مدارس اللغات تبيع لك الوهم

إنضم
28/07/2010
المشاركات
73
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
مدارس اللغات تبيع لك الوهم


(أرجو من الإخوة الفضلاء أن يشاركوني التعليق حول هذا الموضوع ، بارك الله في علمكم)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم... أما بعد

كتب (ألفارو) مُطْران قرطبة عام أربع وخمسين وثمانمائة للميلاد إلى أحد أصدقائه رسالة يقول فيها ( إنّنا لا نرى غير شباب مسيحيين هاموا بحبِّ اللغة العربيّة يبحثون عن كُتُبها ويُتقنونها ويدرسونها فى شغف ويُعلِّقون عليها ويتحدَّثون بها فى طلاقة ويكتبون بها فى جمال وبلاغة ويقولون عليها الشعر فى رقَّة وأناقة يا للحزن !! مسيحيون يجهلون من كتابهم وقانونهم ولاتِيْنِيَّتِهم وينسون لغتهم نفسها ، ولا يكاد الواحد منهم يستطيع أن يكتب رسالة معقولة لأخيه يُسَلِّمُ عليه ، وتستطيع أن تُجَسِّدَ جمعًا لا يُحْصَى يُظهر تفوقه وقدرته وتمكُّنِه من اللغة العربيّة)
ذلك لمّا كان العصر عصر قوّة للمسلمين تبعتهم الأمم حتّى فى لغتهم ، أمّا الآن فرُوح الهزيمة قد سيطرت على الكثير من ضِعاف الهمّة فالتمسوا العزّة فى تقليد غير المسلمين أصحاب الحضارة الماديّة ،والسطوة العسكريّة ، والنفوذ السياسىّ ، بصرف النظر عن معتقدهم الفاسد فى ربّهم ، وتكذيبهم لقرآننا ونبيّنا ، ومعاقرة الزنى ، وشرب الخمر ، وأكل الخنزير ، وتبنّي الكلاب ، والشذوذ الجنسىّ ، وبُغْضِهم للإسلام ، ومذابحهم للمسلمين وحروبهم الصليبيّة ( قديمًا بالسلاح وحديثًا بالغزو الفكريّ)
لماذا نركع لمن أذلّنا ونتباهى بتعلّم لغته؟ ماذا فعلت إيطاليا بليبيا؟ وفعلت إنجلترا بمصر والعراق وفلسطين؟ وفرنسا بالجزائر وتونس وسوريا؟ وأمريكا بالمجتمع الإسلامى جُملة من تدخل سافر ومحاولة تحويل القادة لموظفين لديها وإقامة قواعد عسكرية فى أنحاء كثيرة من وطنك الكبير؟
فكفانا انكفاءً ، وحسبنا حبسُنا عن ركب العزّة والكرامة والقيادة.
وتجد الواحد منّا إذا حدثت بينه وبين صاحب مَتْجَرٍ مُشادة كلاميّة ؛ يقاطعه ولا يشترى منه ، وربّما حَرَّمه على أولاده ، وهو بعدُ ليس عدوًّا مُحاربًا ؛ لم يقتل أخاك ولم يغتصب أرضك ولم يُرِدْ نزع حجاب ابنتك ولم ... ولم ...
أنا أعي تمامًا ضرورة تعلُّم الإنجليزيّة لمن يحتاجها فى عمله ، لا أن تدرسها لذاتها ، لا أن تُقام مدارس للغات تُخَرِّجُ الآلاف ، أفنوا طفولتهم ومراهقتهم فى حفظ واستيعاب واستظهار تراكيب وقواعد ومفردات الإنجليزيّة.
أرجو أن تذكر لى أسبابًا واضحة معقولة لتعلّم الإنجليزية!!!
حتّى الاستخدام المعتاد للكمبيوتر والإنترنت لا يحتاج تعلّم الإنجليزيّة ، بل تحتاج أنت فقط لمعرفة التعامل مع جهاز الكمبيوتر ؛ لا تحتاج التعامل مع الإنجليزيّة ، إذ هى عمليّة فنيّة مهاريّة ، مثل فتح الجهاز وكيفيّة البحث عن الموضوع الذى تريده ، وقد انتشر الآن كتابة الملفات بالعربيّة ، وترى ابنك صاحب الخمس سنوات يُجيد التعامل مع الكمبيوتر ، واختيار الألعاب التى يريدها ، وفتح أفلام الكارتون التى يُفضّلها وهكذا.
ولو احتجنا لتعلّم بعض الكلمات والمصطلحات ؛ فلا يُعَدُّ هذا مُبَرِّرًا للدعوة إلى ضرورة تعلّم المجتمع الإنجليزيّة وإتقانها كاملة.
