محمد محمود إبراهيم عطية
Member
ماذا لو لم يُجْدِ الحوار ؟
سؤال يطرح نفسه في قضية ( الحوار ) : ماذا لو لم يُجْدِ الحوار ؟؟ وذلك أمر واقع تاريخًا ، متوقعٌ آنيًّا ؛ وأسبابه في التاريخ القديم لم تغب في العصر الحالي .. خاصة إذا كانت صفات الآخر الآن هي نفس صفات الآخر الأول من الكبر والتعالي والتعنت والظلم والاعتزاز بالقوة المادية التي أوتيها ومحاولة الهيمنة وفرض ما يريد بالقوة .
من هنا يمكن القول : إن الحوار بمعزل عن القوة - خاصة في عصرنا هذا - لا يؤتي الثمرة المرجوة مثل الحوار الذي تسانده القوة ، وقديمًا لما حاور الرسل أقوامهم كانت إجابتهم ما أخبر الله تعالى به المؤمنين : { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ } ( إبراهيم : 13 ) ، وقال قوم نوح لنبيهم وهو الذي لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا يدعوهم إلى الله تعالى بالحوار مستخدما كل وسائله وأساليبه : { قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ } ( الشعراء : 116 ) ؛ وأخبر الله تعالى عن عاد : { فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً } ( فصلت : 15 ) . وقال قوم لوط لنبيهم : { لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ } ( الشعراء : 167 ) ؛ وقال الملأ الذين استكبروا من قوم شعيب لنبيهم عيه السلام : { لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا } ( الأعراف : 88 ) ، و { قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ } ( هود : 91 ) ؛ وقال فرعون لنبي الله موسى عليه السلام بعد أن حاوره بالقول اللين والحجة الدامغة : { قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ } ( الشعراء : 29 ) ؛ بل قال للسحرة لما أن آمنوا بعدما رأوا البينات : { قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ } ( الشعراء : 49 ) . وكم قتل من الأنبياء على يد بني إسرائيل ؟!
فالظالم الطاغي المستبد القوي يحاور مستندًا إلى قوته ، فإن وجد نفسه محجوجًا مغلوبًا في الحوار لجأ إلى القوة لفرض رأيه وعقيدته ؛ فلابد لصاحب الحق أن يكون له قوة يستند إليها عند محاورته ليرد بها هذا العتو والطغيان ؛ قد قالها نبي الله لوط u لما يئس من حوار قومه : { قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ } ( هود : 80 ) .
من هنا فرض الله تعالى القتال على الأمة ليكون سبيلَ ردعٍ لهؤلاء المجرمين الذين رفضوا الحق ، ويريدون أن ينشروا باطلهم بالقوة ، ويَحُولون بين الحق ووصوله إلى الناس ؛ وكان من أوائل ما نزل في ذلك : { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ . الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } ( الحج : 39 ، 40 ) .
سؤال يطرح نفسه في قضية ( الحوار ) : ماذا لو لم يُجْدِ الحوار ؟؟ وذلك أمر واقع تاريخًا ، متوقعٌ آنيًّا ؛ وأسبابه في التاريخ القديم لم تغب في العصر الحالي .. خاصة إذا كانت صفات الآخر الآن هي نفس صفات الآخر الأول من الكبر والتعالي والتعنت والظلم والاعتزاز بالقوة المادية التي أوتيها ومحاولة الهيمنة وفرض ما يريد بالقوة .
من هنا يمكن القول : إن الحوار بمعزل عن القوة - خاصة في عصرنا هذا - لا يؤتي الثمرة المرجوة مثل الحوار الذي تسانده القوة ، وقديمًا لما حاور الرسل أقوامهم كانت إجابتهم ما أخبر الله تعالى به المؤمنين : { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ } ( إبراهيم : 13 ) ، وقال قوم نوح لنبيهم وهو الذي لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا يدعوهم إلى الله تعالى بالحوار مستخدما كل وسائله وأساليبه : { قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ } ( الشعراء : 116 ) ؛ وأخبر الله تعالى عن عاد : { فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً } ( فصلت : 15 ) . وقال قوم لوط لنبيهم : { لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ } ( الشعراء : 167 ) ؛ وقال الملأ الذين استكبروا من قوم شعيب لنبيهم عيه السلام : { لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا } ( الأعراف : 88 ) ، و { قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ } ( هود : 91 ) ؛ وقال فرعون لنبي الله موسى عليه السلام بعد أن حاوره بالقول اللين والحجة الدامغة : { قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ } ( الشعراء : 29 ) ؛ بل قال للسحرة لما أن آمنوا بعدما رأوا البينات : { قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ } ( الشعراء : 49 ) . وكم قتل من الأنبياء على يد بني إسرائيل ؟!
فالظالم الطاغي المستبد القوي يحاور مستندًا إلى قوته ، فإن وجد نفسه محجوجًا مغلوبًا في الحوار لجأ إلى القوة لفرض رأيه وعقيدته ؛ فلابد لصاحب الحق أن يكون له قوة يستند إليها عند محاورته ليرد بها هذا العتو والطغيان ؛ قد قالها نبي الله لوط u لما يئس من حوار قومه : { قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ } ( هود : 80 ) .
من هنا فرض الله تعالى القتال على الأمة ليكون سبيلَ ردعٍ لهؤلاء المجرمين الذين رفضوا الحق ، ويريدون أن ينشروا باطلهم بالقوة ، ويَحُولون بين الحق ووصوله إلى الناس ؛ وكان من أوائل ما نزل في ذلك : { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ . الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } ( الحج : 39 ، 40 ) .