مشروع مقترح لإيجاد إعراب محقق للقرآن الكريم

إنضم
22/05/2006
المشاركات
2,554
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
59
الإقامة
الرياض
يروادني من سنين إخراج إعراب محقق للقرآن الكريم ، ويبني على التفسير الصحيح والمرجح ، المنقى من الإسرائيلات والموضوعات ، ولكن كيف هذا ؟ مع قلة زادنا ، وقلة حليتنا ، وقلة بضاعتنا، والعمر لا يكفي ، وقد عرضت هذه الفكرة على الكثير من رؤساء الأقسام في الجامعات ، وقد لا قت الفكرة قبولا حسنا ، ولكن التفيذ صعب ، فهو يحتاج إلى فريق عال من المتخصصين ، في مختلف الفنون ، فكيف يجتمعون ، وكيف يتوافقون ، ........!
من الصعوبة بمكان في وقتنا الحالي أن يلم إنسان بجميع مهارات وفنون العلم ،
فهو لديه القدرة على الإعراب لكن هل لديه القدرة على اختيار الرأي الصحيح بناء على الرويات الصحيحة ؟!!!
فهو لديه القدرة على الإعراب لكن هل لديه القدرة على اختيار الرأي الصحيح في مجال العقيدة ؟!!!
فهو لديه القدرة على الإعراب لكن هل لديه القدرة على اختيار الرأي الصحيح في المجال الفقهي .؟!!!
فهو لديه القدرة على الإعراب لكن هل لديه القدرة على اختيار الرأي الصحيح في مجال تحقيق القصص؟!!! .
لا شك أنه من الصعوبة بمكان في وقتنا الحالي أن يلم إنسان بجميع مهارات وفنون العلم ، أي : أن يكون فقيًها ملمًا بأصوله ، ومفسرًا ، ملماً بقواعده ، و عالما في الحديث وعلومه ، عالما بالقصص وتحريراته ، ملمًا بالإعراب وضوابطه ، و........ إلخ إن هذا الشخص أحق أن يكون إماما اً .
فرأيت أن أضع الفكرة بين أيدكم عسى الله أن يقيض لها من يقوم بها هو القادر على ذلك
الذي أقترحه تكوين فريق عمل ، من المتخصصين للقيام بهذا المشروع .
1/ مقترح للتطبيق :
نصغر الهدف حتى يمكن أن ننجزه :
فلو بدأنا بإخراج جزء (عم) محقق ومحرر ، ومرجح ، خاليًا من الإسرائليات ، والموضوعات ، والتفسير الشاذ ، وقائم على أصح الرويات ، ثم بنينا عليه باقي الفنون من الإعراب والوقف والابتداء ، لكان أيسر .
2/ احتياج هذا العمل
يتم تكوين فريق من طلاب العلم ، وحاملي لوائه
متخصصين في علم الحديث لتحرير الروايات واختيار الصحيح منها
متخصصين في علم العقيدة لتمر عليه الإعمال فيزنها بمميزان عقيدة أهل السنة
متخصصين في علم الفقه لتمر عليه الإعمال فيزنها بمميزان فقهي سليم
متخصصين في علم التاريخ لتمر عليه الإعمال فيزنها بمميزانها الصحيح
وهكذا في باقي الفنون ....
ثم يخرج تفسير محقق لجزء (عم) ، ومن ثم يتم تحقيق إعراب جزء عم بناء على المعايير السابقة ، ثم الوقف والابتداء
، فإذا نجج هذا المشروع ، ينتقل الفريق إلى جزء تبارك ، حتى يتم تفسير كامل للقرآن الكريم . وببنى عليه إعراب كامل محقق ، وببنى عليه الوقف والابتداء
ويمكن في البداية أن يبتدا بسورة واحدة فقط كسورة ( النبا) ليتم تقيم العمل والوقوف على جوانب الإخفاق والعوئق ، وبناء استرتجية طويلة المدى عليه
ويمكن أن يكون ذلك مشروعًأ خيريًا تقوم به بعض الهيئات الخيرية وتتبناه
ويمكن أن يكون ذلك مشروعًأ طويل المدى للجامعات تضع خطة لأن تخرج كل عام جزء من أجزاء القرآن الكريم محققًا في مجال الإعراب والتفسير ، والوقف والابتداء تحت إشراف نخبة من أساتذة الجامعات وؤساء الأقسام
أسأل الله أن يهي لنا من أمرنا رشدا
 
