مصاحف الصحابة من خلال "كتاب المصاحف" لابن أبي داود

ايت عمران

New member
إنضم
17/03/2008
المشاركات
1,470
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
المغرب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد؛ فهذا بحيث بعنوان:
مصاحف الصحابة رضي الله عنهم
من خلال "كتاب المصاحف" لابن أبي داود رحمه الله
أضعه بين أيديكم، لا لإفادتكم، لأنه لا يرقى لذلك، ولكن لإثارة انتباهكم إلى أهمية موضوعه، إذ إنه باب يدخل منه كثير من المغرضين للطعن في قراءات القرآن المبين، فحري بالباحثين الكرام أن يولوه اهتمامهم، ويعطوه شيئا من دروسهم وبحوثهم.
وقد جعلته في مقدمة وتمهيد وأربعة مباحث، وسأبدأ بالمباحث مباشرة:
المبحث الأول: مفهوم مصاحف الصحابة
المطلب الأول: تعريف مصاحف الصحابة:
الْمَصَاحِف في اللغة: جمع مصحَف، والمصحف اسم موضوع لما جمع من الصحف بين دفتين، فليس اسم مفعول كما قد يتبادر، لأنه يجوز في ميمه الحركات الثلاث: مُصحَف ومِصحَف، ومَصحَف، وليس اسم آلة، وإن كان مكسور الميم، لجواز الضم والفتح فيها.
قال ابن قتيبة: ((مُفْعَل ومِفْعَل بضم الميم وبكسرها، مع فتح العين فيهما: مُصْحَف ومِصْحَف، ومُغْزَل ومِغْزَل، ومُخْدَع ومِخْدَع، ومُطْرَف ومِطْرَف، ومُجْسَد ومِجْسَد. وقال الفرّاء: المُجْسَد والمِجْسَد واحدٌ، وهو من: أجْسد، أي: ألصق بالجلد، فكسر أوله بعضُهم استثقالاً للضم، وكذلك قالوا: مِصْحَف، وهو مأخوذ من: أُصْحِف، أي: جُمِعت فيه الصحف، فكَسر أوله بعضُهم استثقالاً وأصله الضم... قال: فمن ضم الحرف من هذه جاء به على أصله، ومن كسره فلاستثقاله الضمة))[1].
وقال ابن منظور: ((والمُصْحَفُ والمِصْحَفُ: الجامع للصُّحُف المكتوبة بين الدَّفَّتَيْنِ كأَنه أُصْحِفَ والكسر والفتح فيه لغة))[2].
وقال أبو هلال العسكري: ((الفرق بين الكتاب والمصحف: أن الكتاب يكون ورقة واحدة ويكون جملة أوراق، والمصحف لا يكون إلا جماعة أوراق صحفت، أي: جمع بعضها إلى بعض. وأهل الحجاز يقولون: مِصحف بالكسر؛ أخرجوه مُخرج ما يُتعاطى باليد، وأهل نجد يقولون: مُصحف، وهو أجود اللغتين، وأكثر ما يقال: المصحف لمصحف القرآن))[3].
إذا كان هذا هو معنى المصحف في اللغة فما معنى: مصاحف الصحابة؟
لقد بين ابن أبي داود ـ رحمه الله ـ مراده بذلك فقال: ((إنما قلنا: مصحف فلان، لِما خالف مصحفنا هذا من الخط أو الزيادة أو النقصان، أخذته عن أبي رحمه الله، هكذا فعل في كتاب التنزيل))[4].
فمصاحب الصحابة: هي تلك المصاحف التي كتبها الصحابة رضوان الله عليهم، أو كتبت لهم، قبل أن يجمع عثمان رضي الله عنه الناس على مصحف واحد، وهذا يقتضي بالبديهة أن يكون فيها ما يخالف المصحف العثماني، لمكان الرخصة في قراءة القرآن على سبعة أحرف، ولأن المنزل كان محلا للنسخ، وهذه المخالفة:
ـ إما في الخط، مثل ما صح في مصحف عمر رضي الله عنه: ﴿الم الله لا إله إلا هو الحي القِيَّام[5].
ـ وإما بالزيادة، مثل ما ثبت في مصحف أبي رضي الله عنه: ﴿فصيام ثلاثة أيام متتابعات﴾ في كفارة اليمين[6].
ـ وإما بالنقص، مثل ما صح في مصحف ابن عباس رضي الله عنهما: ﴿يا حسرة العباد﴾[7].
المطلب الثاني: نسبة المصاحف إلى الصحابة:
وكون الصحابة كانت لهم مصاحف خاصة هذا أمر لا يشك فيه، فقد صحت بذلك نصوص كثيرة، وأكتفي بما في البخاري في قصة جمع عثمان رضي الله عنه، حيث جاء في آخر القصة: ((حَتَّى إِذَا نَسَخُوا الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ، رَدَّ عُثْمَانُ الصُّحُفَ إِلَى حَفْصَةَ، وَأَرْسَلَ إِلَى كُلِّ أُفُقٍ بِمُصْحَفٍ مِمَّا نَسَخُوا، وَأَمَرَ بِمَا سِوَاهُ مِنَ الْقُرْآنِ فِي كُلِّ صَحِيفَةٍ ، أَوْ مُصْحَفٍ ، أَنْ يُحْرَقَ))[8].
فهذا نص يدل على أنه كانت هناك مصاحف، كما يدل على أنه تم إحراقها، ولم يثبت أن أحدا امتنع من تسليم مصحفه إلا ابن مسعود رضي الله عنه، فعل ذلك في بداية الأمر ثم رجع إلى الجماعة، ورضي بما فعله الصحابة، قال ابن أبي داود:
باب رضاء عبد الله بن مسعود بعد ذلك بجمع
عثمان ـ رضي الله عنه ـ المصاحف
حدثنا عبد الله بن سعيد ، ومحمد بن عثمان العجلي قالا: حدثنا أبو أسامة قال: حدثني زهير قال: حدثني الوليد بن قيس، عن عثمان بن حسان العامري، عن فلفلة الجعفي قال: فزعت فيمن فزع إلى عبد الله في المصاحف، فدخلنا عليه، فقال رجل من القوم: إنا لم نأتك زائرين، ولكنا جئنا حين راعنا هذا الخبر، فقال: ((إن القرآن أنزل على نبيكم من سبعة أبواب على سبعة أحرف [أو حروف]، وإن الكتاب قبلكم كان ينزل [أو نزل] من باب واحد على حرف واحد، معناهما واحد)).
وبعد أن حسن سند هذا الأثر سليم الهلالي قال معلقا:
((قال الحافظ ابن كثي في تفسير القرآن العظيم: (وهذا الذي استدل به أبو بكر [يعني: المؤلف] رحمه الله على رجوع ابن مسعود؛ فيه نظر من جهة أنه لا يظهر من هذا اللفظ رجوع عما كان يذهب إليه، والله أعلم)...
وأما رجوع ابن مسعود وموافقته للصحابة فمتواتر عند الأمة، قال الحافظ ابن كثير في تفسير القرآن العظيم: وهذا مشهور عند كثير من القراء والفقهاء، وأن ابن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه، فلعله لم يسمعها من النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يتواتر عنده، ثم لعله قد رجع إلى قول الجماعة، فإن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ أثبتوها في المصاحف الأئمة، ونفذوها إلى سائر الآفاق، ولله الحمد والمنة).
وقال القرطبي في المفهم: (وانتشرت المصاحف التي كتب بها عثمان إلى الآفاق، ووافقه عليها الصحابة، وقرأ المسلمون عليها، وترك مصحف عبدالله، وخفي أمره، إلى أن وجد في خزائن بني عبيد بمصر عند انقراض دولتهم، فأمر صدر الدين قاضي الجماعة بإحراقه؛ على ما سمعناه من شيوخنا).
وانظر ـ لزاما ـ البداية والنهاية (11/238 ـ 239) في قصة غريبة.
قلت: وهذا لا شك فيه؛ فإن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ وافق عثمان وتابعه فيما دون ذلك عندما أتم الصلاة خلفه، وعلل ذلك: أن الخلاف شر، فما بالك في الاختلاف في القرآن؟! فإنه سيكون أكثر ضررا، وأعظم خطرا، وأشد فتكا بجماعة المسلمين، فتدبر هذا المقام، تستريح من شبهات الروافض والمستشرقين، وأذنابهم من بني جلدتنا المستغربين))[9]. انتهى كلام سليم الهلالي.
فثبت بهذا أن ابن مسعود رضي الله عنه رجع إلى ما أجمع عليه الصحاب من مصحف عثمان رضي الله عنهم أجمعين.

