أبو البراء مهدي
New member
- إنضم
- 29/12/2005
- المشاركات
- 13
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
[align=center]مسألة حول الطوفان[/align]
[align=center]بقلم: بسام جرار[/align]
1. القول بأنّ الطوفان قد عم الكرة الأرضية لا دليل عليه من قرآن أو سنة في حدود ما نعلم. أما التوراة التي كُتبت بعد موسى، عليه السلام، بقرون فتنص على ذلك. وقد تأثر عدد من أهل التفسير بما جاء في هذه التوراة.
2. إذا علم ذلك يمكن أن يرجح العقل بين الاحتمالات فنقول:
أ. معلوم أنّ نوحاً هو أول رسول أرسل إلى البشر، كما ورد في الصحيح. وهذا يعني أنّ البشرية لم تكن قد سكنت كامل الأرض، فلماذا يعم الطوفان الأرض كل الأرض؟!
ب. جاء في الآية 40 من سورة هود: "...قلنا احمل فيها من كلٍّ زوجين اثنين وأهلك... ومن آمن وما آمن معه إلا قليل".، وجاء في الآية 27 من سورة المؤمنون: " ...فاسلك فيها من كلٍّ زوجين اثنين وأهلك..."، فالله سبحانه يطلب من نوح، عليه السلام، أن يحمل في السفينة من كل زوجين اثنين، وهذا يُشعر بأنّ الطوفان سيعم الأرض ويهلك الكائنات. ويجاب عن هذا بأنّ قراءة حفص للآيتين تنوّن لفظة (كلٍّ). والتنوين هنا عوض عن مضاف إليه محذوف؛ أي احمل فيها من كلّ ما أمرتك أن تحمله زوجين اثنين. وهذا يشير إلى أنّ هناك أمراً سابقاً يحدد الأنواع التي ستحمل في السفينة من أجل أن يكون، عليه السلام، على استعداد في انتظار الاشارة لحمل هذه الأنواع. ومن المتوقع أن يكون مثل هذا الأمر للمحافظة على الأنواع التي تختص بها المنطقة التي ستغرق بماء الطوفان. أما الأنواع التي توجد في بقاع أخرى من الأرض فلا ضرورة لحملها لعدم احتمال انقراضها بالطوفان. ومثل هذا الاحتمال، الذي يفهم من قراءة التنوين- التي تُحمل عليها القراءة الأخرى- هو الأقرب إلى منطق الأشياء، لأنّ الأنواع الموجودة على اليابسة هي بالملايين، ولا يتصور امكانية جمعها جميعاً.
ت. تشير ظواهر النصوص القرآنية إلى أنّ البشرية قد تناسلت من المؤمنين الذين حُمِلوا مع نوح، عليه السلام، انظر مثلاً الآية الثالثة من سورة الإسراء:" ذرية من حملنا مع نوح..."، وانظر الآية 58 من سورة مريم:" أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح...". وتشير الآية 77 من سورة الصافات إلى أنّ من بقي بعد الطوفان هم ذرية نوح، عليه السلام:" وجعلنا ذريته هم الباقين". وهذا يعني أنّ القليل الذي آمن مع نوح، عليه السلام – بحسب الآية 40 من سورة هود- قد تزاوجوا مع أولاد نوح، بحيث يكون من بقي من البشر هم من ذريته، عليه السلام، من جهة الذكور أو من جهة الإناث.
ولكن كل ذلك لا يدل بشكل جازم على أنّ نوحاً هو الأب الثاني للبشرية، وإن كان هو القول هو المرجّح وفق ظواهر النصوص. أما القول بغير هذا الظاهر فلا دليل عليه، ولكنه احتمال أضعف من أن يكون قولاً.
