(مصاحف صنعاء) وسؤال لزملائنا في اليمن

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,331
مستوى التفاعل
138
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
كانت رحلة ممتعة مع اثنين من الزملاء بعد تخرجي من كلية الشريعة سافرنا فيها من أبها بالسيارة إلى صنعاء للبحث عن بعض المخطوطات، والتعرف على بعض مدن اليمن العريقة ولا سيما صنعاء ، وقد لقينا في تلك الرحلة مفتي اليمن زبارة رحمه الله ولقيت شاعر اليمن عبدالله البردوني رحمه الله وأسمعته بعض قصائده فعجب من حفظي لها ولا سيما قصيدته عن أبي تمام ، وأثنى على إلقائي لها حينها وشجعني عندما سمع بعض قصائدي رحمه الله. وزرت الجامع الكبير في صنعاء وتجولت في أطرافه، وفي دار المخطوطات التي بجانبه ، وقد تمنَّع حارسُ المكتبة التي في الجامع حينها أن يفتح لنا حتى أنس بنا جزاه الله خيراً فأتاح لنا ذلك .
والمتجول في (باب اليمن) وما حوله من معالم في صنعاء يشعر بتاريخ عريق طويل لهذه المدينة التاريخية التي آلت كثير من آثارها للضياع والإهمال ، وقد ابتعت حينها من سوق باب اليمن خنجراً يمنياً ثميناً وابتعت زياً يمنياً ارتديته بعد ذلك في تلك الزيارة وزرت فيه مدير جامعة صنعاء حينها الدكتور عبدالعزيز المقالح فظن أنني من صعدة أو قريب منها للتشابه في السحنة والهيئة ولهجة أهل اليمن سهلة علي في الحديث والفهم لكثرة سماعها وقد أهداني حينها عدداً من مؤلفاته ودواوينه ، وعهدي بصنعاء بعيد فلم أزرها منذ عام 1417هـ الذي زرتها فيه آخر مرة ، حفظها الله وحفظ أهلها .
ولم أكن أعلم حينها بخبر مصاحف صنعاء التي اشتهرت قصتها عندي بعد ذلك ، ووقع في يدي قبل سنوات كتاب قيم بعنوان (مصاحف صنعاء) من إصدار دار الآثار الإسلامية بالكويت يتحدث عن المعرض الذي أقيم في الكويت لمصاحف صنعاء . وقد كتب الأستاذ اليمني القاضي إسماعيل بن علي الأكوع مقالة مطولة عن (جامع صنعاء أبرز معالم الحضارة الإسلامية في اليمن) وفيه حديث شيق عن قصة مصاحف صنعاء التي عثر عليها بعد انهيار جانب من سقف الجامع الكبير في صنعاء ، ورأيت بحثاً قيماً لزميلنا في الملتقى الأستاذ بشير الحميري نشر في مجلة الدرعية عام 1421هـ عن دراسة لوحة من تلك المصاحف التي عثر عليها هناك . ويمكن الاطلاع على البحث هنا . والعجيب أن الأخ بشير اعتمد في دراسته على صورة منشورة في كتاب مصاحف صنعاء الذي نشر في الكويت .
والحديث عن هذه المصاحف ذو شجون ، ولكن أكتفي بهذه االإشارة الموجزة الآن .

وسؤالي للزملاء المهتمين بهذا في اليمن : ماذا بشأن هذه المصاحف ؟ هل من دراسة علمية توثيقية لهذه المصاحف ؟ وهل يمكن تصوير هذه المصاحف رقمياً وحفظها ونشرها للاستفادة منها كما حدث للمصحف المحفوظ في القاهرة الذي نشر في الملتقى؟

