تقدم باحث إلى قسم الاستشراق بكلية الدعوة بالمدينة المنورة قبل سنوات لإعداد رسالة دكتوراه حول الاستشراق في الجامعة الأمريكية في القاهرة، وعلمت أنه زار الجامعة واطلع على بعض نشاطاتها ولمّا كان لا يتقن اللغة الإنجليزية لم يستطع أن يكمل المشوار، وكانت هذه وما زالت المعضلة المزمنة في من يدعي أنه درس ويدرس الاستشراق وهي معضلة من يريد شهادة ويزعم أنه عارف بالاستشراق دون معرفة لغة أجنبية وبخاصة أوروبية. فهل القضية قضية شهادات، إن الناس يضحكون علينا. المهم أنني أحبت أن أتعرف إلى هذه الجامعة لأن معرفتها إنها هو جزء من التخصص في دراسة الاستشراق. وكنت أقرأ أخبارها في الصحف وتعرفت على بعض أساتذتها في عدد من المؤتمرات الدولية بل وجدت أن الجامعة انتدبت ما يزيد على خمسة وعشرين أستاذاً وطالب دراسات عليا لحضور المؤتمر العالمي الأول حول دراسات الشرق الأوسط الذي عقد في مدينة مينز بألمانيا عام 2002م، وتعجبت من هذا العدد الضخم في حين لم يحضر من السعودية سوى اثني عشر باحثاً ستة منهم من مجلس الشورى للحديث عن مجلسهم ومسؤولياته ونشاطاته (نوع من الدعاية، ولم تكن قوية أو مقنعة) وها قد جاءت الفرصة لحضور مؤتمر الرابطة العربية الأمريكية الذي عقد فيها في الفترة من 7-9 نوفمبر 2009 م الموافق 19-21 ذو القعدة 1430هـ وكان موضوعها الرئيس "الإعلام الإبداعي في شرق أوسط متغير" ومن الطريف أن شبكات الإعلام الاجتماعية هي موضوع هذا العام وبخاصة فيما يتعلق بالثورات العربية ضد الظلم والاستبداد. وركبت الطائرة فالتقطت أطراف اتصال بين أحد الركاب وشخص آخر يتكلم فيما يشبه الألغاز ولا أدري ألهذا علاقة بالقاهرة وطبيعة سفره، وكان يقول إن عبد الفتاح سيوصله من المطار ويضيف إنه لا يريد أن يعرف أحد عن الشيء ولا بد أن يأتي بالشيء. ولمّا كانت القاهرة بلد سياحي ولعل من لوازم السياحة عند البعض أن يعيشوا أجواءً غير عادية. وقد أثارني هذا الحديث لأنني سمعت اليوم قصة العجوز السعودي النجدي ويكنى بأبي إبراهيم الذي يذهب إلى إندونيسيا وعنده بيت كأنه قصر مساحته 1500متر مربع، ويذبح كل ليلة ذبيحة أو ذبيحتين (وكأنه امرؤ القيس يذبح جملاً أو جملين) وله صديق مأذون يأتي له بالبنات فيختار أجملهن ويعقد له عليها، وبعد أسبوع أو أسبوعين يطلقها..فقال له صديق له هل تعقد وأنت تنوي الطلاق؟ قال نعم، قال هل تعرف هل هذا الأمر حلال أو حرام، قال لا أدري ولكني سأسأل المشايخ، فقال له صديقه أعتقد أنك على شفا جرف هار. وكان عند الصديق رحلة إلى إندونيسيا لاستقدام سائق وخادم فرأى شاباً يمسح أرض السفارة ويشبه أبا إبراهيم، فعاد إلى إبي إبراهيم يقول له يا أبا إبراهيم رأيت كيت وكيت وأنا الآن بحاجة إلى العودة إلى إندونيسيا لإحضار سائق فقال أبو إبراهيم لو أخبرتني لأحضرت لك سائقاً ممتازاً فأنا خبير بالإندونيسيين ونحن نسهر معاً ونقيم حفلات، وذهب أبو إبراهيم ورأى الشاب الذي يعمل فراشاً في السفارة فأعجب به ووعد أن يشتري له بيتاً ولأمه وأن يفعل ويفعل، وقد ثبت أنه ولده بعد إجراء فحص الحمض النووي. لقد سمعت كثيراً عن رحلات الجنس منذ كنت موظفاً بالخطوط السعودية وشاركت خطوطنا في هذه التجارة الحرام أحياناً بطائراتها وأحياناً أخرى بأخذ عمولات من الشركات الأخرى نظير تنازلها عن حقها في المشاركة وأحياناً عقدت اتفاقيات التشغيل المشترك، وعرفت نماذج بعض الركض وراء الجنس أو اللهاث وراءه وكانت من أهم أسباب هروبي إلى العمل في الجامعة. وما أن بدأت