مزية الشيخ الشنقيطي

إنضم
03/04/2006
المشاركات
11
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
مزية الشيخ الشنقيطي:
لما وقت أمام هذه الشخصية العظيمة ,سألت نفسي قائلا: ما هي مزية هذا الشيخ التي استعمله الله بها؟ فكان الجواب سريعا :خدمة القرآن الكريم ---
لقد أقبل الشيخ الشنقيطي رحمه الله على القرآن الكريم دراسة وتدريسا وتأليفا وبيانا ودعوة ودفاعا, فأقبل عليه منزل القرآن الكريم هداية وتوفيقا.
وتتجلى خدمة الشيخ رحمه الله للقرآن الكريم من أمور منها:
1-الشيخ رحمه الله يرى أن علم القرآن الكريم هو الغاية وأن ما سواه إنما هو وسيلة إليه خادمة له, قال تلميذه البار الشيخ عطية سالم :[وكان اهتمامه بالعلم ,والعلم وحده , وكل العلوم عنده آلة ووسيلة, وعلم الكتاب وحده هو غايته]
وما كتابه أضواء البيان عنا ببعيد,فقد سخر الشيخ رحمه الله كل العلوم من الفقه وصوله والحديث وعلومه والعقيدة وقواعدها والسيرة وحوادثها واللغة ومباحثها -----وغير ذلك في خدمة القرآن وإيضاح معناه.
بل قال الشيخ رحمه الله عن السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام [ واعلم أن السنة كلها تندرج في آية واحدة من بحره الزاخر وهي قوله تعالى {وماءاتكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا-}]
2- الشيخ رحمه الله عكف على القرآن الكريم يدرس كل آية على حدة ويستقرأ كل ما قيل فيها, ويقارن بين الأقوال , ثم يرجح ما ظهر له
قال تلميذه الشيخ عطية سالم. قال الشيخ : ( لا توجد في القرآن آية قال فيها الأقدمون شيئا إلا حفظته )
وقال الدكتور محمد الخضر الناجي عن الشيخ [ إنه قال أمامي في إحدى الجلسات إنه درس المصحف من أوله إلى أخره ,ولم يترك منه آية إلا وعرف ما قاله العلماء فيها ....ولما قال له بعض الإخوان إن سليمان الجمل لم يقل هذا , قال :احلف لك بالله إني أعلم بكتاب الله من سليمان الجمل بكذا ؛ لأني أخذت المصحف من أوله إلى أخره , ولم تبق آية إلا تتبعت أقوال العلماء فيها , وعرفت ما قالوا ..]
3- الشيخ رحمه الله تعالى يقدس القرآن ولا يعارضه بعقول البشر , مع تضلعه من علم الكلام وأصوله وعلم المنطق وأقيسته , الشيخ ينقض بظاهر القران ما تأصل من علم الكلام والمنطق في عموم بلاده .
قال رحمه الله : [ ونحن نقول لكم هذا ونقرر لكم مذهب السلف على ضوء القران العظيم مع أن ما درسنا دراسة شديدا مثل علم الكلام والمنطق , وما تنفي به كل طائفة بعض من صفات الله , ونحن مطلعون على جميع الأدلة وعلى تركيبها التي نفي بها بعض الصفات , عارفون كيف جاء البطلان , ومن الوجه الذي جاء البطلان , واسم الدليل الذي ترد به , ولكن ذلك لا يليق في هذا المجلس الحافل ؛ لأنه لا يعرفه إلا خواص الناس , فبعد النظر العام الطويل في علم الكلام وما يستدل به طوائف المتكلمين , وما ترد به كل طائفة على الأخرى , و الأقيسة المنطقية التي رتبوها ونفوا بها بعض الصفات , ومعرفتنا من الوحي ومن نفس الكلام والبحوث والمناظرات كيف يبطل ذلك الدليل , ومن أين جاء الخطأ , وتحققنا من هذا كله , بعد ذلك كله تحققنا إن السلامة كل السلامة , والخير كل الخير في إتباع نور هذا القرآن العظيم , والاهتداء بهدي هذا النبي الكريم .....]
4- إن من أسباب بقاء الشيخ رحمه الله تعالى في المدينة المنورة هو رغبة في خدمة القران الكريم تفسيرا فبعد لقاء الشيخ رحمه الله بالشيخين ؛ الشيخ عبد الله بن زاحم رحمه الله والشيخ عبد العزيز بن صالح رحمه الله في المدينة ورغباه في المكوث في المدينة وبعد أمر الملك عبد العزيز بأن يقيم الشيخ في المدينة لينفع الناس
كان يقول رحمه الله تعالى :[ ليس من عمل أعظم من تفسير كتاب الله في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ]
5-الشيخ رحمه الله أكثر دروسه في تفسير القرآن الكريم :
-فسر القرآن الكريم في المسجد النبوي ثلاث مرات
- درس التفسير في دار العلوم في المدينة النبوية منذ عام(1369)إلى أن انتقل إلى الرياض عام(1371)
-درس التفسير والأصول منذ عام(1371) حينما افتتحت الإدارة العامة للمعاهد والكليات بالرياض معهدا علميّا
- درس التفسير والأصول في الجامعة الإسلامية منذ عام(1381) حينما افتتحت في المدينة النبوية حتى وافاه الأجل, كما درس آداب البحث و المناظرة
6- أغلب مؤلفات الشيخ رحمه الله في تفسير القرآن الكريم وعلومه
-أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن,وهو مدرسة عظيمة يقع في سبع مجلدات كبيرة , وهذا المؤلَّف لوحده يربو على كل ما كتبه الشيخ.
-منع جواز المجاز عن المنزل للتعبد والإعجاز
- دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب .
-بيان الناسخ والمنسوخ في آي الذكر الحكيم.
- فتوى (هل يشمل لفظ(المشركين) في القرآن أهل الكتاب؟.
- محاضرة (الإسلام دين كامل )وهي شرح لقوله تعالى{اليوم أكملت لكم دينكم },وقد ألقاها في المسجد النبوي عام(1378)بحضور ملك المغرب محمد الخامس.
7-إن السبب الذي حدا بالشيخ رحمه الله إلى تأليف كتابه الأضواء هو خدمة القرآن الكريم ودعوة الناس إلى الرجوع إليه تحاكما وتحكيما وتعلما واعتصاما, قال رحمه الله:[----- إن أكثر المنتسبين للإسلام اليوم في أقطار الدنيا معرضون عن التدبر في آياته غير مكترثين بقول من خلقهم{أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} لا يتأدبون بآدابه, ولا يتخلقون بما فيه من مكارم الأخلاق يطلبون الأحكام في التشريعات الضالة المخالفة له , غير مكترثين بقول ربهم {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} وقوله {يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا}, بل المتأدب بآداب القرآن المتخلق بما فيه من مكارم الأخلاق محتقر مغموز فيه عند جلهم إلا من عصمه الله فهم يحتقرونه واحتقاره لهم أشد---]
ثم قال [ أما بعد فإنا لما عرفنا إعراض أكثر المتسمين باسم المسلمين اليوم عن كتاب ربهم ونبذهم له وراء ظهورهم .وعدم رغبتهم في وعده ,وعدم خوفهم من وعيده؛ علمنا أن ذلك مما يعين على من أعطاه علما بكتابه أن يجعل همته في خدمته من بيان معانيه ؛ وإظهار محاسنه , وإزالة الإشكال عما أشكل منه وبيان أحكامه , والدعوة إلى العمل به ؛ وترك كل ما يخالفه---]
فرحم الله الشيخ رحمة واسعة
 
عودة
أعلى