قال الأديب مصطفى صادق الرافعىّ رحمه الله ( هل أعجب من أنّ المجمع العلمىّ الفرنسىّ يُؤذّن فى قومه بإبطال كلمة إنجليزيّة كانت فى الألسنة من أثر الحرب الكبرى ويُوجب إسقاطها من اللغة جملة ... رأى المجمع العلمىّ أنّ الكلمة وحدها نكبة على اللغة )
والفرنسىّ لا يتكلّم معك بالإنجليزيّة ، يعتبره غزوًا ثقافيًّا ، أمّا المثل الشهير فى ذلك فهو ألمانيا وأَنَفَتُها ، فالألمانيّ يرفض أن يكلّمك بالإنجليزيّة ولو كان يعرفها !! يفرض عليك أن تتكلّم بالألمانيّة ، لائحات الشوارع ولافتات المحلات كلّها بالألمانيّة ، لا مجال للغة دخيلة.
فى كوريا (آكلى الكلاب) تُوجد عمارة ثمانون طابقًا لنقل المصطلحات العِلْمِيَّةِ أولا بأوّل إلى اللغة الكوريّة.
اليهود ... اليهود لم يكن أحد منهم فى مجتمع يتحدَّث العِبْرِيَّةَ ،ولكنّهم أَحْيَوْهَا بعد طول ممات ، نبشوها من القبور وأقاموا دولتهم بها ، وتناسوا لغاتهم التى أنفتق لسانهم عليها.
هذا ... ومازلنا نُصرّ على ترديد : O My God !! , Sorry , Ok
ولو سلّمنا – جدلا وفرضًا – أنّه تُوجد بعض فائدة للإنجليزيّة ؛ فما جدوى دراسة الفرنسيّة أو الألمانيّة ؟ لماذا يبتهج البعض ويكاد يطير فرحًا عندما ينطق ابنه كلمة غير عربيّة ؟ هل هذه اللغات هى التى ستفتح له أسرار الواقع وآفاق المستقبل ؟
إنّ مدارس اللغات تبيع لك الوهم ...
هل دراسة الرياضيّات والكيمياء والفيزياء وغيرها باللغات أفضل عِلميًا وعمليًّا؟ بالطبع لا.. لأن المادّة العلميّة واحدة .. المعادلات واحدة ، هم أخذوا عُلومنا قديمًا وترجموها للغاتهم وتقدّموا وأنتجوا ورفضوا التبعيّة لنا.
لم يقولوا وقتئذ : إذا كنّا نريد أن نتقدم كالعرب فعلينا أن نتعلّم لغتهم حتّى نتقدّم ونتحضّر ونرتقى ونُصَنِّعَ.
الرازىّ (864 – 923م) من أكبر وأشهر أطباء الدنيا ، هو مسلم وعربىّ له 230 مُؤَلَّفًا فى العلوم المختلفة – مع التحفّظ على جانبه الفلسفىّ – له كتاب (الحاوى فى الطبّ) هو من أشهر كُتُبِ الطبّ ، وقد طُبِعَتْ مؤلفاته عشرات المرّات ، ودُرِّسَتْ فى كلّ المدارس الطِبِّيَّةِ فى الشرق والغرب ، وقد أطلقت جامعة بريستون الأمريكيّة اسمه على أكبر أجنحتها ، ونحوها جامعة باريس ، ولُقِّبَ فى الغرب بأمير الأطباء ، تقول المستشرقة الألمانيّة (زيجريد هونكه) : ( قبل 600 سنة من الآن كان لكلّيّة الطبّ الباريسيّة أصغر مكتبة فى العالم ، فلا تحتوى إلا على مُؤَلَّفٍ واحد؛ وهذا المؤلّف كان لعربىّ كبير هو الرازى)
وجابر بن حيّان (ت 815م) يتفق العلماء على أنّه أبو الكيمياء حيث ترك موسوعة علميّة ضخمة ، وهو أوّل من استحضر حامض الكبريتيك وكربونات البوتاسيوم والصوديوم والصودا الكاوية وماء الذهب وغيرذلك.
وأيضًا الخوارزمىّ هو أوّل من أطلق على (الجبر) هذا الاسم ، وأيضًا ابن الياسمين
( 1204م) عالم الرياضيّات والهندسة .
وأفادت اللاتينيّة من بصريّات ابن الهيثم ، وكذلك ابن النفيس الطبيب ، وابن زهر الطبيب ، والبيرونىّ عالم الفيزياء الفذّ و... وغيرهم كثير كثير.
وأوّل ما ينبغى للمرءِ أن يشغل به نفسَه ؛ إصلاحُ نفسِه ، وإصلاحُ بيتِه (وأنذر عشيرتك الأقربين) (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة) ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) أخرجه البخارىّ (2278) ومسلم (1829) عن ابن عمر مرفوعًا.
يجب عليك أن تُراجع مواقفك نحو تلك المدارس.