([1]) أدب الكاتب ص 555.
([2]) لسان العرب (صحف).
([3]) الفروق اللغوية ص 447.
([4]) كتاب المصاحف ص 289.
([5]) كتاب المصاحف ص 291، 292.
([6]) كتاب المصاحف ص 297.
([7]) كتاب المصاحف ص 356.
([8]) الجامع الصحيح، كتاب بدء الوحي، باب جمع القرآن، حديث (4987).
([9]) كتاب المصاحف ص 189 ـ 194.
 
المبحث الثاني: وصف مصاحب الصحابة من خلال كتاب المصاحف
المطلب الأول: وصف مصحف عمر ابن الخطاب رضي الله عنه:
أورد ابن أبي داود أربع قراءات في مصحف عمر رضي الله عنه، وهي كما يلي:
القراءة الأولى: ﴿صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين﴾ في الفاتحة.
القراءة الثانية: ﴿مالك يوم الدين﴾ في الفاتحة.
القراءة الثالثة: ﴿الم الله لا إله إلا هو الحي القيام﴾ أول آل عمران.
القراءة الرابعة: ﴿في جنات يتساءلون يا فلان ما سلكك في سقر﴾ في المدثر.
المطلب الثاني: وصف مصحف علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
أورد ابن أبي داود قراءة واحدة في مصحف علي رضي الله عنه، وهي: ﴿آمن الرسول بما أنزل إليه وآمن المؤمنون﴾ في آخر البقرة.
المطلب الثالث: وصف مصحف أبي بن كعب رضي الله عنه:
أورد ابن أبي داود أربع قراءات في مصحف أبي بن كعب رضي الله عنه، وهي كما يلي:
القراءة الأولى: ﴿فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى﴾ في النساء.
القراءة الثانية: ﴿للذين يقسمون﴾ في البقرة.
القراءة الثالثة: ﴿فلا جناح عليه ألا يطوف بهما﴾ في البقرة.
القراءة الرابعة: ﴿فصيام ثلاثة أيام متتابعات﴾ في كفارة اليمين من سورة المائدة.
المطلب الرابع: وصف مصحف عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
روى ابن أبي داود عن ابن مسعود رضي الله عنه سبعا وتسعين قراءة، وهذا مسردها:
1. ﴿إن الله لا يظلم مثقال نملة﴾ في النساء.
2. ﴿واركعي واسجدي في الساجدين﴾ في آل عمران.
3. ﴿في مواسم الحج﴾ في البقرة.
4. ﴿بل يداه بسطان﴾ في المائدة.
5. ﴿وتزودوا وخير الزاد التقوى﴾ في البقرة.
6. ﴿من بقلها وقثائها وثومها وعدسها وبصلها﴾ في البقرة.
7. ﴿في مواسم الحج فابتغوا حينئذ﴾ في البقرة.
8. ﴿والعصر. إن الإنسان لفي خسر. وإنه فيه إلى آخر الدهر. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالصبر﴾ في العصر.
9. ﴿أولئك لهم نصيب ما اكتسبوا﴾ في البقرة.
10. ﴿وأقيموا الحج والعمرة للبيت﴾ في البقرة.
11. ﴿وأقيموا الحج والعمرة إلى البيت﴾ في البقرة.
12. ﴿وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم قبله﴾ في البقرة.
13. ﴿ولا تخافت بصوتك ولا تعال به﴾ في الإسراء.
14. ﴿كذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى﴾ في هود.
15. ﴿فزلزلوا يقول حقيقة الرسول والذين آمنوا﴾ في البقرة.
16. ﴿ومن تطوع بخير﴾ في البقرة.
17. ﴿هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله والملائكة في ظلل من الغمام﴾ في البقرة.
18. ﴿إلا أن يخافوا﴾ في البقرة.
19. ﴿من قبل أن تجامعوهن﴾ في البقرة.
20. ﴿قيل اعلم﴾ في البقرة.
21. ﴿فتذكرها﴾ في البقرة.
22. ﴿يحاسبكم به الله يغفر لمن يشاء﴾ في البقرة.
23. ﴿ما ننسك من آية أو ننسخها﴾ في البقرة.
24. ﴿يسألونك عن الشهر الحرام عن قتال فيه﴾ في البقرة.
25. ﴿لمن أراد أن يكمل الرضاعة﴾ في البقرة.
26. ﴿حافظوا على الصلوات وعلى الصلاة الوسطى﴾ في البقرة.
27. ﴿فلا رفوث ولا فسوق ولا جدال في الحج﴾ في البقرة.
28. ﴿الحي القيام﴾ في آل عمران.
29. ﴿شهد الله أن لا إله إلا هو﴾ في آل عمران.
