الحمد لله والصلاة على رسول الله وأشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمد عبده ورسوله
أما بعد... فهذه مجموعة من البحوث المتواضعة، كتبتها بمشاركة أخي الكريم قواسم أحمد (إمام مسجد الفرقان بالجزائر)، نحاول من خلالها الوقوف على أهمّ مقدمات علوم القرآن، التي نراها -والله أعلم- ضرورية لفقه هذا العلم والتمكن من مسائله ومباحثه،
والبحث عبارة عن جمع وترتيب لمعلومات معروفة ومقررة، غير أنّ الباحثين قد سلكوا فيه منهج تمحيص الكثير من النقول ونقدها والتعليق عليها ما زاده شيئا من الجِدّة تستحق - إن شاء الله - وقفة من إخواننا المتصفحين لعلنا نستفيد من تعليقاتهم وانتقداتهم.
سأعرض هذه البحوث مجزّأة حتى لا نثقل على القراء وحتى تكون الاستفادة أكبر وأعظم، وإليكم ابتداء خطة البحث،وقائمة المصادر والمراجع التي اعتمدناها ...
خطة البحث مقدمة المبحث الأوّل: تعريف علوم القرآن المطلب الأوّل: تعريف علوم القرآن باعتبار تفكيك التركيب الإضافي تعريف العلم لغة واصطلاحا تعريف القرآن لغة واصطلاحا المطلب الثاني: تعريف علوم القرآن باعتبار التركيب الإضافي المطلب الثالث: تعريف علوم القرآن باعتباره التدويني اللقبي الخاص المطلب الرابع: الفرق بين علوم القرآن بمعناه الواسع العام وبين علوم القرآن بمعناه اللقبي التدويني الخاص المطلب الخامس: تعداد علوم القرآن وتبويبها المطلب السادس: علاقة التفسير وأصوله بعلوم القرآن المبحث الثاني: تاريخ علوم القرآن تنبيهات بين يدي هذه البحوث المطلب الأوّل: المراحل التي مرّ بها علوم القرآن المطلب الثاني: أوّل من ألّف فيه المبحث الثالث: مصادر علوم القرآن المطلب الأوّل: المصادر القديمة المطلب الثاني: المصادر الحديثة والمعاصرة المطلب الثالث: تفصيل القول في بعض المصادر المهمة الخاتمة قائمة المصادر والمراجع المصادر والمراجع: 1.البرهان في علوم القرآن. بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي 794هـ تحقيق أبي الفضل الديمياطي دار الحديث القاهرة 1427هـ 2006م 2.الإتقان في علوم القرآن. جلال الدين السيوطي 911هـ تحقيق مركز الدراسات القرآنية مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف 3.تهذيب وترتيب الإتقان في علوم القرآن. لمحمد بن عمر بن سالم بازمول، دار الهجرة الرياض بالاشتراك مع دار ابن عفان القاهرة 1426هـ 2005م 4.مختصر الإتقان في علوم القرآن للسيوطي. صلاح الدين أرقه دان، دار النفائس بيروت الطبعة الثانية 1407هـ - 1987م 5.فنون الأفنان في عيون علوم القرآن. عبد الرحمن بن الجوزي 597هـ تحقيق الدكتور حسن ضياء الدين عتر، دار البشائر الإسلامية بيروت 1408هـ 1987م 6.جمال القراء وكمال الإقراء. أبو الحسن علم الدين علي بن محمد السخاوي 643هـ تحقيق: مروان العطية ومحسن خرابة، نشر دار المأمون للتراث دمشق 1418هـ 1997م 7.المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز. شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بابن شامة المقدسي (665هـ) تحقيق: طيار آلتي قولاج، نشر دار صادر بيروت سنة 1395هـ 1975م 8.مناهل العرفان في علوم القرآن. الشيخ عبد العظيم الزرقاني تحقيق الدكتور نواف الجرّاح دار صادر بيروت 1429هـ 2008م 9.لطائف البيان في علوم القرآن. الدكتور مصطفى آكرور ، دار الإمام مالك الجزائر 1424هـ 2004م 10.مباحث في علوم القرآن. الدكتور محمد الدراجي، دار قرطبة الجزائر 1431هـ 2010م 11.محاضرات في علم التفسير ومناهج المفسرينز الدكتور محمد دراجي. منشورات غبريني الجزائر 2006م 12.محاضرات في علوم القرآن. د. غانم قدوري الحمد، دار عمار عمان، 1423هـ 2003م 13.علوم القرآن بين البرهان والإتقان دراسة موازنة. الدكتور حازم سعيد حيدر؛ مكتبة دار الزمان المدينة المنورة الطبعة الثانية 1427هـ 2006م 14.علوم القرآن تاريخه ...وتصنيف أنواعه . الدكتور مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار ؛ مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية العدد1 ربيع الآخر 1427هـ 15.مباحث في علوم القرآن. مناع القطان ، مكتبة وهبة القاهرة، الطبعة الحادية عشر 2000م 16.المدخل لدراسة القرآن الكريم . الأستاذ الدكتور محمد أبو شهبة. دار اللواء للنشر والتوزيع الرياض الطبعة الثالثة: 1407هـ 1987م 17.الواضح في علوم القرآن. د.مصطفى ديب البغا و الأستاذ محيي الدين ديب متو، دار العلوم الإنسانية بدمشق بالاشتراك مع دار الكلم الطيب بدمشق 1418هـ 1998م 18.لمحات في علوم القرآن واتجاهات التفسير. الدكتور محمد بن لطفي الصّباغ، المكتب الإسلامي بيروت الطبعة الثالثة سنة 1410هـ 1990م 19.