وقد قرأتُ خبراً هذا نصه :
عثر خبراء الآثار العاملون في المسجد الكبير في صنعاء على 4500 من الرقائق القرآنية النادرة التي تعود الى الفترة المبكرة من ظهور المصاحف القرآنية. وأضاف عبدالكريم الأرحبي وزير التخطيط اليمني المشرف على عملية الترميم في تصريحات صحافية ان أعمال الترميم في الجامع الكبير في صنعاء تسير وفق الخطط الموضوعة التي يتوقع الانتهاء منها بحلول عام 2011.
وأشار الى أنه أنجز حوالي 57 في المائة من أعمال الترميمات والتحسينات للأسقف المزخرفة وترميم 260 مصندقة خشبية تغطي ما يقارب 450 مترا مربعا أنجز أعمالها 25 آثاريا ومعماريا يمنيا.
وذكر الأرحبي أن خبراء عثروا على 4500 من الرقائق القرآنية النادرة التي تعود الى الفترة المبكرة من ظهور المصاحف القرآنية التي كتبت بالخط الكوفي والحجازي وغيرهما من الخطوط غير المنقوطة والتي ثبت بعد دراسة محتوياتها أنها تمثل كشفا علميا غير مسبوق .


وخبراً آخر :
وقد كشفت دراسة حديثة قام بها مؤرخ وباحث خطوط عراقي أن أعداد رقوق الكتابات القرآنية الموجودة في مدينة صنعاء فقط تعد الأكبر بين جميع المدن الإسلامية التي تحتفظ بمخطوطات قرآنية قديمة. وقدر الدكتور غسان حمدون ما موجود في دار المخطوطات مقابل الجامع الكبير بصنعاء بأكثر من ( 12.000) رق للكتابات القرآنية، بينها أكثر من ( 100) مصحف مزخرف. وترجع معظم هذه الرقوق إلى القرن الأول والثاني والثالث الهجري، مشيراً إلى أن هذه المخطوطات اكتشفت في خزانة في سقف الجامع الكبير عام 1965م.
وأشار إلى أن العدد الحقيقي لمخطوطات صنعاء أكبر بكثير جداً من ( 12) ألف، إلا أنه تم بيع بعض منها إلى عدد من الهواة مما أدى إلى خروجها من اليمن وتفرقها في بلدان العالم، مؤكداً أن ما يميز المخطوطات القرآنية بصنعاء ليس فقط تصدرها ماموجود في المدن الإسلامية الأخرى، بل أيضاً في تاريخها الأقدم، حيث إن معظمها يعود للقرنين الأول والثاني الهجري.
واعتبر حمدون -في دراسته- كثرة المخطوطات القرآنية بصنعاء دليلاً ( على كثرة تلاوة اليمنيين للقرآن الكريم في تلك الفترات، وقوة الإيمان، وحب الإسلام في اليمن منذ فجر الإسلام)، فيما اعتبر ( دقة هذه المخطوطات القرآنية، وكثرتها مع عدم ذكر اسم خطاطيها تدل على الجهد العظيم الذي بذله الخطاطون اليمانيون في الكتابات القرآنية) وتوخيهم الأجر والثواب، وأن مقارنتها بالمصحف المعاصر المطبوع ( تثبت أن القرآن محفوظ وبقي كما كان عليه في القرن الأول والثاني (الهجريين).
وأكد أيضا أن الدكتور ( جيرد بوتن) الخبير الألماني بتاريخ المخطوطات في القرون الثلاثة الهجرية الأولى هو من قام بترتيب معرض مصاحف صنعاء الدائم بدار المخطوطات، بعد إرساله من قبل الحكومة الألمانية الاتحادية لترميم المخطوطات في اليمن؛ بناء على طلب يمني رسمي بذلك، وأنه هو من أشرف على اختيار وطباعة صور اللوحات الملونة للمخطوطات القرآنية المكتشفة في خزانه الجامع الكبير.
يشار إلى أن من بين مخطوطات صنعاء مصحف نفيس جداً كُتب بخط الإمام علي بن أبي طالب ( كرم الله وجهه) وقد سعت إيران إلى شرائه من اليمن قبل عدة أعوام، وقدمت به مبلغاً هائلاً إلا أن صنعاء رفضت بيعه، ثم قام الرئيس علي عبدالله صالح بتصوير نسخة منه وتقديمه هدية للرئيس خاتمي خلال إحدى زياراته لصنعاء.