يا أيّها المُربّى الفاضل / حَصِّنْ أبوابَ قلعتِك ... بيتِك ؛ بالدين .
ودع عنك ماسواه ، نحن فى زمان أصبح فيه كلّ شىء قابل للشكّ ؛ ثمّ للنقاش ؛ ثمّ للهدم ،الأخلاق ... الدين ... بل الله عزّ وجلّ وتعالى وتسامى.
وما كانت الأجيال السابقة – منذ نزل آدم عليه السلام إلى الأرض – إلى ما قبل هذا العصر تعتبره مُسَلَّمَاتٍ ؛ هو الآن محلّ نظر ، بل محلّ ريبة.
اعتبرت الخليقة – قاطبة – وفى كلّ بقعة من الأرض كافّة ؛ نكاح الرجل للرجل شُذوذًا ، وقلبًا للفطرة السويّة ، ومرضًا نفسيًّا عُضالا ، ولمّا استشرى هذا الداء وعزّ الدواء فى قوم لوط عليه السلام كان علاجهم ... إهلاك قريتهم بما فيها ومن فيها.
أما الآن فيرفضون جَعْلَ ذلك جريمة أخلاقيّة ، بل يرفضون حتّى التسمية (شُذوذًا) ويقولون : (مِثْلِيَّةٌ) !! فكيف تردّ وبماذا تردّ أخى الحبيب؟
يقولون لا دين فى السياسة ، لا دين فى الفنّ ، لا دين فى الأدب ، لا دين فى الدين ، ليكتب الأديب ما يشاء ... يسبّ القدر ، يسبّ الدين ، يسبّ الله ، ولا يُعاقب ؛ بل يُكَرَّمُ لأنّه عَبَّرَ عن رأيه بِحُرِّيَّةٍ وديمقراطيّة ولِيبْرَالِيَّةٍ فى اشتراكيّة ، ولم يخش لومة لائم من البُرجوازيّة والرجعيّة والتعبويّة !!!
هم الفئة المُثقّفة التنويريّة ... هم صفوة المجتمع وقادة الفكر وربّما الكفر.
هذه المرأة التى صرخوا بضياع حقّها ليل نهار ( وأنّها المظلومة المقهورة المهضومة رغم أنّها مثل الرجل فى كلّ شىء فى كلّ شىء)
وكذبوا .. كم رئيسة فى دول الغرب ؟ كم وزيرة ؟ كم عالمة ؟
كم مُخترِعة فى علوم الطبّ والفضاء والعلوم النوويّة؟
وتأكد العقلاء من قصدهم الخبيث ؛ هم ساووا الرجل بالمرأة ولم يساووا المرأة بالرجل ، حيث استنوق الجمل ، انظر إلى أين وصلوا وبأى الأودية هلكوا ، أصبحت المرأة فى الشارع عارية ، وفى المحلات بائعة ، وفى الإعلانات سلعةٌ تُرَوِّجُ سلعةً ، أما مهنة الوزراء والرؤساء فما تزال حِكْرًا على الرجال ، وذلك لِمَا فضّلَ الله به الرجل على المرأة ، وبما أعطاه من مَلَكَاْتٍ تُؤَهِّلُهُ للقيادة ، والسعىِ فى الأرض ، والقتال ،وغيره.
نعم .. وقعت مظالم كثيرة للمرأة عبر التاريخ حمل الأوربّيّون لواءها لذا قامت دعوات فى الشرق المُلحد والغرب الكافر لتحرير المرأة من القيود التى وضعوها عليها .
وبلا مُبرّر وبلا داعٍ ردد ببغاوات من بنى جِلْدَتِنَا مقولاتهم وأرادوا تطبيقها فى مجتمعنا المسلم ، رغم أنّ الإسلام هو الذى أعزّ المرأة بعد المذلّة ، وأنصفها بعد الغبن ، بيد أنّ غير المسلمين قهروا المرأة سابِقًا ثمّ لمّا أرادوا رفع المظالم عنها ؛ ظلموها من حيث أرادوا إكرامَها كالمستجير بالنار من الرمضاء.
وقد آن لنا أن نضع النِّقاط التائِهة على الحروف المتأهِّبة لنرى الحقيقة الغائبة ، فمسئوليّة تربية ولدك عليك وحدك ... ليس صحيحًا أن يتفرّقَ دَمُ إهمالِك بين القبائل ، ولا أن ترمى بمسئوليّة الانحراف على ولدِك ؛
إذ كيف يمكن توزيع الجريمة بين الجانى والضحيّة؟
يا أخى فَتِّشْ متاعك وتدارك الشرر قبل أن يصير حريقًا.
انظر إلى كثير من أبناء المسلمين وهم بين كُسَير وعُوَير وثالثٍ ما فيه خير ، وترى الشابّ غير قادر على قِيَادِ نفسه وقت الأزمات ... وقت الفتن – وهى كثيرة – وقت الشُّبُهات والشهوات ، وترى البنت ترتدى حِجابًا بينه وبين الحجاب حجاب ، وهم لحم جمل غثٍّ على جبل وَعْرٍ لا سهل فيُرتقى ولا سمين فيُنتقى ، لو اطّلعتَ عليهم لوليت منهم فِرارًا ولَمُلِئْتَ منهم رُعبًا.
وانظرإلى أبناء السلف وما هم عليه من الخير والصلاح .....
أولئك إلى السماء سموا وهؤلاء بالأرض رضوا فردوا.
فعليك بالحرص والمتابعة والحَيْطَةِ ، فالحَيطةُ تمنع من الداء وتُغنى عن الدواء ، وكذلك الحزم – وهو لا يعنى القسوة والغِلظة – فالحزم سياج التربية القويمة، والحزم مركب الصادقين.
ونجد أنفسنا مطالبين أن نَزِيْدَ الجهد لِنُزِيْلَ الجهل عن الأهل ، وإن لم نفعل فكلّ ذلك مُخَزَّنٌ فى عُقولهم فى القُرْصِ الصلب ، سيذكرون بوضوح أنّ أباهم لم يُعلمهم آيةً من كتاب الله ، ولا حديثًا من أحاديث النبىّ صلى الله عليه وسلم ، كلُّ حِرْصِهِ كان على مواد مدارس اللغات ، والدرجات العُلا فيها ، وعند الحصول على درجة مُتَسَفِّلَةٍ ؛ ربّما يضربهم ضرب غرائب الإبل ويقرعهم قرع المروة ، فعجبًا على من باع دينه بدنياه فكانت النار مثواه ، وبطبيعة الحال هى جرائم لا تسقط بالتقادم.
وبالنظر الثاقِب ترى أنّ هناك خللاً ... وهذا الخللُ حادٌّ ... وتلك الحدّة مُتزايدة .
ولست فارس ذلك الميدان ولا بَزَزْتُ فيه الأقران ... بل سبقنى إليه سادةٌ أجِلاء ، وعلماء فضلاء ، ومُرَبُّوْنَ أوفياء.
أبو مالك سامح عبد الحميد حمودة
 