3. جاء في الآية 37 من سورة الفرقان:" وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم...": هذه الآية نص في أنّ هناك أكثر من رسول كانوا مع نوح، عليه السلام. ولكنّ نوحاً كان أول من أرسل وبقي يدعوا قومه حتى أهلكوا بالطوفان. وهذا مألوف في النص القرآني، كما هو الأمر في إرسال هارون مع موسى، عليهما السلام، وكما ورد في سورة يس: " إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث.." يس: 14
[align=center]بقلم: بسام جرار[/align]
1. القول بأنّ الطوفان قد عم الكرة الأرضية لا دليل عليه من قرآن أو سنة في حدود ما نعلم. أما التوراة التي كُتبت بعد موسى، عليه السلام، بقرون فتنص على ذلك. وقد تأثر عدد من أهل التفسير بما جاء في هذه التوراة.
2. إذا علم ذلك يمكن أن يرجح العقل بين الاحتمالات فنقول:
أ. معلوم أنّ نوحاً هو أول رسول أرسل إلى البشر، كما ورد في الصحيح. وهذا يعني أنّ البشرية لم تكن قد سكنت كامل الأرض، فلماذا يعم الطوفان الأرض كل الأرض؟!
ب. جاء في الآية 40 من سورة هود: "...قلنا احمل فيها من كلٍّ زوجين اثنين وأهلك... ومن آمن وما آمن معه إلا قليل".، وجاء في الآية 27 من سورة المؤمنون: " ...فاسلك فيها من كلٍّ زوجين اثنين وأهلك..."، فالله سبحانه يطلب من نوح، عليه السلام، أن يحمل في السفينة من كل زوجين اثنين، وهذا يُشعر بأنّ الطوفان سيعم الأرض ويهلك الكائنات. ويجاب عن هذا بأنّ قراءة حفص للآيتين تنوّن لفظة (كلٍّ). والتنوين هنا عوض عن مضاف إليه محذوف؛ أي احمل فيها من كلّ ما أمرتك أن تحمله زوجين اثنين. وهذا يشير إلى أنّ هناك أمراً سابقاً يحدد الأنواع التي ستحمل في السفينة من أجل أن يكون، عليه السلام، على استعداد في انتظار الاشارة لحمل هذه الأنواع. ومن المتوقع أن يكون مثل هذا الأمر للمحافظة على الأنواع التي تختص بها المنطقة التي ستغرق بماء الطوفان. أما الأنواع التي توجد في بقاع أخرى من الأرض فلا ضرورة لحملها لعدم احتمال انقراضها بالطوفان. ومثل هذا الاحتمال، الذي يفهم من قراءة التنوين- التي تُحمل عليها القراءة الأخرى- هو الأقرب إلى منطق الأشياء، لأنّ الأنواع الموجودة على اليابسة هي بالملايين، ولا يتصور امكانية جمعها جميعاً.
ت. تشير ظواهر النصوص القرآنية إلى أنّ البشرية قد تناسلت من المؤمنين الذين حُمِلوا مع نوح، عليه السلام، انظر مثلاً الآية الثالثة من سورة الإسراء:" ذرية من حملنا مع نوح..."، وانظر الآية 58 من سورة مريم:" أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح...". وتشير الآية 77 من سورة الصافات إلى أنّ من بقي بعد الطوفان هم ذرية نوح، عليه السلام:" وجعلنا ذريته هم الباقين". وهذا يعني أنّ القليل الذي آمن مع نوح، عليه السلام – بحسب الآية 40 من سورة هود- قد تزاوجوا مع أولاد نوح، بحيث يكون من بقي من البشر هم من ذريته، عليه السلام، من جهة الذكور أو من جهة الإناث.
ولكن كل ذلك لا يدل بشكل جازم على أنّ نوحاً هو الأب الثاني للبشرية، وإن كان هو القول هو المرجّح وفق ظواهر النصوص. أما القول بغير هذا الظاهر فلا دليل عليه، ولكنه احتمال أضعف من أن يكون قولاً.
3. جاء في الآية 37 من سورة الفرقان:" وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم...": هذه الآية نص في أنّ هناك أكثر من رسول كانوا مع نوح، عليه السلام. ولكنّ نوحاً كان أول من أرسل وبقي يدعوا قومه حتى أهلكوا بالطوفان. وهذا مألوف في النص القرآني، كما هو الأمر في إرسال هارون مع موسى، عليهما السلام، وكما ورد في سورة يس: " إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث.." يس: 14