محمد نصيف
New member
الحمد لله الذي هدانا للإسلام ، وأكرمنا بنزول القرآن على المصطفى من عدنان –عليه الصلاة والسلام - ، أما بعد:
{قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}[يونس: 58]، فضل الله ورحمته: الإسلام والقرآن، ويعظم الفرح بالقرآن عندما تتجدد ذكرى نزوله كل عام : {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} [البقرة: 185]، ومن مظاهر الفرح بالقرآن تدبره والعكوف عليه.
وبين أيديكم هذا المشروع الذي يهدف إلى زيادة المعرفة بسور القرآن مما له أكبر الأثر في الفرح بالقرآن، والارتباط القلبي به، وتدبر ما فيه من معان عظامٍ ترفع الإنسان وترقيه ، وتقربه من ربه وتدنيه، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
وقد بدأت فكرة المشروع بعد أن أخبرني بعض الأحباب بسلسلة للداعية الدكتور: حازم شومان –حفظه الله- مر فيها على سور القرآن في ثلاثين درساً، فلما اطلعت على بعض حلقات تلك السلسة تنبهت لأمر لم يخطر لي ببال من قبل؛ ألا وهو إمكانية المرور على معاني القرآن في وقت وجيز مما يشحذ الهمة بعد ذلك لفهم القرآن وتدبره أكثر، فرأيت أن ألقي عبر دروس في شهر رمضان سلسلة تشبه سلسلة الدكتور حازم في فكرتها التي هي عرض سور القرآن خلال ثلاثين درسا رمضانيا ، لكنها تخالفها بالكلية في المضمون حيث رأيت أن هناك جوانب أنسب – من وجهة نظري- في التركيز عليها أثناء إلقاء مثل هذه السلسة، وبالفعل ألقيت السلسة في أحد المساجد،وأثناء إلقائي للسلسة اتضح لي أن الموضوع أوسع كثيرا مما كنت أظن، وأن له آفاقا واسعة لا حد لها ولانهاية أصلاً، لذا حدثت نفسي أنه لابد من إعادة السلسة في العام القادم بتحضير أوسع واستعداد أكبر ، وبالفعل جاء رمضان في العام التالي وجهزت الدروس بشكل أفضل قبل رمضان بفترة، لكنني شعرت عندها بل أيقنت أن سعة الموضوع تجعله – دون مبالغة- صالحاً لأن يعاد لثلاثين أو أربعين سنة قادمة، بل قد اقتنعت في تلك الأثناء أو بعدها أن هذا الموضوع يستحق أن يكون -بالنسبة لي على الأقل- "مشروع العمر مع القرآن".
وبعد أن انتهيت من السلسة للمرة الثانية والحمد لله دعيت من جمعية تحفيظ القرآن بجدة لمحاضرة عن أفكار جديدة لتدبر القرآن، وكنت أريد عرض ما قمت به في هذه السلسلة لكن تنبهت أثناء جمع مادة المحاضرة إلى سعة جوانب النظر للسورة الواحدة فرأيت أن يكون كلامي أكثر منهجية وتنظيما من خلال تحديد مداخل ثابتة لكل سورة قرآنية وهنا نظرت في الكتب وسمعت من الزملاء والأحباب، ورأيت أن أعتمد على مداخل عشرة أشار إليه الشيخ العلامة: مصطفى البحياوي المغربي -حفظه الله-في دروسه في التفسير، ولم أستطع التواصل مع الشيخ أو تحديد تلك المداخل بدقة لكثرة دروس الشيخ الصوتية في التفسير وعلوم القرآن مع تنوع طريقة عرضه لتلك المداخل فاكتفيت برواية لبيتين منسوبين للشيخ – مع اختلاف في روايتهما- وهما:
[poem=]صنِّفْ بمطلع وقِسْمٍ نَسَــــــــــبِ=وسببٍ والاسمِ خمسا تصب
وصِّف بموضوع ورتب فاصلهْ=ومقطع فضائل مكمَّلــــــــــــــــــــــــــــهْ[/poem]
ومن البيتين يتضح أن النظر إلى السورة له جانبان :
الجانب الأول: التصنيف : ويشتمل على خمسة أمور:
1/ مطلع السورة: ويقصد به افتتاحها .
