مذاهب القراء في الوقف والابتداء كما أثبتها ابن الجزري في النشر , هل هنالك من أَصَّلها

إنضم
20/01/2006
المشاركات
1,245
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
المدينة المنورة
في كتاب النشر للإمام ابن الجزري رحمه الله جاء بجملةٍ أورد فيها مذاهب القراء في الوقف والابتداء على وجه الإجمال , وتوالى من صنفَ بعدهُ - ممن وقفتُ على كلامه عن اتجاهات الوقف عند القراء - على نقل كلامه رحمه الله تعالى .
قال رحمه الله:
(لابد من معرفة أصول مذاهب الأئمة القراء في الوقف والابتداء ليعتمد في قراءة كل مذهبه، فنافع كان يراعي محاسن الوقف والابتداء بحسب المعنى كما ورد عنه النص بذلك. وابن كثير روينا عنه نصاً أنه كان يقول: إذا وقفت في القرآن على قوله تعالى: (وما يعلم تأويله إلا الله، على قوله: وما يشعركم، وعلى: إنما يعلمه بشر) لم أبال بعدها وقفت أم لم أقف.
وهذا يدل أنه يقف حيث ينقطع نفسه، وروى عنه الإمام الصالح أبو الفضل الرازي: أنه كان يراعي الوقف على رؤوس الآي مطلقاً ولا يتعمد في أوساط الآي وقفاً سوى هذه الثلاثة المتقدمة، وأما أبو عمرو فروينا أنه كان يتعمد الوقف على رؤوس الآي ويقول هو أحب إلي.

وذكر عنه الخزاعي أنه كان يطلب حسن الابتداء، وذكر عنه أبو الفضل الرازي: أنه يراعي حسن الوقف.
وعاصم ذكر عنه أبو الفضل الرازي أنه كان يراعي حسن الابتداء، وذكر الخزاعي أن عاصماً والكسائي كانا يطلبان الوقف من حيث يتم الكلام، وحمزة اتفقت الرواة عنه أنه كان يقف بعد انقطاع النفس، فقيل لأن قراءته التحقيق والمد الطويل فلا يبلغ نفس القارئ إلى وقف التمام ولا إلى الكافي وعندي أن ذلك من أجل كون القرآن عنده كالسورة الواحدة فلم يكن يتعمد وقفاً معيناً، ولذلك آثر وصل السورة بالسورة فلو كان من أجل التحقيق لآثر القطع على آخر السورة.
والباقون من القراء كانوا يراعون حسن الحالتين وقفاً وابتداءً، وكذا حكى عنهم غير واحد منهم الإمامان أبو الفضل الخزاعي، والرازي رحمهما الله تعالى
).


وسؤالي هنا عمَّن أصَّل هذه المذاهب وحقَّقها , أو من قال بها قبل ابن الجزري رحمه الله تعالى سواءً من مؤلفي أصول النشر أو غيرهم.

وليس طلبي إلا لحاجتي للاستفاضة في الحديث عن هذه المذاهب في بحثٍ يتناولُ مذاهب القراء في الوقف والابتداء من حيثُ: ( مراعاةُ رؤوس الآي - مراعاةُ المعاني -مراعاةُ الألفاظ)

وجزى الله كل ناظرٍ أو دال على المفيد في هذا الباب بخير الجزاء.
 
عند مطالعتي للقسم الذي تولَّى تحقيقه فضيلة شيخنا الدكتور/ السالم الجكني من كتاب النشر لابن الجزري رحمة الله عليه , وجدتُّ عند هذا الموضع تعليقاً بسيطاً فيه بعضُ تتبعٍ , وقد وضعه الشيخُ المحققُ في الحاشية , وهو نقلٌ عن الشيخ محمد القاهري صاحب كتاب بحر الجوامع.

والكتابُ حسب ما أفاد به الشيخُ لا يزالُ مخطوطاً ولا توجدُ له غير نسخة واحدةٍ في تونس.