مدارس اللغات

مدارس اللغات

مهلا أخانا الفاضل , وإن كنت مشكورا على غيرتك الشديدة للدين واللغة, ولكن طلب اللغة مهما كانت , فلا يعدو أن يكون طلبا للعلم والحكمة, ويصح للمسلم أن يبذل من وقته وماله في تعلمها حتى يتقنها, ثم إن اللغات من عند الله, ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن تزهدوا في العلم بسبب حجج واهية.
 
رويدك أخي الكريم وتلطّف بنا! بدأت مشاركتك بالاعتراض على تعلم اللغة ثم تحولت إلى المرأة الغربية ثم هدر حقوق المرأة المسلمة!
أخي الكريم ألسنا أمة أُمِرنا أن ندعو الناس إلى دين الله؟ أليس واجباً علينا أن نتعلم اللغات الأجنبية على الأقل لندعو أهلها بلغتهم ونخاطبهم بما يفهمون؟ أم تريدهم جميعاً أن يتعلموا العربية ليفهموا ما سندعوهم إليه؟ وهم على كل حال لما يتعلموا العربية يبدعون فيها! هل استمعت إلى الشيخ حمزة يوسف الأميركي الذي اعتنق الإسلام؟ إسمعه وهو يتكلم العربية ستشعر بالخجل من لغته العربية الفصحى وكأنه جاء للتو من زيارة لسيبيويه أو الخليل بن أحمد!
أخي الكريم تعلمنا اللغات الأجنبية ولم يؤثر هذا لا على أخلاقنا ولا على عاداتنا وأنا شخصياً أتحدث الفرنسية والانجليزية بطلاقة إضافة إلى اللغة العربية لغتي الأم التي أعتز بها فما ضرّني ذلك في شيء، المشكلة ليست في اللغة الأجنبية نفسها وإنما في نفوسنا التي تحتاج إلى صيانة وإعادة تأهيل!
ثم أخي لماذا هذا الحقد على الغربيين؟ أليس منهم من نصر دين الإسلام ومن دافع عن حقوق المستضعفين؟ أليس منهم من قتل في فلسطين دفاعاً عن أرض فلسطين التي تخلى معظم المسلمون العرب عنها؟! ألم يقدّروا علماءنا الذين ذكرت في مشاركاتك؟ هل قالوا هذا عربي مسلم علينا أن نسرق علمه ونضع إسمنا عليه؟ أنت قلت أنهم يعترفون لعلمائنا بالفضل وقد دًرس كتاب ابن سينا في جامعات فرنسا سنوات طويلة؟! الإنصاف الإنصاف أخي الكريم وإذا شئنا الانتقاد فلنحدد بالضبط ما الذي ننتقده ثم يكون نقداً منهجياً وله هدف محدد نصل منه إلى شيء ما إما النقد لتطوير ذاتنا بعد أن نعرف عيوبنا وإما النقد لنوجهه لأعدائنا حتى نأخذ حقوقنا الضائعة.
أخي الكريم عشت في بريطانيا ما يقارب العشر سنوات وكنت أفرض نفسي كمسلمة بينهم وما رأيت منهم إلا الاحترام لدرجة أنهم إن دعونا للعشاء عندهم طبخوا الخضار لأنهم يعلمون أنا لا نأكل إلا اللحم الحلال وشربوا العصائر لا الخمور لأنهم يعلمون أنا لا نجالس من يشربها ولا ننظر إليها وما عابوا علينا هذا ولكنهم احترمونا لأننا نحترم مبادئنا وعقيدتنا. ما أنت مقتنع به أخي وتتصرف على أساسه بصدق وثقة لا بد وأن يجد لدى الطرف الآخر القبول، هكذا فطرة البشر. كانوا يعتذرون إن أكلوا أمامنا في رمضان وهم ليسوا مسلمين وتجدنا في بلادنا الإسلامية يجاهر المفطرون بفطرهم لا يرفّ لهم جفن وهم مسلمون!
المشكلة أخي تكمن في حكمنا على الغربيين على ضوء ما نريد أن نسمعه وليس عن حقائق وحتى نظرتنا لهم تختلف باختلاف السبب والهدف الذي نتعامل معهم على أساسه أو الهدف من ذهابنا إلى بلادهم أو تعلم لغتهم، فحتى نكون منصفين علينا أن نحدد فعلاً الداء قبل أن نلعن المرض!
ثم إن موضوع المرأة في الغرب أو في الشرق وتحولها إلى سلعة إعلانية رخيصة فهذا لا تقع مسؤوليته على الرجل بل على المرأة التي ترضى أن تجعل من نفسها سلعة! هؤلاء النساء اللواتي وصفتهن اخترن أن يكن على هذا المستوى لكنك في نفس الوقت انظر بعين العدل تجد كثيرات من رموز المجتمع والقيادة وليس شرطاً أن تكون المرأة وزيرة أو رئيسة دولة لتؤثر! أخي الكريم أضرب لك مثالاً في أميركا امرأة سوداء عاشت حياة الفقر والهجرة من إفريقيا وعانت من التمييز العنصري الكثير وأسيء إليها في طفولتها ولكنها اليوم تؤثر في أميركا بأسرها والعالم أكثر من تأثير رئيس الدولة نفسها وكل قيادات الدولة! هذه المرأة إسمها أوبرا وينفري صارت من أهم نساء أميركا المؤثرات في المجتمع الأميركي. وكلامي هذا ليس تزلفاً لأحد ولا تملقاً ولا إعجاباً لكن الحق يجب أن يقال فبينما كثير من نسائنا للأسف تنفق عشرات الآلآف في الدولارات على فستان لتحضر به حفل زفاف تجد في العالم من ينفق أضعاف هذه المبالغ على الفقراء والمساكين والمشردين من فيضانات أو زلازل سواء كانت في بلدهم أو في اي بلد آخر في العالم مسلم أو غير مسلم، أسود أو أبيض أو اي لون خلقه الله تعالى!
أخي الكريم للأسف نحن نعيش حالة من الازدواجية بل انفصام الشخصية فلا نحن نقوم بواجباتنا كمسلمين ولا نحن عرفنا كيف نستفيد من النهضة العلمية والحضارات الأخرى! الله تعالى أخبرنا في كتابه (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) ثم حدد (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
وبما أننا أمة العدل والإنصاف حتى مع أعدائنا فيا ليتنا عندما ننتقد نكون عادلين أيضاً ومنصفين.
ثم اين هو هذا النموذج الإسلامي المشرّف الذي يتمنى كل البشر أن يحذوا حذوه؟! وقد ألمحت إلى هذا في مشاركتك لكن العلاج لا يكون فقط برفض مدارس اللغة ومحاربة تعلم اللغات الأجنبية.
وفقنا الله جميعاً لكل خير وجعلنا ممن يتشرف بهم الإسلام ويتشرفون بانتسابهم إليه بأية لغة دعوا ربهم وبأية لغة تكلموا.
وعذراً على الإطالة.
 