دراسات في علوم القرآن. د. محمد بكر إسماعيل، دار المنار القاهرة الطبعة الثانية 1419هـ 1999م 20.بحوث منهجية في علوم القرآن. موسى إبراهيم لإبراهيم، دار عمّار عمان، الطبعة الثانية 1416هـ 1996م 21.علوم القرآن من خلال مقدمات التفسير. الدكتور محمد صفا شيخ إبراهيم حقي، مؤسسة الرسالة بيروت 1425هـ 2004م 22.المقدمات الأساسية في علوم القرآن. عبد الله بن يوسف الجُدَيْع،مركز البحوث الإسلامية ليدز بريطانيا توزيع دار الريان سنة 1422هـ 2001م 23.دليل كتب علوم القرآن المسندة المطبوعة حتى عام 1427هـ . للأستاذ فؤاد بن عبده أبو الغيث مسؤول وحدة المعلومات بمركز الدراسات والمعلومات القرآنية ، مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية العدد 2 ذو الحجة 1427هـ 24.موسوعة علوم القرآن. الدكتور عبد القادر منصور، دار القلم العربي حلب سنة 1422هـ 2002م 25.تحقيق ودراسة كتاب التحبير في علم التفسير. رسالة لنيل درجة الماجستير في الكتاب والسنة إعداد الطالب: زهير عثمان علي نور إشراف الدكتور محمد شوقي خضر 1404هـ - 1983م جامعة أم القرى كلية الشريعة والدراسات الإسلامية 26.مقدمة في أصول التفسير. شيخ الإسلام ابن تيمية 728هـ ، دار الفجر الجزائر1422هـ 2001م 27.شرح مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية. الشيخ محمد بن صالح العثيمين، تخريج تحقيق وتعليق إسلام منصور عبد الحميد، دار البصيرة الإسكندرية 2003م 28. التفسير والمفسرون. محمد حسين الذهبي، مكتبة وهبة القاهرة. الطبعة السابعة 2000م 29.الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه. أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (256هـ) تحقيق محب الدين الخطيب ترقيم وفهرست محمد فؤاد عبد الباقي المكتبة السلفية القاهرة الطبعة الأولى 1400هـ 30.صحيح مسلم. أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري 261هـ طبعة بيت الأفكار الدولية الرياض 1419هـ 1998م 31.جامع البيان عن تأويل القرآن المعروف بتفسير الطبري. أبو جعفر محمد بن جرير الطبري 310هـ بتحقيق محمود محمد شاكر مكتبة ابن تيمية القاهرة 32.الرسالة. أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي 204هـ تحقيق وتعليق أحمد شاكر (بدون بيانات) 33.الأضداد. محمد بن القاسم الأنباري 327هـ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم المكتبة العصرية لبنان 1411هـ 1991م 34.مختار الصحاح. زين الدين محمد بن أبي بكر الرازي، ترتيب: محمود خاطر، تحقيق: حمزة فتح الله، مؤسسة الرسالة1414هـ 1994م 35.المصباح المنير.أحمد بن محمد الفيومي المقرئ، مكتبة لبنان بيروت 1990م 36.مقاييس اللغة. أبو الحسين أحمد بن فارس، تحقيق شهاب الدين أبو عمر، دار الفكر بيروت 37.مجمل اللغة. أبو الحسين أحمد بن فارس، تحقيق شهاب الدين أبو عمر، دار الفكر 1414هـ 1994م أساس البلاغة. جار الله أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري، دار الفكر بيروت 1426هـ - 1427هـ 2006م 38.كتاب العين. الخليل بن أحمد الفراهيدي، دار إحياء التراث العربي بيروت 1426هـ 2005م
المبحث الأوّل: تعريف علوم القرآن. المطلب الأوّل: تعريفه من خلال تفكيك التركيب الإضافي
المبحث الأوّل: تعريف علوم القرآن. المطلب الأوّل: تعريفه من خلال تفكيك التركيب الإضافي
المبحث الأوّل: تعريف علوم القرآن Ø تعريف علوم القرآن من خلال تفكيك تركيبه الإضافي 1.تعريف العلوم : · تعريف العلوم في اللغة : جمع عِلْمٍ من عَلِمَ يَعْلَمُ علمًا. قال ابن فارس في المقاييس يبيّن أصل معاني هذه المادة: "العين واللام والميم أصلٌ صحيح واحد، يدلّ على أثرٍ بالشيء يتميّز به عن غيره" وقد ذكروا من معاني هذه الكلمة التي لا تخرج في مجملها عن الأصل الذي ذكره ابن فارس المعرفة واليقين والشعور والإتقان والإخبار والشقّ والبروز واللاّفت والأثر والمنار والجبل الطويل والعلامة . وأكثر ما تستعمل هذه المادة في المعنيين الأولين: المعرفة واليقين ولهذا وقالوا أيضا في تعريفه هو نقيض الجهل....