فهل لأحدكم علمٌ بخروجه محققاً مطبوعا.؟
 
وفي كتاب المصباح الزاهر للإمام الشهرزوري رحمه الله (بتحقيق فضيلة شيخنا الدكتور/ إبراهيم الدوسري ) والمؤلف رحمه الله ممن تقدَّم عصر ابن الجزري بأكثر من قرنين - وفي كتابه ذكر لبعض المذاهب التي ذكرها ابنُ الجزريّ رحمه الله , وهي :

*مذهبُ قنبل عن ابن كثير ( نفسُ الثلاثة مواضع التي ذكرها ابنُ الجزري, بلا ذكرٍ لرؤوس الآي).

*مذهبُ أبي عمرو البصري (واختلفَ فيهِ عمَّا نقلهُ ابنُ الجزري حيث ذكر الشهرزوريُّ رحمه الله أن الوقف عند أبي عمرو حيث يتم الكلام, ولم يتعرض لاعتبار رؤوس الآي ومراعاتها).

*مذهبُ حمزة الكوفي (نفس ما ذكرهُ ابن الجزري من مراعاة النَّفَـسِ , إلا أنهُ زاد عليه غريبةً هي أنَّ حمزةَ كان يقفُ لانقطاع النفسِ , ويبتدئُ بعد ذلك بما يُـكرهُ الابتداءُ به مثل (وقالت اليهودُ) ثم يستأنفُ (عزير ابن الله).

* مذهبُ حفص عن عاصم( مراعاةُ حسن القطعِ والابتداء كبقية القرأَةِ ما عدا لفظ (عوجاً) فذكر عنه تعمد الوقف عليه وتعقبهُ بأنه ليس محل وقف).

* وذكر عن باقي القراء اختيار الوقف حيث يحسنُ القطعُ ويحسنُ الابتداءُ بمعنى أن يكون الكلامُ الأول منفصلاً عن الثاني.

والمُـلاحظُ بعد هذا النقل أن المذاهب بين النقَـلةِ عن أئمةِ القُـرِّاء تتعددُ وتختلفُ عن القارئ الواحد كما هو الحالُ في النقل عن أبي عمرو وابن كثيرٍ بين الشهرزوريِّ وابن الجزري.

وعليه: فلا يزالُ طلبُ مشايخنا الكريم المساعدة في التوصل إلى تحقيق هذه المذاهب قائماً أو الحصول عليها مُسندةً برواتها إلى القارئ الأول, أو استقصائها بحيثُ يُعلَـمُ عن كل قارئٍ عددُ ما ذُكر لهُ من مذاهب.
 
لا يزالُ السؤالُ قائماً , فغرضُ العلماءِ من ذكر هذه المذاهب كما نصَّ عليهِ ابنُ الجزريِّ هو أن يعتمدَ القارئُ في قراءةِ كلٍّ منهم مذهبهُ المنقولَ عنهُ في الوقفِ , فإذا تعددتِ النقولاتُ بوجهٍ لا يمكنُ معهُ الجمعُ فما الحيلةُ.؟

وهل بالإمكانِ إثباتُ مذهبينِ للقارئِ الواحدِ كمراعاةِ رؤوسِ الآيِ وتتبعِ المعاني مثلاً , وجعلهما سواءً في القراءةِ لهُ أو الجمعِ بينهما بحسب المعنى .؟
 
السلام عليكم
شيخنا الفاضل :
ذكر الإمام الهذلي في كتاب الكامل أن له كتابا وسمه بــ ( درة الوقوف والجمع ) ثم قال : وبينت فيه وقف الفقهاء والصوفية والمتكلمين والقراء وأهل المعاني ... ) كتاب الكامل ص140