30. ﴿إن الدين عند الله الإسلام﴾ في آل عمران.
31. ﴿إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق وقاتلوا الذين يأمرون بالقسط من الناس﴾ في آل عمران.
32. ﴿وناداه الملائكة يا زكريا إن الله﴾ في آل عمران.
33. ﴿فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فأوفيهم أجورهم﴾ في آل عمران.
34. ﴿بقنطار يوفه إليك﴾ في آل عمران.
35. ﴿بدينار لا يوفه إليك﴾ في آل عمران.
36. ﴿وقالت الملائكة يا مريم إن الله ليبشرك﴾ في آل عمران.
37. ﴿ونعلمه الكتاب﴾ في آل عمران.
38. ﴿يستبشرون بنعمة من الله وفضل والله لا يضيع أجر المؤمنين﴾ في آل عمران.
39. ﴿وقتلهم الأنبياء بغير حق ويقال لهم ذوقوا﴾ في آل عمران.
40. ﴿كتاب الله عليكم أحل لكم﴾ في النساء.
41. ﴿وسيؤتي الله المؤمنين﴾ في النساء.
42. ﴿بيت مبيت منهم﴾ في النساء.
43. ﴿ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسيؤتيه﴾ في النساء.
44. ﴿أولئك سنؤتيهم أجورهم﴾ في النساء.
45. ﴿قال سأنزلها عليكم﴾ في المائدة.
46. ﴿إن تعذبهم فعبادك﴾ في المائدة.
47. ﴿الموت يتوفاه رسلنا﴾ في الأنعام.
48. ﴿يقضي بالحق وهو خير الفاصلين﴾ في الأنعام.
49. ﴿يا ليتنا نرد فلا نكذب بآيات ربنا﴾ في الأنعام.
50. ﴿كالذي استهواه الشيطان﴾ في الأنعام.
51. ﴿لقد تقطع ما بينكم﴾ في الأنعام.
52. ﴿وقد تركوك أن يعبدوك وآلهتك﴾ في الأعراف.
53. ﴿والله مع المؤمنين﴾ في الأنفال.
54. ﴿قل أذن خير ورحمة لكم﴾ في التوبة.
55. ﴿حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بكم﴾ في يونس.
56. ﴿ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم إني لكم نذير مبين﴾ في هود.
57. ﴿في غيابة الجب﴾ في يوسف.
58. ﴿قل أفتختم من دونه﴾ في الرعد.
59. ﴿ولا يلتفتن منكم أحد﴾ ي الحجر.
60. مكان والنجوم مسخرات: ﴿والرياح﴾ في النحل.
61. ﴿إما يبلغان عندك الكبر إما واحد وإما كلاهما﴾ ف الإسراء.
62. ﴿لكن هو الله ربي﴾ في الكهف.
63. ﴿ذلك عيسى ابن مريم قال الحق الذي فيه يمترون﴾ في الكهف.
64. ﴿كيد سحر﴾ في طه.
65. ﴿ومن الشياطين من يغوص له ويعمل وكنا لهم حافظين﴾ في الأنبياء.
66. ﴿أذن للذين قاتلوا بأنهم ظلموا﴾ في الحج.
67. ﴿سورة أنزلناها وفرضنا لكم﴾ في أول النور.
68. ﴿وهو الذي أرسل الرياح مبشرات﴾ في الفرقان.
69. ﴿واتبعوهم مشرقين﴾ في الشعراء.
70. ﴿ فيمكث غير بعيد﴾ في النمل.
71. ﴿ساحران تظاهرا﴾ في القصص.
72. ﴿إنما اتخذتم من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا إنما مودة بينكم﴾ في العنكبوت.
73. ﴿تلك آيات الكتاب الحكيم. هدى وبشرى للمحسنين﴾ في أول لقمان.
74. ﴿تعلمن نفس ما يخفى لهم﴾ في السجدة.
75. ﴿من تعمل منكن من الصالحات وتقنت﴾ في الأحزاب.
76. ﴿وهم في الغرفة﴾ في سبأ.
77. ﴿فهم على بينة﴾ في فاطر.
78. ﴿في ظلل على الأرائك متكئين﴾ في يس.
79. ﴿فانظر ماذا تري﴾ في الصافات.
80. ﴿أفغير الله تأمروني﴾ في الزمر.
81. ﴿أن يبدل دينكم ويظهر في الأرض الفساد﴾ في غافر.
82. ﴿السموات ينفطرن﴾ في الشورى.
83. ﴿ما شهد خلقهم﴾ في الزخرف.
84. ﴿إن في السموات والأرض لآيات للمؤمنين وفي خلقكم وما يبث من دابة لآيات﴾ في الجاثية.
85. ﴿فهل ينظرون إلا الساعة تأتيهم بغتة﴾ في القتال.
86. ﴿فسيؤتيه الله أجرا عظيما﴾ في الفتح.
87. ﴿لتعارفوا وخياركم عند الله أتقاكم﴾ في الحجرات.
88. ﴿عادا﴾ بألف، ﴿ثمود﴾ بغير ألف، في سورة النجم.
89. ﴿خاشعة أبصارهم﴾ في القمر.
90. ﴿بموقع النجوم﴾ في الواقعة.
91. ﴿وجاء فرعون ومن قبله﴾ في الحاقة.
92. ﴿على صلاتهم واحدة﴾ في المعارج.