نشكركم على غيرتكم جميعا , ونضيف أن الغرب في نهضتهم اعتمدوا على المسلمين فأخذوا ما عند المسلمين , من علم وحكمة, واستوعبوا ذلك كله, ثم صاغوه بلغتهم, ولو أنهم لم يتقنوا العربية لما حصل لهم شيء من العلم لأن العربية آنذاك هي بوابة العلم, فلنأت العلم نحن من أبوابه ثم لنكن حازمين ونبدع بلغتنا كما أبدعوا بلغتهم، أرجو ألا أجرح مشاعر غيري, وهذا مجرد رأي وليس إلزاما.
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أما بعد

أحمد لكم استجابتكم لدعوتي للتعليق على موضوعي ، وبارك الله فيك أخي أحمد مرغم ، وفيك أختي سمر الأرناؤوط ، وأتوجه مباشرة لمناقشةٍ عَجْلَى لمشاركة الأخت لأن كلامها متضمن معنى مداخلة أخي أحمد ،

تقول: (أخي الكريم ألسنا أمة أُمِرنا أن ندعو الناس إلى دين الله؟).
أقول : بلى والله ، قد أمرنا..

تقول : (أليس واجباً علينا أن نتعلم اللغات الأجنبية على الأقل لندعو أهلها بلغتهم ونخاطبهم بما يفهمون؟).
أقول : هل تقصدين الوجوب الشرعي؟ بمعنى أن يأثم تاركه؟ أهناك حثٌّ من الشرع على تعلم اللغات؟ وهل تسوقين آية أو حديثًا أو أثرًا للسلف في الحض على إتقان اللغات؟ على أي حال –أيتها الفاضلة- سأذكر بعضا من الآثار التي توضح الأمر ، بعد هذا المختصر بإذن الله .

تقول : (أخي الكريم تعلمنا اللغات الأجنبية ولم يؤثر هذا لا على أخلاقنا ولا على عاداتنا وأنا شخصياً أتحدث الفرنسية والانجليزية بطلاقة إضافة إلى اللغة العربية).
أقول : وأنا لست درويشًا ولا أعرابيًا ، بل أتكلم عن واقع أعيشه ، فزوجتي الثانية بريطانية ، وأنا أتحدث الإنجليزية ، مع تخرجي في كلية دار العلوم (في اللغة العربية وآدابها والعلوم الإسلامية) جامعة القاهرة ، فاطّلعت على الفرق الشاسع بين اللغتين (وأعتذر لمقارنتي العربية بالإنجليزية) ، ودرست اللغة العبرية في دار العلوم ، وأما حنقي على جرائم هذه الدول على الإسلام والمسلمين ، فما في صدري أكبر مما ذكرتْ الأخت!!
وإذا كانت شهادتي في الأوروبيين مجروحة عندك ، فاسمعي ذمّ أخلاقهم من زوجتي وصديقاتها : من عنصرية ، وعدم غيرة ، وارتكاب الفواحش ، والشذوذ المُقنن المحمي من الحكومات ، وأكثرهم لا يدينون بدين على الحقيقة ، لذلك لا مشكلة في أن يُظهروا لك الاحترام كمسلمة و كذلك البوذي والهندوسي و... مما لا يخفى عليك ، وأما تَجَمُّلِهم معك أوتمثيلهم مع غيرك فهذا من الخبث المشهور عن الكثير منهم ، والذي رأيتُه أنا أيضا!! وعند معاملتهم بالدرهم والدينار ، نجد بعضهم يقتل زوجه ليستولي على التأمين على الحياة!! فما بالك بما هو دون ذلك؟

تقول : ( أليس منهم من نصر دين الإسلام ومن دافع عن حقوق المستضعفين؟).
أقول : لا أكاد أصدق أن حكيمة مثلك تحكي هذا الـكلام.....!! ، وحتى على فرض وجود هذا فإنه شاذ ونادر ، والشاذ لا حكم له ، أو بتعبير البعض : النادر يُثبت القاعدة ولا ينفيها.