وليت الأخ بشير الحميري يحدثنا عن جهود أستاذه غسان حمدون في دراسة هذه المصاحف إن كانت له جهود في ذلك .
 
الاخ الفاضل عبد الرحمن الشهري
بعد أن قرأت الموضوع اتصلت ببعض الاخوة لعلهم يساعدونا في اخراج هذه المصاحف لأن الامر يحتاج الى واسطة وكذلك دفع مبالغ مالية لأنك تعرف ان القائمين على المخطوطات شيعة وقد تعبنا من قبل معهم في اخراج بعض المخطوطات
 
مخطوطات الجامع الكبير بصنعاء اليمن، تم ضمها إلى مشروع حفظ التراث العالمي الذي تشرف عليه منظمة اليونسكو. وهي متوفرة على قرص سي دي لمن يريد شراءها. والقرص يحتوي على 651 صورة لـ 302 قطعة.
وهذه المخطوطات منها ما هو مخطوط قرآني (وهي التي أشار إليها أخي د. عبد الرحمن)، ومنها ما هو لمخطوطات عربية مختلفة.

تجدون معلومات وافية على هذا الرابط:
http://portal.unesco.org/ci/en/ev.php-URL_ID=11438&URL_DO=DO_TOPIC&URL_SECTION=201.html

وألبوم صور للمخطوطات القرآنية هنا:
http://portal.unesco.org/ci/photos/showgallery.php/cat/837

وألبوم صور لمخطوطات غير قرآنية هنا:
http://portal.unesco.org/ci/photos/showgallery.php/cat/836

وقد كنت عثرت على هذه المعلومات منذ أكثر من سنة حين كنت أخطط لإنشاء معرض لمخطوطات القرآن الكريم، ولم يتيسر إلى الآن الشروع في تحقيق هذا الحلم، والله المستعان.

وقد اتصلت عدة مرات باليونسكو بالبريد الإلكتروني لشراء هذا القرص، ولم أتلق جوابا. ولعل بعض الإخوة اليمنيين يستطيعون الاتصال بإدارة الجامع الكبير في صنعاء لمعرفة تفاصيل أكثر، أو كيفية الحصول على القرص.

وفي سياق آخر، فقد عثرت في إطار بحثي، على ألبوم صور رائع (وبجودة عالية) لمخطوطات قرآنية في موقع (مكتبة الكونجرس الأمريكي):
في هذا الرابط:
http://international.loc.gov/intldl/apochtml/apocfragments.html

وهي أيضا تصلح لأن تكوّن معرض صور (أغلب الصور بحجم: 62 سنتيمتر X 42 سنتيمتر)
وقد اتصلت أيضا بإدارة المكتبة لأخذ ترخيص بعرضها في معرض صور، فلم يجيبوا على سؤالي :)
 
بارك الله فيكم جميعاً على هذه الفوائد .
وأنتظر تعقيب الأخ بشير الحميري بارك الله فيه .
 
[align=center]أشكركم على هذه الفوائد الجمة وبارك االله فيكم[/align]
 
التعديل الأخير:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الشيخ د. عبدالرحمن الشهري المشرف على الموقع، أكرمك الله ووفقك على ما تبذله في خدمة القرآن الكريم وعلومه.

الحديث ذو شجون كما قلت في مقالتك،
منها أنك تنبهت إلى أنني حين درست لوحة من هذه الرقوق اعتمدت على كتاب: (مصاحف صنعاء) لأجل ذلك، ولمحك لمثل هذا رائع، وفيه إجابة ذكرها أخونا الفقيه وفقه الله،
وقد حاولت كثيرا، ووسطت بعض من أعرف، للاطلاع على تلك الرقوق، فكان الرد قديما أنني بحاجة إلى إذن خاص من الوزير، وذهبت إلى مكتب الوزير وقدمت طلبا بذلك، لم يتم التجاوب مع طلبي،وقد قابلت قبل رمضان 1429هـ الأستاذ/ المقحفي مدير دار المخطوطات، وكررت الطلب في ذلك، وأخبرته أني أحضر الدكتوراة في تحقيق كتاب المقنع للإمام الداني، وأحتاج إلى الاطلاع على بعض الرقوق من أجل بعض الكلمات القرآنية مما يذكر فيها خلافا بين المصاحف، فوعد خيرا، وهو من المتعاونين مع رواد المكتبة جزاه الله خيرا.

