عبدالرحمن الشهري
المشرف العام
- إنضم
- 29/03/2003
- المشاركات
- 19,331
- مستوى التفاعل
- 136
- النقاط
- 63
- الإقامة
- الرياض
- الموقع الالكتروني
- www.amshehri.com
زرت الأستاذ الدكتور زيد عمر عبدالله العيص حفظه الله في مكتبه في قسم الثقافة الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك سعود وهو القسم الذي أعمل فيه حالياً ، فلمحتُ على طرف مكتبه طبعة جديدة للمصحف الشريف لم أرها من قبلُ ، فاستأذنته في الاطلاع عليها ، ووجدت على غلاف المصحف عبارة (مصحف إفريقيا) ، وإذا به في لون وحجم مصحف المدينة النبوية . فاستغرب الدكتور زيد عمر من عدم معرفتي بهذا المصحف وقصته !
ثم رواها لي فقال : تواترت قصص كثيرة عن بعض مسلمي إفريقيا وقراها وقبائلها النائية أنهم لا يكادون يجدون مصحفاً يقرؤن فيه ، وبلغ الحال ببعضهم أن قاموا باقتسام صفحات المصحف الواحد للقراءة فيه لندرة المصاحف ، فتداعى بعض أهل الخير والغيرة على القرآن من أهل السودان لعملٍ ييسر لهؤلاء المسلمين الحصول على نسخٍ كافيةٍ من المصاحف يقرؤون فيها ، فاستقر رأيهم على إنشاء مطبعة لطباعة المصحف في السودان لتسعى لتوفير المصاحف للمسلمين في إفريقيا خاصة ، ومن هنا جاءت تسمية المصحف بـ (مصحف إفريقيا) .
وقد اقترح بعضهم البحث في إمكانية شراء بعض الآت الطباعة المستخدمة في بعض الدول الأوربية كألمانيا وإيطاليا حتى تكون قيمتها أقل ، ويتمكن هؤلاء من الحصول عليها ، إلا أن بعضهم أبى أن يطبع المصحف إلا بأحدث الآلات مهما غلا الثمن ! فقالوا : ليتنا نستطيع الحصول عليها ، لكن من أين يمكننا توفير هذه المبالغ الكبيرة لشراء هذه الآلات ، والإمكانيات المادية محدودة ؟
وبعد مشاورة بين هؤلاء الفضلاء استقر الرأي على أن يقصدوا بعض الموسرين وأصحاب القرار في العالم الإسلامي لمساعدتهم في تنفيذ هذه الفكرة، فقصدوا رئيساً لإحدى دول الخليج فأعطاهم مقدماً مليوني دولار للبدء في العمل ، وأقرضهم مثلها ، وذهبوا للرئيس السوداني فمنحهم عدداً من الأراضي في أماكن غالية في السودان لتكون وقفاً على هذا المشروع الطموح .
وقد وقع اختيارهم على (مصحف الدار الشامية) الذي كتبه الخطاط السوري المبدع عثمان طه وفقه الله ، حيث استأذنوا مالك حقوق هذه الطبعة فأذن لهم وسأنقل لكم ما كتبوه في تعريفهم بالمصحف .
قالوا :
هذا المصحف الشريف
الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً ، وتبارك الذي يسره للمدكرين تيسيراً ، وتعالى الذي تكفل بحفظه للعالمين هادياً وبشيراً ، والصلاة والسلام على من نزل عليه القرآن تنزيلاً.
أما بعدُ فإنه ليشرف دار مصحف إفريقيا أن تخرج لجمهور المسلمين هذه الطبعة من القرآن الكريم وفق رواية حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي الكوفي لقراءة عاصم بن أبي النجود الكوفي عن أبي عبدالرحمن بن حبيب السلمي عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت وأبي بن كعب رضي الله عنهم أجمعين عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد اعتمدت هذه الطبعة على مصحف الدار الشامية بخط الخطاط عثمان طه ، إذ تكرم المهندس مصطفى صبري البيلاني – صاحب الدار الشامية للمعارف مالكة حقوق طبعه وامتيازاته – بالإذن لدار مصحف إفريقيا بطباعته ونشره ، جزاهم الله خيراً على ذلك وجعله صدقة جارية في موازين حسناتهم إلى يوم يلقونه إنه سميع مجيب.