93. ﴿كانت قواريرا﴾ في الإنسان.
94. ﴿يغوثا ويعوقا﴾ في نوح.
95. ﴿فإنه يعذبه الله العذاب الأكبر﴾ في الفجر.
96. ﴿إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا والذين يقيمون الصلاة﴾ في المائدة.
المطلب الخامس: وصف مصحف عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:
أورد ابن أبي داود تسع عشرة قراءة عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهي كما يلي:
1. ﴿فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما﴾ في البقرة.
2. ﴿أن لا يطوف فيها﴾ قال ابن أبي داود: يعني في حجته.
3. ﴿ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج﴾ في البقرة.
4. ﴿إنما ذلكم الشيطان يخوفكم أولياءه﴾ في آل عمران.
5. ﴿أولئك لهم نصيب مما اكتسبوا﴾ في البقرة.
6. ﴿وأقيموا الحج والعمرة للبيت﴾ في البقرة.
7. ﴿وشاورهم في بعض الأمر﴾ في آل عمران.
8. ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي محدث﴾ في الحج.
9. ﴿يا حسرة العباد﴾ في يس.
10. ﴿كأنك حفي بها﴾ في الأعراف.
11. ﴿وإن عزموا السراح﴾ في البقرة.
12. ﴿وما يعلم تأويله ويقول الراسخون آمنا به﴾ في آل عمران.
13. ﴿فإن آمنوا بالذي آمنتم به فقد اهتدوا﴾ في البقرة.
14. ﴿فإن آمنوا بالذي آمنتم به﴾ أو ﴿بما آمنتم به﴾ في البقرة.
15. ﴿حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر﴾ في البقرة.
16. ﴿فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى﴾ في النساء.
17. ﴿طيبات كانت أحلت لهم﴾ في النساء.
18. ﴿فلا جناح عليكم فيما استمتعتم بهن إلى أجل مسمى﴾ في النساء.
19. ﴿إذا جاء فتح الله والنصر﴾ في النصر.
المطلب السادس: وصف مصحف عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما:
أورد ابن أبي داود تسع قراءات عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، وهي:
1 ـ ﴿لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج﴾ في البقرة.
2 ـ ﴿ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج﴾ في البقرة.
3ـ 4 ـ 5 ـ ((إن صبيانا هاهنا يقرءون ﴿وحرم﴾، وإنما هي ﴿وحرام﴾، ويقرءون ﴿دارست﴾، وإنما هي ﴿درست﴾، ويقرءون ﴿حمئة﴾، وإنما هي ﴿حامية﴾))
6 ـ ﴿في جنات يتساءلون يا فلان ما سلكك في سقر﴾ في المدثر.
7 ـ ﴿فيصبح الفساق على ما أسروا في أنفسهم نادمين﴾ في المائدة.
8 ـ ﴿ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويستعينون بالله على ما أصابهم﴾ في آل عمران.
9 ـ ﴿صراط من أنعمت عليهم﴾ في الفاتحة.
المطلب السابع: وصف مصحف عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما:
لم يورد ابن أبي داود أي قراءة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، إنما أورد رواية استدل بها على أنه كان له مصحف.
المطلب الثامن: وصف مصحف عائشة رضي الله عنها:
أورد ابن أبي داود قراءتين في مصحف عائشة رضي الله عنها، وهما:
1 ـ ﴿حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر﴾ في البقرة.
2 ـ ﴿إن الله وملائكته يصلون على النبي والذين يصلون الصفوف الأول﴾ في الأحزاب.
المطلب التاسع: وصف مصحف حفصة رضي الله عنها:
أورد ابن أب داود قراءة واحد لحفصة أم المؤمنين رضي الله عنها، وهي:
﴿حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين﴾ في البقرة.
المطلب العاشر: وصف مصحف أم سلمة رضي الله عنها:
أورد ابن أبي داود قراءة واحدة لأم سلمة رضي الله عنها، وهي:
﴿حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر﴾ في البقرة.
 
