د محمد الجبالي
Well-known member
مُشَاغَبَة نحوية لطيفة
أحد أصدقائي معلم لغة عربية، ماهر بالنحو، محب له، جاءني بوجه طَلْقٍ سائلا سؤال العارف الجواب بغرض فتح بابٍ للمناقشة:
قال: هل تُحذَف نون الملحق بجمع المذكر السالم عند الإضافة؟
فقلت: نعم، وبعضها ملازم لحذف النون مثل (أولو) كقولك: أولو العزم وأولو خُلُق تَصَاهَرا.
فقال: أجميع ألفاظ الملحق بجمع المذكر السالم سواء في حذف النون؟
قلت: ماذا تقصد؟
قال: أعطني أمثلة لهذه الألفاظ مضافة: (عالمون - أرضون - عليون)
فقلت: ألفاظ الملحق بجمع السالم بعضها سائغ الإضافة، سهل الإسناد، وتُحذَف نونه، ويكثر استعماله،
والبعض الآخر في إسناده بالإضافة ثِقَل، لذلك هو قليل نادر.
ومن النوع السائغ:
- بنون: بنو فلان صاهروا بني علان.
- أهلون: كقول الله تعالى: (شغلتنا أموالنا وأهلونا)، وقوله عز وجل: (قوا أنفسكم وأهليكم نارا)
- سُنُون: قضيتُ سِنِيِّ عمري في كَدٍ، و(سُنُون) تكثر في النصب والجر، ولا تكاد تسمعها رفعا لثِقَلِها.
ومن النوع غير السائغ:
الألفاظ التي طلبتَ التمثيل لها بالإضافة: (عالمون - أرضون - عليون) وهو ممكن لكنه ثقيل قليل نادر متروك، لكنه غير ممنوع؛ فيمكننا أن نقول:
- تأمَّلْ في عالَمِيِّ الإنس تجد عجبا، وخُضْ في أرضيهم تفِد علما، واسْعً بينهم بخير تفُز بِعِلِّيِّ السَّما.
فقال: وألفاظ العقود: (عشرون .. إلى تسعين)؟
فقلت: إنها لا تضاف، فما بعدها ملازم النصب تمييزا.
فقال: نعم، صحيح، لكن ما رأيك حين أشير إلى عشرين قلما وأقول:
هذه عِشْرُونك.
أليست إضافة؟
فقلت له: إذا كانت إضافة فلماذا لم تحذف نون عشرون؟!
فنظر إليَّ مستفهما: لماذا؟
فقلت له: الْمُشَار إليه (الأقلام) محذوف من الكلام لحضوره أمام المخاطب وعِلْمه به، وتقدير الكلام: هذه عشرون قلما لك.
فقال: علمتُ ذلك وقدَّرتُه، وأحبَبتُ مُشاغَبَتَك.
فقلتُ ضاحكا: مسألة لطيفة جدا، وأنا والله أحب مشاغباتك، فإنها طيبة نافعة.
د. محمد الجبالي
أحد أصدقائي معلم لغة عربية، ماهر بالنحو، محب له، جاءني بوجه طَلْقٍ سائلا سؤال العارف الجواب بغرض فتح بابٍ للمناقشة:
قال: هل تُحذَف نون الملحق بجمع المذكر السالم عند الإضافة؟
فقلت: نعم، وبعضها ملازم لحذف النون مثل (أولو) كقولك: أولو العزم وأولو خُلُق تَصَاهَرا.
فقال: أجميع ألفاظ الملحق بجمع المذكر السالم سواء في حذف النون؟
قلت: ماذا تقصد؟
قال: أعطني أمثلة لهذه الألفاظ مضافة: (عالمون - أرضون - عليون)
فقلت: ألفاظ الملحق بجمع السالم بعضها سائغ الإضافة، سهل الإسناد، وتُحذَف نونه، ويكثر استعماله،
والبعض الآخر في إسناده بالإضافة ثِقَل، لذلك هو قليل نادر.
ومن النوع السائغ:
- بنون: بنو فلان صاهروا بني علان.
- أهلون: كقول الله تعالى: (شغلتنا أموالنا وأهلونا)، وقوله عز وجل: (قوا أنفسكم وأهليكم نارا)
- سُنُون: قضيتُ سِنِيِّ عمري في كَدٍ، و(سُنُون) تكثر في النصب والجر، ولا تكاد تسمعها رفعا لثِقَلِها.
ومن النوع غير السائغ:
الألفاظ التي طلبتَ التمثيل لها بالإضافة: (عالمون - أرضون - عليون) وهو ممكن لكنه ثقيل قليل نادر متروك، لكنه غير ممنوع؛ فيمكننا أن نقول:
- تأمَّلْ في عالَمِيِّ الإنس تجد عجبا، وخُضْ في أرضيهم تفِد علما، واسْعً بينهم بخير تفُز بِعِلِّيِّ السَّما.
فقال: وألفاظ العقود: (عشرون .. إلى تسعين)؟
فقلت: إنها لا تضاف، فما بعدها ملازم النصب تمييزا.
فقال: نعم، صحيح، لكن ما رأيك حين أشير إلى عشرين قلما وأقول:
هذه عِشْرُونك.
أليست إضافة؟
فقلت له: إذا كانت إضافة فلماذا لم تحذف نون عشرون؟!
فنظر إليَّ مستفهما: لماذا؟
فقلت له: الْمُشَار إليه (الأقلام) محذوف من الكلام لحضوره أمام المخاطب وعِلْمه به، وتقدير الكلام: هذه عشرون قلما لك.
فقال: علمتُ ذلك وقدَّرتُه، وأحبَبتُ مُشاغَبَتَك.
فقلتُ ضاحكا: مسألة لطيفة جدا، وأنا والله أحب مشاغباتك، فإنها طيبة نافعة.
د. محمد الجبالي