محمد عبدالرحيم الغزالي
New member
لقد نفي الله عن نفسه صفة النسيان وذلك في قوله تعالى : " ... وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا " ( مريم 64 ) ، وكذلك في قوله تعالى : " .. لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى " ( طه 52 ) . والإنسان دائماً ما يتعرض للنسيان ، فيقول المثل "جل من لا يسهو" . ومصدر النسيان في القرآن واضح ، وهو عمل الشيطان وذلك في الآيات التالية :
• " وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ " ( يوسف 42 ) .
• " قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا " ( الكهف 63 ) .
حتى أن الرسل والأنبياء الأنبياء معرضين للنسيان بواسطة عمل الشيطان ويتضح ذلك في قوله تعالى: " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ " ( الحج 52 – 53 ) . وفي الآيات السابقة " تَمَنَّى " بمعني قرأ من الكتاب . والمعني أن النبي يُنسيه الشيطان أثناء تلاوته للكتاب ، فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يُحكم آياته .
ومن الأدلة في القرآن ، علي أن رسول الله معرض للنسيان بواسطة عمل الشيطان ، قوله تعالى : " وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ " ( الأنعام 68 ) ، وقوله تعالى : " وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ " ( الكهف 24 ) .
ونسيان النبي أثناء تلاوته للكتاب لا يتعارض مع قوله تعالى " سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى " ( الأعلى 6 ) لأن الآية متبوعة بقوله تعالى " إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ " ( الأعلى 7 ) ، فنسيان النبي مرتبط بمشيئة الله الذي تعهد بحفظ القرآن وجمعه .
ومن الأدلة في السيرة النبوية على أن رسول الله معرض للنسيان بواسطة عمل الشيطان ، هو نسيان النبي لموعد ليلة القدر , فعن أبي سعيد الخدري قال : اعتكفنا مع رسول الله العشر الاوسط من رمضان، فقال : " انّي رأيت ليلة القدر فاُنسيتها ، فالتمسوها في العشر الاَواخر في الوتر " .
وهنا يجب أن نوضح أن الأنبياء عموماً يمسهم عمل الشيطان ويتبين ذلك في قوله تعالى علي لسان سيدنا أيوب : " وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ " ( ص 41 ) .
وأخيرا أخي العزيز فأذكرك بأن المداومة علي الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم تبطل مفعول عمل الشيطان ، بمشيئة الله ، فإذا نسيت أمراً ما فأعلم أنه من الشيطان وبادر بالإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم . وذلك تصديقاً لقوله تعالى : " وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " ( فصلت 36 ) .
ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .
هذا وبالله التوفيق .
محمد عبد الرحيم الغزالي
مصادر للإطلاع :
http://islamqa.info/ar/184148
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الحج - الآية 52
http://alkalema.net/kafer/kafer11.htm
• " وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ " ( يوسف 42 ) .
• " قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا " ( الكهف 63 ) .
حتى أن الرسل والأنبياء الأنبياء معرضين للنسيان بواسطة عمل الشيطان ويتضح ذلك في قوله تعالى: " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ " ( الحج 52 – 53 ) . وفي الآيات السابقة " تَمَنَّى " بمعني قرأ من الكتاب . والمعني أن النبي يُنسيه الشيطان أثناء تلاوته للكتاب ، فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يُحكم آياته .
ومن الأدلة في القرآن ، علي أن رسول الله معرض للنسيان بواسطة عمل الشيطان ، قوله تعالى : " وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ " ( الأنعام 68 ) ، وقوله تعالى : " وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ " ( الكهف 24 ) .
ونسيان النبي أثناء تلاوته للكتاب لا يتعارض مع قوله تعالى " سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى " ( الأعلى 6 ) لأن الآية متبوعة بقوله تعالى " إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ " ( الأعلى 7 ) ، فنسيان النبي مرتبط بمشيئة الله الذي تعهد بحفظ القرآن وجمعه .
ومن الأدلة في السيرة النبوية على أن رسول الله معرض للنسيان بواسطة عمل الشيطان ، هو نسيان النبي لموعد ليلة القدر , فعن أبي سعيد الخدري قال : اعتكفنا مع رسول الله العشر الاوسط من رمضان، فقال : " انّي رأيت ليلة القدر فاُنسيتها ، فالتمسوها في العشر الاَواخر في الوتر " .
وهنا يجب أن نوضح أن الأنبياء عموماً يمسهم عمل الشيطان ويتبين ذلك في قوله تعالى علي لسان سيدنا أيوب : " وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ " ( ص 41 ) .
وأخيرا أخي العزيز فأذكرك بأن المداومة علي الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم تبطل مفعول عمل الشيطان ، بمشيئة الله ، فإذا نسيت أمراً ما فأعلم أنه من الشيطان وبادر بالإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم . وذلك تصديقاً لقوله تعالى : " وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " ( فصلت 36 ) .
ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .
هذا وبالله التوفيق .
محمد عبد الرحيم الغزالي
مصادر للإطلاع :
http://islamqa.info/ar/184148
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الحج - الآية 52
http://alkalema.net/kafer/kafer11.htm