مسائل في المجاز (3) والعرب تعرف : ((اللسان)) ولا تعرف : ((اللغة))

إنضم
26/12/2005
المشاركات
770
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
قال أبو بكر الجصاص في كتابه: ((الفصول في الأصول)) : ((وقال الله تعالى: {بلسان عربي مبين} يعني بلغة؛لأن اللغة بالِّلسان تظهر)) انتهى بلفظه.

قلت: وكل ذلك لم يكن بل خطأ على العربية هو....

والعرب يقولون : لسان القوم،ولسان العرب،ولسان عربي،ولا يقولون: لغة القوم،ولا لغة العرب،ولا لغة عربية،وليس ذلك من كلامهم.

وقول من قال : ((اللغة)) = خطأ على العرب كله وإنما هو من كلام المتكلمين والناقلين لكتب الفلاسفة ....فما كانت العرب تسميه لساناً صار أولئك المتكلمون يسمونه : لغة..ثم كثر لفظ اللغة في كلام الخاصة والعامة...وهو لسان محدث مولد،وليس بلسان العرب الذي نزل القرآن به...

فأبو بكر الجصاص المعتزلي...استبدل بلفظ محدث مولد اللفظ العربي وهو اللسان....

ثم زعم أن اللفظ الذي لم تكن العرب تعرفه ولا تتكلم به (اللغة) هو الحقيقة،وهو أصل الوضع،وأن اللفظ العربي الذي كانت العرب تتكلم به (اللسان) هو المجاز المنقول إلى غير ما وضع له (!!!)

والعرب يقولون اللسان يعنون به ذلك اللحم الذي في الفم ،ويقولون اللسان يعنون به كلام كل قوم الذي يعقلونه ويتكلمون به،ولا ندري بأي ذلك تكلموا أولاً،ولا سبيل إلى العلم به.

ولا يذكر لفظ اللسان في كلامهم إلا وفي كلام المتكلم أو أنبائه ما يبين ما أراده به...


فقول الجصاص وغيره إن لفظ اللسان وضع في أصل اللغة لذلك اللحم الذي في الفم وهو حقيقة في ذلك اللحم مجاز في غيره،وهو يدل على ذلك اللحم من غير قرينة ولايدل على الكلام الذي يُنطق به إلا بقرينة كل ذلك زعم باطل لا حجة لهم به
 
[


والعرب يقولون : لسان القوم،ولسان العرب،ولسان عربي،ولا يقولون: لغة القوم،ولا لغة العرب،ولا لغة عربية،وليس ذلك من كلامهم.

وقول من قال : ((اللغة)) = خطأ على العرب كله وإنما هو من كلام المتكلمين والناقلين لكتب الفلاسفة ..

[ [/COLOR][/SIZE][/B][/CENTER]


[align=center]الحمد لله

جاء في صحيح البخاري 6227

حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ ـ رضى الله عنها ـ قَالَتْ أَرَادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَنْفِرَ فَرَأَى صَفِيَّةَ عَلَى باب خِبَائِهَا كَئِيبَةً حَزِينَةً لأَنَّهَا حَاضَتْ فَقَالَ ‏"‏ عَقْرَى حَلْقَى ـ لُغَةُ قُرَيْشٍ ـ إِنَّكِ لَحَابِسَتُنَا ‏"‏ ثُمَّ قَالَ ‏"‏ أَكُنْتِ أَفَضْتِ يَوْمَ النَّحْرِ ‏"‏‏.‏ يَعْنِي الطَّوَافَ قَالَتْ نَعَمْ‏.‏ قَالَ ‏"‏ فَانْفِرِي إِذًا ‏"‏‏.‏

وفي صحيح مسلم 2005 - 5315 -

وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ أَنْصِتْ ‏.‏ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغِيتَ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ أَبُو الزِّنَادِ هِيَ لُغَةُ أَبِي هُرَيْرَةَ وَإِنَّمَا هُوَ فَقَدْ لَغَوْتَ


5315 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، حَدَّثَنِي زَاذَانُ، قَالَ قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ حَدِّثْنِي بِمَا، نَهَى عَنْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الأَشْرِبَةِ بِلُغَتِكَ وَفَسِّرْهُ لِي بِلُغَتِنَا فَإِنَّ لَكُمْ لُغَةً سِوَى لُغَتِنَا ‏.‏ فَقَالَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْحَنْتَمِ وَهِيَ الْجَرَّةُ وَعَنِ الدُّبَّاءِ وَهِيَ الْقَرْعَةُ وَعَنِ الْمُزَفَّتِ وَهُوَ الْمُقَيَّرُ وَعَنِ النَّقِيرِ وَهْىَ النَّخْلَةُ تُنْسَحُ نَسْحًا وَتُنْقَرُ نَقْرًا وَأَمَرَ أَنْ يُنْتَبَذَ فِي الأَسْقِيَةِ ‏.‏

وفي المسند 4944 - 7030

4944 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، وَابْنُ، جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ زَاذَانَ، قَالَ قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ أَخْبِرْنِي مَا، نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْأَوْعِيَةِ وَفَسِّرْهُ لَنَا بِلُغَتِنَا فَإِنَّ لَنَا لُغَةً سِوَى لُغَتِكُمْ قَالَ نَهَى عَنْ الْحَنْتَمِ وَهُوَ الْجَرُّ وَنَهَى عَنْ الْمُزَفَّتِ وَهُوَ الْمُقَيَّرُ وَنَهَى عَنْ الدُّبَّاءِ وَهُوَ الْقَرْعُ وَنَهَى عَنْ النَّقِيرِ وَهِيَ النَّخْلَةُ تُنْقَرُ نَقْرًا وَتُنْسَجُ نَسْجًا قَالَ فَفِيمَ تَأْمُرُنَا أَنْ نَشْرَبَ فِيهِ قَالَ الْأَسْقِيَةُ قَالَ مُحَمَّدٌ وَأَمَرَ أَنْ نَنْبِذَ فِي الْأَسْقِيَةِ‏.‏