2/ القِسْم الذي تنتمي إليه السورة، ويقصد به التقسيم الوارد في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وقواه عدد من أهل العلم:" أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ".
3/ نسب السورة: ويقصد به المكي والمدني.
4/ سبب نزول السورة.
5/ أسماء السورة.
الجانب الثاني: التوصيف ويشتمل على خمسة أمور:
1/ موضوع السورة: وهو من المواضيع المهمة جدا في التدبر خاصة في السور الطويلة أو حتى متوسطة الطول.
2/ ترتيب السورة : ويشتمل على ترتيبين:
أ-ترتيب السورة في المصحف.
ب-ترتيبها في النزول: ويقصد به التحديد الزمني الدقيق –قدر الاستطاعة – لوقت نزول السورة ، وفائدته كبيرة في تصور الظروف التي احتفت بنزول السورة وجعلت لها وقعا خاصا على نفس سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونفوس أصحابه الكرام –رضوان الله عليهم أجمعين.
3/ فواصل السورة : ويقصد بالفواصل ما يقابل القوافي في الشعر، والسجع في النثر، والبحث في هذا دقيق رقيق، لم تكشف أسراره بعد ، ولذلك اكتفيت فيه بإشارات خاطفة على أمل التوسع فيه شيئا فشيئاً .
4/ مقاطع السورة: حيث تقسم السورة إلى موضوعات أو مقاطع قصيرة مما يعين على تدبرها، ومعرفة موضوعها العام .
5/ فضائل السورة: وهي تشحذ الهمة لقراءة السور، كما تعين في بعض الأحيان على تدبرها، وهذا الأخير مبحث لطيف والإشارات إليه في كتب أهل العلم يسيرة سريعة.
ولا شك أن هذه العشرة المذكورة مع شمولها وجودتها ليست حاصرة، لكنها تصلح أن تكون نقطة انطلاق نحو تدبر القرآن ، وبعد إلقاء المحاضرة المذكورة حصل الاتفاق مع الإخوة في جمعية تحفيظ القرآن بجدة على المرور على سور القرآن بهذه المنهجية ، ورأيت تسميتها –اقتباسا من بعض عبارات الشيخ البحياوي " بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف" ، ولما كانت المراجع التي تعرضت لهذه الموضوعات كثيرة جداً رأيت أن أجعل لكل جانب من الجوانب العشرة المذكورة مرجعا واحداً أجعله أصلا للبحث في ذلك الجانب، وذلك على النحو التالي:
1/ مطلع السورة: جعلت المرجع الرئيس فيه:"الإتقان في علوم القرآن "للسيوطي.
2/ القِسْم الذي تنتمي إليه السورة: جعلت المرجع الرئيس فيه:" موسوعة فضائل سور وآيات القرآن " لـمحمد بن رزق طرهوني.
3/ نسب السورة: جعلت المرجع الرئيس فيه كتابين:" المكي والمدني في القرآن الكريم دراسة تأصيلية نقدية للسور والآيات من أول القرآن الكريم إلى نهاية سورة الإسراء" لعبدالرزاق حسين أحمد، و" المكي والمدني من السور والآيات من أول سورة الكهف إلى آخر سورة الناس" لمحمد بن عبد العزيز الفالح، والكتابان في الأصل رسالتان علميتان في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة .
4/ سبب نزول السورة: جعلت المرجع الرئيس فيه:" الصحيح من أسباب النزول" "لعصام الحميدان.
5/ أسماء السورة: جعلت المرجع الرئيس فيه:"أسماء سور القرآن، وفضائلها "لمنيرة بنت محمد الدوسري.
6/ موضوع السورة: جعلت المرجع الرئيس فيه:" الأساس في التفسير"لسعيد حوى.