[1] · تعريف العلم في الاصطلاح: أما في الاصطلاح فقد اختلفت تعريفات العلم والعلوم تبعا لاختلاف التخصصات التي ينطلق منها المعرِّف، فهي من اختلاف العبارات لاختلاف الاعتبارات. عرّفه علماء الشريعة بقولهم: "العلم بالله تعالى وما يتعلق به من جليل صفاته وحكيم أفعاله، ومعرفة حلاله وحرامه." يلاحظ في هذا التعريف أنّ أصحابه إنّما عنوا في تعريفهم ما يتعلق بعلوم الدين الإسلامي بشقيه العقدي العلمي والتشريعي العملي، لأنّه مجال اختصاصهم وميدان عملهم. وعرّفه المتكلمون بقولهم " صفة تنكشف بها الأشياء لما قامت به" بينما هو عند الفلاسفة والحكماء: "صورة الشيء الحاصلة في العقل" وهو عند الماديين والتجريبيين: "خصوص اليقينيات التي تستند إلى الحسّ" فانظر كيف حصر الفلاسفة العلم بما يحصل في العقل لأنّ سبيل العلم والمعرفة عندهم نختص به دون غيره من الوسائل بينما خصّه المادّيون بالحسّ دون سواه فلا يقع مسمى العلم عندهم إلاّ على ما تدركه الحواس ويخضع للتجريب والاختبار والمعاينة ولم يخصّه المتكلمون بوسيلة دون أخرى فهو يقع عندهم بالوحي والعقل والحواس ... وقد يطلق العلم ويقصد به الملكة التي بها تدرك وتحصّل المسائل أو ملكة إدراكها أو استرجاعها واستحضارها... والذي يعنينا ويهمنا من هذه التعريفات كلّها هو اصطلاح العلم عند علماء الجمع والتدوين، وهو عندهم "جملة من المسائل المضبوطة بجهة واحدة" سواء كانت هذه الجهة مادة العلم أو غايته أو منهجه ...[2]
2.تعريف القرآن: · تعريف القرآن في اللغة اختلف فيه أهل العلم من جهات عدّة أوّلا من جهة كونه مهموزا أو لا ومن جهة كونه مصدرا أو صفة ومن جهة كونه جامدا أو مشتقا وقد تعدّدت المذاهب فيه والآراء انطلاقا من هذه الجهات والحيثيات الثلاث حتى وصلت إلى ما يقارب العشرة وها هنا تفصيل بعض هذه المذاهب منسوبة إلى أصحابها ü الِّحياني والجوهري والراغب الأصفهاني وابن الأثير يرون بأنّه مهموز وأنّه مصدر من قرأ قرأت قرآنا سُمِّي به المقروء من باب تسمية اسم المفعول بالمصدر[3] يشهد لهم قوله تعالى {وقرآن الفجر إنّ قرآن الفجر كان مشهودا}[الإسراء 87] فقد ذكر غير واحد من المفسرين أنّ المقصود بالقرآن ها هنا القراءة ومثله قول حسان في عثمان رضي الله عنهم أجمعين: ضحَّوا بأَشْمَطَ عُنْوانُ السُّجود بهِ يُقَطِّعُ الليل تسبيحا وقُرآناً (أي قراءةً)[4] ü بينما يرى الزجاج وأبو عبيدة ورواية عن قطرب وذكره الماوردي في تفسيره والراغب في مفرداته أنّه مهموز ولكنه وصف على وزن فُعْلان وليس مصدرا وهو عنده مشتق من القُرء بمعنى الجمع ، قال أبو إسحاق القُرء في اللغة بمعنى الجمع. قال الماوردي ولهذا سمي قُرء العِدّة قرءاً؛ لاجتماع دم الحيض في الرحم، وعن قطرب: قرأت الماء في الحوض: أي جمعته، وقرأت القرآن: لفظت به مجموعا . وقال أبو عبيدة: سمي بذلك لأنّه جمع السور بعضها إلى بعض. وقيل لأنّه جمع القصص والأمر والنهي والوعد والوعيد والآيات والسور بعضها إلى بعض وعن الراغب قول بعضهم: سمي قرآنا لكونه جامعاً لثمرات الكتب بل لجمعه ثمرة جميع العلوم. [5] ü وقال قطرب في روايته الثانية بالهمز كذلك ولكنه عنده من الإظهار والبيان أخذه من قول العرب (ما قرأتْ الناقة سلاً قطّ) أي ما ألقت ولا رمت بولدٍ ووجه التشبيه بين الإطلاقين والتعبيرين (أنّ قارئ القرآن يلفظه ويلقيه من فمه، فسمي قرآناً)[6] ü نسب للأشعري قوله بأنه غير مهموز وأنّه مشتق من قرنت الشيء بالشيء إذا ضممته إليه[7] ونسب الزركشي للجوهري أنّه غير مهموز ومشتق من القَرْي وهو الجمع ومنه قولهم قريتُ الماءَ في الحوضِ إذا جمعته فيه[8] قال السمين الحلبي: "وهو غلط لأنّهما مادتان متغايرتان."[9] ü ونسب للفراء والقرطبي قولهم بعدم الهمز وبالاشتقاق من القرائن؛ لأنّ الآيات يصدق بعضها بعضا وتتشابه[10] قال الزجاج معترضا على القول بعدم الهمز : "هذا سهو، والصحيح أنّ ترك الهمزة فيه من باب التخفيف ونقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها."[11] ü ومذهب الإمام الشافعي أنّ لفظ القرآن مرتجل جامد غير مشتق فهو اسم علم غير مهموز خاص بكلام الله مثل التوراة والإنجيل وليس مأخوذا من لفظ قرأ لا مصدرا ولا وصفا بدليل أنّه لا يسمى كلّ مقروء قرآنا إلاّ كلام الله وقد اختار الإمام السيوطي هذا الرأي. قال الأستاذ محمد صفاء معلقا ومتعقبا مذهب الشافعي رحمه الله: "ويعترض على هذا الرأي بأنّ العَلَم المرتَجل نادر جداً، وأنّ الغالب في الأعلام أنّها منقولة، بل ذهب سيبويه إلى أنّ الأعلام كلّها منقولة، كما يعترض عليه بأنّ معظم القراء السبعة قرأوا لفظ (القرآن) بالهمز." [12] ü الخلاصة: من خلال هذه الأقوال جميعها وترجيحات جلّ من ناقش المسألة[13] فإنّ الراجح في لفظ القرآن أنّه مشتق سواء قلنا بالوصف أو المصدرية وأصل اشتقاقه مادة (ق ر أ) التي من أهمّ معانيها التلاوة والجمع. ثمّ غلب على كلام الله عزّ وجلّ المتواتر المجموع بين دفتي المصحف حتى صار كالعَلَم عليه، إذا أطلق اللفظ توجّه إليه دون سواه، أما مسألة الهمز من عدمه فالأمر متعلق والله أعلم بلغات العرب فبعضهم يحقق الهمز على الأصل وبعضهم الآخر يسهّله للتخفيف، ونقل الهمز في لفظ القرآن الكريم من هذا التسهيل وهو لغة الحجاز والشافعي عليه رحمة الله مكي حجازيّ كما هو معلوم... والله أعلم بالحق والصواب...