الاستعداد للإقلاع حتى قال قائد الطائرة طالباً من الملاحين الجلوس في أماكنهم وقال توكلنا على الله. وهي العبارة التي جعل منها الأمريكان دليلاً على زعمهم أن قائد الطائرة المصرية التي كانت تقل عدداً من الضباط المصريين انتحر فقد قال (توكلنا على الله) وهذا ما جعل عدد كبير من قادة الطائرات يصرون على هذه العبارة تكذيباً للمزاعم الأمريكية. كم يشعر الإنسان بالاطمئنان حين يسمع قائد الطائرة يذكر الله سبحانه وتعالى وحين يذكّر المسافرون بدعاء السفر وقد سمعت الشيخ كشك يروي عن رجل قيل له أن يقول دعاء السفر فقال لماذا فدابتي جيدة والطريق سهل فما كان إلاّ أن سار قليلاً حتى أسقطته الدابة واندق عنقه ومات. التمييز الطبقي في مطعم الفندق بينما كنت جالساً في المطعم لتناول الإفطار إذ برجل تبدو عليه سيما الوجاهة والثراء والمناصب يتقدمه أحد الطباخين وكان يفتح له أغطية أواني الطعام الساخن حتى إذا انتهى من جولته ذهب ليجلس في مكان من المطعم لم أعرف أين هو ولا أدري هل في المطعم قاعة للأكابر. المهم وبعد قليل خرج أحد العاملين ومعه خبز مصري مخبوز لتوه وسار خلفه شخص آخر يحمل كمية أخرى من الخبر. ولم يكن هذا الخبز متوفراً لجميع الزبائن أو الطاعمين ، فلماذا لم يتوفر الخبر أو هل هو يقدم للشخصيات سخناً وبعد أن يكتفوا يقدمونه لبقية الزبائن؟ وقد عرفت فيما بعد أن تلك الشخصية إنما هي عميد كلية الشؤون العامة التي يتبعها قسم الإعلام وهنا عرفت أن التمييز موجود في كل مكان من العالم. وعلى كل حال فقد استمتعت بشرائح الخبر الأسمر ولا يهمني إن كانوا وفروا الخبز المصري للجميع أو لا. ومع هذه الصورة القبيحة تظل مصر بلاد الخير والبركة ففيها النيل والنيل خير وبركة ونماء، ولو عرف المصريون كيف يصادقونه ويحبونه ويتعاملون معه ، ومازلنا نقرأ عبارة المؤرخ اليوناني هيرودوت "مصر هبة النيل" فلو أن مصرياً أخذ حفنة من القمح ورماها على الأرض وأخذ قليلاً من ماء النيل لنبتت سنابل وسنابل أشبعتهم وأشبعت من حولهم. ولكن في مصر فوضى إدارية (قبل الثورة وأسأل الله النجاح للثورة في توسيد الأمور إلى أهلها) وعندما تنحرف مصر يصدق عليها قول المتنبي نامت نواطير مصر عن ثعالبها فما بشمن وما تفنى العناقيد، وكأنه يعني لتنم النواطير والحراس فمهما سرق السارقون ونهب الناهبون ففي مصر ما يكفي، بل إن هناك أخبار أن في مصر من الأثرياء وقائمة المصريين الذين يشترون المرسيدس أكبر من قائمة دول تبدو أغنى من مصر. وفي بلاد أخرى منّ الله على أهلها ببحار أو محيطات من النفط فمهما سرق السارقون ونهب اللصوص مما نأخذ من مستهلكي البترول أو يترك لنا المستخرجون فيبقى الكثير، وسبحان الخالق الذي له ملك السموات والأرض، و(ولله خزائن السموات والأرض) ومما يعجبني في مصر محافظتهم على القديم من التراث المعماري ففي القاهرة من المباني القديمة والأثرية ما يشعرك بأنك ذهبت إلى تلك العصور فرأيتها وعشت بين أهلها وأكلت وشربت معهم، وسرت في طرقاتهم، ودخلت غرفهم وعرفت معيشتهم. وصدق من قال من ليس له ماض فليس له حاضر. تعجبني رائحة القديم ليس القديم المهمل ولكن القديم حين يعتني به أهله ويزيلون ما عليه من غبار وأتربة وما أجمل منزلاً قديماً رشّوا أمام بابه الماء وكنسوا التراب فتشم رائحة لا يمكن أن تصنعها أعرق بيوتات العطر الباريسية. وتعجبني شوارع القاهرة القديمة الضيقة التي كانت تقرّب بين الناس بعضهم بعضاً حتى يكاد الشخص يعرف من أمامه ومن بجواره ومن خلفه.