وحيث إن طريقة الضبط المتبعة في مصحف الدار الشامية هي طريقة الخليل بن أحمد وأتباعه من المشارقة فقد سارت دار مصحف إفريقيا على طريقهم ولم تغير من علامات الضبط شيئاً إلا ما كان من تغييرها لعلامة الإشمام والإمالة لتكون أقرب إلى المعمول به عند نقّاط المصاحف قديماً . وعلى الجملة فإن عمدة هذه الطبعة من المصحف الشريف هو ما رواه الشيخان أبو عمرو الداني وأبو سليمان بن نجاح في الرسم وعلى ما حققه الشيخ محمد بن محمد الأموي الشريشي المشهور بالخراز في منظومته (مورد الظمآن) ، مع مراعاة قراءة عاصم برواية حفص في المواضع التي تختلف فيها مصاحف الأمصار .
واعتمدت في الضبط على ما ورد في كتاب (الطراز على ضبط الخراز) للإمام التنسي وغيره من كتب الضبط ، مستهدية مع ذلك بما استحدثه العلماء من مصطلحات جديدة عند بداية ظهور المصاحف المطبوعة ألجأهم إليها ضرورات فنية في ذلك الزمان .
وأخذت بيان أوائل أجزائه وأحزابه على اختلاف في بعضها من كتاب (غيث النفع) للسفاقسي و (ناظمة الزهر) وغيرهما . وأخذت أسباع القرآن مما يروى عن السلف من تسبيع القرآن بالسور حيث يحزبونه ثلاثاً وخمساً وسبعاً وتسعاً وإحدى عشرة وثلاث عشرة والمفصل ، أما أثمان الأحزاب فقد أخذت من المصاحف السودانية المخطوطة .
وهناك ثلاثة مواضع يقع ثمن الحزب فيها في وسط الآية : وهي (من صيام أو صدقة أو نسك) في البقرة ، و (وما يعلم تأويله إلا الله) في آل عمران ، و(ما يعلمهم إلا قليل) في الكهف . والموضعان الأولان ليسا رأس آيةٍ عند الجميع ، أما موضع الكهف فهو معدود رأس آية في العدد المدني الأخير ، وقد تابعنا فيها المعمول به في المصاحف السودانية ولكن الأفضل إكمال الآيات الثلاث والوقف عند آخرها .
واتبعت في عد آيه العدد الكوفي الذي يرويه أهل الكوفة عن أبي عبدالرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وهو عندهم 6236 آية ، وأخذت مواضع السجدات من كتب الفقه وجملتها خمس عشرة سجدة مختلف في خمس منها هي سجدة الحج الثانية وص والنجم والانشقاق والعلق ) أ.هـ .
وقد تشرفت بطباعته دار مصحف إفريقيا بالخرطوم بجمهورية السودان وراجعته اللجنة العلمية بدار مصحف إفريقيا وأذنت بطباعته ونشره اللجنة العليا لطباعة ومراقبة المصحف الشريف ، والنسخة التي رأيتها برواية حفص عن عاصم ، وقيل لي إنههم قد طبعوه برواية قالون عن نافع ، وبرواية الدوري عن أبي عمرو البصري أيضاً .
وصف المصحف :
النسخة التي اطلعتُ عليها من الحجم العادي ، وغلافها أخضر كغلاف مصحف المدينة النبوية ، وهذه صورته
وورقه أصفر خفيف الوزن ، وقد تعاقدت الدار مع مصنع ورق أندونيسي لتزويدهم بالورق على أن يكون ورقاً فاخراً خفيفاً لا يدخل في تصنيعه أي مادة محرمة ، وفي الحق إنه ورق جميلٌ تظهر الكتابة عليها واضحة مريحةً للنظر ولون هذا الورق سكري جميل جداً . وهذه نماذج من هذا المصحف.
الصفحة الأولى للمصحف .
توزيع هذا المصحف :
تباع النسخة من هذا المصحف بعشرة ريالات سعودية شاملة أجور الشحن والبريد ، وقد تكفلت الندوة العالمية للشباب الإسلامي بطباعة مليون نسخة وتوزيعها على المسلمين في إفريقيا ، ويمكن لمن شاء أن يساهم في توزيع هذا المصحف أن يتصل بالندوة العالمية للشباب الإسلامي فلديهم مشروع خاص باسم مصحف إفريقيا كما أخبرني بذلك الدكتور زيد عمر وفقه الله .