· تعريف القرآن في الاصطلاح : § التعريف العقدي والشرعي للقرآن الكريم: نظر علماء الإسلام إلى القرآن من جهتين اثنتين الأولى منهما عقدية حيث نظروا إلى القرآن من جهة كونه كلام الله تعالى الصادر منه فقال أهل السنة والجماعة: "هو كلام الله تعالى على الحقيقة، لا التأويل والمجاز، فهو على خلاف مذهب المعتزلة غير مخلوق، وعلى خلاف مذهب الأشاعرة، ليس كلاما نفسيا فقط، بل صفة ذات وفعل مقدسة وأنّ الصوت واللفظ والتغني إنّما هو للقارئ وأنّ الكلام المقروء المتلو هو للبارئ سبحانه وتعالى. وهو منسوب لله سبحانه وتعالى لفظا ومعنى ..... أما الثانية فنظروا إليه من جهة كونه مصدرا للشريعة الإسلامية وحافظا لأسمى كلام العرب وأرقى تراكيبهم وفنونهم تستنبط الأحكام من ألفاظه، لهذا اهتم الأصوليون والفقهاء واللغويون والبلاغيون ... بالجانب اللفظي في القرآن دون جانبه العقدي المتقدم... § اختلاف أهل العلم في تعريف القرآن: فبعضهم أحجم عن تعريفه أصلاً وآخرون وهم الجمهور عرّفوه، والذين أحجموا اختلفوا بدورهم في سبب ووجه الإحجام والذين عرّفوه اختلفوا كذلك في منهج التعريف وطريقته أوّلاً و في التعريف ذاته ثانياً... ü أحجم بعضهم عن تعريف القرآن لأنّه علم شخصي والتعريفات إنّما تكون للكليات ü وأحجم آخرون لأنّ القرآن أعرف من أن يعرّف وهو متميّز غير مجهول فلا حاجة إذاً للتعريف[14] ü وأحجم آخرون عن تعريفه اللفظي وقالوا بالتعريف الحسي والذهني : "الحدّ الحقيقي له هو استحضاره معهوداً في الذهن أو مشاهداً بالحسّ كأن تشير إليه مكتوباً في المصحف أو مقروءا باللسان فتقول: هو ما بين هاتين الدفتين، أو تقول هو من {بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين} ...إلى قوله {من الجنّة والنّاس}[15] ü بعض المعرفين له انتقدوا القواعد والضوابط المنطقية وقالوا إنها غير قادرة على تعريف القرآن أو إنّها تزيده غموضا وتشويشا أو إنّ تعريف القرآن في غير حاجة إليها[16] ü أمّا باقي المعرفين فإنّما اعتمدوا في تعريفاتهم على خواص ومميزات وأوصاف القرآن فبعضهم توسع في تعريف القرآن بتعداد أوصافه وخصائصه كالإنزال، والكتابة في المصاحف، والنقل بالتواتر، والإعجاز، أو التعبّد بتلاوته، أو الحفظ في الصدور. واقتصر بعضهم على صفتي الإنزال على النبي صلى الله عليه وسلم والإعجاز لتحقق القرآن بهما ودون سواهما في زمن النبوة ومن زاد على الوصفين إنما قصد تعريفه لمن لم يحضر عصر النبوة وترك بعضهم ذكر صفة الإعجاز معلّلا ذلك بأنّه خاصية لا يعلمها إلاّ خواص العارفين بأسرار العربية وأساليبها وبكونه غير شامل لكلّ أجزاء القرآن لأنّ المعجز – حسب ما ذكر – إنما هو السورة أو مقدارها[17]بينما يرى آخرون أنّ الاقتصار على وصف وخاصية الإعجاز أتمّ وأوجز لأنّه "وصف ذاتي للقرآن إذ هو الآية العظمى المثبِتة لرسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم"[18] ولبيان وجه الاختلاف في تعريف القرآن انطلاقا من تعدد أوصافه ما قدم به الأستاذ فهد الرومي[19] في مبحث تعريف القرآن الاصطلاحي حيث قال : "اختص القرآن الكريم بخصائص كثيرة، ولعل هذه الخصائص سبب الاختلاف في تعريف القرآن بين العلماء، فكل تعريف يذكر خاصية للقرآن يعرفه بها لا يذكرها الآخر، ولهذا تعددت التعريفات." ثمّ يضرب لذلك مثلاً فيقول: "فإذا كان هناك رجل طويل ويلبس ثوبا أبيض ورداء أحمر، وحوله أشخاص أقصر منه قامة ويلبسون ثيابا ملونة وأردية بيضاء، فإن قلت : فلان هو الطويل فقد عرفته، وإن قلت: إنه الذي يلبس الثوب الأبيض فقد عرفته، وإن قلت: الذي يلبس الرداء الأحمر فقد عرفته. والمقصود في الكل واحد وإن اختلفت التعريفات." ومن نماذج وأمثلة هذه التعريفات ما يلي: ü أبو حامد الغزالي (ت:505هـ) المستصفى 1\101 (وحدُّ الكتاب ما نقل إلينا بين دفتي المصحف على الأحرف السبعة نقلاً متواتراً)[20] ü الشيخ موفق بن قدامة (ت:620ه) (وكتاب الله هو [علوم القرآن بين البرهان والإتقان ص23]كلامه ...