مثال تطبيقي لحاجة المعرب إلى علم التفسير والعقيدة


إعراب [الواو] في قوله [ والراسخون ]
من قوله تعالى: [وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا] [آل عمران:7]

الإعراب يدور حول معنى [التأويل ٍ]
الفريق الأول : يرى أن التأويل معناه [حقائق الغيب] ، وبذلك تكون الواو مستأنفة إذ لا يمكن أن يشارك أحد الله في حقائق الغيب .
الفريق الثاني : يرى أن التأويل معناه ( دقائق التفسير ) ، وبذلك تكون الواو عاطفة
الفريق الثالث : يرى جواز الوجهين السابقين دون ترجيح أحدهما على الآخر وبذلك تحتمل العطف والاستئناف دون ترجيح .
الفريق الرابع : يرجح الرأي الأول مع عدم رفضه للرأي الثاني ، باعتباره قول أكثر أهل العلم ، ولكثرة استخدامه في القرآن الكريم ، وبذلك يكون الراجح أن الواو للاستنئاف .

علاقة هذا الإعراب بعلم الوقف والابتداء ، وعلامات المصاحف .
1- من رأي الاستناف فقط ، يقترح لزوم الوقف حتى لا يوهم مشاركة الراسخين في العلم في التأويل وهو حقائق الغيب
2- من غلب العطف مع عدم رفضه الآخر ، يقترح عدم وضع علامة (صلى )
3- من رأى العطف والاستئناف دون ترجيح أحدهما على الآخر وضع علامة (ج)
4- من رأي الاستناف مع عدم رفض الآخر ، يقترح وضع على ( قلى) ، وبذلك التوجيه كان اختيار مصحف المدينة المنوة
وهكذا نرى علاقة التفسير ، بالإعراب ، وبالوقف والابتداء
 
مثال تطبيقي آخر في احتياج المعرب إلى الإلمام بجوانب العقيدة والتفسير .
قوله تعالى: {وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ }الأنعام3
الواو في قوله ( وفي الأرض) ( فيها ثلاثة أقوال محتملة:
1-أنه الإله المعبود في السماوات والأرض، يشهد له قوله تعالى: وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله، 2وبذلك تكون الواو معطوفة .
1- أن يكون المعنى وهو الله يعلم سركم في السماوات وفي الأرض يشهد لذلك قوله تعالى : [قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض] ، وبذلك تكون الواو عاطفة أيضًا
 3- أن يكون المعنى أنه سبحانه مستو على عرشه فوق جميع خلقه مع أنه يعلم سر أهل الأرض وجهركم، يشهد لذلك قوله تعالى: [أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء ] ، وعلى هذا تكون الواو مستأنفة .


أثر ذلك على الإعراب عند علماء الوقف والابتداء

1- من اعتبر الرأي الأول فالوصل واجب عنده لأنه لا يمكن أن يكون معبود في السموات ، وليس معبود في الأرض فلا بد من الوصل بناء على العطف ، والمناسب ذلك الرأي عدم وضع علامة وقف
2- من اعتبر الرأي الثاني فالوصل واجب كذلك عنده لأنه لا يمكن أن يعلم السر في السموات ولا يعلم السر في الأرض فلا بد من الوصل بناء على العطف ، والمناسب ذلك الرأي عدم وضع علامة وقف أيضًا
3-- من اعتبر الرأي الثالث فالمناسب الوقف بناء على الاستئناف .