أما عن المصحف الذي ينسبونه للإمام علي رضي الله عنه، في مكتبة الجامع الكبير، وهو المكتبة الغربية وتتبع وزارة الأوقاف،والمكتبة السابقة المذكورة في المقطع السابق تتبع وزارة الثقافة وهما متقاربتان مكانا، فهذا المصحف، رأيت عند شيخنا الدكتور غسان، تصوير لحوالي (80) ورقة منه، كان قد احتاج إلى دراسة عد آيها، وإلى إي الأعداد تتبع من أعداد الأمصار، وبعد بحثي في الأوراق التي معه، توصلت إلى أن هذا المصحف يتبع العدد المدني الأول، وهو عدد قديم كان عليه المشايخ الأول، كما قال ذلك ابن مهران في المبسوط.
والمصحف كما يتضح من الصور التي اطلعت عليها له، قد يعود على التقدير الزمني إلى القرن الثاني أو الثالث على أقدم تقدير، وليس قبل ذلك، -والله أعلم- لأن الخط الحجازي الذي كتبت به المصاحف الأول خط معروف لا تخطئه العين، لمن داوم على متابعة الرقوق المتعلقة به.
وقد سعيت كثيرا للوصول إلى دراسته، ووسطت كثيرين من أجل ذلك، فكان الرد بالمنع، وعدم التفاعل مع الموضوع.

واللجنة الألمانية التي جاءت قديما لترميم الرقوق القديمة صورت جميع ما رممته، وأخذت صورا لها، وهي في حدود: (15000) لقطة، ولم أستطع التراسل معهم من أجل صورها.

والأمل موجود أن يعثرنا الله سبحانه وتعالى عليها، وأن نقوم بدراستها، فيما نستقبل من عمر.

أسأل الله أن يجزي هذا الملتقى خيرا، وقد كنت أرجو لقاء د. الشهري في زيارتي للرياض، ولكن حالت أمور، ولعل الله يتم ذلك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بشير بن حسن الحميري
مدرس في مركز الإمام الشاطبي بصنعاء
 
شكر الله لكم يا شيخ بشير على هذا التعقيب ، ونرجو أن ييسر الله لكم الاطلاع على هذه المصورات المهمة .
ويشرفنا رؤيتكم في أي زيارة قادمة للرياض بإذن الله .
 
[align=center]جزاك الله خيرا على طرح هذا الموضوع الشيق يا شيخ عبد الرحمن كما أشكر الشيخ الكريم الحميري على ما أفادنا به ، فقد كنت أسمع عن هذه المصاحف ولا أعلم عنها شيئاً. من باب المشاركة فحسب طرأت لي فكرة البحث السريع عن مواقع انجليزية تناولت هذا الجانب ، فوقفت على موقع يسمى "برنامج ذاكرة العالم" أو نحوه (Memory of the World Programme) وهو مؤسسة تابعة لليونسكو تعتني بجمع المخطوطات والآثار العالمية القديمة. وجدت من ضمنها فقرة تتعلق بمصاحف صنعاء (Sana'a)، ورُفع فيها صور واضحة جداً بخيار التكبير (لم تعمل معي خيارات الإدراج في الموقع ولا أدري لماذا) ، كما أن المعلومات المصاحبة لإحدى المخطوطات (الرابط الأول) تشير إلى أنها ما بين القرن الأول والثاني للهجرة ، أي بشهادة القائمين على هذا البرنامج إن صدقت ، وهذا كشف له أهميته. وأم الصورة الأخيرة (الرابط الثاني) ) فتبرز مواضع الأصوات المتحركة باستعمال الحركات (diacritics) (وهذه مخطوطة متأخرة لا يخفاكم لتأخر وضع العلامات). أترككم مع الصور والموقع. أحببت أن أشارك ولو بالقليل ، لا لمزاحمة الكبار وإنما لنقل ما يمكن أن يفيد أهل الاختصاص.