وهو ما نقل إلينا بين دفتي المصحف نقلاً متواتراً) [روضة الناظر 60-61] ولعل اقتصاره على هذين الصفتين لأنهما أقلّ ما يقع به التمييز ü الشوكاني (1205ه) (وأمّا حدُّ الكتاب اصطلاحا فهو الكلام المنزل على الرسول المكتوب في المصاحف المنقول إلينا متواتراً) وقال أيضا: (هو كلام الله المنزل على محمد المتلوّ المتواتر) [إرشاد الفحول 29-30] ü هو اسم لهذا المنزّل العربي إذا عرِّف باللام [21] ü اللفظ المنزّل على النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم من أول الفاتحة إلى آخر سورة الناس[22] ü كلام الله تعالى المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته [23] ü هو الكلام المعجز المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم المكتوب في المصاحف المنقول بالتواتر المتعبد بتلاوته[24] ü كلام الله المعجز المتعبد بتلاوته المنزّل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام والمنقول إلينا بالتواتر والموجود بين دفتي المصحف. [25] ü الخلاصة: إذا كان المقصود من التعريف مطلق التعريف أي العلم والمعرفة فإنّ القرآن معلوم وكما قالوا أعرف من أن يعرّف وإذا كان القصد هو التمييز فإنّ جميع هذه التعريفات - والله أعلم - يحصل بها التمييز، فإذا كان الأمر كذلك فأقلّ ما يحصل به المقصود هو الراجح والمطلوب ومن أراد التوسع والتفصيل فليس في باب التعريف وإنما في أبواب المسائل والمباحث والأحكام.... Ø تسميته كتابا وقرآنا : قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي (فإنّ مقصودهم بالتغاير تغاير المفهوم، لا تغاير المصدوق، فإنّ ما يصدق عليه القرآن هو ما يصدق عليه الكتاب) [مذكرة أصول الفقه ] وقال الدكتور محمد عبد الله دراز (هذا بيان لوجه الصلة فيهما بين المعنى المنقول إليه، وهو مبني على ما اشتهر من استعمال[26] القراءة في خصوص التلاوة، وهي ضم الألفاظ بعضها إلى بعض في النطق، واستعمال الكتابة في خصوص الرسم، وهو ضم بعضها إلى بعض في الخطّ، فإذا رجعنا إلى أصلهما الأصيل في اللغة وجدنا مادتي (ك ت ب) و(ق ر أ) تدوران على معنى الجمع والضم مطلقا. وبلمح هذا الأصل الأول يكون كل واحد من اللقبين ملاحظا فيه وصف الجمع، إمّا على معنى اسم الفاعل، أو على اسم المفعول، فيكون معناه (الجامع) أو (المجموع) وهذا اللقب لا يعني فقط أنّ هذا المسمى جامع للسور والآيات أو أنّه مجموع تلك السور والآيات، من حيث هي نصوص مؤلفة على صفحات القلوب، أو من حيث هي نقوش مصفوفة في الصحف والألواح، أو من حيث هي أصوات مرتلة منظومة على الألسنة، بل يعني شيئا أدقّ من ذلك كلِّه، وهو أنّ هذا الكلام قد جمع فنون المعاني والحقائق، وأنّه قد حُشدت فيه كتائب الحكم والأحكام، فإذا قلت الكتاب أو القرآن، كنت كأنما قلت:"الكلام الجامع للعلوم" أو "العلوم المجموعة في كتاب". وهكذا وصفه الله تعالى إذ أخبر بأنّه {تبيانا لكلّ شيء} [النحل 89] وكذلك وصفه النبيّ صلى الله عليه وسلم حيث قال: "فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم." رواه الترمذي) Ø الاشتراك في لفظ القرآن: يطلق لفظ القرآن على ما قلّ منه وكثر فجعله بعضهم من باب الاشتراك اللفظي على مجموع القرآن[27]
[1] انظر مقاييس اللغة لابن فارس. دار الفكر ص689، مجمل اللغة له، دار الفكر ص480. أساس البلاغة لجار الله الزمخشري، دار الفكر ص434. العين للخليل بن أحمد، إحياء التراث العربي ص675-676. المصباح المنير للفيومي دار لبنان ص401-402. مختار الصحاح لمحمد بن أبي بكر الرازي، مؤسسة الرسالة ص162 ....
[2] انظر مناهل العرفان ص15-16. مدخل إلى دراسة القرآن لأبي شهبة ص16-17
[3]انظر الصحاح (قرأ) 1\65 المفردات (قرأ) 668 النهاية في غريب الحديث والأثر (قرأ) 4\30 الإتقان 1\146-147
[13]علوم القرآن من خلال مقدمات التفسير 39 مباحث في علوم القرآن لمناع القطان 15 دراسات في علوم القرآن الكريم أ\د. فهد الرومي 21 علوم القرآن بين البرهان والإتقان 20 المدخل لدراسة القرآن الكريم لمحمد أبي شهبة ص18....