خرجت صباح اليوم الثاني من زيارتي لمصر على الساعة السادسة والنصف تقريباً أبحث عن ساندويتش فلافل فعثرت على صاحب عربة فيها فلافل فطلبت اثنين من الساندويتشات ولم ألتفت إلى أن الطعمية غير طازجة (بايتة) ولم يضف عليها شيئاً سوى الطحينة فجاءت جافة ومليئة بزيت القلي الذي ربما كان له شهر يستخدم. ولولا أن منّ الله عز وجل عليّ بمعدة تعمل بقوة وامتياز لأصابني ما يصيب كثير من زوار مصر من آلام معوية ونزلات. ورما كانت قوة معدتي أنني من المفضفضين، والفضفضة فن أو موهبة أو قدرة لا يملكها كل أحد. وربما كان من أسباب قوة المعدة أنني أنام خالي البال ..تمر الأمور من أمامي فلا تقلقني كثيراً مؤمناً أن الله عز وجل لا يقدر علينا إلاّ الخير فما يصيبنا فمما كسبت أيدينا، ويعفو عن كثير. وأزعم أنني والحمد لله لا أحمل حقداً ولا ضغينة لأحد على الرغم من أن لي ذاكرة تزعجني كثيراً بذكريات أنواع من الظلم عرفتها أو تعرضت لها وإن كنت قاومت فقد غُلِبت أكثر مما انتصرت إلاّ نصراً واحداً أنه لاشي استطاع إيقاف مسيرتي العلمية والحمد لله، فكنت دائماً كما يقول المثل: "القافلة تسير....." خرجت أسير في الشوارع المحيطة بالفندق وهي منطقة الدقي والمصريون يقولون الدئي بالهمز لأنهم لا يحبون القاف فهو لم يقل وإنما آل ويؤول. وفي المنطقة المحيطة بالدقي يوجد جسران أحدهما من الحديد الصلب الذي أصبح صدئاً، ولا أدري هل هو مثل جسور الرياض وجدة الحديدية التي وضعت مؤقتاً حتى يتوفر المال أو توفيراً للوقت بديلاً عن بنائها بالإسمنت المسلح وربما نسيت الأمانة أو إدارة الطرق هذه الجسور فاستمرت عشرات السنين دون أن تتغير إلى جسور ثابتة. أما الجسر الخرساني فهو في جهة أخرى وهو الآخر أصبح عتيقاً. وفي أثناء تلك الجولة مررت بمحلات العصير الطازج والعصير المصري طازج حقاً ولكن قف واطلب ولا تنتظر دوراً أو نظاماً فكما في مسرحيات غوار (كل من إيدي إلو) فو أردت النظام فقد يمر النهار كله ولم تشرب شيئاً. وإذا أردت أن تشرب لا تنظر إلى العمال يعملون ولا إلى ملابسهم ولا إلى سحنهم ولا إلى طريقة تنظيف الكاسات أو صناعة العصير. والفواكه والخضر طازجة نعم وأكثر وأكثر الأشياء طزاجة في مصر الخضار والفواكه ولو كان ثمة عدل في التوزيع لشبع المصريون خضاراً وفاكهة، ولكن متطلبات الحياة أكثر من ذلك. وشربت عصير قصب السكر، والعصير هنا يختلف عن طعمه عندما ينقل إلى بلد آخر وبعض المحلات عندنا تفسد طعمه بكمية الثلج التي يخلطونها معه، ولكنها حرارة الجو تتطلب الثلج ولكن ليس بالكمية التي يستعملونها. وفي أثناء الجولة دلفت إلى بعض المتاجر فسمعت القرآن يتلى طوال الوقت كما سمعت برامج دينية حول العبادات والمعاملات وأحاديث سيد الخلق صلى الله عليه وسلم فتكون قد ذكرت الله في أثناء تسوقك وصلّيت على الرسول صلى الله عليه وسلم عشرات المرات. وسألت أحد الباعة ألا يجد صاحب المحل مضايقة من السلطات –وكانت هذه الزيارة قبل سنتين تقريباً في عهد الرئيس المخلوع- لإصراره على أن يعطر متجره بذكر الله وبتوظيف عدد لا بأس به من أصحاب اللحى. خاف الموظف المسكين مني، وبعد قليل أدرك أن لهجتي لا تدل على أني مصر أو إني لا يمكن أن أكون من أعوان النظام (جواسيسه واستخباراته، والأنظمة بارعة في استخدام الجواسيس من جنسيات مختلفة ليقع المواطن المسكين مشتكياً لمن ظن أنه أجنبي فإذ به مباحث أمن)، فقال الموظف:نعم واجه صعوبات في البداية ولكنه أصر على استمرار نهجه. أعود إلى العصير فقلت إن الخضار والفاكهة طازجة بالإضافة إلى رخص ثمن العصير عندهم بحيث لا يزيد على جنيه أو جنيه ونصف. والغريب أني وجدتهم يعصرون الجرجير وقد يضيفون إليه الحليب. ولم أغامر بتجربته على الرغم من أنني أحياناً أغامر. والجرجير له فوائد جمّه وأحفظ المثل الذي يقول (لو علمت المرأة ما في الجرجير لزرعته تحت السرير) ومن الأكلات التي جربتها في مصر ساندويتش الفول والفول عندهم فول حقيقي وليس عصير فول أو حساء فول كما هو عند كثير من المحلات في بلادنا،وقد كان أحد المطاعم الأردنية في الرياض يبيع فولاً حقيقياً ولكنه مال إلى الغش والعقلية التجارية فصار يضيف الماء والماء حتى أصبح الفول شبيه الفول، والماء بالطبع أرخص من الفول. ورأيت بعض المحلات يكون إبريق الماء المغلي قريباً فيضيفون الماء بين الحين والآخر. أما قيمة ساندويتش