مصطلحات الفراء في التوجيه " في كتابه معاني القرآن "

إنضم
17/09/2012
المشاركات
4
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
المدينة النبوية
معرفة أشهر المصطلحات التي يستخدمها الفراء رحمه الله أمر مهم لفهم التوجيه عنده, بل ولكي يمكن فهم تفسيره بشكل عام - لا سيما وأنها مصطلحات غير مشهورة - ومن أهم تلك المصطلحات ما يأتي :
1- الجحد : يعني به النفي , مثال ذلك : (( وقوله ( فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ )وفى إحدى القراءتين ( إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ ), والوجه فى (إلّا) أن يُنصب ما بعدها إذا كان ما قبلها لا جحد فيه ، فإذا كان ما قبل إلّا فيه جحد جعلتَ ما بعدها تابعا لما قبلها معرفة كان أو نكرة , فأمّا المعرفة فقولك : ما ذهب الناسُ إلا زيدٌ , وأمّا النكرة فقولك : ما فيها أحدٌ إلّا غلامُك )).
2- النصب على القطع : يقصد به النصب على الحال , ومن ذلك : (( وقوله ( وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ )منصوب على القطع لأنه نكرة نعت به معرفة , وهو فى قراءة عبد اللّه ( القائمُ بالقسط ) رفع لأنه معرفة نعت لمعرفة )).
3- التِّبيان : يعني به الإظهار , ففي قول الله تعالى ( قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ )قال : (( والعرب تدغم اللام من ( هل ) و( بل ) عند التاء خاصة , وهو فى كلامهم عالٍ كثير , يقول : هل تدري ، وهتَّدري, فقرأها القراء على ذلك ، وإنما أستحبُّ فى القراءة خاصّةً تبيانَ ذلك ، لأنهما منفصلان ليسا من حرف واحد ، وإنما بُني القرآن على الترسّل والترتيل وإشباع الكلام فتبيانُه أحب إليَّ من إدغامه )).
4- الإجراء : يقصد به الصَّرف وهو التنوين , من ذلك : (( وقوله ( وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ )القراء على إجراء ( سبأ ) لأنه - فيما ذكروا - رجل وكذلك فأَجْرِهِ إن كان اسماً لجبل , ولم يُجْره أبو عمرو بن العلاء)).
5- الصفة : ويعني بها حرف الجر , كقوله عند الكلام على البسملة : (( فلا تحذفنّ ألف ( اسم ) إذا أضفته إلى غير اللّه تبارك وتعالى ، ولا تحذفنّها مع غير الباء من الصفات , وإن كانت تلك الصفة حرفاً واحداً ، مثل اللام والكاف , فتقول : لاسم اللّه حلاوةٌ فى القلوب ، وليس اسمٌ كاسم اللّه , فتُثْبِت الألف فى اللام وفى الكاف , لأنهما لم يستعملا كما استعملت الباء فى اسم اللّه )).
6- العِماد : ويقصد به ضمير الفصل نحو : (( وقوله ( وَإِذْ قالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ )في ( ا لحق ) النصب والرفع , إن جعلت ( هو ) اسماً رفعت الحق بِهُوَ , وإن جعلتها عماداً بمنزلة الصلة نصبت الحق )).
7- الرد : ويقصد به العطف مثل : (( وقوله ( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ )رَفْع مردود على ( اللَّه ) تبارك وتعالى ، وقد خفضها بعض أهل المدينة, يريد ( فى ظلل من الغمام وفي الملائكة ) )).
8- التكرير : يعني به البدل نحو : (( وقوله ( إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةِ الْكَوَاكِبِ )تضاف الزينة إلى الكواكب ... وحدثني قيس وأبو معاوية , عن الأعمش , عن أبي الضحى عن مسروق أنه قرأ ( بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ) يخفض الكواكب بالتكرير)).
9- التثقيل والتخفيف : يقصد بالتثقيل ( التحريك ) و بالتخفيف ( الإسكان ) ومثالهما في قوله تعالى (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ )حيث قال : (( وقد ثقّل الشنآن بعضهم ، وأكثر القرّاء على تخفيفه )).
10- الإرسال : ويعني به الإسكان مثال ذلك : (( وقوله ( ما أُخْفِيَ )وكلٌّ ينصب بالياء , لأنه فعل ماض , كما تقول : أُهْلِكَ الظالمون , وقرأها حمزة ( ما أخفي لهم من قرّة أعين ) بإرسال الياء )).
تنبيه: [ المبحث منقول من دراسة لكتاب الفراء, وعلاقته بالقراءات, قام بها الأخ مصطفى السباعي في مرحلة الماجستير بقسم القراءات, وذلك ضمن متطلبات مادة مناهج المفسرين, وقد أحسن الباحث أيما إحسان عند دراسته لهذا الكتاب, وأحببت أن أنقله لكم للفائدة, والله الموفق ].
 
جزاكم الله خيرا.
بالنسبة لمصطلح الإرسال عند الفراء، لاحظت أنه يستعمله مع الياء فقط، فكأنه يشير إلى أنه بعد إسكانها تصبح ممدودة والله أعلم.
 
بالنسبة لمصطلح (الإرسال)؛ فهذا جزء في تحريره من كتاب: (مصطلحات علم القراءات في ضوء علم المصطلح الحديث)، للدكتور/ حمدي صلاح الهدهد.

attachment.php

attachment.php
attachment.php
attachment.php
attachment.php
 
عودة
أعلى