وهكذا نرى أن هناك علاقة بين الإعراب والتفسير ، والوقف والابتداء

تفسير صحيح محقق محرر يساوي : إعراب صحيح محقق محرر يساوي وقف صحيح محقق محرر


لكن يبقى السؤال كيف يستيطع المعرب أن يلم بجميع فنون ومسائل القرآن الكريم ، في جونبه الفقهية ، والعقدية ، والقصصية .... إلخ . فنحن نتكلم على مشروع كبير هو تحقيق إعراب القرآن الكريم كاملاً ، مع توجيه الإعراب بالراجح في المسألة
 
مثال تطبيقي آخر في احتياج المعرب إلى الإلمام بالفقه وأصوله

إعراب الواو في قوله ( وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )

{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النور5}النور4

الإعراب يقوم حول بيان قبول شهادة القاذف وعدم قبول شهادته بعد توبته

الفريق الأول : يرى قبول شهادته إذا تاب ، وبناء على ذلك إلا تعود على جميع المذكو ، فالتوبة تعم قبول شهادته ، وتجب عنه الفسق .

وبناء على ذلك تكون الواو عاطفة .
وبناء على ذلك يبني علماء الوقف رأيهم بعدم جواز الوقف .


الفريق الثاني : يرى قبول شهادته حتى وإن تاب ، وبناء على ذلك إلا تعود على أقرب مذكور ( الفاسقون ) فهو يزول عنه الفسق ، لكن لا يقبل شهاته .

وبناء على ذلك تكون الواو مستأنفة
وبناء على ذلك يبني علماء الوقف رأيهم بجواز الوقف على ( أبدأ )

وهكذا نرى حاجة المعلم إلى إلمام كبير بقواعد الفقه وأصوله ، وإلا كيف يرجح .


ولا شك أن خروج مثل هذا العمل سيستفيد منه حملة القرآن ، والقراء ، ومراجعو المصاحف في جميع أنحاء العالم ،
فأي شرف سيلحقه إذا قام عليه .

نسأل الله أن ييهأ لنا من أمرنا رشدا ، وأن يسخر لهذا العمل من يقوم عليه هو القادر عليه
 
[align=center]أخي الحبيب جمال
جزاك الله خيرا

الفكرة تحتاج إلى دراسة أكثر دقة ومنهجية
وهي تنبثق من خلال المشاركة بين العاملين في هذا العمل العلمي الكبير
وتحتاج إلى أيد علمية عملية متضافرة محبة للعلم والعمل

ومما لم تتفضل به من اللجان :
الأدبية واللغوية والبلاغية

وأهم ما في الفكرة الرائعة هذه ، هي :
وجود مشرفين ذوي كفاءة عالية
يستطيعون ربط العمال ، والسير بها قدما نحو الهدف المنشود السليم
لأن لجنة الإشراف تلعب دورا كبيرا في مثل هذه الأعمال المشتركة

وفقك الله
وسدد خطاك [/align]
 
مثال تطبيقي آخر في احتياج المعرب إلى الإلمام بالفقه وأصوله
إعراب الواو في قوله ( وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )
{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النور5}النور4
الإعراب يقوم حول بيان [قبول شهادة القاذف أوعدم قبول شهادته بعد توبته ]
الفريق الأول : يرى قبول شهادته إذا تاب ، وبناء على ذلك إلا تعود على جميع المذكو ، فالتوبة تعم قبول شهادته ، وتجب عنه الفسق ، وبناء على ذلك تكون الواو عاطفة ، وعلى ذلك يبني علماء الوقف رأيهم بعدم جواز الوقف .
الفريق الثاني : يرى قبول شهادته حتى وإن تاب ، وبناء على ذلك إلا تعود على أقرب مذكور ( الفاسقون ) فهو يزول عنه الفسق ، لكن لا يقبل شهاته ، وتكون الواو مستأنفة ، ويبني علماء الوقف رأيهم بجواز الوقف على ( أبدأ )
وهكذا نرى حاجة المعرب إلى إلمام بقواعد الفقه وأصوله ، ولا شك أن خروج مثل هذا العمل سيستفيد منه حملة القرآن ، والقراء ، وعلماء الوقف والابتداء ، والمفسرين ، ومراجعو المصاحف في جميع أنحاء العالم ..
نسأل الله أن ييهأ لنا من أمرنا رشدا ، وأن يسخر لهذا العمل من يقوم عليه هو القادر عليه
 