المبحث الثالث: المقارنة بين مصاحف الصحابة من خلال كتاب المصاحف

المطلب الأول: المقارنة بينها من حيث عدد الكلمات:
يعد مصحف عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه أوسع المصاحف التي أوردها ابن أبي داود رحمه الله، فقد روى له ستا وتسعين قراءة، كما تقدم، بينما لم يرو لعبد الله ابن عمرو رضي الله عنه أية قراءة، وروى لكل من علي وحفصة وأم سلمة رضي الله عنهم قراءة واحدة، وقراءتين لعائشة رضي الله عنها، وأربع قراءات لكل من عمر بن الخطاب وأبي بن كعب رضي الله عنهما، وتسع قراءات لعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، وتسع عشرة قراءة لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وهكذا يظهر التفاوت جليا بين هذه المصاحف.
المطلب الثاني: المقارنة بينها من حيث الثبوت:
لقد أسدى محققا كتاب المصاحف، وهما: الدكتور محب الدين واعظ، والشيخ سليم الهلالي، خدمة جليلة للكتاب، وخصوصا ما يتعلق بتخريج الأحاديث والآثار، وسأعتمد على الشيخ سليم الهلالي في حكمه على تلك الآثار المروية في مصاحف الصحابة[1]، لأقارن بين تلك المصاحف من حيث ثبوت مروياتها عن أولئك الصحابة الكرام.
أما مصحف أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه فكل ما أورده فيه الحافظ ابن أبي داود فهو صحيح عنه.
وأما مصحف علي رضي الله عنه فلم يورد فيه الحافظ ابن أبي داود إلا قراءة واحدة، وهي ضعيفة عنه، وتفرد بها المصنف[2].
وأما مصحف أُبَيٍّ رضي الله عنه فقد تقدم أن الحافظ ابن أبي داود أورد فيه أربع قراءات، ولم يثبت منها إلا قراءة واحدة، وهي: ﴿فصيام ثلاثة أيام متتابعات﴾ في كفارة اليمين[3].
وأما مصحف عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه فرغم كثرة ما أورد فيه ابن أبي داود من قراءات إلا أنه لم يثبت منها عن ابن مسعود متصلا إلا قراءة واحدة وهي: ﴿وأقيموا الحج والعمرة إلى البيت﴾[4]، وقد استغربت هذا كثيرا.
وأما مصحف عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فقد ثبت عنه منه خمس عشرة قراءة من مجموع تسع عشرة قراءة أوردها عنه الحافظ ابن أبي داود، وهذا ما صح عنه:
1. ﴿فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما[5].
2. ﴿أن لا يطوف فيهما قال ابن أبي داود: يعني في حجته [6].
3. ﴿ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج﴾[7].
4. ﴿أولئك لهم نصيب مما اكتسبوا[8].
5. ﴿وأقيموا الحج والعمرة للبيت[9].
6. ﴿وشاورهم في بعض الأمر﴾[10].
7. ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي محدث﴾[11].
8. ﴿يا حسرة العباد﴾[12].
9. ﴿وإن عزموا السراح﴾[13].
10. ﴿كأنك حفي بها﴾[14].
11. ﴿وما يعلم تأويله إلا الله ويقول الراسخون آمنا به[15].
12. ﴿فإن آمنوا بالذي آمنتم به فقد اهتدوا﴾[16].
13. ﴿فإن آمنوا بالذي آمنتم به﴾ أو ﴿بما آمنتم به﴾[17]
14. ﴿طيبات كانت أحلت لهم﴾[18]
15. ﴿إذا جاء فتح الله والنصر﴾[19]
وأما مصحف عبد الله ابن الزبير رضي الله عنهما فقد صح عنه سبع قراءات من تسعة رواها له الحافظ ابن أبي داود، وهي الآتية:
1 ـ ﴿ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج﴾[20]
2ـ 3 ـ 4 ـ ((إن صبيانا هاهنا يقرءون ﴿وحرم﴾، وإنما هي ﴿وحرام﴾، ويقرءون ﴿دارست﴾، وإنما هي ﴿درست﴾، ويقرءون ﴿حمئة﴾، وإنما هي ﴿حامية﴾))[21].
5 ـ ﴿في جنات يتساءلون يا فلان ما سلكك في سقر﴾[22].
6 ـ ﴿فيصبح الفساق على ما أسروا في أنفسهم نادمين[23].
7 ـ ﴿ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويستعينون بالله على ما أصابهم﴾[24].
وأما مصحف عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما فقد سبق أن الحافظ ابن أبي داود لم يورد فيه أية قراءة.
