مسألة في الإيمان بالقدر

إنضم
11/01/2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
67
الإقامة
الدوحة - قطر
يتذاكى البعض فيقول : إذا كان كل شيء بقدر ، فلم العمل إذًا ؟
ويُرد على هؤلاء بأسئلة : لماذا تحمل هذا على الطاعة فقط ؛ ولماذا لا تجريه على بقية الأعمال ؟
فإنه إذا قدر لك الشبع ، فلماذا تأكل ؟ وإذا قدر لك الري ، فلماذا تشرب ؟ وإذا قدر لك الولد ، فلماذا تتزوج ؟ وإذا قدر لك الثمرة فلماذا تزرع ؟
إن الله تعالى الذي قدر الأقدار قدر أسبابها ؛ فكما تُجري الأسباب على هذه الأمور ونحوها ، أجرها على أمور الطاعة والآخرة ؛ ولهذا قال ربنا جل ذكره : { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى . وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى . وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى . وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى } [الليل: 5 - 10] .
وبهذا أجاب النبي - صلى الله عليه وسلم ؛ ففي الصحيحين عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةٍ ، فَأَخَذَ شَيْئًا فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِ الأَرْضَ ، فَقَالَ : " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ، وَمَقْعَدُهُ مِنَ الجَنَّةِ " ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَفَلاَ نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا ، وَنَدَعُ العَمَلَ ؟ قَالَ : " اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ ، أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ ، فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ " ، ثُمَّ قَرَأَ : { { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى . وَصَدَّقَ بِالحُسْنَى }} الآيَات .
 
عودة
أعلى