[FONT="]مبدأ عداوة الشيطان : [/FONT] [FONT="]فإذا تعوذت بالله من الشيطان الرجيم فاعلم ....[/FONT] [FONT="]انه عدوك ومترصد لصرف قلبك عن الله عز وجل حسدا لك على مناجاتك لربك [/FONT] [FONT="]فماذا ننتظر من العدو وقد وصفه الله تعالى بقوله : { [/FONT][FONT="]عدو مضل مبين [/FONT][FONT="]}[/FONT] [FONT="]فعداوته بيّنه جلية ومع هذا يزلّ المرء ويغفل عن دوره المطلوب تجاهه والمذكور في قوله تعالى : { إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا } [/FONT] [FONT="] [/FONT] [FONT="]ومن عداوته ان العبد لاينفك عن حاجته الى الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم [/FONT] [FONT="]لأن الشيطان يكيد لابن آدم أنواعا من من المكايد بأن يضره [/FONT] [FONT="]بقلبه - ببدنه - بأهله - بماله [/FONT] [FONT="]وكيده لا يرى ولا يعصم من هذا كله الا الله جل وعلا قال تعالى :{[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم[/FONT][FONT="] } [/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] [/FONT]
[FONT="]أيضا لأن الشيطان لا يقبل مصانعةً ولا إحساناً : [/FONT] [FONT="] [/FONT] [FONT="]ولا يبتغي غير هلاك ابن آدم لشدة العداوة بينه وبين أبيه آدم من قبل [/FONT] [FONT="]فالله تبارك وتعالى يقول {
يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأعراف27 [/FONT] [FONT="] [/FONT] [FONT="]ويقول الله جل شأنه {
إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ }فاطر6 [/FONT] [FONT="]يحذرنا الله تبارك وتعالى فيقول {أَ
فَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً}الكهف50[/FONT] [FONT="] [/FONT] [FONT="]ولقد أقسم الشيطان لآدم عليه السلام بأنه له من الناصحين ولكنه كذب فكيف تكونُ معاملتُه لنا وقد أخبرنا الله تبارك وتعالى بقوله {
قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }ص82 {
إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ }ص83 [/FONT]
[FONT="] [/FONT] [FONT="]أيضا : الشيطان جاثم على قلب ابن آدم :[/FONT] [FONT="]فإذا ذكر الله خنس فإذا غفل وثب عليه وافترس [/FONT] [FONT="]عن الْحَارِثَ الأَشْعَرِىَّ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:
وَآمُرُكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللَّهَ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ الْعَدُوُّ فِى أَثَرِهِ سِرَاعًا حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ ، كَذَلِكَ الْعَبْدُ لاَ يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلاَّ بِذِكْرِ اللَّهِ ».[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]أيضا للشيطان نصيب مفروض من الناس : [/FONT] [FONT="]قال تعالى : [/FONT][FONT="]{ [/FONT]
[FONT="]واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]}[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]قال تعالى : {
قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }[/FONT] [FONT="]قال تعالى : {
إِلَّا مَنْ اِتَّبَعَك مِنْ الْغَاوِينَ }[/FONT] [FONT="]قال تعالى : {
إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42)
وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43)}[/FONT] [FONT="]قال تعالى : {
إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ( 100 ) }[/FONT] [FONT="] [/FONT]
[FONT="]لكن الله استثنى أولياءه : [/FONT] [FONT="]قال تعالى : { [/FONT]
[FONT="]إن عبادي ليس لك عليهم [/FONT][FONT="]سلطان [/FONT][FONT="]}[/FONT] [FONT="]قال تعالى : [/FONT][FONT="] {
إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ }[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]قال تعالى : {
إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ( 99 )}[/FONT] [FONT="] [/FONT]
[FONT="]قال ابن كثير : [/FONT] [FONT="]أخبر الله عنهم وعن أمثالهم ممن اتبع إبليس والهوى ، وخالف الرشاد والهدى ، فقال : (
ولقد صدق عليهم إبليس ظنه ) .[/FONT]
[FONT="]قال ابن عباس وغيره : [/FONT]
[FONT="]هذه الآية كقوله تعالى إخبارا عن إبليس حين امتنع من السجود لآدم ، ثم قال : (
أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا ) [ الإسراء : 62 ] ، ثم قال : (
ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ) [ الأعراف : 17 ] والآيات في هذا كثيرة .[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]وقال الحسن البصري : لما أهبط الله آدم من الجنة ومعه حواء ، هبط إبليس فرحا بما أصاب منهما ، وقال : إذا أصبت من الأبوين ما أصبت ، فالذرية أضعف وأضعف . وكان ذلك ظنا من إبليس ، فأنزل الله عز وجل : (
ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين ) فقال عند ذلك إبليس : "
لا أفارق ابن آدم ما دام فيه الروح ، أعده وأمنيه وأخدعه " . فقال الله :
" وعزتي لا أحجب عنه التوبة ما لم يغرغر بالموت ، ولا يدعوني إلا أجبته ، ولا يسألني إلا أعطيته ، ولا يستغفرني إلا غفرت له " . رواه ابن أبي حاتم .[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]رغم العداوة الا انه ما للشيطان من سلطة على الإنسان : [/FONT]
[FONT="]قال تعالى : (
وما كان له عليهم من سلطان ) قال ابن عباس : أي من حجة .[/FONT]
[FONT="]وقال الحسن البصري :
والله ما ضربهم بعصا ، ولا أكرههم على شيء ، وما كان إلا غرورا وأماني دعاهم إليها فأجابوه .[/FONT]
[FONT="]وقوله : (
إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك ) أي :
إنما سلطناه عليهم ليظهر أمر من هو مؤمن بالآخرة وقيامها والحساب فيها والجزاء ، فيحسن عبادة ربه عز وجل في الدنيا ، ممن هو منها في شك .[/FONT]
[FONT="]وقوله : (
وربك على كل شيء حفيظ ) أي : [/FONT]
· [FONT="]ومع حفظه ضل من ضل من اتباع إبليس [/FONT][FONT="][/FONT] · [FONT="] وبحفظه وكلاءته سلم من سلم من المؤمنين أتباع الرسل .[/FONT]