بارك الله عمرها ، لقد أثبتت الأخت كلامي بذكرها (أوبرا ونفري) ، وذلك من وجوه :
1- يا أختي إن (أوبرا) ما عاشت حياة الهجرة كما تقولين ، بل اقتاد البيض (الذين يحترمون حقوق الإنسان) أجدادها في السلاسل والأقفاص من أفريقيا إلى أمريكا (التي اغتصبوها من الهنود الحمر)
2- كانت أم (أوبرا) خادمة في بيوت البيض (وترعى كلابهم الرقيقة)

3- المجال الذي نجحت المرأة (أوبرا) فيه هو الإعلام كما ذكرتُ أنا.

4- هل عندك أمثلة أخرى لنجاحات نسائية؟ في مجالات مختلفة أم فقط هذا من الشاذ الذي لا حُكم له؟




* لا ألتفت لكلمات الشجب (والتي لا تخيفني) ، ولا أرهب صولة التعبيرات ، والإرهاب الفكري الذي يمارسه البعض ، من دعوى ضرورة تعلم اللغات لدعوة غير المسلمين ونشر الإسلام ، فأنا ببساطة أُقرّ هذا ، وأؤكده ، وأحض عليه ، ولكن ما دخل هذا في فرض اللغات على أبنائنا كلهم؟ هل سيزحف كل هؤلاء الملايين لبلاد الفرنجة لنشر الإسلام؟ أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟ وهدر لطاقات فلذات أكبادنا سيحاسبنا الله عليه؟

وأُذكرك بكلام جميل لك في مشاركة في هذا الملتقى بعنوان :

(تحذير من ضياع اللغة العربية) وبعد إيرادك قصيدة المُفن حافظ إبراهيم وفيها:


أَيهجُرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُمُ ـــــــــ إِلى لُغَةٍ لَم تَتَّصِلِ بِرُواةِ

سَرَت لوثَةُ الإِفرِنجِ فيهم كَما سَرى ـــــــ لُعَابُ الأَفاعي في مَسيلِ فُراتِ


تقولين : (وللأسف نحن سائرون في هذا الركب بعلم أو بغير علم منا فلو تابعت أسماء المحلات التجارية في بلاد العرب وأسماء البرامج التلفزيونية بل وأسماء أطفال المسلمين ستجد معظمها صار أجنبياً ولا حول ولا قوة إلا بالله. وكثير من المسلمين يعتبر التحدث باللغة العربية دليل تخلف أما من يتحدث بلغة أجنبية فهذا دليل الحضارة والثقافة!)

وكما تذكرين أنت ذلك في معرض الخوف على أبناء المسلمين ، أخذتُ موضوع ( مدارس اللغات تبيع لك الوهم) من كتابي (أسباب انحراف الأولاد مظاهره وآثاره والعلاج) طبع دار الترمذي بالإسكندرية ، ولعل هذا يفسر لك الحديث المتشعب عن الغزو الثقافي ومدارس اللغات وعلاقة ذلك بسلوكيات الغرب في التعامل مع المرأة ، التي هي الأم والزوجة والأخت والابنة وكل شيء.

الآثار : قال شيخ الإسلام ابن تيمية (وما زال السلف يكرهون تغيير شعائر العرب حتى فى المعاملات ، وهو التكلم بغير العربية ، إلا لحاجةٍ - كما نص على ذلك مالك والشافعى وأحمد ، بل قال مالك من تكلم فى مسجدنا بغير العربية أُخرج منه)

- وكره الشافعى رحمه الله لمن يعرف العربية أن يُسمى بغيرها ، وأن يتكلم بها خالطا لها بغيرها ، وهذا الذى قاله الأئمة مأثور عن الصحابة والتابعين.

- وسمع محمد بن سعد بن أبى وقاص قوما يتكلمون بالفارسية فقال ما بال المجوسية بعد الحنيفية ما بال المجوسية بعد الحنيفية .

- ونقل شيخ الإسلام عن الإمام أحمد كراهة الرطانة وتسمية الشهور بالأسماء الأعجمية.​

وقد كره أهل العلم تعلم رطانة الأعاجم والمخاطبة بها بدون حاجة. وروي عن عمر رضي الله عنه أنه قال ( لاتعلموا رطانة الأعاجم )


ومطلبي ليس مجرد منع تعلم اللغات ، ولكنه مشروع متكامل ، علينا أن نُترجم العلوم لا أن نذوب فيهم ، وتجد الترجمة في الدول التي تعتز بلغتها الأصلية ، تعريب العلوم ، وتعريب الكمبيوتر والنت ، يقول الأمير مصطفى الشهابى - في كلمة له ألقاها عام 1955م -: مضى على إنشاء كلية الطب بدمشق خمس وثلاثون سنة ، وهى ثابتة تعلم بالعربية وتبرهن على أن هذه اللغة لا تعجز عن مجاراة اللغات الأخرى إذا ما تعاهدها أبناؤها وأخلصوا لها.

وأما دليل منحاى أن تعلم اللغات يكون مقرونا بالحاجة فقط ؛ قول زيد بن ثابت : أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلَّم له كلمات من كتاب يهود قال ( إني والله ما آمن يهود على كتاب ) قال : فما مرّ بي نصف شهر حتى تعلمته له قال : فلما تعلمته كان إذا كتب إلى يهود كتبت إليهم وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابهم ) رواه أحمد و أبو داود والحاكم وغيرهم وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح ، نتمعن في التعبير (أن أتعلم كلمات) ، ولم يأمر صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يتعلموا لغات الأرض شرقها وغربها ، رغم أنهم كانوا في حاجة لنشر الإسلام أشد من حاجتنا!!