احتباج هذا العلم إلى محقق في علم الحديث

حكم الوقف على ( وهمت به ) من قوله تعالى : ( ولقد همت به وهم بها لولا أن راى برهان ربه )
يبني علماء الوقف رأيهم على حسب الاستئناف والعطف ، من أراد أن يعرب الواو في قوله ( وهم بها) عليه أن يتأمل في الروايات الصحيحة ليبني عليها ، المعلوم أن نبي الله يوسف عليه سلام منزه عن كل سوء وما لا يليق بمقام النبوة ، وقد أثبت الله عز وجل أنه من عباده المخلصين ، والشيطان ليس له سلطان على المخلصين ، بلا خلاف .
لكن تعالى ننظر إلى الرويات التي جاءت مثلا في كتاب الإمام الطبري ، تقول أنه من المستحيل عقلا وشرعًا صحة هذه غالب هذه الرويات ، في تفسير معنى ( وهم بها ) والتي لا تليق أبدا مع انبياء الله عز وجل، وتجد اختلاف وتناقض في بعضها ، ولست بصدد نقل هذه الريات، فمن أراد الاطلاع فليرجع إلى كتاب الطبري ، لكن ما أريد أن أقوله هل لدى المعرب قدرة على يحقق هذه الرايات ليعرف الصحيح ، من الضعيف من الموضوع من الإسرائليات ، لا شك أن من أراد أن يتفادى الإعراب سيقول الواو مستأنفة على رأي كذا ، ومعطوفة على رأي كذا ، ولم يحسم ، ولم يرجح ، وقد يقع في المحذور ، لكن وجود فريق عمل كل يعمل فيما يخصة لا شك أن سيفرز لنا عملا قويًا محررًا والله ولي التوفيف
 
احتباج هذا العلم إلى محقق في علم الحديث

حكم الوقف على ( وهمت به ) من قوله تعالى : ( ولقد همت به وهم بها لولا أن رآى برهان ربه ) ( سورة يوسف )
يبني علماء الوقف رأيهم على حسب الاستئناف والعطف ، من أراد أن يعرب الواو في قوله ( وهم بها) عليه أن يتأمل في الروايات الصحيحة ليبني عليها ، المعلوم أن نبي الله يوسف عليه سلام منزه عن كل سوء وما لا يليق بمقام النبوة ، وقد أثبت الله عز وجل أنه من عباده المخلصين ، والشيطان ليس له سلطان على المخلصين ، بلا خلاف .
لكن تعالى ننظر إلى الرويات التي جاءت مثلا في كتاب الإمام الطبري ، تقول أنه من المستحيل عقلا وشرعًا صحة هذه غالب هذه الرويات ، في تفسير معنى ( وهم بها ) والتي لا تليق أبدا مع انبياء الله عز وجل، وتجد اختلاف وتناقض في بعضها ، ولست بصدد نقل هذه الريات، فمن أراد الاطلاع فليرجع إلى كتاب الطبري ، لكن ما أريد أن أقوله هل لدى المعرب قدرة على يحقق هذه الرايات ليعرف الصحيح ، من الضعيف من الموضوع من الإسرائليات ، لا شك أن من أراد أن يتفادى الإعراب سيقول الواو مستأنفة على رأي كذا ، ومعطوفة على رأي كذا ، ولم يحسم ، ولم يرجح ، وقد يقع في المحذور ، لكن وجود فريق عمل كل يعمل فيما يخصة لا شك أن سيفرز لنا عملا قويًا محررًا والله ولي التوفيف
 