7/ترتيب السورة : جعلت المرجع الرئيس فيه في ترتيب السورة في المصحف :"تناسق الدرر في تناسب الدرر "للسيوطي، وجعلت المرجع الرئيس فيه في ترتيب السورة حسب النزول:"التحرير والتنوير "لابن عاشور.
8/ فواصل السورة : جعلت المرجع الرئيس فيه:"بصائر ذوي التمييز "للفيروزآبادي.
9/ مقاطع السورة: جعلت المرجع الرئيس فيه:" الأساس في التفسير"لسعيد حوى.
10/ فضائل السورة: جعلت المرجع الرئيس فيه:" موسوعة فضائل سور وآيات القرآن " لـمحمد بن رزق طرهوني.
مع الرجوع إلى غير هذه المراجع عند الحاجة، ورأيت أثناء التحضير في هذه المرة أنني أستطيع في كل عام أن أغذي نفس هذه النقاط بمعلومات جديدة من خلال الاطلاع على كتب أخرى تكلمت على هذه الجوانب أو من خلال التدبر المباشر للقرآن، أو عبر الاطلاع على كثير من البرامج المسموعة والمرئية المتوفرة حول سور القرآن ، كما بدا لي إمكانية إخراج كتاب مختصر يحمل نفس الاسم " بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف" ويكون الحديث فيه مختصرا جدا عن كل سورة من سور القرآن بحيث يقرأ المتدبر مختصر السورة قبل قراءة السورة نفسها ويظل الموضوع عند ذلك القارئ المتدبر قابلاً للاستدراك والزيادة و النقص ، وقد بدأت في تأليف هذا الكتاب وانتهيت من ثلث القرآن ،كما تمنيت أن يخرج مصحف من القطع الكبير توضع فيه هذه المداخل في هامش المصحف لتعين كل راغب في تدبر القرآن.
ويمكن لكل من أعجبه هذا المشروع أن يقوم بالنقاط الآتية:
1/ الاستماع إلى إحدى السلاسل التي مرت على سور القرآن كلها بإيجاز خلال شهر شعبان –مثلاً-، وقد اتضح لي بعد سماع سلسلة الدكتور حازم شومان المشار إليها وجود عدة سلاسل تقوم على نفس الفكرة، كما وجدت بعض الكتب التي تحقق نفس الغرض أو جزءا منهن فالخيارات متعددة متاحة، وكل ساع للتدبر يعرف الأنفع له من مسموع أو غيره.
2/ تحديد مداخل ثابتة لكل سورة من سور القرآن وتغذيتها من خلال تلك السلسة.
3/ختم القرآن أثناء المرور على السلسة مع إعادة قراءة ما جمعه الإنسان من معلومات ، وذلك خلال شهر رمضان الذي تقبل فيه القلوب على كلام الله أكثر.
3/ الاستمرار في ختمة شهرية أو كل شهرين مثلا ً بنفس الطريقة التي تم ختم القرآن بها في رمضان.
4/ البدء بقراءة أحد التفاسير الموجزة من شهر شوال بحيث يختم الكتاب خلال عشرة أشهر ؛ أي في شهر رجب، وهذا الختمة ستوفر كثير من الزيادات والتأملات على ما سبق جمعه وتدبره، ولم تمت كتابتها وإضافتها لما جمعه المتدبر من قبل لكان ذلك أنفع وأرسخ .
5/ تكرار هذا العمل سنويا في شهر شعبان بحيث يمر المتدبر خلال خمس سنوات –مثلاً- على :
أولا : خمسة سلاسل تعرض سور القرآن بإيجازن وتكون بمثابة القاعدة الصلبة للمتدبر.
ثانيا: عشرات الختمات القرآنية التي تثبت ما قرأه الإنسان أو سمعه، وهذا بمثابة الترسيخ والتغذية النافعة بإذن الله أشد النفع وأحسنه.
ثالثاً: خمسة كتب من كتب التفسير بما فيها من فوائد وإضافات ، وتوضيح لمعاني الآيات .
اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك، والحمدلله رب العالمين.
{قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}[يونس: 58]، فضل الله ورحمته: الإسلام والقرآن، ويعظم الفرح بالقرآن عندما تتجدد ذكرى نزوله كل عام : {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} [البقرة: 185]، ومن مظاهر الفرح بالقرآن تدبره والعكوف عليه.
وبين أيديكم هذا المشروع الذي يهدف إلى زيادة المعرفة بسور القرآن مما له أكبر الأثر في الفرح بالقرآن، والارتباط القلبي به، وتدبر ما فيه من معان عظامٍ ترفع الإنسان وترقيه ، وتقربه من ربه وتدنيه، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
وقد بدأت فكرة المشروع بعد أن أخبرني بعض الأحباب بسلسلة للداعية الدكتور: حازم شومان –حفظه الله- مر فيها على سور القرآن في ثلاثين درساً، فلما اطلعت على بعض حلقات تلك السلسة تنبهت لأمر لم يخطر لي ببال من قبل؛ ألا وهو إمكانية المرور على معاني القرآن في وقت وجيز مما يشحذ الهمة بعد ذلك لفهم القرآن وتدبره أكثر، فرأيت أن ألقي عبر دروس في شهر رمضان سلسلة تشبه سلسلة الدكتور حازم في فكرتها التي هي عرض سور القرآن خلال ثلاثين درسا رمضانيا ، لكنها تخالفها بالكلية في المضمون حيث رأيت أن هناك جوانب أنسب – من وجهة نظري- في التركيز عليها أثناء إلقاء مثل هذه السلسة، وبالفعل ألقيت السلسة في أحد المساجد،وأثناء إلقائي للسلسة اتضح لي أن الموضوع أوسع كثيرا مما كنت أظن، وأن له آفاقا واسعة لا حد لها ولانهاية أصلاً، لذا حدثت نفسي أنه لابد من إعادة السلسة في العام القادم بتحضير أوسع واستعداد أكبر ، وبالفعل جاء رمضان في العام التالي وجهزت الدروس بشكل أفضل قبل رمضان بفترة، لكنني شعرت عندها بل أيقنت أن سعة الموضوع تجعله – دون مبالغة- صالحاً لأن يعاد لثلاثين أو أربعين سنة قادمة، بل قد اقتنعت في تلك الأثناء أو بعدها أن هذا الموضوع يستحق أن يكون -بالنسبة لي على الأقل- "مشروع العمر مع القرآن".
وبعد أن انتهيت من السلسة للمرة الثانية والحمد لله دعيت من جمعية تحفيظ القرآن بجدة لمحاضرة عن أفكار جديدة لتدبر القرآن، وكنت أريد عرض ما قمت به في هذه السلسلة لكن تنبهت أثناء جمع مادة المحاضرة إلى سعة جوانب النظر للسورة الواحدة فرأيت أن يكون كلامي أكثر منهجية وتنظيما من خلال تحديد مداخل ثابتة لكل سورة قرآنية وهنا نظرت في الكتب وسمعت من الزملاء والأحباب، ورأيت أن أعتمد على مداخل عشرة أشار إليه الشيخ العلامة: مصطفى البحياوي المغربي -حفظه الله-في دروسه في التفسير، ولم أستطع التواصل مع الشيخ أو تحديد تلك المداخل بدقة لكثرة دروس الشيخ الصوتية في التفسير وعلوم القرآن مع تنوع طريقة عرضه لتلك المداخل فاكتفيت برواية لبيتين منسوبين للشيخ – مع اختلاف في روايتهما- وهما:
[poem=]صنِّفْ بمطلع وقِسْمٍ نَسَــــــــــبِ=وسببٍ والاسمِ خمسا تصب
وصِّف بموضوع ورتب فاصلهْ=ومقطع فضائل مكمَّلــــــــــــــــــــــــــــهْ[/poem]
ومن البيتين يتضح أن النظر إلى السورة له جانبان :
الجانب الأول: التصنيف : ويشتمل على خمسة أمور:
1/ مطلع السورة: ويقصد به افتتاحها .