الفول في مصر فلا تزيد على جنيه واحد أي أقل من ريال (ويستطيع الفقير أن يأكل فولاً صباحاً ومساءً ويشم راحة اللحم في أثناء النهار حين يمر بالمطاعم. وأعجبني في جولتي الصباحية رؤية كثير من النساء المحجبات وقلة المعاكسات وربما لأن المنطقة شعبية فلا يكثر فيها أبناء الذوات فلا حاجة للمعاكسة لأن النساء في الغالب متحجبات ومحتشمات، والأمر الآخر وجود درجة عالية من النخوة والشهامة فالمرأة في الشارع هي ابنة فلان وأخت فلان وقريبة الآخر، فلن يجرؤ أحد على معاكستها وحتى لو كانت أجنبية فمستوى الأخلاق لا يسمح بذلك. ولكن أزعجني أن بعض الحجاب أسميته نصف حجاب أو لا حجاب. وفي أثناء جولتي في الدقّي رأيت أشجاراً باسقة أعتقد أن أعمارها تتجاوز المائة عام وكلها قائم لم يتعرض للقطع كما أن في المدرسة العديد من المدارس والمستشفيات. وفي الدقي مجلس الدولة ولا أعرف ما اختصاصات هذا المجلس ولكني وجدت أمامه عدداً من السيارات التي تنقل المساجين، وعدد كبير من الجنود الرابضين أو الذين جاؤوا لتسلم متهمين أو محكوم عليهم. والمتهم في عالمنا العربي (قبل الثورات) مذنب حتى تثبت براءته. وقد قرأت في أحد المنتديات وأنا أعد هذه الصفحات (بعد سنتين من كتابتها) عن مساجين في بلد عربي يؤتى بهم إلى المحاكم في سيارات قبيحة الشكل والمنظر والتجهيز حتى إني لأشك في وجود تكييف فيها فهم في الغالب ينقلون كالأغنام، ويؤتى بهم قبل مواعيد المحاكمات أو المثول أمام القاضي بساعات وساعات وأحياناً يتركون في العراء وعلى قول المثل الشعبي اللي ما شاف يتفرج،وكأنهم يريدون إخافة بقية الناس بتلك المناظر اللا إنسانية حتى إن التكبيل في اليدين والرجلين لأمر لا يستساغ ولا أعرف هل له أصل في الإسلام أو هل الأعراف الدولية تقبله. والدقي منطقة تكثر فيها بسطات الصحف والكتب، والكتب أنواع ففي إحدى البسطات تجد مجموعة من الكتب الدينية إلى جوارها كتب جنس ومنها إعادة نشر مجموعة من الكتب التراثية الجنسية الصارخة. وثمة نوع ثالث وهو الكتب في السياسة والاقتصاد ومن الكتب السياسة كتب إثارة وبخاصة عن المملكة العربية السعودية وأحدها عن الأمير فلان أو الأمير فلان. وهناك الصحف والمجلات وبخاصة أنه يصدر في مصر عدد كبير من الصحف الرصينة منها قليل جداً والأغلب هي الصحف الصفراء ومما أزعجني في شوارع القاهرة قلة النظافة أو غيابها وانعدامها، وقد كنت أمر من أمام وزارة الإعلام (الماسبيرو) فكانت القذارة في القمة، والعجيب في تلك الأيام(قبل الثورة)كانت الوساخة مادية ومعنوية. والسؤال هل البلديات مقصرة في مجال النظافة مع أن عمال النظافة كثيرون. وأتعجب كيف يستطيع المصريون أن يعيشوا في هذه الأجواء لولا عناية الرحمن وإن كان لديهم بعض الأمراض المستوطنة التي استدعت المنظمات الدولية لتفتح لها فروعاً ولكن ما الفائدة؟ لقد اتسخت الأرصفة والشوارع وعلاها طبقات من النفايات لا يمكن أن يزيلها إلا بإزالة تلك المباني والأرصفة. ولاحظت في تلك الجولة كثرة اللوحات الإعلانية في واجهات المباني حتى لا تكاد تترك فراغاً في الواجهات. وقد علا تلك المباني غبار وغبار حتى ضاع اللون الأصلي وصار لون الغبار الممزوج بعوادم السيارات هو اللون الأصلي. والعجيب أن هذه المباني فيها عدد كبير من العيادات فكيف يتحمل الطبيب أن يعمل فيها أو يدخلها صباحاً مساءً. وقديماً قرأت ما كتبه الشيخ محمد الغزالي رحمه الله عن البطالة المقنعة وأعتقد أن في مصر كما في غيرها من البلاد العربية نماذج من هذه البطالة ومن ذلك مثلاً ما أسميتهم "ملوك الأرصفة" وهو كما قلت أمر لا تنفرد به مصر فهؤلاء يقومون بتنظيف الوقوف إلى جوار الأرصفة أو في بعض الأماكن التي يمتلكها بعض الناس فتتحول إلى مواقف للسيارات ولا بد من وجود شخص ينظم الوقوف ويتقاضى الرسم. وقد رأيت عجباً من حاجة السائقين إلى من يرشدهم إلى الوقوف الصحيح فكيف نالوا رخص القيادة. كما سمعت مصطلحات غريبة في الإرشاد سر إلى الإمام عدّل دوّر العجلة يمين أو شمال. وأزعجني في القاهرة الشحاذون أو المتسولون وإن لم يكونوا كثر، وقد مر بي أحدهم وهو يريد أن يعبر الشارع فمرّت سيارة فاستخدم المنبه فقال له لمَ لا تصدمني أو تدهسني فتخلصني من هذه الحياة البائسة، وسمعته وكأنه أراد أن يسمعني فقلت له ولِمَ اليأس توجّه إلى رب العالمين لعله يفرج عليك، ولا أدري هل سمعني أو لا.