هذا ما أردت بيانه بشأن هذا المصحف الذي رأيته على طاولة الدكتور زيد عمر عبدالله فجزاه الله خيراً ، وجزى الله الساعين المخلصين في نشر كتاب الله وتوزيعه خير الجزاء .
الرياض في 1/2/1428هـ
ثم رواها لي فقال : تواترت قصص كثيرة عن بعض مسلمي إفريقيا وقراها وقبائلها النائية أنهم لا يكادون يجدون مصحفاً يقرؤن فيه ، وبلغ الحال ببعضهم أن قاموا باقتسام صفحات المصحف الواحد للقراءة فيه لندرة المصاحف ، فتداعى بعض أهل الخير والغيرة على القرآن من أهل السودان لعملٍ ييسر لهؤلاء المسلمين الحصول على نسخٍ كافيةٍ من المصاحف يقرؤون فيها ، فاستقر رأيهم على إنشاء مطبعة لطباعة المصحف في السودان لتسعى لتوفير المصاحف للمسلمين في إفريقيا خاصة ، ومن هنا جاءت تسمية المصحف بـ (مصحف إفريقيا) .
وقد اقترح بعضهم البحث في إمكانية شراء بعض الآت الطباعة المستخدمة في بعض الدول الأوربية كألمانيا وإيطاليا حتى تكون قيمتها أقل ، ويتمكن هؤلاء من الحصول عليها ، إلا أن بعضهم أبى أن يطبع المصحف إلا بأحدث الآلات مهما غلا الثمن ! فقالوا : ليتنا نستطيع الحصول عليها ، لكن من أين يمكننا توفير هذه المبالغ الكبيرة لشراء هذه الآلات ، والإمكانيات المادية محدودة ؟
وبعد مشاورة بين هؤلاء الفضلاء استقر الرأي على أن يقصدوا بعض الموسرين وأصحاب القرار في العالم الإسلامي لمساعدتهم في تنفيذ هذه الفكرة، فقصدوا رئيساً لإحدى دول الخليج فأعطاهم مقدماً مليوني دولار للبدء في العمل ، وأقرضهم مثلها ، وذهبوا للرئيس السوداني فمنحهم عدداً من الأراضي في أماكن غالية في السودان لتكون وقفاً على هذا المشروع الطموح .
وقد وقع اختيارهم على (مصحف الدار الشامية) الذي كتبه الخطاط السوري المبدع عثمان طه وفقه الله ، حيث استأذنوا مالك حقوق هذه الطبعة فأذن لهم وسأنقل لكم ما كتبوه في تعريفهم بالمصحف .
قالوا :
هذا المصحف الشريف
الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً ، وتبارك الذي يسره للمدكرين تيسيراً ، وتعالى الذي تكفل بحفظه للعالمين هادياً وبشيراً ، والصلاة والسلام على من نزل عليه القرآن تنزيلاً.
أما بعدُ فإنه ليشرف دار مصحف إفريقيا أن تخرج لجمهور المسلمين هذه الطبعة من القرآن الكريم وفق رواية حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي الكوفي لقراءة عاصم بن أبي النجود الكوفي عن أبي عبدالرحمن بن حبيب السلمي عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت وأبي بن كعب رضي الله عنهم أجمعين عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد اعتمدت هذه الطبعة على مصحف الدار الشامية بخط الخطاط عثمان طه ، إذ تكرم المهندس مصطفى صبري البيلاني – صاحب الدار الشامية للمعارف مالكة حقوق طبعه وامتيازاته – بالإذن لدار مصحف إفريقيا بطباعته ونشره ، جزاهم الله خيراً على ذلك وجعله صدقة جارية في موازين حسناتهم إلى يوم يلقونه إنه سميع مجيب.