2/ القِسْم الذي تنتمي إليه السورة، ويقصد به التقسيم الوارد في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وقواه عدد من أهل العلم:" أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ".
3/ نسب السورة: ويقصد به المكي والمدني.
4/ سبب نزول السورة.
5/ أسماء السورة.
الجانب الثاني: التوصيف ويشتمل على خمسة أمور:
1/ موضوع السورة: وهو من المواضيع المهمة جدا في التدبر خاصة في السور الطويلة أو حتى متوسطة الطول.
2/ ترتيب السورة : ويشتمل على ترتيبين:
أ-ترتيب السورة في المصحف.
ب-ترتيبها في النزول: ويقصد به التحديد الزمني الدقيق –قدر الاستطاعة – لوقت نزول السورة ، وفائدته كبيرة في تصور الظروف التي احتفت بنزول السورة وجعلت لها وقعا خاصا على نفس سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونفوس أصحابه الكرام –رضوان الله عليهم أجمعين.
3/ فواصل السورة : ويقصد بالفواصل ما يقابل القوافي في الشعر، والسجع في النثر، والبحث في هذا دقيق رقيق، لم تكشف أسراره بعد ، ولذلك اكتفيت فيه بإشارات خاطفة على أمل التوسع فيه شيئا فشيئاً .
4/ مقاطع السورة: حيث تقسم السورة إلى موضوعات أو مقاطع قصيرة مما يعين على تدبرها، ومعرفة موضوعها العام .
5/ فضائل السورة: وهي تشحذ الهمة لقراءة السور، كما تعين في بعض الأحيان على تدبرها، وهذا الأخير مبحث لطيف والإشارات إليه في كتب أهل العلم يسيرة سريعة.
ولا شك أن هذه العشرة المذكورة مع شمولها وجودتها ليست حاصرة، لكنها تصلح أن تكون نقطة انطلاق نحو تدبر القرآن ، وبعد إلقاء المحاضرة المذكورة حصل الاتفاق مع الإخوة في جمعية تحفيظ القرآن بجدة على المرور على سور القرآن بهذه المنهجية ، ورأيت تسميتها –اقتباسا من بعض عبارات الشيخ البحياوي " بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف" ، ولما كانت المراجع التي تعرضت لهذه الموضوعات كثيرة جداً رأيت أن أجعل لكل جانب من الجوانب العشرة المذكورة مرجعا واحداً أجعله أصلا للبحث في ذلك الجانب، وذلك على النحو التالي:
1/ مطلع السورة: جعلت المرجع الرئيس فيه:"الإتقان في علوم القرآن "للسيوطي.
2/ القِسْم الذي تنتمي إليه السورة: جعلت المرجع الرئيس فيه:" موسوعة فضائل سور وآيات القرآن " لـمحمد بن رزق طرهوني.
3/ نسب السورة: جعلت المرجع الرئيس فيه كتابين:" المكي والمدني في القرآن الكريم دراسة تأصيلية نقدية للسور والآيات من أول القرآن الكريم إلى نهاية سورة الإسراء" لعبدالرزاق حسين أحمد، و" المكي والمدني من السور والآيات من أول سورة الكهف إلى آخر سورة الناس" لمحمد بن عبد العزيز الفالح، والكتابان في الأصل رسالتان علميتان في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة .
4/ سبب نزول السورة: جعلت المرجع الرئيس فيه:" الصحيح من أسباب النزول" "لعصام الحميدان.
5/ أسماء السورة: جعلت المرجع الرئيس فيه:"أسماء سور القرآن، وفضائلها "لمنيرة بنت محمد الدوسري.
6/ موضوع السورة: جعلت المرجع الرئيس فيه:" الأساس في التفسير"لسعيد حوى.