احتباج هذا العلم إلى محقق في علم الحديث

حكم الوقف على ( وهمت به ) من قوله تعالى : ( ولقد همت به وهم بها لولا أن رآى برهان ربه ) ( سورة يوسف )
يبني علماء الوقف رأيهم على حسب الاستئناف والعطف ، من أراد أن يعرب الواو في قوله ( وهم بها) عليه أن يتأمل في الروايات الصحيحة ليبني عليها ، المعلوم أن نبي الله يوسف عليه سلام منزه عن كل سوء وما لا يليق بمقام النبوة ، وقد أثبت الله عز وجل أنه من عباده المخلصين ، والشيطان ليس له سلطان على المخلصين ، بلا خلاف .
وكلام المفسرين على نفي الهم من أصله ، والبعض على أنه هم دفع وليس هم شهورة ، .. إلخ من الآراء
لكن تعالى ننظر إلى الرويات التي جاءت مثلا في كتاب الإمام الطبري ، فمن يقرأ هذه الآرءا ، تقول أنه من المستحيل عقلا وشرعًا صحة غالب هذه الرويات ، في تفسير معنى ( وهم بها ) والتي لا تليق أبدا مع انبياء الله عز وجل، وتجد اختلاف وتناقض في بعضها ، ولست بصدد نقل هذه الريات، فمن أراد الاطلاع فليرجع إلى كتاب الطبري ، لكن ما أريد أن أقوله هل لدى المعرب قدرة على يحقق هذه الرايات ليعرف الصحيح ، من الضعيف من الموضوع من الإسرائليات ، حتى يعرف الرأي الصحيح ، لا شك أن من أراد أن يتفادى الإعراب سيقول الواو مستأنفة على رأي كذا ، ومعطوفة على رأي كذا ، ولم يحسم المسألة ، بل قد يوجه الآية على معنى يخالف الشرع ، و يقع في المحذور ، لكن وجود فريق عمل كل يعمل فيما يخصة لا شك أن سيفرز لنا عملا قويًا محررًا موثقًا كل فيما يخصه والله ولي التوفيف
 
احتباج هذا العلم إلى محقق في علم الحديث

حكم الوقف على ( وهمت به ) من قوله تعالى : ( ولقد همت به وهم بها لولا أن رآى برهان ربه ) ( سورة يوسف )
يبني علماء الوقف رأيهم على حسب الاستئناف والعطف ، من أراد أن يعرب الواو في قوله ( وهم بها) عليه أن يتأمل في الروايات الصحيحة ليبني عليها ، والمعلوم أن نبي الله يوسف عليه سلام منزه عن كل سوء وكل ما لا يليق بمقام النبوة ، وقد أثبت الله عز وجل أنه من عباده المخلصين ، والشيطان ليس له سلطان على المخلصين ، بلا خلاف .
وكلام المفسرين على نفي الهم من أصله ، والبعض على أنه هم دفع وليس هم شهورة ،.. إلخ هذه الآراء
لكن تعالى ننظر إلى الرويات التي جاءت مثلا في كتاب الإمام الطبري،في تفسير معنى ( وهم بها) نجدها عديده ، ومع كثرتها نقول أنه من المستحيل عقلا وشرعًا صحة أكثرها ، وتجد اختلاف وتناقض في بعضها ، ولست بصدد نقل هذه الرويات، فمن أراد الاطلاع فليرجع إلى كتاب الطبري ، لكن ما أريد أن أقوله هل لدى المعرب قدرة على يحقق هذه الرايات ليعرف الصحيح، من الضعيف من الموضوع ، ويعرف الإسرائليات، حتى يميز الرأي الصحيح ، ونلحظ من بعض المعربين أن يقول أن الواو مستأنفة على رأي كذا ، ومعطوفة على رأي كذا ، ولم يحسم المسألة ، بل قد يوجه الآية على معنى يخالف الشرع ، و يقع في المحذور ، لكن وجود فريق عمل كل يعمل فيما يخصة لا شك أن سيفرز لنا عملا قويًا محررًا موثقًا كل فيما يخصه ، يأتي عالم الحديث ليفرز هذه الروايات ويختار منها الصحيح ، ثم يأتي دور المفسر ، بعد أن ظهر له الروايات الصحيحة ليجمع بين آراء المفسرين والحاذقين ، ومن ثم يسهل على المعرب الذين يمتلك أدوات الإعراب أن يوجه الآية بناء على التفسير الصحيح والله ولي التوفيف
 
