لدي مسألة أشكلت علي وأسأل الله عز وجل أن أجد الإجابة لديكم..
نص المسألة..
لاشك لدينا في أن التعلق بالأبراج محرم ..ويدخل في علم التنجيم ..ولكن السؤال..كيف يرد عن المحّاج الذي يرى أن هذا العلم ينقسم إلى قسمين..
1/قسم محرم وهو قسم النبوءات ..
2/قسم جائز وهو ما يتعلق بالاستدلال بالأبراج على الشخصية..
أي أن الاستعانة بالأبراج في تحليل الشخصية لا حرمة فيه..لأن ذلك يتم بالعلم والدراسة..!!
ويرى المحّاج أن هذا القسم يقاس على :
1/ صوم المسلم للأيام البيض فقد أثبت العلم أن للقمر تأثير على سوائل جسم الإنسان فإذا كان للقمر تأثير على جسم الإنسان بتسخير من الله..وحثنا الرسول على صيامه لعلة قد ظهرت...
فيقاس على نجم القمر بقية النجوم الأخرى..من حيث التأثير في شخص الإنسان..
2/ قولنا بتأثير النجوم في صفات الإنسان وشخصياته..كفعل الأولين وقولهم أن مواليد الشتاء صفاتهم كذا وكذا ومواليد الصيف صفاتهم كذا وكذا..وماقمنا به لا يعد بدعاً من القول فقد أخذنا قولهم وقمنا بدراسته..
وما الرد على من يحتج بقول ابن حزم.. ( ولدت بقرطبة في الجانب الشرقي في ربض منية المغيرة ، قبل طلوع الشمس آخر ليلة الأربعاء ، آخر يوم من رمضان سنة أربع وثمانين وثلاث مائة ، بطالع العقرب ، وهو اليوم السابع من نوفمبر . )
فذكره لبرج العقرب دليل على اهتمامه به..وبدراسة شخصيته نجد فيه العديد من صفات مواليد هذا البرج..
كيف يمكن الرد عليهم برد مؤصل من القرآن والسنة..يبين عدم جواز هذا الفعل؟؟
علماً بأنني بحثت في القول المفيد على كتاب التوحيد..
ولم أستطع أن أقول أن هذه المسألة تندرج تحت علم التأثير..فهم لا يعتقدون بأنها مؤثرة فاعلة بمعنى أنها تخلق الحوادث والشرور..
ولا يستدلون بحركاتها وتنقلاتها على علم الغيب..من حيث السعادة والشقاء..
اختلاف الأفراد في الطباع مع وحدة " الأبراج " ينفي تأثيرها المدعى ، و ما بني على باطل
اختلاف الأفراد في الطباع مع وحدة " الأبراج " ينفي تأثيرها المدعى ، و ما بني على باطل
الأخ الفاضل جزاك الله خيرا على اهتمامك بكشف تلك الشبهة التي عرضت ، و إزالة ذلك الإشكال ،
و ليس هناك إشكال في تلك المسألة إن شاء الله و يسًًًًًًر و أعان :
فأولا : ما دام ذلك المحاجَ (يرى أن هذا العلم [ يعني : علم الأبراج ، كما ذكر ] ينقسم إلى قسمين..
1 / قسم محرم : وهو قسم النبوءات
....
فهم لا يعتقدون بأنها مؤثرة تخلق الحوادث والشرور....
ولا يستدلون بحركاتها وتنقلاتها على علم الغيب..من حيث السعادة والشقاء ) .
أما ثانيا : فقوله : (2 / قسم جائز : وهو ما يتعلق بالاستدلال بالأبراج على الشخصية..
أي أن الاستعانة بالأبراج في تحليل الشخصية لا حرمة فيه..لأن ذلك يتم بالعلم والدراسة..!! ) .
- 1 - و قبل النظر في حكم ذلك الاستدلال و تلك الاستعانة بالأبراج على تحليل الشخصية ينبغي النظر أولا في مسألة تأثير تلك الأبراج في تلك الشخصية ،
أي : * هل للأبراج تأثير – بتسخير من الله - في شخصية الإنسان ؟
- هذا محل بحث و موضع نظر ، و يحتاج إلى دليل على إثباته.
