الصبحي العمري
New member
مشاهدة المرفق 9497
والحاصِلُ: أن هذا مما اشتهر وذاع عند المغاربة وقرأُوا به وأخذوه بأسانيدهم المتصلةِ عن أشياخِهم إفراداً وجمعاً إلى يومنا هذا، ولا وجهَ لرده وإنكارِه، والله تعالى أعلم.
[FONT=arabswell_1]مسألة:[/FONT]
اعلم أن الهمزةَ المبدلةَ ألفاً إما أن تقع في كلمةٍ أو في كلمتين، وإما أن يأتي بعدها ساكـنٌ أو متحركٌ؛
فإن وقع بعدها ساكنٌ فإنها تُمد مدا مشبعا، مثل: ﴿ولاَ تُوتُوا السُّفَهَآءَ امْـوَٰلَكُمُ﴾
وإن وقع بعدها متحركٌ، فذلك في ستة مواضع: موضعيْن في كلمةٍ، وأربعةِ مواضعَ في كلمتيْن:
[FONT=djadli_sarkha]أ ـ في كلمة:[/FONT]﴿ءَالِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ﴾بهود. و﴿ءَامِنتُم مَّن فِي السَّمَآءِ﴾بالْمُلْك.
[FONT=djadli_sarkha]ب ـ في كلمتين:[/FONT] ﴿جَآءَ اجَلُهُمْ﴾، ﴿جَآءَ احَدَكُمْ﴾، ﴿فِي السَّمَآءِ الَهٌ﴾، ﴿مِنَ السَّمَآءِ الَى الاَرْضِ﴾.
فقد اختلف أهلُ الأداءِ في المد فيه، فمنهم من نَّصَّ على المد الطبيعي فقط، وهذا مذهبُ المشارقةِ
كابن الجزري والجعبري والمتولي والسفاقصي والمارغني، وبعضِ المغاربة كالمنتوري وغيره.
وخالفهم المغاربةُ في ذلك، والمأخوذُ به عندنا في هذا الباب هو الأوجهُ الثلاثةُ على قاعدة تقدم الهمز عن حرفِ المد.
قال الإمام الداني:فإذا أبدلها جَعَلَ في اللفظ مدتيْن؛مدةً قبل الهمزة المحققة ـ يعني في مثل: ﴿جَآءَ اجَلُهُمْ﴾ ـ ومدةً بعدها، إلا أن الهمزةَ الثانيةَ في التقدير فيما كان متحركا بعدها كشطر المدة الأولى، لأنها عوضٌ من همزة ـ إيجاز البيان ـ
قال الشيخُ أبو زكرياءَ السملالي: ..وإن كان بعدها حركةٌ مُدَّتْ مدا متوسِّطاً على المشهور، ويجوز القصرُ والإشباعُ
ـ تحصيل المنافع ـ
قال ميمونُ الفخارُ: واختار بعضُهم الإشباعَ في هذيْن الموضعيْن، بالحمل على التسعةَ عَشَرَ ليجري النوعُ كلُّهُ على طريق واحدٍ، وهو: الإشباعُ.
وقال أبو عبدِ الله المجاصي: قولُ ابنِ بَري: (وَمُكِّنَتْ)، أي: زيد في مدها مشبعا إن كان بعدها ساكنٌ ..
إلا موضعَ هودٍ: ﴿ءَالِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ﴾ وفي الملك:﴿ءَامِنتُم مَّن فِي السَّمَآءِ﴾فإن المدَّ في هذيْن الموضعيْن متوسطٌ،
وقيل مشبعٌ ليجري الباب مُجرىً واحدا ـ شرحه على الدرر ـ
وقال الشيخُ إدريسُ الودغيري:إذا أبدل ورشٌ الثانيةَ ألفاً في هذا النوع وسكَّن ما بعدها فهو جارٍ على إشباعه فيه،
وإن تحرك فهو جارٍ على توسطه ـ التوضيح والبيان ـ
ونظم الشيخُ محمدٌ التهامي بنُ الطيب الفلاليهذا الحكمَ فقال:
فَإِنْ وَقَعَ الْحَرْفُ الْمُسَكَّنُ بَعْدَهَا ** فَـلاَ بُدَّ مِـنْإِشْبَاعِـهِ عَنْهُ قَـدْخَـلاَ
وَإِنْ وَقَـعَ الـتَّحْرِيـكُبَعْدُ فَحُكْـمُهُ ** بِفَاسَ جَرَى التَّوْسِيطُ أَخْذاً مُفَضَّلاَ