احتباج هذا العلم إلى محقق معرفة بأوجه التفسير :
إعراب قوله تعالى : ( الذين ) من قوله تعالى : ( هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة .............أولئك على هدى من ربهم )
فيها عدة أوجه :
الأول : نعت للمتقين
الثاني : بدل من المتقين
الثالث : خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم الذين
الرابع : مفعول به لفعل محذوف تقديره : أعنى الذين
الخامس : مبتدا خبره أولئك على هدى من ربهم
والله الموفق
 
احتياج هذا العلم إلى توقيق الاقوال ومعرفة الصحيح منها

إعراب الواو في ( وكان الشيطان)
قوله تعالى: [لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي [قلى]وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولا] [الفرقان:29]؟،
الرأي الأول : : أنها مستأنفة : إذا اعتبر أن ما قبلها آخر كلام الظالم، وما بعدهه من قول الله تعالى،
الرأي الثاني : أنها معطوفة إذا اعتبر أنها استكمال للقول السابق .
والراحج عند المفسرين أنها للاستئناف ، ويشهد لذلك عموم المصاحف ترمز له بـ [قلي]، الذي يعنى أولوية الوقف لتمام المعنى .
وما ذكرته هو على سبيل الاختصار ، والمعلوم أن الترجح في الإعراب والتحقيق يحتاج إلى تفنيد أقوال المفسرين ، ومعرفة الصحيح منها ثم الحكم الإعرابي .

والله ولي التوفيق.
 
نموذج لأثر الإعراب على الوقف والابتداء
الوقف على [السّحْرَ]، من قوله تعالى: [وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ] [البقرة:102] قال الإمام الداني: الوقف كاف إن اعتبرنا [مَا] نافية وليس بالوجه الجيد والاختيار أن تكون بمعنى: الذى فتكون معطوفة على[مَا] فى قوله: [وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ] أو على[السِّحْرَ]، وبهذا فلا وقف على [السِّحْر] [المكتفى]، وأكثر المصاحف على عدم الوقف وهو إشارة إلى أنها معطوفة بمعنى الذي .
 
مقترح آخر لتحقيق إعراب القرآن الكريم : للتيسر والتسهيل : وأن يكون العمل فردي ، وليس فرق عمل :

أولا : من المعلوم أنه ليس كل آية تحتاج إلى تحقيق ، فمثلا : في قوله تعالى : ( قال الله إني معكم ) فلا خلاف أن ( قال ) فعل ، ولفظ الجلالة ( الله ) فاعل إلخ

فلا يتطرق الباحث لمثل هذه المسائل فلا خلاف فيها ، ولكن يركز على مسائل الخلاف:


ثانياً : أن يختار الباحث فنا واحدًا يجيد فيه واحد ويستطيع أن يبدع فيه : كأن يختار الجانب العقدى ، وينظر في مسائل الخلاف ويحددها ، ونحن نعلم أنه ليس كل من تصدر لإعراب القرآن كان فارسا في المجال العقدي .

ثالثا: أن يبدأ بشيء يسير فقط ليختبر قدراته : وليكن سورة سورة ( النبأ ) ، ثم يختبر نفسه ، بـ ( جزء عم ) ثم ( جزء قد سمع ) حتى النهاية ، وهو بذلك يعيش مع الجوانب العقيدة دارسا ، ومحققا ، ومرجحا .


وأما إذا كان في المعرب له علاقة قوية بالجانب الفقهي فيمكن أن يقوم بالآيات المتعلقة بذلك . بنفس الطريقة المذكورة آنفا .


أو يكون له قوة تحقيقة في ( القصص) القرآني ، بنفس الطريقة

وهكذا يظهر العمل شيئا فشيئا ، والله المستعان .
 
