مسائل محيرة في باب الصفات

إنضم
04/08/2006
المشاركات
133
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
فلسطين
السلام عليكم.
لما ذكر الحصري في أحكامه عن مكي بن أبي طالب في رعايته انه أوصل صفات الحروف إلى نيف وأربعين صفة علمنا أن باب الصفات لو فتح لقال كل مجتهد فيه ما يشاء، فمن مصيب مكتشف، ومن مصيب مقلد، ومن مخطئ. وإذًا لعلمنا أن باب الصفات كثير منه من نافلة الأمر.

فصفة اللين لا ندري ما الذي خص بها حروف المد وحرفي الواو والياء المفتوح ما قبلهما إلا اصطلاح بين جمع من أهل العلم، وإلا فالسين والثاء والفاء والشين وغيرها لينة.

وكذا أقول في الخفاء والانحراف، وكان يمكن بيان الانحراف في الراء في باب المخارج وأنها متصلة بمخرج اللام، وأمكن بيانه في اللام عند صفة التوسط إشارة إلى انحراف النفس إلى جانبي الفم.

والذي أعتمده من الصفات حاليًّا في تدريس طلابي الاستعلاء والاستفال والإطباق والانفتاح والجهر والهمس والشدة والرخاوة والتوسط.. والقلقلة والصفير والتكرار والتفشي والاستطالة والغنة.. وذلك لشدة وضوح هذه الصفات في حروفها وشدة تعلقها بالأداء والإتقان.. اللهم إلا ما كان من الصاد والضاد والظاء في الإطباق، فإن الإطباق فيها لا يقع فيه الخطأ، ولو وقع لم يظهر للشيخ لأنه متلازم مع الاستعلاء، إنما يتبين ذلك في الطاء لشدة إطباقها، فإن الإخلال به يتضح مستقلا عن صفة الاستعلاء.

أرجو التعليق والتوجيه من أهل العلم الأفاضل.
 
ما أشرتَ إليه فكرةٌ جميلةٌ، وأراها صائبةً، وهي أنْ تُدرَس صفاتُ الحروفِ التي لها أثرٌ في التطبيقِ والأداءِ العملي، ويُترك ما عداها مما لا يجاوزُ الكلامَ النظريَّ.
ولذلك أمثلةٌ ظاهرةٌ لكلِّ دارسٍ للتجويدِ.
وللحديث بقيةٌ إن شاء الله.
 