[14]أشار إلى هذا المعنى صاحب علوم القرآن من خلال مقدمات التفسير ص40 وانظر علوم القرآن دراسات ومحاضرات للكفافي والشريف ص22
[15] مناع القطان ص 15 علوم القرآن من خلال مقدمات التفسير 40
لو رجعت إلى بحثي علوم القرآن الكريم تاريخه وتطوره ، وأول من ألّف فيه لوجدت ما يغنيك عن إعادة البحث في قضايا تاريخية
وهناك بعض المراجع تكرر ما تناقلته المصادر، وفقك الله.
لو رجعت إلى بحثي علوم القرآن الكريم تاريخه وتطوره ، وأول من ألّف فيه لوجدت ما يغنيك عن إعادة البحث في قضايا تاريخية
وهناك بعض المراجع تكرر ما تناقلته المصادر، وفقك الله.
ملخّص بحث: مدخل إلى علوم القرآن (تعريفه، تاريخه، ومصادره)
ملخّص بحث: مدخل إلى علوم القرآن (تعريفه، تاريخه، ومصادره)
ملخص بحث: مدخل إلى علوم القرآن
(تعريفه تاريخه ومصادره)
(هذا الملخص قدّمه الطالبان لأستاذ المادة: الأستاذ الدكتور طاهر عامر – حفظه الله - ) بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة على رسول الله وأشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمدا رسول الله أما بعد... إنّ الإحاطة بمسائل أيِّ علمٍ وفقهِ أحكامهِ متوقّف على إدراكِ مقدماته... فهي بمثابة المفاتيح التي تفتح لك أبواب أسرارِه، وتزيح عنك عوارض حجبِه وأستارِه. وليس المقصود بهذه المقدمات تلك المبادئ العشرة التي لا يزال كثير من الكاتبين يردّدونها ويقدّمون بها لمختلف العلوم والفنون، مباحثَ لا تتجاوز الصفحةَ والصفحتين... وإنّما المقصود البحث والاستقصاء في مصادر هذا العلم وموارده وفي تاريخه ومناهجه وفي رجالاته ومدارسه... وكذا البحث في واقعه وآفاقه ... وكلّ ما من شأنه يساعدك على فقه وإدراك حقيقة هذا العلم وكنه مسائله ومباحثه. هذا هو المقصود من هذه المقدمات التي ينبغي أن تستفتح بها دراسة كلّ علم من العلوم سواء أكان علماً شرعياًّ أو لغوياً أو تاريخياً أو فكرياً أو تجريبياً أو طبيعياً... كيفما كان ذلك العلم والفنّ... وهذا البحث المتواضع إنّما هو محاولة للوقوف على بعض مقدمات علوم القرآن... وبخاصة تعريفه، تاريخه ومصادره. وقد حاولنا جهدنا وبدلنا وسعنا من أجل الإلمام بهذه المباحث ... ودافعنا الأوّل : (الإفادة والاستفادة) على شرط أستاذ المادة الدكتور الفاضل طاهر عامر ... ملتزمين بأقلّ ما يجب في مناهج البحث العلمي: - بعد الإخلاص والتجرّد والموضوعية- توثيقُ المعلومة والإحالة على مصدرها ومرجعها... (على شرط الأستاذ دائماً)[1] ولن تخْفَ أو تغيبَ على من نظرَ في هذه المحاولة نقائصُها وعيوبها سواء في منهجها وشكلها أو في موضوعها ومادتها... ولعلّ السبب الأوّل وراء هذه النقائص: ضيق الوقت؛ فقد أنجزناه في أقلّ من شهرٍ واحدٍ... وقد قسّمنا دراستنا هذه إلى ثلاثة مباحث خصّصنا أوّلها لتعريف العلم والثاني لتاريخه والثالث لمصادره... منتهجين في ذلك كلّه مناهج بحث مختلفة، تختلف باختلاف البحث المطروق فهي في بعض المسائل استقرائية وفي أخرى تحليلية أو مقارنة ونقدية ... أمّا نتائج هذه الدراسة أو قل بعبارة أصحّ فوائدها التي نزعم أنّه ينبغي الإشارة إليها والوقوف عليها فنوجزها في النقاط التالية: المبحث الأوّل: تعريف علوم القرآن 1. عرّفنا علوم القرآن على مستويات ثلاث : أ. تفكيك التركيب الإضافي ب. بتركيبه الإضافي ولكن من خلال دلالاته اللغوية ت. بتركيبه الإضافي ولكن بدلالاته الاصطلاحية 2. إبداء رأينا الخاص في الخلاف المشهور في دلالات القرآن اللغوية بترجيح الاشتقاق وجواز الهمز وعدمه وغلبة العَلمية بالاستعمال لا بالوضع... 3. استقصاء مذاهب أهل العلم في التعريف الاصطلاحي للقرآن الكريم حتّى أوصلنا الأقوال فيها إلى حوالي اثنين وعشرين قولاً: ثلاثة منها عقدية وثلاثة للمحجمين عن التعريف وخمسة تعريفات من حيث التأصيل وثمانية من حيث التفصيل... ولم نجد في حدود اطّلاعنا البسيط مَن جمع هذه الأقوال والمذاهب كلّها في مصنف واحدٍ. 