هل يؤثر فيك الانطباع الأول عن أي بلد فتحكم له أو عليه؟ لو كان هذا الأمر صحيحاً لغادرت القاهرة قبل أن تصل وسط المدينة بسبب ما يمكن أن تلاقيه عند بوابة المطار. ما إن خرجت من بوابة المطار حتى ظننت أن هناك خلل في محافظ القاهرة ومسؤول المرور فما أن تصبح خارج الباب حتى يتلقاك ألف شخص يريدون أن ينقلوك إلى وجهتك، وربما تفاوضت مع أحدهم فأعطاك سعراً لم يعجبك فيبدأ بتخفيض المبلغ وكأنه يتحدث عن سعر سلعة قابلة للتفاوض وليس هناك حافلات منظمة تنقلك إلى وسط القاهرة. ولو قبلت الركوب مع أحدهم فيأخذك إلى مواقف السيارات مما يعني أنه غير مسجل في سيارات أجرة المطار فتكون مغامرة أخرى. وقد تسير معه عشرة دقائق حتى تتعب فوق تعب السفر. فما الصعوبة في تنظيم السير بطريقة حضارية؟ وما عمل آلاف الجنود حول المطار فما رأيت أنهم لم يكونوا للتنظيم بقدر ما هم يبحثون عمن يعطونه مخالفة أو يأخذون منه رشوة. وكأن هدف الحكومات العربية (قبل الثورة) هو ابتزاز الناس ونهب أموالهم. بل تجد هذه الدول تضطر الناس في أحيان كثيرة إلى ارتكاب المخالفات ليأخذوا منهم الغرامات. فسائق السيارة الأجرة يعيش إرهاب الجنود فهو مهدد بسحب رخصته أو أن تسجل مخالفة ضده فيموت جوعاً هو وأولاده ولذلك ترى سائق السيارة أو المواطن ما إن يقف أمام الجندي (الفرعون الصغير) حتى يبدأ في الاستجداء والاستخذاء. وليس هذا الأمر قاصراً هنا فنحن نعيش في عالمنا العربي (قبل الثورات) في ثقافة العرائض والمعاريض. قدّم عريضة، فقد كنت في إدارة حكومية قبل مدة فطلب مني رئيس الدائرة أن أكتب معروضاً ولمّا كتبته لم تعجبه صياغتي فما كان منه إلاّ أن انتقدني بسخرية دكتور ولا تعرف كيف تكتب معروضاً، فقلت له والله إن لم تتأدب لأشكينك إلى أمير المنطقة. وأتساءل ما سبب تجبر الجنود مع المواطنين؟ هل سبب ذلك أن الجنود يتعرضون للإذلال من رؤسائهم الضباط (لدينا فرق كما بين السماء والأرض فيما بين الجنود والضباط، وكم رأيت جندياً يقف ليخدم سيده الضابط) فإذا انتقل الجندي للتعامل مع المواطنين صار شرساً متحجر القلب باطشاً. ومطاراتنا في المملكة ليست أحسن حالاً فمطار الرياض يعاني من فوضى خانقة حيث تنقسم سيارات الأجرة في المطار بين السائقين المواطنين والسائقين غير المواطنين والأخيرين ألين جانباً وأقل طمعاً فيكتفون براكب واحد وفقاً للأجرة المقررة منذ ثمان وعشرين سنة كما أفادني أحد السائقين وهي قديمة بالفعل ولا تناسب طول المشوار، وبعض الركاب بخلاء ظلمة لا يرغبون في دفع أجرة معقولة فيفاصلون على أي شيء ولو قال له السائق مجاناً قال كم مجاناً يريد أقل من ذلك. فيضطر السائق المواطن أن يأخذ أكثر من راكب. وأخيراً قامت إدارة المرور بحصر جميع السيارات الأجرة ضمن صبات لا يستطيعون الخروج منها مهما أرادوا وعلى الراكب أن يرضي بما قسمه الله وقد يتأخر للمفاوضات، ولن تستطيع أن تخرج سيارة من آخر الصف. وفجأة مرت سيارة أجرة فسألته عن الأجرة بعد أن رفضت مائة عرض وعرض، فكان عرضه مناسباً وكان يتفاوض مع الجندي على رشوة ليسمح له بإركابي لأنه ليس من سيارات أجرة المطار وإنما كان قادماً من القاهرة، وبعد أن تفاهما سرت معه ومع ذلك طلب مني أن أحفظ اسمه حتى لو سألني جندي آخر لقلت له إني أعرف السائق وأنا الذي طلبت منه أن يأتي إلى المطار لينقلني، فهل السلطات تعلّم الناس الكذب بعد أن تكذب عليهم فيصبح المجتمع كذاباً كما فعلها معي سائق آخر في طريقي إلى الأردن حين طلب مني أن أقول للجمارك