7030 قَالَ قُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ سَمِعْتُ أَبَا الزِّنَادِ، يُحَدِّثُ عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ أَنْصِتْ فَقَدْ لَغَيْتَ قَالَ سُفْيَانُ قَالَ أَبُو الزِّنَادِ هِيَ لُغَةُ أَبِي هُرَيْرَةَ‏
.‏ [/align]

أرجو أن تتأمل هذه الاحاديث فقد يكون فيها ما يتعلق بالموضوع ....

وقد أخذتها بمحرك البحث في موقع الايمان..

فإن كان الذي فهمته من كلامك هو ما تقصده فإن كلمة اللغة ليست مولدة بل هي عربية و ليست من كيس المتكلمين و

الفلاسفة.

و ان لم يكن هذا قصدك فأرجو المعذرة.
 
تأكيداً لما ذكره أخونا المجلسي الشنقيطي من أن لفظ اللغة معروف مستعمل عند الأوائل وليس بمولد
أذكر من الشواهد الشعرية
قول ذي الرمة:
من الطنابير يزهي صوته ثمل = في لحنه عن لغات العرب تعجيم

وقول الكميت بن زيد:
لهم لغة تبيّن مَن أبوهم = مع الغرر الشوادخ والحجول
 
[align=center]أحسن الله إليك أخي المجلسي ولا حرمنا الله من مذاكرتك....

أما اللغة في كلام العرب فتعني لسان القوم يخالفون به غيرهم من أهل اللسان نفسه....

ويستعمل بعض العرب مكانها لفظ: اللحن

وهي التي ترادف في لسان المولدين لفظ: اللهجة ،ولفظ اللهجة في الدلالة على هذا المعنى لفظ مولد...واللفظ العربي الصواب مكانه هو لفظ: اللغة أو اللحن...

أما اللغة التي في كلام الجصاص وغيره وتكون بمعنى (الكلام) فهو لفظ مولد أخذوه من اليونانية القديمة وأصله فيها (LOGIC)....

ولفظ اللغة في كلام العرب ليس هو بمعنى (اللسان) أو (الكلام) وإنما معناه: لسان القبيلة المعينة أو الفئة المعينة يخالفون به غيرهم من أهل اللسان نفسه ،وهو مع هذا استعمال نادر عندهم...

فاختلاف دلالة الألفاظ ،أو اختلاف الألفاظ الدالة من زمان إلى زمان هو اختلاف ألسنة...

واختلاف ذلك بين أهل الزمان نفسه وأهل اللسان نفسه هو اختلاف لغات ويسميه المحدثون: اختلاف لهجات[/align]...
 
ثم رأيت مشاركة أخينا عبد العزيز الداخل وفي شواهده الكريمة ما يؤيد ما ذكرت من استعمالهم لفظ اللحن مكان لفظ اللغة وكل ذلك على معنى ما ذكرت...فجزاه الله خيراً..


والكلام في التوليد والعربية ليس هو على الألفاظ فيقال: لفظ معروف عندهم....وإنما هو على الألفاظ الدالة على المعاني....فيقال: هل استعملوا هذا اللفظ في الدلالة على هذا المعنى (؟؟؟)

ولذلك كان احتراس أخي المجلسي ألذ في سمعي ....
.
 
قارن قولك هذا مع قولك في أول الموضوع

; قال:
والعرب يقولون : لسان القوم،ولسان العرب،ولسان عربي،ولا يقولون: لغة القوم،ولا لغة العرب،ولا لغة عربية،وليس ذلك من كلامهم.

وفقك الله للعلم النافع
 
قارن قولك هذا مع قولك في أول الموضوع



وفقك الله للعلم النافع

[align=center]قارنتُه فإذا هو متآلف غير مختلف....وقد يعيب المرء الكلام يظنه على غير وجهه فإذا طلب صوابه من كاتبه انتفع....فالمشكل في الفهم لا في نفس الأمر....

أدام الله توفيقك وسعادتك....
[/align]
 
استعمال اللغة بمعنى اللسان، وكذلك استعمال اللسان بمعنى اللغة كلاهما صحيح معروف في كلام العرب، وعليه وقع الاتفاق من أهل اللغة، فلا أعرف بينهم خلافا في ذلك، ومن كان عنده نقل عن أحد أهل اللغة يخالف ذلك فليتفضل بذكره.

ويكفي في ذلك ما جاء عن الصحابة أن القرآن نزل بلسان قريش.
وتقول العرب: هذا بلغة السودان، وبلغة الحبشة، ونحو ذلك.

وينظر هنا:
http://vb.tafsir.net/showthread.php?p=48861
 
شكر الله لأخينا أبي فهر السلفي

وتعليقًا على مداخلات الأخوة الكرام، أرى أن نعود إلى القرآن العظيم، وننظر فيه، ففيه الاستعمال الأنسب والكلمة الأفصح. وهي "لسان" وليس "لغة" . وكفى بقول ربّ العزّة هدىً وسدادا.
 
عودة
أعلى