محمد محمود إبراهيم عطية
Member
من المعلوم أن الله تعالى أمر عباده بالدعاء ، ووعدهم الإجابة ، فقال جل وعلا : { وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } ( غافر : 60 ) .
بيد أن كثيرًا من الناس يدعون ، ولا يجدون للإجابة أثرا ؛ والسر في ذلك هو أن للدعاء شروطًا لاستجابته ، فإذا أخل الداعي بشرط من هذه الشروط ، كان ذلك مانعًا من استجابة دعائه . وأهم شروط استجابة الدعاء : الإخلاص ، والتضرع ، وتحري الحلال ، وألا يدعو بإثم أو قطيعة رحم ، وألا يستبطئ الإجابة .
فإذا استكمل الشروط ، ولم ير للإجابة أثرًا ، فليعلم أن الله تعالى قد استجاب دعاءه ، ولكن بغير مطلوبه مما هو أنفع له ؛ فقد روى أحمد والبخاري في ( الأدب المفرد ) والحاكم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - رضي الله عنه - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ : إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا " ؛ قَالُوا : إِذًا نُكْثِرُ ! قَالَ : " اللَّهُ أَكْثَرُ " .
قال الطبراني - رحمه الله : وقد أفتتن جماعة ممن لا علم لهم بأن يقولوا : ندعوا فلا يستجاب لنا . وهذا رد على الله عز وجل ، لأنه يقول ، وقوله الحق : { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } ، وقال : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِ } ، ولهذا معنى لا يعرفه إلا أهل العلم والمعرفة ، وقد فسره النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ ثم ذكر حديث أبي سعيد المتقدم . ا.هـ .
وإلى هذا أشار ابن الجوزي - رحمه الله - بقوله : اعلم أن دعاء المؤمن لا يرد ، غير أنه قد يكون الأولى له تأخير الإجابة ، أو يعوض بما هو أولى له عاجلا ، أو آجلا . فينبغي للمؤمن ألا يترك الطلب من ربه ، فإنه متعبد بالدعاء ، كما هو متعبد بالتسليم والتفويض . ا.هـ .
بيد أن كثيرًا من الناس يدعون ، ولا يجدون للإجابة أثرا ؛ والسر في ذلك هو أن للدعاء شروطًا لاستجابته ، فإذا أخل الداعي بشرط من هذه الشروط ، كان ذلك مانعًا من استجابة دعائه . وأهم شروط استجابة الدعاء : الإخلاص ، والتضرع ، وتحري الحلال ، وألا يدعو بإثم أو قطيعة رحم ، وألا يستبطئ الإجابة .
فإذا استكمل الشروط ، ولم ير للإجابة أثرًا ، فليعلم أن الله تعالى قد استجاب دعاءه ، ولكن بغير مطلوبه مما هو أنفع له ؛ فقد روى أحمد والبخاري في ( الأدب المفرد ) والحاكم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - رضي الله عنه - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ : إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا " ؛ قَالُوا : إِذًا نُكْثِرُ ! قَالَ : " اللَّهُ أَكْثَرُ " .
قال الطبراني - رحمه الله : وقد أفتتن جماعة ممن لا علم لهم بأن يقولوا : ندعوا فلا يستجاب لنا . وهذا رد على الله عز وجل ، لأنه يقول ، وقوله الحق : { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } ، وقال : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِ } ، ولهذا معنى لا يعرفه إلا أهل العلم والمعرفة ، وقد فسره النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ ثم ذكر حديث أبي سعيد المتقدم . ا.هـ .
وإلى هذا أشار ابن الجوزي - رحمه الله - بقوله : اعلم أن دعاء المؤمن لا يرد ، غير أنه قد يكون الأولى له تأخير الإجابة ، أو يعوض بما هو أولى له عاجلا ، أو آجلا . فينبغي للمؤمن ألا يترك الطلب من ربه ، فإنه متعبد بالدعاء ، كما هو متعبد بالتسليم والتفويض . ا.هـ .