مصدقا لما بين يديه

إنضم
23/09/2017
المشاركات
614
مستوى التفاعل
20
النقاط
18
الإقامة
غير معروف
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

قال الله تعالى : قُلۡ مَن كَانَ عَدُوࣰّا لِّجِبۡرِیلَ فَإِنَّهُۥ نَزَّلَهُۥ عَلَىٰ قَلۡبِكَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِ مُصَدِّقࣰا لِّمَا بَیۡنَ یَدَیۡهِ وَهُدࣰى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِینَ ۝٩٧ [سورة البقرة]

السؤال: على من تعود الهاء في كلمة " بين يديه" في الآية؟
وشكرا
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ضمير الغائب (بين يديه) يعود على القرآن الكريم، فإن الكلام في قوله تعالى (نزله على قلبك) يراد به يقينا القرآن الحكيم، ومن صفات هذا القرآن العظيم أنه (مصدقا لما بين يديه) والجملة حالية -في محل نصب-، فالحال كما يعود على الفاعل يصح عوده على المفعول.
فالله سبحانه أنزل كتابه مصدقا لما بين يديه من الكتب المتقدمة كالتوراة والإنجيل وغيرهما.
وقد دل على هذا الأمر عدة آيات أكتفي بذكر واحدة منها.
قال جل في علاه:{ وَأَنزلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ } [المائدة: 48]
 
جزاك خيرا الاخ ناصر : أعتذر هنا لم افهم ما قلت "والجملة حالية -في محل نصب-، فالحال كما يعود على الفاعل يصح عوده على المفعول."

تقصد ما بين يدي الرسول و يكون هنا ما بين يديه هو القرآن، أو تقصد ما بين يدي القرآن؟
وضح بارك الله فيك
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابتداء أعتذر أختي بهجة عن التأخير في الإجابة، كثرة المشاغل تحول بيننا وبين المتابعة المستمرة، والله المستعان.
بالنسبة لقولي: الجملة حالية، المقصود أن قوله جل في علاه: "قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ"، الهاء في قوله تعالى:"نزله" ضمير متصل يعود على القرآن، وإن لم يسبق له ذكر، فمن قواعد التفسير: ( ضمير الغائب قد يعود على غير ملفوظ به، كالذي يفسره سياق الكلام) فالضمير حتما يعود على القرآن الكريم، فهو الذي نزله الله جل جلاه على قلب النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام.
(مصدقا لما بين يديه) حال من القرآن، وهذا من الناحية الإعرابية، أي أن القرآن نزل وحاله أنه مصدق لما بين يديه من الكتب المتقدمة.
والحال حكمه النصب، كقولنا: جاء زيد فرحا، ففرحا حال من زيد. أو قولنا: جاء زيد وهو يضحك، فقولنا:(وهو يضحك) جملة حالية في محل نصب.
أما بالنسبة لقولي: (فالحال كما يعود على الفاعل يصح عوده على المفعول)، فالمقصود أن الحال قد يعود على الفاعل وقد يعود على المفعول، وبالمثال يتضح المقال، قولنا: جاء زيد وهو يضحك، (وهو يضحك) حال من الفاعل زيد.
وقولنا: رأيت زيدا وهو يضحك، زيدا مفعول به، و(وهو يضحك) حال منه، أي رأيت زيدا وحاله أنه يضحك.
فقوله تعالى:"فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ " الهاء في (نزله) ضمير متصل في محل نصب مفعول به، و(مصدقا لم بين يديه) جملة حالية في محل نصب، أي أن الله سبحانه نزل القرآن وحاله أنه مصدق لما بين يديه.
بالنسبة لتساؤلك: تقصد ما بين يدي الرسول و يكون هنا ما بين يديه هو القرآن، أو تقصد ما بين يدي القرآن؟
المقصود أختي: ما بين يدي القرآن الكريم أي ما تقدمه من الكتب السابقة كالتوراة والإنجيل والزبور وغيرها.​
 
عودة
أعلى