وأخيرا أسأل أختنا : أين الضبط الشرعي في كلامك واعتراضك؟ وما أقسى تعبيرك (لماذا هذا الحقد على الغربيين؟) وأنا لا أحقد عليهم ، فما آتاني الله خير مما آتاهم.

غفر الله لنا ولك ، وأكرر شكري للاستجابة لطلبي التعليق والتعقيب ، بارك الله فيكم وفي المنتدى والمشرف العام د/ الشهري ونفع بكم الإسلام والمسلمين ... آمين.
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك.
أبو مالك​
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أرى أن الأمر فيه كثير من الحساسية, ويحتاج إلى قدر كبير من التروي والتؤدة والحذر قبل الحكم ...., والذي ينبغي أن لا تحجبنا سيئات القوم عن رؤية ما فيهم من حسنات وما هم عليه من واقع من المؤكد أنه خير مما نحن عليه اليوم وفي مجالات عديدة, فالإنصاف الإنصاف فإنه من أمارات الإيمان......
 
أهمية تعلّم اللغة الإنجليزية :

أهمية تعلّم اللغة الإنجليزية :

ربما تريد الأخت الدكتورة سمر أن تقول بعض الآتي كونها تتحدث الإنجليزية بطلاقة واستفادت كثيراً من خلال تلك اللغة:


أهمية تعلّم اللغة الإنجليزية :

أ – اللغة الانجليزية أصبحت اللغة العالمية الأولى والأوسع انتشاراً في العالم .
ب – اللغة الإنجليزية هي لغة العصر الحديث .

جـ - اللغة الإنجليزية لغة العلوم والتكنولوجيا والبحث العلمي .

هـ - اللغة الإنجليزية لغة الاقتصاد والتجارة الألكترونية والطيران .

و – اللغة الإنجليزية لغة الكمبيوتر والدراسة في الجامعات والمعاهد .

ز – اللغة الإنجليزية لغة السياحة والسفر .
*: ضرورات تعلم اللغة الإنجليزية :

أ – الإنجليزية ضرورية وعملية ويجب أن نتعلمها بمعزل عن إعجابنا بمن يتحدثها .

ب – الإنجليزية أصبحت ملك من يتحدثها ويستخدمها بغض النظر عن جنسيته .

جـ - إن تعلم الإنجليزية لا يتناقض مع أي منطق لكونها تلبي حاجات كثيرة.

د ـ الإنجليزية طريقة تفكير باعتبارها تمثل وسيلة الاتصال مع الآخر والتعرف علي ثقافتــــه فهي تشكل مفتاح الثقافة الأجنبية .

هـ - يعتبر إجادة اللغة الأجنبية كالإنجليزية نوعاً من أنواع الذكاء ألا هو الذكاء اللغوي .

و – الإنجليزية تشكل رصيداً مهماً يضاف إلي مخزون الفرد الذهني .

ز – اللغة تعتبر أداة التواصل بين الشعوب والثقافات ومن يمتلكها يمتلك هذه الأداة ويستطيع الاتصال مع الآخر والتلقي من الآخرين والتأثير في الثقافات الأخرى .

حـ ـ تعلم الإنجليزية يساعدنا في الاستجابة لتحديات العالم والمعرفة التكنولوجية التي تغزونــا في عقر دارنا في عصر العولمة وشمولية الثقافة .
* فوائد تعلم اللغة الإنجليزية :

أ – الرد علي حملات التشويه عن طريق استخدام اللغة .

ب – دحض الأفكار الخاطئة والمفاهيم المغلوطة عن العرب والثقافة العربية الإسلامية .

جـ - الاستفادة من اللغة الإنجليزية في نشر الدين الإسلامي والثقافة العربية الإسلامية .

د ـ تعلم الإنجليزية يساعد في تنشئة المواطن الصالح الذي يدافع عن قيم ومثل أمته ودينه .



منقول بتصرف
 
لَيْسُوا سَوَاءً

لَيْسُوا سَوَاءً

الإخوة الأعزاء الأساتذة سامح حمودة ، أحمد مرغم ، تيسير الغول الدكتورة سمر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد .
فهذه مسامرة لطيفة دائرة في حدود المدارس الأجنبية وتعلم اللغة ومدى ارتباط ذلك بأخلاقيات الغرب .
وبداية أحيي أخي الدرعمي الفاضل صاحب المشاركة الأم ، أحييه مرتين واحدة لأنه أصبح ضمن أسرتنا في ملتقانا " ملتقى أهل التفسير " وواحدة لكتابته هذا الموضوع المتشعب .
ثم أثني بأخينا الفاضل أحمد مرغم الذي نادى بمزيد من التوسط في الحوار بذكر محاسن القوم بجوار مساويهم ، وأثلث بأخي تيسير على تفضله بالتلخيص والتخليص الجيد الذي يبقى رهن مقولة صاحبة المشاركة الملخَّصة حفظها الله .
ثم أختم بتقديري لما تفضلت به الدكتورة سمر والذي يدور حول بيان أن الشخصية الفاعلة المسلحة ضد الفساد والانحراف لن يؤثر عليها أدبيات اللغات بقدر تأثير القناعات الهدامة في عين مجتمعنا العربي والمسلم .

