مساعدة

إنضم
28/07/2012
المشاركات
116
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
37
الإقامة
العراق
الاخوة الافاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
كيف نثبت بان التجويد (علم قائم برأسه) يطلق عليه مسمى (علم التجويد) مقابل لعلم النحو وعلم اصول الفقه والفقه وعلم الطبيعيات وبقية العلوم .
وكيف نتخلص من مرجعية علم التجويد الى علم اللغة ؟ واذا كان هكذا فالافضل ان نقول (فن التجويد) هو من علم اللغة .
ارجو ان تسعفوني بهذه الاجابات بارك الله بكم
مع الشكر والتقدير
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وبعد:
فإنه مما يجب النظر إليه في مثل هذا الأمر، أصل نشأة العلوم وأسبابها...
والناظر إلى علم التجويد مثلا يجد أن علم التجويد نشأ ابتداء لإثبات وتقعيد ما نُقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعده أئمة القراءة من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان...
ولو لم يُقرأ القرءان أو ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم-افتراضا- لما نشأ أصلا هذا العلم...
كذلك علم أصول الفقه وعلم الفقه وعلوم الشريعة عامة...
أما علم اللغة فنشأته متعلقة بلغة العرب سواء تأخر تقعيده أو تقدم فالعبرة بوجود أصله...
وكون الارتباط بين اللغة والتجويد والقراءات كبير لا ينفي استقلالية علم التجويد بذاته والدليل على شدة الارتباط بينهما:
أن رب العالمين قال في كتابه الحكيم: بلسان عربي مبين.
وهذا دليل على أن هناك ارتباطا وثيقا بين علم العربية وبين كتاب الله الكريم...
أما عن استقلالية التجويد عن اللغة:
فالدليل على ذلك أنه ليس كل ما صح لغة، صحت القراءة به، وأن علم التجويد والقراءات حاكم على اللغة وأصل لها حتى لو رد بعض علماء اللغة وجها من أوجه القراءة فكلامه مردود عليه، لأن الأصل الحاكم هو القرآن وليس العكس.
والدليل على ذلك أيضا:
أن بعض لهجات العرب قد تركت ولم يقرأ بها وإن صحت عنهم، كعجعجة قضاعة وكشكشة ربيعة ومضر وبكر وشنشنة اليمن وغيرها
لذلك لما نشأ علم التجويد، فإنه نشأ مستقلا بذاته لإثبات ما يصح قراءة القرآن به، ولا ينفك بحال عن اللغة إلا أن انفكاك الجهة في المنشأ يترتب عليه انفكاك الجهة في التفريع وإن اجتمعا في الكثير منها، والله أعلم
 
بسم1
___
قال الشَّاعر:
وهل يصِحُّ في الأذهان شيءٌ *** إذا احتاج النَّهار إلى دليل ؟!!
وقال الآخر:
وقل للعيون الرُّمد للشَّمس أعينٌ *** سواك تراها في مغيبٍ ومطلع
وسامح قلوباً أطفأ الله نورها *** بأهوائها فلا تفيق ولا تعِ
أخي الكريم قد قال العلماء: (توضيح الواضحات من أصعب المشكلات)!
أبعد كُلِّ هذه الأسفار عبر مئات -بله- آلاف السِّنين يأتي آتٍ ويقول إن علم التَّجويد فرعٌ عن علم اللُّغة وليس علماً قائماً بنفسه!
أبعد أن أُلِّفت فيه الأسفار ورُحل في طلبه إلى شتَّى الأقطار وبُذلت في إتقانه المُهَجُ والأعمار يُقال هذا؟
ثُمَّ اعلَم بارك الله فيك أنَّ لكل علم مبادئ وأصول وأسس يقوم عليها كما قال الأولَّ:
إن مبادِي كلِّ فنٍّ عشرهْ *** الحدُّ والموضوعُ ثم الثمرهْ
ونسبةٌ وفضلُهُ والواضعْ *** والاسمُ الاستمدادُ حكمُ الشارعْ
مسائلٌ والبعض ُبالبعضِ اكتفى *** ومن درى الجميعَ حازَ الشرفا
وقد قتلت هذه المسائل بحثاً كما يقولون
والحمد لله ربِّ العالمين
___​
 
أحسنتم شيخنا/ عمر بن علي في جوابكم.
وأقول للسائل الكريم من حقك السؤال والاستفسار والمناقشة وكذلك الاستغراب, وليس كل شيء واضح عند البعض بالضرورة أن يكون واضحا عند الآخرين.
أخي السائل: لو نظرت إلى منشأ علم التجويد في كتب اللغة ستجد مبحثين أساسيين متعلقين بعلم التجويد:
1- مخارج الحروف وصفاتها, فأما المخارج فأول من ذكرها وفتقها هو :الخليل بن أحمد, ومعلوم أنه ذكر ذلك؛ لأنه لا يصح أن نتكلم في علم اللغة دون معرفة حروفها وكيفية إخراجها, وأما الصفات فذكرها أهل اللغة لسبب نص عليه سيبويه في الكتاب فقال: "وإنما وصفت لك حروف المعجم بهذه الصفات لتعرف ما يحسن فيه الإدغام وما يجوز فيه وما لا يحسن فيه ذلك ولا يجوز فيه وما تبدله استثقالا".
2- مبحث الإدغام؛ وهو مبني على ما ذكره سيبويه, ولذلك تجد مبحث المخارج والصفات داخل عند النحوييين والصرفيين في باب الإدغام كما فعل سيبويه والمبرد وابن عصفور وغيرهم.
فهذه المباحث تتعلق باللغة العربية عموما ويدخل تحتها ألفاظ القرآن وغيرها, وأما علم التجويد فله مباحث خاصة به تتعلق باللفظ القرآني وهذا هو الفرق الجوهري الذي يجعل علم التجويد مستقلا.
فمراتب القراءة, والمدود, والأحكام الناشئة عن مجاورة الحرف لآخر, والماءات, والاحترازات التي ينبغي أن لا يقع فيها القارئ أثناء النطق بالحرف وهذا من أوسع أبواب علم التجويد إذ إن مؤلفات المتقدمين غالبها في هذا الصنف, وكذلك التفخيم والترقيق, وكذلك أحكام التاءات, وأحكام الوصل والفصل, وكذلك الوقف والإبتداء, والأوجه الأدائية المتفق عليها بين القراء, وكذلك ضبط أحكام الإمالة والتقليل, وكذلك ما يتعلق بالحركات والسكنات, وكذلك تطبيق جميع الأحكام التجويدية في القراءة وهو ما يسمى بالتجويد العملي؛ فهذا كله جعل علم التجويد ينفصل عن علم اللغة العربية, وأصبح علما مستقلا بذاته.
ولذلك أخي الحبيب ألفت عشرات الكتب نظما ونثرا في علم التجويد, بل أصبح بعض العلماء يوصفون بالمجودين أو رأسا في التجويد, فلعل الصورة قد اتضحت عندك أخي الحبيب.
 
عودة
أعلى