عن البضاعة المهربة إنها هدايا لأقاربي. وهنا فكرت لو كان لي مخ تجاري لاتفقت مع شريك مصري وليكن من علية القوم أو علتهم أو عللهم أو كبرائهم لإنشاء شركة حافلات لنقل الركاب من المطار إلى وسط المدينة ولكان هذا مصدر دخل جيد أفضل مليون مرة من التدريس والعلم الذي رخص حتى كاد يكون بلا ثمن في عالمنا العربي، ومن ذلك أنني دعيت لإلقاء محاضرة في جامعة الملك سعود 2/11/1431هـ الموافق 11/10/2010م وبعد أشهر علمت أن المكافأة ألف ريال ولم أتسلمها بعد (رجب 1432هـ) المدينة الجامعية لجامعة القاهرة الأمريكية كنت أتوق لزيارة الجامعة في مقرها القديم فما شاء الله ذلك وها أنا أزورها في مدينتها الجامعية الجديدة الباذخة في القاهرة الجديدة التي كأنها مدينة أوروبية حتى لتتعجب من شكوى المصريين من قلة المال وهم يبنون ما لا يبنيه أصحاب أموال البترول. كان مساحة الجامعة القديمة 23 فدان وأصبحت مساحتها الآن 230 فدان وعدد طلابها ستة آلاف. دخلنا الجامعة من بوابة الزوار وكانت تقلنا حافلتان ضخمتان من الصف الفاخر وليست من الحافلات التي يرميها الأوروبيون والأتراك خردة فتستوردها شركاتنا العظيمة ولا تستحي فتبقي الكتابة الألمانية والتركية. وبدأت الجولة في مباني الجامعة المتقاربة وكأنها متصلة بممرات مبلطة بحجز جميل لونه يميل إلى البيج، وقطع البلاط كبيرة أما المباني نفسها فأخذت الطراز المصري المملوكي والطراز العربي الإسلامي والطراز المكسيكي (لا أدري لماذا؟) وقد اشتركت ثلاث جهات في تميم الجامعة منها جهة مصرية. ومررنا بمجمع المطاعم وهناك عدد من المطاعم الأمريكية (أليس اسم الجامعة الأمريكية) ذات الأكل الزبالة، وهناك مطعم مصري ولكن هل هو واحد أو أكثر يقدم الأكلات المصرية واسمه العمدة،فكأن المصريين حتى إذا التحقوا بالجامعة الأمريكية واعوجت ألسنة بعضهم لا يتخلون عن الفول والطعمية والكشري وربما حتى الكوارع التي يسميها المغاربة كراعين ويسميها أهل الحجاز المقادم والكوارع أيضاً. وفي أثناء الجولة مررنا بمبنى مكتوب عليه قاعة يوسف جميل وسرنا قليلاً فرأيت مبنى آخر مكتوب فوقه (عبد اللطيف جميل)، ولا بد من وجود مبان أخرى بأسماء أثرياء آخرين من السعودية فالوليد بن طلال تبرع لهم بكرسي الدراسات الأمريكية (أمريكيون يدرسون الأمريكيين، وكأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا)-حاول التبرع لجامعة الملك سعود فيما أعلم ولا أدري لماذا لم تؤسس الدراسات الأمريكية عندنا؟_ كان معنا في الزيارة دليل وهو من طلاب الجامعة يدرس الهندسة ويقول ستون في المائة من الطلاب يدرسون بمنح مختلفة وثمة نسبة لأبناء الأثرياء –لا يستحقون المنح لأن مستوياتهم متدنية أو إنهم عازفون عن التقدم للمنح فأولياؤهم يملكون الكثير من المال-. وتحدث الطالب عن تعايش الثقافات في الجامعة التي لم أر فها مسجد ، فكيف يكون تعايش ولا يوجد المسجد في المكان الذي يكون فيه الطلاب معظم الوقت. لقد أثبت المصريون (حتى وإن كان أمريكية) أنهم يستطيعون أن يبدعوا في البناء والتصميم وتنفيذ المشروعات الكبيرة فهذه الجامعة هي النموذج الثاني بعد مكتبة الإسكندرية التي تعجز الدول الثرية (بالمقاييس البلهاء) أن تبنيها. لقد رأيتهم يضيفون توسعة لمكتبة الملك فهد الوطنية عبارة عن أعمدة وزجاج فكم هو بعيد عن الذوق والجماليات. والله لو كان لي الأمر لجلبت لها الحجارة من آخر الدنيا، إنها المكتبة الوطنية، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.