ارتباط الترجيح النحوي بالتفسير وأثره على الوقف والابتداء من كتابي مسك الختام
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد
لما كان الإعراب هو الإفصاح والبيان وغَايَةُ المُعْرِبِ هو إيضاح المعنى، فكان لزاما على المعرب أن أَنْ يَرْتَكِزَ عَلَى أَسَاس المَعْنى، وهو التَّفْسِيْرُ.
ومن يتأمل تَوْجِيْهَاتِ النُّحَاةِ وأَقْوالهم يلاحظ أنها تَرْجَمَةٌ لأَقْوَالِ المفسرين، بل إن تَعَدُّدَ الآرَاءِ النَّحْوِيّة مُرْتَبِطٌ ارتباط وثيق بِتَعَدُّدِ آرَاءِ أَهْلِ التَّفْسِيْرِ بِالمَأثُورِ، مثال ذلك :
1- قوله
GifModified_08.gif
: ] وَإِذْ قَالَ مُوسَىَ لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَآءَ وَجَعَلَكُمْ مّلُوكاً وَآتَاكُمْ مّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مّن الْعَالَمِينَ [ المائدة: 30].
أقوال النحاة:
اختلف النحاة في جملة (وَآتَاكُمْ) على قولين:
الأول: أنها مستأنفة باعتبار انفصال المعنى عما سبق.
الثاني: أنها في محلّ جرّ معطوفة على جملة جعل فيكم باعتبار اتصال المعنى بما سبق[1].
أقول أهل التفسير:
إذا تأملنا الأقوال السابقة وربطنها بأقول أهل التفسير سنعرف أن ذلك الاختلاف ناتج عن اختلاف المفسرين في توجيه المقصود بقوله: (وَآتَاكُمْ مّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مّن الْعَالَمِينَ) على قولين:
الأول: أن الكلام موجه لأمة محمد r وهو قول سعيد بن جبير[2]
الثاني: أن الكلام موجه لأمة موسى، وهو قول مجاهد .. يعنى: المن والسلوى. [3]
واستدل اصحاب الرأي الأول بما روي عن أبي مالك وسعيد بن جبير: "وآتاكم ما لم يؤت أحدًا من العالمين"، قالا أمة محمد [4]
واستدل أصحاب الرأي الثاني بما روي عن قال مجاهد فِي قَوْلِهِ: وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ [المائدة: 20] قَالَ: «يَعْنِي الْمَنَّ وَالسَّلْوَى وَالْحَجَرَ وَالْغَمَامَ»[5]
أقوال أهل الوقف والابتداء:
وبناء على اختلاف أهل اللغة والتفسير في التوجيه اختلف أهل الوقف والابتداء على قولين:
الأول: أن الوقف تام: إن كان ما بعده لأمة محمد r، وهو قول الداني عن نافع .
الثاني: لا وقف إن كان ما بعده لأمة موسى يعنى: المن والسلوى، وهو قول السجاوندي.
الثالث: الوقف صالح، أي كاف وهو قول الأنصاري.
الرابع: التفصيل بين التمام وعدم الوقف، وهو قول النحاس، والأنصاري والأشموني.
قال الداني: « قال نافع: وجعلكم ملوكاً تام. وهذا إذا جعل [ما] بعده لأمة محمد ، وهو قول أبي مالك وسعيد بن جبير» [6]
قال النحاس: « قال نافع: ( وجعلكم ملوكا) تم، وقال غيره: ليس بتمام ولكنه قطع صالح وما بعده معطوف عليه» [7].
وقال السجاوندي: « ق: قد قيل ولا يصح إلا ضرورة للعطف »[8].
وقال الأنصاري: « وَجَعَلَكُمْ مُلُوكا)ً صالح. وقال أبو عمرو: تام » ([9])
وقال الأشموني: « مُلُوكًا [20]: حسن، إن جعل ما بعد لأمة محمد - -، وهو قول سعيد بن جبير، وليس بوقف لمن قال: إنَّه لقوم موسى، وهو قول مجاهد، يعني بذلك: المنِّ، والسلوى، وانفلاق البحر، وانفجار الحجر، والتظليل بالغمام، وعليه فلا يوقف على ملوكًا؛ لأنَّ ما بعده معطوف على ما قبله » ([10])
ترجيح الأقوال:
بعد عرض أقوال النحاة والتفسير والوقف والابتداء يتضح أن ترجيح الخلاف يكون من خلال التفسير، والذي عليه جمهور المفسرين كالطبري وابن كثير، والشوكاني وغيرهم أن قوله
GifModified_08.gif
: (وَآتَاكُمْ مّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مّن الْعَالَمِينَ) لأمة موسى ، وأن المقصود بقوله: ( وأتاكم) هو تفضيلهم على أهل زمانهم، وعللوا ذلك بأنه لا ينبغي العدول عن الظاهر لغير مُوجِبٍ، وبدون دليل، فالظاهر أن سياق الكلام كله عن بني إسرائيل فلا يعدل عنه إلا بدليل.
قال أبو جعفر: « وأولى التأويلين في ذلك عندي بالصواب، قولُ من قال: (وآتاكم ما لم يؤت أحدًا من العالمين)، في سياق قوله: "اذكروا نعمة الله عليكم"، ومعطوفٌ عليه. ولا دلالة في الكلام تدلّ على أن قوله: " وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ " مصروف عن خطاب الذين ابتدئَ بخطابهم في أوّل الآية. فإذ كان ذلك كذلك، فأنْ يكون خطابًا لهم، أولى من أن يقال: هو مصروف عنهم إلى غيرهم»[11]
وقال ابن كثير: « وَالْجُمْهُورُ عَلَى أَنَّهُ خِطَابٌ مَنَّ مُوسَى لِقَوْمِهِ وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى عَالَمِي زَمَانِهِمْ كَمَا قَدَّمْنَا، وَقِيلَ: الْمُرَادُ: وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ يَعْنِي بِذَلِكَ: مَا كَانَ تَعَالَى نَزَّلَهُ عَلَيْهِمْ مِنَ الْمَنِّ وَالسَّلْوَى، وتَظلَّلهم مِنَ الْغَمَامِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، مِمَّا كَانَ تَعَالَى يَخُصُّهُمْ بِهِ مِنْ خَوَارِقِ الْعَادَاتِ »[12]
وقال الشوكاني: « وَالصَّوَابُ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ جُمْهُورُ الْمُفَسِّرِينَ مِنْ أَنَّهُ مِنْ كَلَامِ مُوسَى لِقَوْمِهِ، وَخَاطَبَهُمْ بِهَذَا الْخِطَابِ تَوْطِئَةً وَتَمْهِيدًا لِمَا بَعْدَهُ مِنْ أَمَرِهِ لَهُمْ بِدُخُولِ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ » [13].