وأما مصحف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقد صح عنها قراءة واحدة من قراءتين أورهما لها ابن أبي داود، وهي: ﴿حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر﴾[25].
وأما مصحف أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها فقد أورد عنها الحافظ ابن أبي داود قراءة واحدة من عدة طرق، وهي: ﴿حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين﴾، وقد صحت بمجموع طرقها[26].
وأما مصحف أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها فلم يورد فيه ابن أبي داود غير قراءة واحدة صحيحة، وهي: ﴿حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر﴾[27].
المطلب الثالث: اتفاق بعض هذه المصاحف مع بعضها الآخر:
اتفقت مصاحف ابن عباس وعائشة وحفصة وأم سلمة رضي الله عنهم على قراءة: ﴿حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر﴾.
واتفقت مصاحف ابن مسعود وابن عباس وابن الزبير رضي الله عنهم على قراءة: ﴿ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج﴾.
واتفق مصحفا ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم على قراءة: ﴿وأقيموا الحج والعمرة للبيت﴾.
واتفق مصحفا أبَيٍّ وابن عباس رضي الله عنهم على قراءة: ﴿فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما﴾، وقراءة: ﴿فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى﴾.
واتفق مصحفا عمر وابن الزبير رضي الله عنهم على قراءة: ﴿صراط من أنعمت عليهم﴾، وقراءة: ﴿في جنات يتساءلون يا فلان ما سلكك في سقر﴾.
واتفق مصحفا عمر وابن مسعود رضي الله عنهما على قراءة: ﴿الم الله لا إله إلا هو الحي القيام﴾.

([1]) اعتمدت عليه لكونه متخصصا في الحديث، ولأن تحقيقه للكتاب جاء بعد تعقيق محب الدين له، فهو يستدرك عليه كثيرا.
([2]) المصاحف ص 295 رقم: 154.
([3]) قال سليم: "موقوف حسن لغيره" المصاحف ص 297 رقم: 158.
([4]) قال سليم: "موقوف صحيح لغيره" المصاحف ص 305 رقم: 172.
([5]) قال سليم: "موقوف صحيح الإسناد" المصاحف ص 345 رقم: 181.
([6]) قال سليم: "موقوف صحيح" المصاحف ص 347 رقم: 186.
([7]) قال سليم: "موقوف ضعيف الإسناد" ثم قال: "لكن قراءة ابن عباس لهذه الآية هكذا صحيح بما بعده (كذا!)" المصاحف ص 349 رقم: 187.
([8]) قال سليم: "موقوف صحيح" المصاحف ص 353 رقم: 192.
([9]) قال سليم: "موقوف صحيح" المصاحف ص 354 رقم: 193.
([10]) قال سليم: "موقوف صحيح" المصاحف ص 354 رقم: 194.
([11]) قال سليم: "موقوف صحيح" المصاحف ص 355 رقم: 196.
([12]) قال سليم: "موقوف صحيح" المصاحف ص 356 رقم: 197.
([13]) قال سليم: "موقوف صحيح" المصاحف ص 356 رقم: 198.
([14]) قال سليم: "موقوف صحيح" المصاحف ص 356 رقم: 199.
([15]) قال سليم: "موقوف صحيح" المصاحف ص 357 رقم: 200.
([16]) قال سليم: "موقوف صحيح" المصاحف ص 358 رقم: 201.
([17]) قال سليم: "موقوف صحيح" المصاحف ص 359 رقم: 202.
([18]) قال سليم: "موقوف صحيح الإسناد" المصاحف ص 368 رقم: 213.
([19]) قال سليم: "موقوف صحيح" المصاحف ص 368 رقم: 214.
([20]) قال سليم: "موقوف صحيح الإسناد" المصاحف ص 369 رقم: 216.
([21]) قال سليم: "موقوف صحيح الإسناد" المصاحف ص 370 رقم: 219.
([22]) قال سليم: "موقوف صحيح الإسناد" المصاحف ص 372 رقم: 220.
([23]) قال سليم: "موقوف صحيح الإسناد" المصاحف ص 372 رقم: 221.
([24]) قال سليم: "موقوف صحيح الإسناد". المصاحف ص 373 رقم: 222.
([25]) قال سليم: "موقوف صحيح الإسناد". المصاحف ص 375 رقم: 225.
([26]) قال سليم: "إسناده ضعيف، وهو حسن بطريقه الأخرى". المصاحف ص 384 رقم: 238.
([27]) قال سليم: "موقوف صحيح". المصاحف ص 388 رقم: 242.
 