يقولون مصر المحروسة، أو القاهرة المحروسة وأهل مكة يردفون اسم مكة بـ حرسها الله، أو شرفها الله، ولا أدري هل يضيفون شيئاً بالنسبة لمدينتنا الحبيبة المدينة المنورة، فهل نقول حماها الله، وهو حاميها بلا شك فحين ينزل الدجال إلى حدود المدينة لا يستطيع دخولها فترتجف ويخرج إليه المنافقون وكأني قرأت الرقم بسبعين ألف، فكم يكون سكانها حينذاك؟ ولكن حتى وإن وجد النفاق فإن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها، وفي حديث آخر (يوشك أن لا يكون إيمان إلاّ بالمدينة) وقرأت ذات يوم (يوشك أن لا يكون إيمان إلاّ بالحجاز) وقد جادلت أحدهم قلت في بعض مناطق بلادنا يتحدثون عن العقيدة كثيراً ، فاسمع نحن في الحجاز نطبق العقيدة وآخرون يتشدقون بالحديث عنها، فسكت. أعود إلى إعجابي بالقاهرة فقد رأيت لوحات عيادات الأطباء على المباني القديمة والحديثة مما أثار في نفسي الفضول عن نسبة الأطباء في مصر إلى عدد السكان، والأطباء المصريون المهاجرون، ووجدت أن كثيراً من الأطباء لديهم شهادات عليا وتخصصات جميلة، فهنأت نفسي والشعب المصري بهذا الأمر وكم تمنيت أن تكون عياداتهم في أوضاع أفضل بدلاً من العمارات التي أكل عليها الزمان وشرب. ولكن لو كانت عياداتهم في مكان أفضل لكانت رسومهم أكبر. فأتعجب لماذا لا يتعلم الناس من الرعاية الصحية البريطانية. وسمعت أمريكياً يقول إن بريطانيا ليست دولة عظمى لأنها تقدم الرعاية الصحية المجانية. ولا أدري ما العلاقة بين هذا وذاك. لم يعجبني منظر رأيته في مصعد الفندق (فندق السفير- ليس دعاية-)فقد كان معي ثلاثة شباب يبدو أنهم من الكويت وكان في يد أحدهم رزمة ضخمة من العملة المصرية من ذات المائة جنيه وفي تقديري لا تقل عن عشرة آلاف جنيه، فهو فيما يبدو أمين مال المجموعة. ولكن تساءلت هل هم ذاهبون لشراء كتب أو معدات أو ماذا؟ وأعجبني أن رأيت أعداداً كبيرة من العرب والمسلمين من أقطار العالم الإسلامي كافة، ومن هؤلاء مجموعة من اليمانية وسمعتهم يذكرون الدكتور وذكر أحدهم كبسولات أو الحبوب أو الحقنة فهل كانوا يتحدثون عن دكتور أو طبيب حقيقي أو يتحدثون عن رمز لم أفهم كما كان صاحبنا في الطائرة يتحدث عن الشيء. ومن الأشياء التي لم تعجبني في مصر وفي غيرها من البلاد العربية النفوس الرخيصة التي تُصرُّ على البخشيش أو البقشيش، وهي الرشوة في بعض المواضع حتى كأن هؤلاء يعتقدون أنها حق مكتسب يجب دفعه، فيقابلك الموظف بابتسامة صفراء باهتة ماكرة قائلاً: كل سنة وأنت طيب، يا بيه" وهذه تقال بمناسبة وبلا مناسبة والأكثر أنها تقال بلا مناسبة. وكلما سمعت هذه العبارة فاعلم أن خلفها طلب رشوة أو بخشيش حتى وإن لم يقدم لك قائلها أي خدمة، وإنما قام بواجبه. من الأمثلة على ذلك أن يقابلك الضابط في المطار أو مسؤول الأمن في الفندق فيبتسمان لك وينتظران، وهناك عبارة أخرى وهي "نهارك سعيد" وكأنها ترجمة العبارة الفرنسية بون جور. وربما سمعت نهارك عسل، نهارك قشطة، أو نهارك فل. ولا يعجبني في القاهرة أن تتفق مع سائق السيارة الأجرة على مبلغ معين وفي نهاية المشوار يلح ويصر أن تعطيه زيادة عن الأجرة المتفق عليها، ويبرر طلب الزيادة بأنه يدفع رسوم هنا وهناك، ولديه أبناء وبنات في الجامعة وغيرها حتى يشعرك بالذنب إن لم تعطه. لم يعجبني التأمرك أو التغرب في بعض المصريين وبخاصة في الجامعة الأمريكية المخصصة في الغالب لأبناء الذوات الذين كان آباؤهم أو جدودهم من الباشاوات قبل الثورة المصرية (1952) أو أصبحوا باشاوات بسب الانفتاح الاقتصادي (المزعوم) في عهد الرئيس السادات. صحيح أن الثورة حطمت كثيراً من رؤوس المجتمع في العهد الملكي ولكن كثير من هؤلاء كان لديهم قدرة على التلاؤم مع الظروف المستجدة حتى كان الانفتاح والرأسمالية (وأخلاق السوق) وهي سيئة على أية حال. وهؤلاء الذين انتموا إلى الفكر الغربي لم تعوج ألسنتهم فقط بل بلغ الاعوجاج العقول والنفوس والأخلاق. وقد صدر كتاب قبل أعوام بعنوان (الانفجار الجنسي في مصر) ويقصد المؤلف ما أدخلته الثورة "العظيمة" من سماح لكل أنواع الترف والترفيه وتشجيع الانحراف والانحلال وسياحة الجنس. لم يعجبني أنني كنت أجلس في مطعم وإذ برجل كبير السن يحاسب الزبائن وينهمك فيما بين محاسبة زبون وزبون في تدخين الشيشة أو الأرجيلة، وهو في هذا يشارك في السموم التي يقدمها للزبائن. ويمضي النهار من شيشة إلى أخرى ومن رأس إلى رأس كما هو في مصطلح الأرجيلة. عشاء على النيل دعتنا وزارة السياحة المصرية (ألسنا نحضر مؤتمراً في الجامعة الأمريكية؟) وكان