مشروع "مصحف" حالت الأقدار الالهية دون اكتماله عام 1937م

إنضم
05/01/2013
المشاركات
579
مستوى التفاعل
6
النقاط
18
العمر
63
الإقامة
تارودانت المغرب
كان المستشرق فلوجل قد طبع بأوربا نسخة من "مصحفه"اعتمد فيها على مخطوط تفسير البيضاوي دون كتب القراءات والرسم... وعندما ظهرت عيوب هذه الطبعة وجدت أكثر من محاولة لاعادة طبع مصحف جديد يكون عمدة الدارسين الغربيين، أشهر هذه المحاولات سعي الأسترالي آرثر جفري لما كان في الجامعة الأمريكية بالقاهرة بدءا من عام 1929م جمع مواد اصدار {مصحف غربي} يدمج فيه القراءات الشاذة الى جانب المتواترة...،اشتغل سنوات متتبعا مصادر الشواذ خصوصا في كتب التفسير،وعمل على الاستفادة من دعم المستشرقين العاملين في مشروع أكاديمية العلوم البافارية في ميونيخ 1930...لكن تدخل الأقدار الالهية حال دون اتمام مشروعه،فقد أدت الظروف السياسية التي أتت بالنازيين الى اقبار هذا المصحف الى الأبد، وقنع جفري من عمله بنشر ما جمعه في كتاب بعنوان"مواد في تاريخ نص المصحف"عام 1937م بليدن عسى أن يوجد من يتم المشروع وسافر الى الولايات المتحدة حيث قضى بقية عمره الى وفاته 1959م دون أن تكتحل عينه برؤية مشروعه يتحقق...ولله الأمر من قبل ومن بعد.

أسفله رابط كتاب "مواد في تاريخ نص المصحف"

https://archive.org/details/in.ernet.dli.2015.76212
 
جزاكم الله خيرا أستاذنا الدكتور عبد الرزاق، ونفع الله بكم وبعلومكم
والحقيقة أن موضوع الاستشراق والمستشرقين وأثرهما على الدراسات العربية والإسلامية يحتاج إلى مزيد من الجهود وخصوصا في هذه الأيام التي انفتحت فيها آفاق التواصل على مصراعيها وأصبحت المعلومة أسرع من الصوت والضوء في وصولها فكان من فروع الجهاد العلمي بالنسبة لأهل العلم ملاحقة ذلك التقدم العلمي ومواصلة والتحذير والتصحيح والرد والنقد والمتابعة لكل ما يصدر عن تلك الدوائر والمدارس الاستشراقية التي لا تني في المغالطات والمناقضات التي تصد كثرا من الناس عن دين الله وتشوش على ضياء القرآن وكذلك إلقاء الضوء على تاريخهم الذي يفيد كثيرا في فهم حاضرهم
جزاكم الله تعالى خيرا فضيلة الأستاذ الكبير ولقد قرأت لفضيلتكم كتابات في هذا الجانب انتفعت واستمتعت بها وفي انتظار ما لديكم من مزيد
 
كتاب "مواد في تاريخ نص المصحف"المطبوع بالانجليزية سعى فيه مؤلفه جفري للربط بين ما جمعه من قراءات شاذة من موارد عدة مع كتاب المصاحف لابن أبي داود،وطبع ذلك في جزء واحد.
وبحسبه فتلك القراءات {الشاذة} أسقطت لما جمع الصحابة المصحف، لينتهي من هذا الافتراض الخاطىء الى ادعاء أن المصحف الذي بين أيدي المسلمين ليس هو الأصل،بل تعرض الى تحريفات باشرتها أيادي متعددة ـ بزعمه ـ متهما الخليفتين أبي بكر وعثمان ومن شارك معهما في جمع القرآن بالمسؤولية عن ذلك...
والسؤال المحرج لأمثال جفري:
ما هي القيمة "العلمية" والفائدة من الدعوة الى ادخال القراءات الشاذة ـ ومنها ما ابتدعه الكذابون والزنادقة ـ الى متن المصحف واعتبار ذلك قرآنا؟؟؟
ثم لو قدر لجفري أن يتم مشروعه ويخرج "مصحفه"ماذا سيضيف الى المعرفة الاستشراقية نفسها؟؟
أعتقد أن جفري كان يسير "مغمض" العينين أو أعمى أمام المبحث الذي ختم به نولدكه "تاريخ القرآن" وعنونه بـ{ما لا يتضمنه القرآن مما أوحي الى محمد}
فهل عاش نولدكه أول القرن السابع للميلاد حتى يعاصر زمن النبوة ويعرف ما لم يعرفه الصحابة رضي الله عنهم عن الوحي؟؟؟
هذا من مصائب "الدراسة التاريخية النقدية"عند نفر من المنتسبين الى الاستشراق... يأتون الى الرواية الصحيحة فيبطلونها لأنها تخالف أهواءهم،ثم بعد ذلك يأتون الى الرواية الموضوعة أو الواهية فيصححونها بمحض الظن لأنها توافق ذلك الهوى...
كيف ندعو الى "تحقيق نص القرآن" ونطعن في المصحف الذي جمع حوالي 30 هـ اعتمادا على روايات جمعها ابن أبي داود الذي ولد 230 هـ ؟؟؟
انها في الحقيقة قصة "الحائرين بين العلم والهوى"...
 
عودة
أعلى