوت المسيحي تشير الكلمة إلى ذلك الجزء من الدراسات اللاهوتية المَعْنيِّ بتأويل النصوص الدينية بطريقة خيالية ورمزية تبعد عن المعنى الحرفي والسطحي المباشر وتحاول اكتشاف المعاني الحقيقية والخفية للنصوص المقدَّسة (وخاصةً الإنجيل) والقواعد التي تحكم التفرُّد المشروع للنص المقدَّس[2].

[1] - مصطفى عادل -فهم الفهم مدخل إلى الهرمنيوطيقا-ط/رؤية للكتاب-القاهرة-ط:الأولى/2007م- ص:24.

[2] - عبد الوهاب المسيري -موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية.
 
عودة
أعلى