مصدر النسيان في القرآن

إنضم
22/12/2016
المشاركات
36
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
العمر
44
الإقامة
مصر
لقد نفي الله عن نفسه صفة النسيان وذلك في قوله تعالى : " ... وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا " ( مريم 64 ) ، وكذلك في قوله تعالى : " .. لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى " ( طه 52 ) . والإنسان دائماً ما يتعرض للنسيان ، فيقول المثل "جل من لا يسهو" . ومصدر النسيان في القرآن واضح ، وهو عمل الشيطان وذلك في الآيات التالية :

• " وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ " ( يوسف 42 ) .
• " قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا " ( الكهف 63 ) .

حتى أن الرسل والأنبياء الأنبياء معرضين للنسيان بواسطة عمل الشيطان ويتضح ذلك في قوله تعالى: " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ " ( الحج 52 – 53 ) . وفي الآيات السابقة " تَمَنَّى " بمعني قرأ من الكتاب . والمعني أن النبي يُنسيه الشيطان أثناء تلاوته للكتاب ، فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يُحكم آياته .

ومن الأدلة في القرآن ، علي أن رسول الله معرض للنسيان بواسطة عمل الشيطان ، قوله تعالى : " وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ " ( الأنعام 68 ) ، وقوله تعالى : " وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ " ( الكهف 24 ) .

ونسيان النبي أثناء تلاوته للكتاب لا يتعارض مع قوله تعالى " سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى " ( الأعلى 6 ) لأن الآية متبوعة بقوله تعالى " إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ " ( الأعلى 7 ) ، فنسيان النبي مرتبط بمشيئة الله الذي تعهد بحفظ القرآن وجمعه .

ومن الأدلة في السيرة النبوية على أن رسول الله معرض للنسيان بواسطة عمل الشيطان ، هو نسيان النبي لموعد ليلة القدر , فعن أبي سعيد الخدري قال : اعتكفنا مع رسول الله العشر الاوسط من رمضان، فقال : " انّي رأيت ليلة القدر فاُنسيتها ، فالتمسوها في العشر الاَواخر في الوتر " .

وهنا يجب أن نوضح أن الأنبياء عموماً يمسهم عمل الشيطان ويتبين ذلك في قوله تعالى علي لسان سيدنا أيوب : " وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ " ( ص 41 ) .

وأخيرا أخي العزيز فأذكرك بأن المداومة علي الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم تبطل مفعول عمل الشيطان ، بمشيئة الله ، فإذا نسيت أمراً ما فأعلم أنه من الشيطان وبادر بالإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم . وذلك تصديقاً لقوله تعالى : " وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " ( فصلت 36 ) .

ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .

هذا وبالله التوفيق .

محمد عبد الرحيم الغزالي


مصادر للإطلاع :

http://islamqa.info/ar/184148

القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الحج - الآية 52

http://alkalema.net/kafer/kafer11.htm
 
مقالة تستحق الثناء والتقدير،

لكن لي ملاحظتين، كل ما استدللت به يدل على أن الشيطان سبب من أسباب النسيان، ولكن ليس هناك دليل على أن الشيطان سبب كل نسيان.

والملاحظة الثانية كان يحسن بك أن تتوسع قليلا في قضية أن النسيان بسبب الشيطان بعد مشيئة الله تعالى، وهو تنبيه للعبد على أنه أخطأ وعليه أن يستغفر مما مضى ويفتش عن هذا الخطأ فإذا علمه تاب وعزم على عدم العودة وإذا لم يعلمه فإنه يستغفر مما يعلم ومما لا يعلم ولا يعلمه إلا الله.

وجزاك الله خيرا،،،
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
بدايتك يا أخ محمد غريبة وتدعو للقلق ... فموضوعاك ليسا بالتقليديين ...
ولا أدرى لماذا لم يجبك أحد من الكبار .
وآياتك التي استدللت بها هي من القرآن ... لكن تأويلك لها ليس إلا من الهوى ...أو النسيان .
ولك أن تعرض تفسير آية سورة الحج على تفسير التحرير والتنوير مثلا لتعرف مجانبتك للصواب - فليس المعنى كما نقلتَ مطلقا .
وكذلك باقي الآيات .......
ولقد مر بنا من مصر وغيرها أعضاء يركبون منهجا عجبا .. وفي النهاية ارتحلوا لما أوحلوا ....
فالذي يقول في القرآن هو يترجم عن الله مراده في كتابه ..فهل أنت حقا تقدر لهذا قدره ؟
 
الأخ العزيز بشير عبدالعال

بارك الله فيك، فقد لمست في ردك الكريم روح الغيرة على كتاب الله، لكن أحب أعرف الجملة التي أخطأ فيها أخونا الكريم الغزالي، حتى يتضح استشكالك لنا، وجل من لا يسهو ولا يخطأ.

ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا،،،

وجزاكم الله خيرا،،،
 
هو يعترض على تفسير الآيات من سورة الحج
" وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ " ( الحج 52 – 53 )

وأنا أنقل إليه تفسير الطبري
من الرابط التالي
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الحج - الآية 52

فيه ثلاث مسائل :
الأولى : قوله تعالى : ( تمنى ) أي قرأ وتلا . و ألقى الشيطان في أمنيته أي قراءته وتلاوته .
 
عودة
أعلى