المبحث الرابع: المقارنة بين هذه المصاحف ومصاحف عثمان رضي الله عنه.

المطلب الأول: ما في هذه المصاحف من قراءات متواترة:
ليس كل ما ذكره ابن أبي داود في مصاحف الصحابة معدودا في الشاذ، بل أحصيت ثمان عشرة قراءة معدودة في القراءات العشر الصحيحة، وأغلبها في مصحف ابن مسعود رضي الله عنه، وها هي بين يديك:
ففي مصحف عمر رضي الله عنه: ﴿مالك يوم الدين﴾([1]).
وفي مصحف ابن مسعود رضي الله عنه: ﴿أن الدين عند الله الإسلام﴾ ([2])،﴿ونعلمه الكتاب﴾([3]﴿في غيابة الجب([4]﴿كيد سحر ([5]﴿ساحران تظاهرا﴾([6]﴿وهم في الغرفة﴾([7]﴿فهم على بينة﴾([8]﴿فانظر ماذا تري﴾([9]﴿أفغير الله تأمروني﴾ ([10]﴿السموات ينفطرن﴾ ([11]﴿عادا﴾ بألف، ﴿ثمود﴾ بغير ألف([12]﴿بموقع النجوم﴾ ([13]﴿وجاء فرعون ومن قبله﴾ ([14]﴿كانت قواريرا﴾ ([15]).
وفي مصحف عبد الله ابن الزبير: ((إن صبيانا هاهنا يقرءون ﴿وحرم﴾، وإنما هي ﴿وحرام﴾، ويقرءون ﴿دارست﴾، وإنما هي ﴿درست﴾، ويقرءون ﴿حمئة﴾، وإنما هي ﴿حامية﴾)) ([16]).
المطلب الثاني: ما في هذه المصاحف من قراءات مخالفة لرسم مصاحف عثمان.
بعد النظر في تلك القراءات التي رواها ابن أبي دود عن الصحابة الكرام، يمكن القول: إن ما عدا القراءات الثماني عشرة ـ المذكورة في المطلب الذي قبل هذا ـ مخالف لرسم المصاحف العثمانية، وهذه نتيجة مهمة يعرف بها سبب عدم اشتهار هذه القراءات، كما يعرف بها مدى دقة الشرط الذي اشترطه القراء في قبول كل قراءة، وهو ضرورة موافقتها لخط أحد المصاحف العثمانية.
رحم الله علماءنا الكرام، فكم كانوا دقيقين وحريصين على سلامة القرآن الكريم من أن ينسب إليه ما ليس منه.

([1]) كتاب المصاحف ص 290، وهي قراءة عاصم والكسائي ويعقوب وخلف العاشر.
([2]) نفسه ص 315، وهي قراءة الكسائي.
([3]) نفسه ص 318، وهي قراء ابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف العاشر.
([4]) نفسه ص 326، وهي قراءة الجمهور ما عدا نافعا وأبا جعفر.
([5]) نفسه ص 330، وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف العاشر.
([6]) نفسه ص 334، وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وأبي جعفر ويعقوب.
([7]) نفسه ص 337، وهي قراءة حمزة.
([8]) نفسه ص 337، وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وحفص وحمزة وخلف العاشر.
([9]) نفسه ص 338، وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف العاشر..
([10]) نفسه ص 339، قرأها نافع وأبو جعفر وابن ذكوان بخلف عنه بنون واحدة مخففة، وقرأها ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان بنونين خفيفتين، وقرأ باقي العشرة بنون واحدة مشددة.
([11]) نفسه ص 340، يقرؤها كذلك في الشورى أبو عمرو وشعبة ويعقوب.
([12]) نفسه ص 343، وهي قراءة عاصم وحمزة ويعقوب.
([13]) نفسه ص 344، وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف العاشر.
([14]) نفسه ص 344، متفقون على هذا الرسمم.
([15]) نفسه ص 344 متفقون على رسمها بألف.
([16]) نفسه ص 370 ـ 372، وكلها متواتر.
 