من المناظر في العشاء حضور راقص بملابس مزركشة ودوران أشبه بدوران الصوفية وراقصة مصرية (يوجد في مصر مدارس لتعليم الرقص الشرقي أو المصري) ولم أكن والحمد لله أجلس في مكان يمكنني من رؤية هذه المناظر المؤذية،وهنا التفت إلي صديقي التركي أحمد ويصال قائلاً: يتحدثون عن مكانة المرأة ومشاركة المرأة في الإعلام وفي الحياة العامة، ومع ذلك أليس هذا امتهاناً للمرأة أن تتعرى وتتلوى أمام الرجال بصورة تستثير غرائز الرجال أو تعرض جسدها كأنه بضاعة للبيع. وقريب من هذا ما كان تفعله مؤسسة عبد الجليل التميمي في تونس حتى كتب الدكتور أبو القاسم سعد الله في كتابه (خواطر مجنحة) وما علاقة الرقص الشرقي بالبحث العلمي، وما علاقة الغناء بالمؤتمر. المسجد والحجاب في الجامعة الأمريكية لما كانت جولة ضيوف المؤتمر في الحرم الجامعي لم أر مسجداً ولكني علمت أن الجامعة بنت مسجداً بالفعل ولكنه ليس قريباً من المباني الأكاديمية ولكنه قريب من سكن الطلاب. وأعتقد أن المسلمين في الغالب لن يتخلوا عن الصلاة إن لم يوجد مسجد فقد قال صلى الله عليه وسلم (وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً) فليكن المسجد في أي مكان فالصلاة هي عماد الدين وستقام شاء من شاء وأبى من أبى. وفي الجامعة نسبة من الطالبات المتحجبات وإن كان بعض الحجاب لا يعجبني أو لا تنطبق عليه المواصفات الشرعية ومعايير الحشمة الحقيقية. فغطاء الرأس وارتداء بنطلون ضيق ليس حجاباً. ومع ذلك فهناك الحجاب الشرعي الرائع. والجامعة حين تسمح بهذا الحجاب فهو نوع من الدعاية لتفتح الجامعة ولكنها ليست غبية فالشباب المتدين يمكن أن يقع ضحية للصراع الفكري أو الاستغلال من قبل الجامعة في إجراء بحوث معينة لا يستطيع القيام بها سوى هؤلاء الطلاب. مجلة شيلانترو المركزية ، عدد 21 أكتوبر/نوفمبر 2009م. وجدت هذه المجلة في مقهى صغير بالقرب من فندق سفير وشيلانترو قد يكون سلسلة من المقاهي الإيطالية والإيطاليون يتقنون صناعة القهوة. أخذت العدد وبدأت أتصفحه ومن الموضوعات التي لفتت انتباهي موضوع المحافظة على الرشاقة والأكل خارج البيت حيث أشار إلى أنه من الصعب على الإنسان أن يحافظ على الحمية عندما يأكل في مطعم وبخاصة أن تناول الطعام في المطاعم سهل وممتع ولذيذ ولكنه خطر على الصحة في كثير من الأحيان، ولكن المطاعم بدأت تستجيب لرغبات الزبائن فأخذت تحذف كثيرا ً من الدهون والمواد المضرة بالصحة لمن يطلب منها ذلك. وكان من بين الموضوعات التطوع في الأردن حيث نشأت جمعية للمتطوعين في الأردن ولها موقع اسمه النخوة www.nakhweh.comليسهل توفير المتطوعين لمن يرغب في ذلك. وأوردت المجلة تحقيقاً عن البيوت الأثرية في القاهرة ومنها بيت الست وسيلة الذي يقع في قلب القاهرة بجوار بيت الهرّاوي وخلف مسجد الأزهر، ويعود بناؤه إلى عام 1664 م تقريباً أي 1074هـ وقد بناه الشيخ عبد الحق ولطفي الكناني وأطلق عليه اسم الست وسيلة نسبة لآخر سكانه وهي الست وسيلة بنت عبد الله البيضا معتوقة(نقلاً عن الحروف الإنجليزية التي كتبت بها المقالة. ومدخل المنزل تنزل إليه بعدة درجات يسمح لأهل البيت أن يروا الزوار وفي الوقت نفسه لا يستطيعون أن يعرفوا ما يدور داخل المنزل، وفي الداخل ساحة مفتوحة وهي مثلثة الشكل أرضها من الرخام والطابق الأول للنساء وزوارهن وهذه الغرف مزينة بالرسوم واللوحات الهندسية الجميلة والخشب المزخرف. وقد قامت بعض الجهات وربما وزارة الثقافة باستصلاح المنزل واكتشاف آثار أخرى مهمة. وفي المجلة إعلان من بيت الطهي حيث يقول الإعلان: الآن في مصر نمنحك تجربة طهي ممتعة وعملية لتعلم أطباق رئيسية شوربة، سلاطات حلويات وأكثر من جميع أنحاء العالم. ويوجد لدينا خدمة توفير المأكولات الجاهزة.وهي خدمة متوفرة في معظم أنحاء البلاد العربية وربما لا يوجد إعلانات عنها كهذا الإعلان. وأخيراً فللمقهى أكثر من ثلاثين فرعاً في القاهرة والإسكندرية وشرم الشيخ والقاهرة الجديدة. والمجلة باللغة الإنجليزية وقائمة الطلبات كذلك.
بارك الله فيكم
وهذا مما سيعجب فضيلتكم في مصر
وهذه المناظر في الإسكندرية ومثلها وأكثر في القاهرة وباقي الأقاليم
وكانت هذه المناظر قبل سقوط الطاغية وإن شاء الله نكون بعده في زيادة http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=26853
يا ليت لي زيارة طويلة لمصر حتى أتحفك أكثر وإنما هذه زيارات لا تتجاوز الثلاثة أيام أو أربعة في كل مرة، ولكنها والحمد لله كانت أياماً مليئة بالنشاط والحركة، ومصر المحروسة منورة بأهلها وشكراً على إطرائك.