http://www.unesco.org/webworld/mdm/visite/sanaa/en/d1z2.html

http://www.unesco.org/webworld/mdm/visite/sanaa/en/d3z2.html[/align]


[align=center]http://www.unesco.org/webworld/mdm/visite/sanaa/en/d10z2.html[/align]
 
تنظم وزارة الثقافة اليمنية معرضا هو الأول من نوعه لصور نوادر المخطوطات والرقوق القرآنية، يضم 106 صور من نوادر المخطوطات والرقوق القرآنية، التي تكتنزها دار المخطوطات بالعاصمة صنعاء ومكتبة الأحقاف في تريم بمحافظة حضرموت. ...

التفاصيل :
نوادر الرقوق القرآنية والمخطوطات في معرض بصنعاء
و
معرض للمخطوطات اليمنية
 
جزاكما الله خيراً فقد قرأت ما في الروابط وأفادني كثيراً حول هذه المصاحف بارك الله فيكم .
 
شيخنا الكريم ربما هذه الدراسة تفيدك حول المصاحف

[align=center]المخطوطات القرآنية في صنعاء منذ القرن الأول الهجري
وحفظ القرآن الكريم بالسطور

الباحثة : رزان غسان الواعي الشيخ حمدون

الجامعة اليمنية - رسالة ماجستير 2004[/align]
 
أعدتُ قراءة هذا الموضوع اليوم الخميس الخامس من ذي الحجة 1431هـ بعد أن زيارة شرفتُ بها في منزلي في الرياض من أخي الشيخ الفاضل الدكتور بشير بن حسن الحميري وفقه الله . وقد تذاكرنا في هذا الموضوع فذكرني بما كتبه هنا، وأخبرني بصعوبة الوصول للمخطوطات في مكتبة الجامع الكبير بصنعاء لأسباب إدارية وغيرها.
 
أخي فضيلة الشيخ الدكتور/ عبدالرحمن وفقه الله
سعدت كثيرا باللقاء معكم، والأخوة الأفاضل الذين أرجو أن تصلهم وتصلكم تحيتي لكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في الحقيقة أنه من ضمن مما تذاكرنا به تحقيق كتاب (المقنع)، وذكر الشيخ الدكتور مساعد للكتاب المعنون بـ (مرسوم خط المصحف)، وقد علقت حينئذ على أن هذا الكتاب هو مختصر لكتاب (المقنع)، وليس كتابا مستقلا، ولما لم أستطع فتح موضوع جديد فأرجو المعذرة والمسامحة؛ لأني سأدرج هنا ما يتعلق بهذا الأمر من تحقيقي لكتاب (المقنع)، قلت في معرض الكلام عن (نظم الكتاب واختصاره وشرحه):