- و عليه، فاحتجاجهم و قولهم ::(قولنا بتأثير النجوم في صفات الإنسان وشخصياته..كفعل الأولين وقولهم أن مواليد الشتاء صفاتهم كذا وكذا ومواليد الصيف صفاتهم كذا وكذا..وماقمنا به لا يعد بدعاً من القول فقد أخذنا قولهم وقمنا بدراسته..) لا حجة لهم فيه إذ لم يثبت بدليل ، و لا نسلمه ، هذا من ناحية ،
- 2 – و من ناحية أخرى حجتهم تلك حجة داحضة حسا و مشاهدة ، و يبطلها الواقع المشهود ،
- فاختلاف الأفراد في الطباع و الصفات الشخصية و الخلقية – بضم الخاء – من ذوي " البرج " الواحد أمر محسوس و معلوم ، لا ينكره أحد ،
- و اختلاف الطباع و الصفات الشخصية مع وحدة " البرج " ينفي أي تأثير " للبرج " في تلك الصفات و الطباع ،
- فلو صح القول بذلك التأثير لتوحدت صفات و طباع كل الأفراد المولودين في " البرج " الواحد ، و هو ما لم يقع أبدا و قطعا ، فبطل ذلك القول بالتأثير.
- 3 – و أما قياسهم على صيام الأيام البيض : فلا وجه للقياس بأي حال ، لعدم وجود العلة الجامعة بينهما ، و المماري عليه الدليل ،
- 4 – كما اعتلوا بعلة لم يثبت بها نص ، و لم يقم عليها دليل ،
- فما قولهم و تعليلهم للصيام الوارد في الأحاديث التالية :
- ما رواه أصحاب السنن و صححه ابن خزيمة من حديث ابن مسعود " أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يصوم ثلاثة أيام من غرة كل شهر " ،
- و ما روى أبو داود و النسائي من حديث حفصة " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام : الإثنين و الخميس و الإثنين من الجمعة الأخرى "،
- و ما أخرجه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ما يبالي من أي الشهر صام "
- ذكرهم ابن حجر في " الفتح " - ؟
- 5 – و أما تعللهم و تعلقهم بما نسب لابن حزم : فلا حجة لهم فيه لما احتجوا له ، فقوله : ( ولدت .....بطالع العقرب ...) لا يستفاد منه اهتمامه به ، و إنما هو ذكر لزمن مولده .
- و " العقرب " – على ما ذكر المفسرون – أحد بروج السماء الإثنى عشر ، و هي منازل الكواكب و الشمس و القمر . يسير القمر في كل برج منها يومين و ثلث يوم ، فذلك ثمانية و عشرون يوما ، ثم يستسر ليلتين ، و تسير الشمس في كل برج منها شهرا . هذا ما ذكره القرطبي في تفسيره سورة " البروج " حكاية عن أبي عبيدة و يحيى بن سلام - على ما كان معروفا فى زمنهم .
- - فذكره ( طالع العقرب ) هو ذكر لزمن مولده مثل بقية ما ذكر . هذا على تقدير صحة النقل و العزو ، و إن كنت أشك فيه لذكر " نوفمبر " فهذا لم يكن معهودا لديهم ، و لعله لم يكن معروفا حينئذ أيضا ، و هذا لا يعنينا .
و أما قولهم : (وبدراسة شخصيته [ يعني ابن حزم ] نجد فيه العديد من صفات مواليد هذا البرج ) فقول متهافت ، و مقتضاه أن كل مواليد هذا البرج لهم صفات شخصية واحدة أو متماثلة ، و هذا لغو باطل ،
و لعل هذا هو مقصدهم من اختياره و ضربه مثلا لما يزعمون مما لا نعلم مرادهم منه .
*******************************
و على أي حال فقد بينّا بطلان القول بتأثير " الأبراج " في صفات و شخصية الإنسان ، وعليه فالقول بجوازه باطل ، و ما بني على باطل فهو باطل بلا ريب .
*و زعمهم هذا هو للتحايل لإشاعة الدجل و الخرافة ، فلا أحد من المخدوعين المهووسين بقراءة " الطالع " ومعرفة ما تشير إليه " الأبراج " يطالعها ليعرف منها صفاته الشخصية و طباعه – فهو أدرى بنفسه – و إنما يقصدونها كهانة و رجما بالغيب .
فلنحذر من تلبيس إبليس اللعين