وحيث إن طريقة الضبط المتبعة في مصحف الدار الشامية هي طريقة الخليل بن أحمد وأتباعه من المشارقة فقد سارت دار مصحف إفريقيا على طريقهم ولم تغير من علامات الضبط شيئاً إلا ما كان من تغييرها لعلامة الإشمام والإمالة لتكون أقرب إلى المعمول به عند نقّاط المصاحف قديماً . وعلى الجملة فإن عمدة هذه الطبعة من المصحف الشريف هو ما رواه الشيخان أبو عمرو الداني وأبو سليمان بن نجاح في الرسم وعلى ما حققه الشيخ محمد بن محمد الأموي الشريشي المشهور بالخراز في منظومته (مورد الظمآن) ، مع مراعاة قراءة عاصم برواية حفص في المواضع التي تختلف فيها مصاحف الأمصار .
واعتمدت في الضبط على ما ورد في كتاب (الطراز على ضبط الخراز) للإمام التنسي وغيره من كتب الضبط ، مستهدية مع ذلك بما استحدثه العلماء من مصطلحات جديدة عند بداية ظهور المصاحف المطبوعة ألجأهم إليها ضرورات فنية في ذلك الزمان .
وأخذت بيان أوائل أجزائه وأحزابه على اختلاف في بعضها من كتاب (غيث النفع) للسفاقسي و (ناظمة الزهر) وغيرهما . وأخذت أسباع القرآن مما يروى عن السلف من تسبيع القرآن بالسور حيث يحزبونه ثلاثاً وخمساً وسبعاً وتسعاً وإحدى عشرة وثلاث عشرة والمفصل ، أما أثمان الأحزاب فقد أخذت من المصاحف السودانية المخطوطة .
وهناك ثلاثة مواضع يقع ثمن الحزب فيها في وسط الآية : وهي (من صيام أو صدقة أو نسك) في البقرة ، و (وما يعلم تأويله إلا الله) في آل عمران ، و(ما يعلمهم إلا قليل) في الكهف . والموضعان الأولان ليسا رأس آيةٍ عند الجميع ، أما موضع الكهف فهو معدود رأس آية في العدد المدني الأخير ، وقد تابعنا فيها المعمول به في المصاحف السودانية ولكن الأفضل إكمال الآيات الثلاث والوقف عند آخرها .
واتبعت في عد آيه العدد الكوفي الذي يرويه أهل الكوفة عن أبي عبدالرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وهو عندهم 6236 آية ، وأخذت مواضع السجدات من كتب الفقه وجملتها خمس عشرة سجدة مختلف في خمس منها هي سجدة الحج الثانية وص والنجم والانشقاق والعلق ) أ.هـ .
وقد تشرفت بطباعته دار مصحف إفريقيا بالخرطوم بجمهورية السودان وراجعته اللجنة العلمية بدار مصحف إفريقيا وأذنت بطباعته ونشره اللجنة العليا لطباعة ومراقبة المصحف الشريف ، والنسخة التي رأيتها برواية حفص عن عاصم ، وقيل لي إنههم قد طبعوه برواية قالون عن نافع ، وبرواية الدوري عن أبي عمرو البصري أيضاً .
وصف المصحف :
النسخة التي اطلعتُ عليها من الحجم العادي ، وغلافها أخضر كغلاف مصحف المدينة النبوية ، وهذه صورته
وورقه أصفر خفيف الوزن ، وقد تعاقدت الدار مع مصنع ورق أندونيسي لتزويدهم بالورق على أن يكون ورقاً فاخراً خفيفاً لا يدخل في تصنيعه أي مادة محرمة ، وفي الحق إنه ورق جميلٌ تظهر الكتابة عليها واضحة مريحةً للنظر ولون هذا الورق سكري جميل جداً . وهذه نماذج من هذا المصحف.
الصفحة الأولى للمصحف .
توزيع هذا المصحف :
تباع النسخة من هذا المصحف بعشرة ريالات سعودية شاملة أجور الشحن والبريد ، وقد تكفلت الندوة العالمية للشباب الإسلامي بطباعة مليون نسخة وتوزيعها على المسلمين في إفريقيا ، ويمكن لمن شاء أن يساهم في توزيع هذا المصحف أن يتصل بالندوة العالمية للشباب الإسلامي فلديهم مشروع خاص باسم مصحف إفريقيا كما أخبرني بذلك الدكتور زيد عمر وفقه الله .
هذا ما أردت بيانه بشأن هذا المصحف الذي رأيته على طاولة الدكتور زيد عمر عبدالله فجزاه الله خيراً ، وجزى الله الساعين المخلصين في نشر كتاب الله وتوزيعه خير الجزاء .
الرياض في 1/2/1428هـ