7/ترتيب السورة : جعلت المرجع الرئيس فيه في ترتيب السورة في المصحف :"تناسق الدرر في تناسب الدرر "للسيوطي، وجعلت المرجع الرئيس فيه في ترتيب السورة حسب النزول:"التحرير والتنوير "لابن عاشور.
8/ فواصل السورة : جعلت المرجع الرئيس فيه:"بصائر ذوي التمييز "للفيروزآبادي.
9/ مقاطع السورة: جعلت المرجع الرئيس فيه:" الأساس في التفسير"لسعيد حوى.
10/ فضائل السورة: جعلت المرجع الرئيس فيه:" موسوعة فضائل سور وآيات القرآن " لـمحمد بن رزق طرهوني.
مع الرجوع إلى غير هذه المراجع عند الحاجة، ورأيت أثناء التحضير في هذه المرة أنني أستطيع في كل عام أن أغذي نفس هذه النقاط بمعلومات جديدة من خلال الاطلاع على كتب أخرى تكلمت على هذه الجوانب أو من خلال التدبر المباشر للقرآن، أو عبر الاطلاع على كثير من البرامج المسموعة والمرئية المتوفرة حول سور القرآن ، كما بدا لي إمكانية إخراج كتاب مختصر يحمل نفس الاسم " بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف" ويكون الحديث فيه مختصرا جدا عن كل سورة من سور القرآن بحيث يقرأ المتدبر مختصر السورة قبل قراءة السورة نفسها ويظل الموضوع عند ذلك القارئ المتدبر قابلاً للاستدراك والزيادة و النقص ، وقد بدأت في تأليف هذا الكتاب وانتهيت من ثلث القرآن ،كما تمنيت أن يخرج مصحف من القطع الكبير توضع فيه هذه المداخل في هامش المصحف لتعين كل راغب في تدبر القرآن.
ويمكن لكل من أعجبه هذا المشروع أن يقوم بالنقاط الآتية:
1/ الاستماع إلى إحدى السلاسل التي مرت على سور القرآن كلها بإيجاز خلال شهر شعبان –مثلاً-، وقد اتضح لي بعد سماع سلسلة الدكتور حازم شومان المشار إليها وجود عدة سلاسل تقوم على نفس الفكرة، كما وجدت بعض الكتب التي تحقق نفس الغرض أو جزءا منهن فالخيارات متعددة متاحة، وكل ساع للتدبر يعرف الأنفع له من مسموع أو غيره.
2/ تحديد مداخل ثابتة لكل سورة من سور القرآن وتغذيتها من خلال تلك السلسة.
3/ختم القرآن أثناء المرور على السلسة مع إعادة قراءة ما جمعه الإنسان من معلومات ، وذلك خلال شهر رمضان الذي تقبل فيه القلوب على كلام الله أكثر.
3/ الاستمرار في ختمة شهرية أو كل شهرين مثلا ً بنفس الطريقة التي تم ختم القرآن بها في رمضان.
4/ البدء بقراءة أحد التفاسير الموجزة من شهر شوال بحيث يختم الكتاب خلال عشرة أشهر ؛ أي في شهر رجب، وهذا الختمة ستوفر كثير من الزيادات والتأملات على ما سبق جمعه وتدبره، ولم تمت كتابتها وإضافتها لما جمعه المتدبر من قبل لكان ذلك أنفع وأرسخ .
5/ تكرار هذا العمل سنويا في شهر شعبان بحيث يمر المتدبر خلال خمس سنوات –مثلاً- على :
أولا : خمسة سلاسل تعرض سور القرآن بإيجازن وتكون بمثابة القاعدة الصلبة للمتدبر.
ثانيا: عشرات الختمات القرآنية التي تثبت ما قرأه الإنسان أو سمعه، وهذا بمثابة الترسيخ والتغذية النافعة بإذن الله أشد النفع وأحسنه.
ثالثاً: خمسة كتب من كتب التفسير بما فيها من فوائد وإضافات ، وتوضيح لمعاني الآيات .
اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك، والحمدلله رب العالمين.