(وأما مختصرات الكتاب فلم أعلم أحدا تكلم على هذا، إلاَّ أَنِّي رأيت في معرض الرقوق القرآنية الذي أقيم في (الجمهورية اليمنية) في صنعاء([1])، صورة لكتاب هو مختصر لهذا الكتاب، وعنوانه كما تدل عليه صورة المخطوط هو: (مختصر كتاب المقنع في الهجاء والضبط، لأبي عمرو)، واسم مؤلف هذا المختصر كما هو في ورقة العنوان: (اخْتِصَارُ الشَّيْخِ الإِمَامِ العَلَم أَبِي الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ ظَافِرٍ العَقِيْلِيِّ المِصْرِيِّ) واختصاره: خفيف، حذف منه الأسانيد والتعاليل لأوجه الرسم، ولخص المسائل، وترك التطويل في الأمثلة وكثرتها، وكان يكتفي منها بما يُفْهِمُ به المراد.
والمختصِرُ هو الإمام: أبو الطاهر إسماعيل بن ظافر بن عبدالله العقيلي المقرئ المالكي، كان ورعا صالحا، يعيش من كسبه، سمع من: علي بن هبة الله الكاملي وغيره، وأخذ عنه: الحافظ المنذري وغيره، ولد: 554هـ، وتوفي في رجب: 623هـ([2]).
وقد طبع هذا الكتاب بتحقيق/ محمد بن عمر الجنايني، بعنوان: (مرسوم خط المصحف)([3]) كرسالة علمية –لعله لنيل درجة الماجستير-، وقد تنبه المحقق من خلال المقارنة بين هذا الكتاب وكتاب (المقنع) أنه يكاد يكون مختصرا له، وأنه رتبه على السور، ولكنه لم يصرح بذلك.
والذي أرجحه أنه اختصر لكتاب (المقنع) وكتاب (النقط) الملحق به، كما هو في نسخة صنعاء، وهي بخط قديم، وهي تبدأ بالكتاب مباشرة، وليس فيها الديباجة الموجودة في النسخ التي اعتمد عليها المحقق وهي: (قال الشيخ الفقيه الأجل الإمام... نفع الله به في الدنيا والآخرة).
ومن المعلوم أن هذه الجمل تكتب من قبل تلاميذ الشيخ حين ينسخون نسخهم، وليس من كلام المؤلف؛ مما يعني أن نسخة صنعاء تشكل الكتاب في بداية وضعه من قبل المؤلف، وبما أنه ليس فيها تاريخ للنسخ إلا أنه يظهر من خطها قربها من زمن المصنف، وعنوانها في صفحة العنوان هو: (مختصر كتاب المقنع في الهجاء والضبط لأبي عمرو).
وعليه فإن الكتاب هو اختصار كما يظهر من مقارنة الكتابين، ومن قول المؤلف في مقدمته: (والغرض من هذا المختصر تلخيص ما رسم في المصحف الكريم من خط، وتنصيص ما قسم فيه من نقط، مرتبا على السور)، وكلام صاحب الشأن مغن عن التخرص والظن، والله أعلم.)

وعندي صورة للوحة العنوان التي ذكر فيها أنها اختصار لكتاب المقنع هي هذه
[1]-بعنوان: (المعرض الأول لصور نوادر المخطوطات والرقوق القرآنية)، وأقامته: وزارة الثقافة، قطاع المخطوطات ودور الكتب، في بيت الثقافة بصنعاء، من الفترة: 11- 20 أكتوبر 2008م.

[2]- تاريخ الإسلام: 45/148-149.

[3]- مرسوم خط المصحف، دراسة وتحقيق: محمد بن عمر بن عبدالعزيز الجنايني، الطبعة الأولى، 1430هـ- 2009م، دار طيبة الخضراء، مكة المكرمة، السعودية، طبع بتمويل من الهيئة القطرية للأوقاف، بإشراف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وهو يقع في (351) صفحة.
 
هنا كتاب قيم للدكتور غسان بحمدون وهو باحث سوري متخصص في الدراسات القرآنية وله عناية جيدة بمصاحف صنعاء حيث إنه يدرس في جامعة صنعاء منذ مدة طويلة حسب ما فهمت من أخي الدكتور بشير الحميري .
فقد تحدث في هذا الكتاب عن مصاحف صنعاء وناقش بعض الشبهات التي أثيرت حولها .
تجدونه هنا كما وضعته الأخت أمة الوهاب وفقها الله
كتاب الله في إعجازه يتجلى...وردود على أحدث الغارات المستهدفة لإعجاز القرآن و حفظه في دراسات علمية مقارنة تثبت إعجاز القرآن التاريخي و البياني و التاثيري و العقدي
الدكتور غسان حمدون

A818.jpg

 
عودة
أعلى