خاتـمة
بعد هذه الجولة القصيرة مع مصاحف الصحابة من كتاب المصاحف لابن أبي داود رحمه الله يحسن بي أن أسجل بعض النتائج:
1. إن هذه المصاحف التي أوردها ابن أبي داود متفاوتة فيما بينها من حيث عدة القراءات، فبينما لم يورد لعبد الله بن عمرو رضي الله عنه ولا قراءة واحدة أورد لابن مسعود رضي الله عنه ستا وتسعين قراءة.
2. إن أغلب هذه المصاحف لم يصح نسبته إلى الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.
3. إن بعض ما أورده المؤلف من قراءات في تلك المصاحف يعد في الصحيح المقروء به الآن.
وأوصي بأن يجمع كل ما يتعلق بتاريخ المصحف من أحاديث وآثار، ثم تدرس دراسة حديثية وتاريخية، إذ ذاك سبيل من أنجع السبل لرد شبهات الشيعة والمستشرقين والملحدين، وكتب السنن والمسانيد والمصنفات والأجزاء طافحة بذلك.
وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.​
 
شكر الله لكم يا شيخ آيت عمران، وبارك في علمكم
وما أشرتم إليه من اتخاذ بعض المستشرقين وأذنابهم موضوع مصاحف الصحابة بابا يدخلون منه للطعن في القرآن الكريم هو مما يزيد الحاجة إلى بحث هذا الموضوع أهمية، وقد وجدت أن بعض الحداثيين يتناولون موضوع مصاحف الصحابة من عدة جوانب، أذكر بعضها:
1- اعتبارهم أنها تغدي الخلاف والشقاق بين المسلمين وأن عثمان رضي الله عنه دمرها لها الاعتبار، يقول محمد أركون: " كما وراحوا ( أي عثمان رضي الله عنه ومن معه من الصحابة ) يدمرون النسخ الجزئية الأخرى لكيلا تغذي الانشقاق والخلاف حول صحة الآيات والسور المثبتة في المصحف المذكور" الفكر الاسلامي نقد واجتهاد، ص 81.
2- وصف هذه المصاحف بالشهادات التي تؤكد نفسها في مقابلة المصحف العثماني، يقول أركون: " رفض الخلفاء اللاحقون كل الشهادات الأخرى التي تريد تأكيد نفسها (مصداقيتها) مما أدى إلى استحالة أي تعديل ممكن للنص المشكل في ظل عثمان "
تاريخية الفكر العربي الإسلامي، ص 288-289.
3- أن هذه المصاحف بقيت إلى القرن الخامس، يقول أركون متحدثاً عن نتائج الاتفاق على مصحف عثمان: " حذف مجموعة (ابن مسعود) المهمة جداً، وهو صحابي جليل، وقد أمكن الحفاظ على مجموعته بالرغم من ذلك في الكوفة حتى القرن الخامس" الفكر العربي، ص 31.
هذا شيء من كلامهم في مصاحف الصحابة، ولهم أقوال أخرى في هذا المجال بحاجة إلى جمع ونقد
جزاكم الله خيراً أيها الشيخ الكريم على إثارة مثل هذا الموضوع النفيس.
 
بارك الله فيك شيخي محمود على هذه الإضافات.
وأرجو منكم المزيد، كما أرجو من بقية المشايخ أن يتحفونا بتصويباتهم وآرائهم.
 
ما شاء الله .. بحث ماتع ومفيد ، أحسن الله إليك.
 
أحسنت ياشيخ ايت على هذا البحث الماتع المفيد, وقد استفدت منه, وأؤكد على ما ذكرته في الخاتمة من أهمية العناية بهذا الموضوع, للرد على المستشرقين والملحدين وغيرهم ممن يتخذ اختلاف القراءات واختلاف المصاحف سبيلا للتشكيك في حفظ الله تعالى لكتابه.
وفقك الله وفتح عليك.
 
جزاك الله خيرا شيخنا ايت عمران،/
سأقتبس هذه الكلمات الطيبات لتذكير الإخوة بها:
وأوصي بأن يجمع كل ما يتعلق بتاريخ المصحف من أحاديث وآثار، ثم تدرس دراسة حديثية وتاريخية، إذ ذاك سبيل من أنجع السبل لرد شبهات الشيعة والمستشرقين والملحدين، وكتب السنن والمسانيد والمصنفات والأجزاء طافحة بذلك.
قرأت الرسالات كلها وقد إستشكل علي أمر يخص إقتناء المصطلحات ويمكن تناول هذه المسألة ببحث مصطلحي فإن الذي كان مستقر عندي من معرفة أن المصحف لا يجمع إلا إذا قصدنا بالجمع النُّسخ (الصور المنقولة)، فالمصحف مصحف واحد وهو المصحف الإمام، وهو المصحف الذي جمع فيه الصحابة كل القرآن الذي أمر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بتدوينه.
أما قبل المصحف فكانت صحف جمع صحيفة.
نستثني مصحف إبن مسعود رضي الله عنه ولا نقول عنه صحيفة إبن مسعود وهذا فقط من الناحية العندية، أي أن مصحف إبن مسعود هو صحيفة من الناحية الموضوعية ومصحف من الناحية العندية أي عند إبن مسعود رضي الله كانت الصحيفة مصحفا.
 
عودة
أعلى