قد تجد في الكتاب تفصيلا أكثر تنال فيه مبتغاك ، لأن الرجل قرأ علي 365 شيخا ويبدوا أنه صاحب اطلاع واسع لأنه قال في الصفحة التي قبلها : ما من عالم إلا قد صنف في الوقف والابتداء كنافع ونصير .....ثم ذكر كتابه السابق)

في الحقيقة لا أعلم أين الكتاب الذي ذكره الهذلي ، ولعل أحد إخواننا يسوق خبرا عن الكتاب .
والسلام عليكم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الدكتور/ السالم الجكني
لا أجد ما أعبر به عن عظيم شكري وامتناني لشخصكم الكريم إلا أن أقول لكم : جزاكم الله خيراً.
كنت قد وضعت مشاركة في موقع الألوكة - المجلس العلمي - مجلس التفسير وعلوم القرآن ، بتاريخ 13 صفر 1431 هـ 30: 7 صباحاً ، بعنوان : ( إلى الأخ محمود بن كابر حول موضوعه مذاهب القراء في الوقف والابتداء... هل هناك من أصلها ) ، وحتى اليوم لم يقم أحد من الإخوة ممن يملكون إمكانية المشاركة في ملتقى أهل التفسير من نقلها ، فالمرجو من شخصكم الكريم أن تتفضلوا بنقلها إلى هذا الملتقى المبارك ، وجزاكم الله خيراً.

إلى الأخ/ محمود بن كابر - معيد بقسم الدراسات القرآنية - كلية المعلمين - جامعة الملك سعود ، والذي طرح مناقشة في ملتقى أهل التفسير بعنوان :
مذاهب القراء في الوقف والابتداء كما أثبتها ابن الجزري في النشر , هل هنالك من أَصَّلها ؟

حيث لم أتمكن من التسجيل في ملتقى أهل التفسير ، هذه أسماء بعض المصنفات التي وقفت عليها ، والتي تحدث فيها أصحابها عن مذاهب القراء في الوقف والابتداء قبل الحافظ ابن الجزري :
أبو الفضل الخزاعي في أول كتابه الإبانة في الوقف والابتداء - مخطوط ، وأبو علي الأهوازي في : موجز في القراء ، والوجيز في شرح القراءات ، وأبو معشر الطبري في التلخيص في القراءات الثمان ، ومؤلف منازل القرآن في الوقوف في أول كتابه ، وهو مخطوط ، نقلاً عن أبي الفضل الخزاعي ، وأبي الفضل الرازي ، وأبو عبد الله الأندرابي في الإيضاح في القراءات ، وأبو العلاء الهمذاني في الهادي إلى معرفة المقاطع والمبادي ( قسم الأصول = المراقي ) ، وبرهان الدين الجعبري في وصف الاهتداء ، وصاحب جامع الوقوف والآي المتأخر ، نقلاً عن الأندرابي.
وقد صنف كل من : أبي عمرو ، وحمزة ، ونافع ، ويعقوب ، وخلف كتباً في الوقف والابتداء.
ورويت عن : ابن عامر ، وأبي جعفر ، وابن كثير ، وعاصم ، والكسائي وقوف كثيرة.

فعليك بالكتب التالية : الوقف والابتداء لابن سعدان ، إيضاح الوقف والابتداء ، الوقف والابتداء لابن أوس ، القطع والائتناف ، الإبانة ، منازل القرآن ، الهادي. ففيها ستجد بغيتك – إن شاء الله -.
وإن أردت أي شيء في الوقف والابتداء فراسلني على الخاص :
[email protected]
وكذا :
[email protected]

فليعلم الشاهد الغائب ، والدال على الخير كفاعله.
أبو يوسف : السنهوري ، أو الكفراوي ، أو الأزهري ، مدرس مساعد في جامعة الأزهر ، وأقوم بإعداد أطروحة في الوقف والابتداء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=1204
 
بارك الله فيكم، ونفع بكم، مقال جامع، فوائده جمة.
 
عودة
أعلى