أخي الكريم... لقد أحببتُ مشاركتك في هذا الموضوع؛ رغم أنك إنما تنتظر آراء أهل العلم فيما طرحتَ, ولكن طرحك هذا حمسني لنثر ما بجعبتي من إشكالات مماثلة؛ لعلنا نحظى بمن يناقشها أو يبينها لنا من العارفين بعلم التجويد, وأرجو أن يدور نقاش مثمر في هذا الموضوع لشدة الحاجة إليه.
وبالنسبة لي.. وبحكم انغماسي في تدريس التجويد ـ وخاصة تدريس معلمات القرآن الكريم ـ أشعر أن بعض المعلومات التي أشرحها (والمختارة في كتب وملازم التجويد الخاصة بالجمعيات الخيرية) لستُ مقتعة بها تمام الاقتناع؛ بل أؤديها تأدية الواجب, وفي بعض الدورات المتقدمة ـ التي تتميز بوجود نخبة متميزة من معلمات القرآن ـ لا أملك نفسي؛ فتراني أتحدث عن بعض هذه الملاحظات والإشكالات.
ولعل من تلك الملاحظات ما تفضلتَ بذكره....... فأنا أوافقك الرأي يا أخي الكريم في أن هناك بعض الصفات التي ليستْ على قدر كاف من الوضوح, وبعضها لا علاقة له بالأداء لا من قريب ولا من بعيد. ولعل أوّل هذه الصفات: الإصمات والذلاقة, وكم يصعب على متعلم التجويد أن يضعها بجانب بقية الصفات الأصلية التي لها ضد. ثم وبعد محاولة إقناعه أنها لا دخل لها في الأداء لكن لابد من ذكرها؛ تراه يقبل ذلك على مضض.
وأما تعليقك على الانحراف ففي محله, فلا داعي لاعتباره صفة مادام أنه متعلق بالمخرج. مع أن لي أيضا تحفظ على ذكر الانحراف في مخرج كل من اللام والراء.
ولا أدري ما الداعي إلى ذكره؟؟ فإذا كانت اللام منحرفة من أدنى إحدى حافتي اللسان إلى طرفه؛ فلم لا نذكر أنها تخرج من حيث انتهى بها الانحراف دون تفصيل؟؟!!, ولم نحدد أصلا أنها من أدنى إحدى حافتي اللسان وليس أدنى الحافتين معا؟؟!! وكذلك الراء: فهي تخرج من طرف اللسان بانحراف إلى ظهره ..... الخ, لماذا لا نكتفي بأن نقول: ظهر طرف اللسان مع ما يليه من لثة الثنيتين العلويتين بارتعاد؟؟!!
وكذلك لا حظ ـ أخي الكريم ـ حين نقرأ الراء المفخمة من مخرجها الصحيح (حيث تكرر) ثم نتبعها بالراء المرققة (المكررة أيضا)؛ (أَرْ ـ إِرْ) سنجد اختلافا واضحا في المخرج, فالراء المرققة متقدمة في المكان الذي ترتعد فيه على اللثة عن الراء المفخمة, فإن قلتَ: لعل السبب هو التفخيم الذي يتطلب تجويفا في الفم وربما شيئا من ارتفاع اللسان سأقول: لكن هذا الكلام لا ينطبق على اللام؛ فمخرج اللام المفخمة هو ذاته مخرج المرققة, فما العلة إذن؟ ولماذا لا نذكر هذه الملاحظة للمتعلمين؟؟!!
وهناك ملاحظة أخرى بالنسبة لمخرج الحروف الحلقية؛ فلم لا تعامل معاملة بقية الحروف فنحدد المكان مع ما يحاذيه من .... , البعض قد يقول: مع ما يحاذيه من جدار الحلق؟؟!!! أتعنين أن حروف الحلق تخرج بالتعاون مع مكان آخر؟؟!!!
أقول: نعم, حروف أقصى الحلق تخرج مع مايحاذيها من الجهة المقابلة من أقصى الحلق وكذلك وسط الحلق وأدناه, لكننا لا نشعر بهذا الأمر في أقصى الحلق لكنه قد يتضح مع وسطه ويتضح جليا مع أدناه, وأظن أننا كثيرا ما نسمع بعض الطلاب يقرؤون حرف الخاء بثقل؛ فنصحح للطالب ذلك فنقول له: لا تكثر الاحتكاك بالمخرج!! احتكاك ماذا بماذا؟؟!! هذا دليل على أن هناك تعاون من مكان آخر يحاذي المخرج أثناء خروج الحرف, وكذلك العين, تسمع البعض يقرأها مكتومة ودون توسط, أو ما نسميه بالبعبعة, لماذا لأنه يغلق المخرج!!! كيف يغلقه؟؟!! هذا دليل أيضا على ما أُشيرُ إليه. وجرب ذلك مع الغين أيضا. وهذه الملاحظات لا نجد لها تفسيرا في كتب التجويد بصفة عامة.
ولعل أقرب توضيح سمعته من أحد الأطباء هو أن للسان جزء ممتد داخل الحلق, وعلى هذا فمنطقي جدا أن هذا الجزء هو الذي يتحرك ليغلق الحلق عند الحروف الحلقية, فإن ثبت هذا فإن جميع الحروف باستثناء ( ب, و, ف, م) وكذلك (حروف المد الثلاثة) تخرج من اللسان!!!
لستُ أدري من بيده أن يؤكد لنا أمورا كهذه؟؟ بل من سيسمح لنا أصلا بمناقشة ثوابت في علم التجويد؟؟
(وبما أنني طرقتُ هذا الموضوع فلأفرغ ما بجعبتي وليحدث ما يحدث والله المستعان!! )
هناك مخرج (ي ، ش) وأنا لستُ على قناعة تامة بأنهما من وسط اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى, بل الأقرب إلى ظني أن الياء مثلا من وسط حافتي اللسان مع ما يحاذيهما من الأضراس العليا, والدليل أنه بإمكاننا أن نخرج الياء من الجهة اليسرى مرة ومن الجهة اليمنى مرة أخرى, وإذا جربتَ ذلك فاستطعتَ إخراجها من الجهة اليسرى مرة ثم من اليمنى في مرة أخرى فإن ذلك يعني أن الحنك الأعلى لا دخل له أبدا. ومعلوم أن ما يوازي وسط اللسان من الحنك الأعلى هي منطقة غائرة محززة.
ودون أن نخوض في صحة مخرج الياء الذي خمنتُه من عدمه؛ دعونا نتفق أولا أن المخرج المعروف غير دقيق, فحينما نقول في مخرج الطاء أنه يخرج من ظهر طرف اللسان مع التصاقه بأصول الثنايا العليا فإننا نعني حقا التصاقه بتلك المنطقة, وحين نقول في مخرج القاف أنه يخرج من أقصى اللسان مع ما فوقه من الحنك الأعلى فإننا نعني حقا خروجه من تلك المنطقة, وكذلك النون والراء والكاف و......الخ فلماذا تُكسر القاعدة مع الياء والشين فنقول: أنهما يخرجان من وسط اللسان مع ما فوقه من الحنك الأعلى؛ بينما نحن نرفع اللسان لكنه لا يصل إلى ما فوقه من الحنك الأعلى كما في حرف الجيم مثلا. وعلى أية حال لستُ جازمة في تخميني لمخرج الياء.. لكن الذي أجزم به أن مخرجها المعروف في كتب التجويد غير دقيق أبدا.
ومحصلة هذا كله هو أنني أميل أحيانا لمن يجعل لكل حرف مخرجا خاصا به لأن هذا أكثر دقة.
وختاما... تبقى كل إشكالية مما ذكرتُ هي وجهة نظر قابلة للنقاش, وقابلة للأخذ والعطاء والإقناع. فلستُ أتعصب لرأيي أو أبنيه على ظن ما دام هناك حجج تبطله.
وفقنا الله وإياكم للصواب وجزاكم الله خيرا على هذا الطرح المهم... ِ

 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم أثلجتم صدري وطمأنتم بالي..
الأخت بنت إسكندراني.. كلام طيب.
أقول: لم أذكر الإذلاق والإصمات في كلامي لكونها أولى من غيرها بالاستبعاد في باب الصفات.

فنقول: أنهما يخرجان من وسط اللسان مع ما فوقه من الحنك الأعلى؛ بينما نحن نرفع اللسان لكنه لا يصل إلى ما فوقه من الحنك الأعلى كما في حرف الجيم مثلا.
صدقتم، هذا في كثير من كتب التجويد.. لكن المحققين ممن صنفوا في الفن كالمرعشي في جهد المقل ذكروا أن هذا التعبير لا يراد به حرفيته.. وبالجملة فإن كثيرًا من عبارات كتب التجويد تنقصها الدقة كما يقال في مخرج النون طرف اللسان مع لثة الثننايا العليا، ويهمل ذكر مخرج الغنة التي هي في أصل جسم النون..
والكلام في هذا كثير..

بارك الله فيكم..
نرجو رؤية مزيد من التعقيب.
 
عودة
أعلى