4. وفي ختام هذا الاستقصاء اتّخذنا موقفاً مِن هذا الخلاف مفاده أنّ القرآن لا يحتاج إلى تعريفٍ لأجلِ مطلق التعريف؛ لأنّه حقّاً أعرف من أن يعرَّف، أما تمييزه عن المشابه كالكتب السماوية والأحاديث القدسية والقراءات الشاذة والسنة النبوية، فإنّ جلّ هذه التعريفات يحصل بها المقصود ويتأدّى بها المطلوب، ولهذا كان أرجحها أقصرها وأوجزها والله أعلم... 5. حاولنا جاهدين التفريق بين معنيي علوم القرآن: المعنى اللغوي العام والمعنى الاصطلاحي الخاص... بما لا يدع مجالاً للخلط بينهما واللّبس في مفهومهما، وذلك من خلال المباحث والإجراءات التالية: أ. عقدنا لكلّ معنى مطلبا خاصاً ب. سرد مجموعة من التعريفات للمعنيين والاصطلاحين، وتتبع جلّ هذه التعريفات بالتعقيب والنقد والتقويم ت. الردّ على بعض ما نراه شبها أو محايدا ومجانبا للحقّ والصواب كزعم بعض الكاتبين أنّ المتقدمين[2] لم يعرّفوا علوم القرآن بمعناه الاصطلاحي الخاص [ص16]. الردّ على زعم المناطقة أنّ التعريفات لا تصحّ إلاّ بضوابطهم وأنّ الشيء لا يتصور إلاّ بحدّه [ص19...] ث. عقد مطلب خاص للموازنة بين المعنيين الاصطلاحي واللغوي [ص21...] 6. مناقشة ظاهرة تِعداد علوم القرآن [ص23] ومنهجية الكاتبين في تبويبها وتصنيفها [ص24] وعمدنا إلى جمع مختلف المذاهب والآراء التي حاولت وضع منهجية خاصة لتصنيف علوم القرآن [ص25...] 7. مناقشة مسألة جعل التفسير مبحثا من مباحث علوم القرآن والأصل – كما يرى بعض الباحثين – أن يكون قسيماً له لا جزءاً منه خاصة وأنَّ جلّ هذه العلوم خادمة له... 8. محاولة بيان الفرق بين علوم القرآن وأصول التفسير وقواعده...ومن اجتهاداتنا وآرائنا الخاصة في هذا الباب: أ. الردّ على من زعم أنّ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هو أوّل من ألّف في قواعد التفسير [29] ب. عقد موازنة بين علوم القرآن وقواعد التفسير في حوالي ستّ صفحات [ص28...33] من حيث التعريف، المادة والموضوع، التاريخ، حاجة المفسّر لهما... المبحث الثاني: تاريخ التدوين في علوم القرآن 1. لعلّ من أهم فوائد هذا المبحث التنبيهات التي ذكرناها في أوّله: أ. القصد بالتدوين ها هنا تصنيف العلوم لا مطلق الكتابة والتدوين ب. صعوبة الفصل بين مراحل تاريخ علوم القرآن نتيجة تداخلها واستمرار مواصفات كلّ مرحلة في المراحل التي تعقبها... ت. يرى بعض الكاتبين أنّ البحث في تاريخ علوم القرآن مفردة أولى وأنفع وأجدى من البحث في تاريخ هذا العلم باعتباره اللّقبي الخاص 2. قسّمنا المراحل التي مرّ بها التدوين في علوم القرآن إلى أربعة مراحل: أ. العهد النبوي ب. عهد الخلافة الراشدة ... ت. عهد التدوين، وقسّمنا هذه المرحلة إلى فترتين أو قسمين · بداية تدوين علوم القرآن مع غيرها من العلوم (الحديث، العربية، السير والمغازي، التفسير...) · بداية تدوين علوم القرآن بشكل منفرد أي بمعناه اللغوي العام [ص44] وقد خصصنا هذه المرحلة بشيء من البسط والاستقراء والتمحيص وتتبع ما صنّف فيها وألّف... ث. بداية التأليف والتصنيف في علوم القرآن كعلم مستقل عن باقي علوم الشريعة، قسّمنا هذه المرحلة بدورها إلى فترتين أو مرحلتين : · الأولى: قصدوا فيها الكاتبون علما واحدا من علوم القرآن غير أنّ تشعبه وتعلقه بغيره من العلوم أفضى بهم إلى التوسع في ذكر عدد من علوم القرآن [ص48] · الثانية: التصنيف فيه وفق شكله النهائي الذي استقرّ عليه... 3. تناولنا مسألة تدوين علوم القرآن في بطون كتب باقي العلوم (العربية، الحديث ...) [ص45] 4. واصلنا في هذا المبحث مناقشة العلاقة بين علوم القرآن وتفسيره من خلال النقاط التالية: أ. محاولة الوقوف على ظاهرة تناول مقدمات التفاسير لمختلف مباحث علوم القرآن، وتتبعها [ص46] ب. أوردنا قائمة من الكتب المعنونة بعلوم القرآن وهي في حقيقة الأمر كتب تفسير [ص51] ت. الفرق بين كتب التفسير التي تسمت بعلوم القرآن وبين باقي التفاسير [ص53] 5. مناقشة وبحث مسألة أوّل من ألّف في علوم القرآن بمعناه الخاص من خلال تتبع أقوال أهل العلم والاختصاص، وقد أثبتنا عشرة أقوال، ناقشناها جميعا بما ينقضها ويبطلها إلاّ اختيار الدكتور فاروق حمادة ومن ذهب مذهبه [ص54 وما بعدها] 6. ملاحظات مهمة أشرنا إليها في مسألة الأوّلية في التأليف : · لا ينبغي الجزم والقطع في نتائج مثل هذه الدراسات والمناقشات؛ لأنّها بحوث ظنية من حيث محدودية الاطّلاع وعدم استكشاف كلّ التراث العلمي الإسلامي... · لا ينبغي الاعتماد في هذه البحوث على مجرد عناوين الكتب القديمة للفصل في هذه الأوّلية بل لا بدّ من النظر في مادتها ومواضيعها؛ فكم من مصنف وكتاب عنوانه علوم القرآن وهو عن هذا الفن الخاص بمعزل ومنئًا ... وقد أوردنا كثيرا من الكتب المعنونة بعلوم القرآن وهي كتب تفسير... 