مراتب المدود

سمير عمر

New member
إنضم
06/06/2012
المشاركات
623
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
53
الإقامة
مراكش المغرب
قال أبو الحسن القرطبي (ت 730ه): ولَمَّا كانت الزيادة المذكورة منْحَصِرة في ضِعْف المدةِ الطبيعية؛ - إذ لا مد عندهم فوق ألفين، - ذكر بعضُهم الاختلافَ المذكور على الطبقات الخَمْس في الزيادة على المدة الطبيعية؛ إذ بها تَثْبُت طبقاتهم المذكورة، ولئَلاَّ يُتَوهَّم أن الزيادة على مد الطبيعة غيرُ محصورةٍ، فذكر الاخْتِلاف في الزيادة تقريبا ومجازا.
وإنما الاختلاف على الحقيقة في مجْمُوع المدة، طبِيعِيِّها والزيادةِ عليه؛ إذ لا يصح أن يكون النطق بالألف الطبيعيِّ في قراءة التحقيق والتَّمَهُّل، مثلَ النطق به في قراءة الحدْر والإسْراع؛ لأنه مقَدَّر بالحركة، وهي الفتحة، أو بفتحتين، - كما زعم بعضهم - والحركاتُ في التَّمَهُّل والإسْراع غيرُ مُتَماثلة، فكذلك ما هو مُقَدَّر بها.
فالمزِيديُّ مقدر بالطَّبِيعي، والطَّبِيعي مقَدَّر بالحركةِ، والحركةُ مُخْتلفةٌ بحسب الإسْراع والتَّمَهُّل؛ إذ ليست حركة المستعجلِ كحركة البَطِيء.
 
هذا كلام نفيس نشكر الأخ سمير على إيراده ولا ندري متى بدأ العلماء يتوهمون أن الحركة هي "حركة الإصبع" بدل الفتحة والضمة والكسرة فيشرعون يقبضون السبابات ويبسطونها. ومنشأ التوهم التقليد. فالحركة المقصودة في قياس المد هي الفتحة مع الألف والضمة مع الواو والكسرة مع الياء فكل من هاتيك الحروف مقداره الطبيعي حركتان أي فتحتان او ضمتان او كسرتان.
 
شكر الله لكم يا أستاذ سمير،
وفي الملتقى موضوعات ذات علاقة، ويمكن الاستعانة بها في إثراء النقاش،
منها:
http://vb.tafsir.net/tafsir37001/#.VLkfzSusWVM
ومنها:
http://vb.tafsir.net/tafsir34459/#.VLkf4yusWVM
ومنها:
http://vb.tafsir.net/tafsir34264/#.VLkf1SusWVM
جزى الله خيرا أستاذنا الفاضل أيت عمران (مُفَهرِس ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه)
 
قال أبو الحسن القرطبي: ولا يكون المد الْمَزِيد، ـ وهو المشْبَع في كل طبقة منها ـ أزيدَ من ألفين، كما لا يكون المدُّ الطَّبيعي ـ فيها ـ أ نقصَ من ألف.
قال الحافظ أبو عمرٍو في كتاب الاقتصاد من تآليفه: « فإن قيل هل يكون مدٌّ مقدارُه دون ألفٍ، أو فوق ألفين؟ فذلك غير مُتَمَكِّن بالإجماع؛ وذلك أن القراء عبَّروا عن الهمزة الْمُلَيَّنة بأن مقدارها مقدارُ ألف، ومنعوا من إدْخال ألف بين الهمزتين في قوله "ءآمنتم به" في الأعراف، و"ءآلهتنا" في الزخرف، في مذهب من رأى ذلك في "ءأنذرتهم"، وبابِه، فكان ذلك أدلَّ دليل على أنه لا يكون مدٌّ مقدارُه دون ألف، أو فوق ألفين، فاعْلَمْ ذلك».
فاستدلالُه ـ رحمه الله ـ بما ذكر على أنه لا يكون مدٌّ فوق ألفين بَيِّنٌ، واستدلالُه على أنه لا يكون مد دون ألف من حيثُ إنه إذا كانت همْزَةُ بَيْنَ بَيْنَ عندهم مقدارَ ألف، مَعَ أن المدَّ الذي فيها يَسِيرٌ جدًّا؛ فما ظَنُّك بالألف الطبيعي في قراءة الحدْر؛ إذ لا شك أن المدَّ في "قال" وشبْهِه في قراءة الحدْر أطولُ من المد الذي في همزة بَيْنَ بَيْنَ، وما دونه إلا القصرُ، وهو ترك المد رَأْسًا، فيَسْقط حرف المد من اللفظ. فالمد، وإن قلَّ فلا يقدَّر بأقل من ألف.
 
قال ابن القصاب في تقريب المنافع ـ تحقيق أخينا الأستاذ محمد بن عبد الله البخاري ـ : أما مبدأ المد وأدناه فألف، والدليل على ذلك أن القراء يعبرون عن الهمزة المسهلة بأن مقدارها مقدار ألف؛ إذ لو كان ما دون ألف لعبروا عنه بذلك .. ثم نقل كلام أبي عمرو الداني.
ثم قال: وأما غاية المد وأقصاه فألفان، ولا تمكن الزيادة عليها، والدليل على ذلك ترك إدخال ألف بين الهمزتين في " ءآمنتم به" و"ءآلهتنا" ..
 
عودة
أعلى