وخلاصة القول: أن الراجح في المسألة هو أن الكلام يعود على أمة موسى ، لعدم العدول عن الظاهر بغير موجب، وبناء عليه تكون جملة ( وأتاكم..) في محلّ جرّ معطوفة على جملة جعل فيكم باعتبار اتصال المعنى بما سبق، ويترتب على ذلك في الوقف والابتداء: أن الأولى هو عدم الوقف على ( ملوكا) للتعلق اللفظي بينها وبين ما بعدها ، والله
GifModified_08.gif
أعلى وأعلم.
[1] انظر البحر المحيط: 216
[2] تفسير الطبري: 10/ 166
[3] انظر: البحر المحيط: 216
[4] تفسير الطبري: 10/ 166
[5] تفسير مجاهد: 305، ومعاني القرآن للزجاج: 2/162
[6] المكتفى: 58.
[7] القطع: 199
[8] علل الوقوف: 449
([9]) المنار مع المقصد/ 244
([10]) المنار مع المقصد/ 244
[11] تفسير الطبري: 10/ 166
[12]ابن كثير: 3 / 74
[13] فتح القدير / 2/32
وكتبه / جمال بن إبراهيم القرش
 
آمل من الفضلاء إذا اعتمد مشروع في الإعراب المرجح من بداية القرآن الكريم دراسة استقصائية تحليلة ترجيحة يبشرونا وفقهم الله
 
عودة
أعلى