7. ومن المسائل الفرعية التي تناولناها في مطالب هذا المبحث ما يلي: · أوردنا أثر الشافعي رحمه الله الذي يعدد فيه علوم القرآن أمام الخليفة العباسي هارون الرشيد ... والذي قيل فيه أنّه هو أصل تتبع وتعداد علوم القرآن و محاولة جمعها في علم واحد يكون كالفهرسة لها، وهو السرّ من وراء كون أكثر المهتمين بعلوم القرآن بهذا المعنى الخاصé قديما كانوا من الشافعية... ثمّ رددنا بعد ذلك على من أنكر هذا الأثر وضعّفه لمجرد فرضيات لم يقم عليها الدليل والله أعلم... · مسألة الانفصال بين علوم الحديث رواية وبين علوم القرآن، وأيّهما دوّن أوّلاً؟ [ص43-44]
·تتبّع المصنفات الأولى في علوم القرآن [ص44 وما بعدها]
المبحث الثالث: مصادر علوم القرآن ومصنفاتها القديمة والحديثة 1. هذا المبحث اعتمدنا فيه منهج الاستقراء وتتبع الكتب والمصنفات المدونة في هذا العلم... ولأنّ هذه العملية تستلزم جهداً ووقتاً لا قِبل لنا بهما، اعتمدنا أساساً على العمل الكبير الذي قام به الأستاذ الدكتور محمد صفاء حقي في كتابه علوم القرآن من خلال مقدمات التفسير فجزاه الله عنا وعن العلم والإسلام خيرَ الجزاء 2. اعتمدنا طريقة خاصة في تبويب مسائل هذا المبحث حيث قسّمنا المؤلفات والمصادر إلى قديمة وحديثة، وفي قسم القديم وزعنا مصنفاته على أ. مقدمات التفاسير ب. علوم القرآن المفردة أي وفق معناه اللغوي العام ت. علوم القرآن بمعناه الاصطلاحي الخاص أما قسم المصادر والمراجع الحديثة فقد تبنّينا تبويبا وتصنيفا مغايرا للقسم الأوّل حيث قسّمنا هذه الفترة إلى مرحلتين عصر الضعف وعصر النهضة أ. في عصر الضعف والركود ذكرنا بعض ما صنّف خلال هذه الفترة كما تكلمنا عن أسباب هذا الضعف والركود وعن خصائص مصنفات علوم القرآن ومميزاتها ب. في عصر النهضة أوردنا قائمة طويلة بأشهر ما ألف في علوم القرآن في العصر الحديث [ص84] كما تناولنا هذه الكتب إجمالاً بوصف منهجها وخصائصها [ص82 ] ما لم نقم به في هذه الدراسة : بقي أن نشير إلى أنّنا كنا نرغب في إتمام المبحث الثالث المتعلق بمصادر علوم القرآن بدراسة مفصلة لأهمّ المصادر والمراجع القديمة والحديثة وعلى رأسها: 1. (فهم القرآن) أوّل مصنف في بابه للحارث بن أسد المحاسبي 243هـ 2. البرهان في علوم القرآن للزركشي 794هـ 3. الإتقان في علوم القرآن للسيوطي 911هـ 4. عقد مقارنة بين الكتابين 5. الزيادة والإحسان في علوم القرآن لابن عقيلة محمد بن أحمد (1150هـ) أما المصنفات الحديثة : 1. التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن للشيخ طاهر الجزائري1338هـ 2. مباحث في علوم القرآن صبحي الصالح 3. مباحث في علوم القرآن مناع القطان 4. مقارنة بين الكتابين 5. مباحث في علوم القرآن محمد الدراجي
نقائص هذا البحث: 1. خلوّ البحث من مقدمة وخاتمة... 2. الإحالات والتوثيق أغلبها أثبتناها في الهوامش... وبعضها في أصل البحث وصلبه .. 3. المبحث الثالث لم نستوفه حقّه... وسبب ذلك بعد كَلِّ الهمم وخورِ العزائم، الوقتُ .... ونذكِّر الأستاذ أنّ هذه البحوث جميعها تمّت في أقلّ من شهر بالتنقيب والمطالعة والتقميش والتفتيش والجمع والتسجيل والتدوين والتصنيف والتصحيح والإخراج والمناقشة... في شهر يا أستاذ...لم يخرج عن هذا الشهر إلاّ هذا الملخص... وفي الختام نحمده سبحانه وتعالى الذي لا تتمّ الصالحات إلاّ بإذنه ونصلي على سيدنا محمد الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى من اتّبع هديه إلى يوم الدين ... آمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــين .
[1] نذكر بهذين الشرطين كلما سنحت لنا الفرصة في هذا الملخص وفي عرض البحث ومناقشته؛ حتى لا نحاسب بأكثر ممّا طولبنا به...
[2] المقصود متقدمي هذا العلم الخاص أي أوائل من كتب فيه
بوركتم أستاذ بودفلة فتحي على البحث المفيد وعلى تعبكم في جمع المعلومات وتنقيحها واختيار أجودها ماشاء الله
ولو وضعتم البحث كاملا في ملف مرفق لعله يكون أكثر فائدة والأمر لكم
وبالنسبة لقول الدكتور الشربجي :
((وهناك بعض المراجع تكرر ما تناقلته المصادر )) أقول : لامانع من تكرار البحوث بأساليب مختلفة ووجهات نظر متعددة
بوركت جهودكم