مع إثباتها أن الخير أمر نسبي في كل بقاع العالم وكما أن في الغرب من يسكرون ويهزون فإن فيه من المحافظين والمحترمين الكثير والكثير وقد ضربت مثالا على ذلك من خلال عيشها في بلاد الفرنجة وليس مع العين أين ، وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل . ومن حقها علينا أن نصدقها .

كما أنها عرّجت على وجود الحق النسبي على الأقل ببلاد الغرب حيث لم يزوروا ولم يبدلوا كتب المسلمين ولا تراثهم بل نسبوه إلى أصحابه وهذه نَصَفة لا مراء في ذلك .

ولكن نرجع إلى فارس الحلبة الأستاذ سامح فأقول:
من الخطأ الشنيع ربط اللغة وتعلمها بأخلاق الغرب إذ الأخلاق نسبية ولا استقراء متكامل البتة وليست اللغة من نصيب الأخلاق فحسب بل اللغة منظومة متكاملة تعم كل مناحي الدين والحياة .

ولو أننا حاكمنا اللغة إلى الدين والأخلاق لما نزل القرآن بلغة العرب إذ هم الذين كانوا يقتلون البنات أحياء ويشربون الخمر وفيهم بيوت البغاء ووراثة المرأة كقطعة من قطع الأثاث ....الخ وبالرغم من هذا نزل القرآن بلغتهم بل بعاداتهم اللغوية القولية فتدبر .

هذه واحدة .
أما الثانية: فتدور حول قولكم :" لماذا نركع لمن أذلّنا ونتباهى بتعلّم لغته؟
الجواب : هناك انفكاك في الجهة بين الركوع للمستذِل ، والتباهي بتعلم لغته .
فالركوع نتيجة انبطاح قامة المسلمين وضعفهم الشديد ، أما التباهي بلغتهم فلأننا من خلالها نستطيع أن نتسلح بنسخة من سلاحهم فنحز رقابهم بسيوفهم ، ونستل عين مبتكراتهم العلمية بعين تراكيبهم وهذا عين الفخر وهو الحاصل الواقعي مهما كان الإنكار .
أما الثالثة : فقولكم " ضرورة تعلُّم الإنجليزيّة لمن يحتاجها فى عمله ، لا أن تدرسها لذاتها ، لا أن تُقام مدارس للغات تُخَرِّجُ الآلاف ، أفنوا طفولتهم ومراهقتهم فى حفظ واستيعاب واستظهار تراكيب وقواعد ومفردات الإنجليزيّة.
هذا المنطق سمعته مرة سنة 1993 في صنعاء اليمن من واحد من رواد حزب التحرير وقد دعاه خطابي على المنبر الذي ناديت فيه بتوحيد جهود المسلمين ونبذ الفرقة وإعادة الخلافة الضائعة إلى عدة أمور هي أهداف حزب التحرير منها : عدم إلزام الحكومة بالإنفاق على تعلم اللغة الأجنبية بصفة عامة إذ هي ليست لغة الإسلام وتعجبت من قول هذا الفاضل يومها ودار بيننا حوار طال ساعات وساعات .
ولست أخمن بأنك من هذا الحزب بل أحب أن أقول ليس العيب في اللغة غير العربية وإنما العيب في الإرساليات الأجنبية والمعاهد والمدارس المشبوهة التى تدس السم في العسل ، العيب في مناهج المدارس الأجنبية التى تقوم على التغريب والتجهيل المتعمد لأبناء المسلمين ، فالمعول عليه هو النوايا والخطط لا اللغة وآدابها .

أما الرابعة فقولكم : ولو احتجنا لتعلّم بعض الكلمات والمصطلحات ؛ فلا يُعَدُّ هذا مُبَرِّرًا للدعوة إلى ضرورة تعلّم المجتمع الإنجليزيّة وإتقانها كاملة.
قلت : اللغة كل لا يتجزأ وثقافة المجتمع يجب أن تكون كذلك ولكن أنى لنا هذا ولا زال العالم العربي تصل الأمية فيه لأكثر من 60% في بعض المجتمعات ، إننا لا زلنا نشعر بالخجل لعدم اتقاننا لغة الغير لأن العلم هدف نزيه من أدواته اللغة بكل أطيافها .
أما الخامسة :فقولك " والفرنسىّ لا يتكلّم معك بالإنجليزيّة ، يعتبره غزوًا ثقافيًّا ، أمّا المثل الشهير فى ذلك فهو ألمانيا وأَنَفَتُها ، فالألمانيّ يرفض أن يكلّمك بالإنجليزيّة ولو كان يعرفها !! يفرض عليك أن تتكلّم بالألمانيّة ، لائحات الشوارع ولافتات المحلات كلّها بالألمانيّة ، لا مجال للغة دخيلة.
قلت: هذه قوميات الخطب فيها يسير وتسع كلها وجهات النظر المحللة لصنيعهم وليس موقفهم هذا حجة على غيرهم البتة .

أما السادسة فقولكم :"ولو سلّمنا – جدلا وفرضًا – أنّه تُوجد بعض فائدة للإنجليزيّة ؛ فما جدوى دراسة الفرنسيّة أو الألمانيّة ؟ لماذا يبتهج البعض ويكاد يطير فرحًا عندما ينطق ابنه كلمة غير عربيّة ؟ هل هذه اللغات هى التى ستفتح له أسرار الواقع وآفاق المستقبل ؟
قلت : لا قائل بالفرق فالإنجليزية مثيلة الفرنسية والروسية واليابانية و............ كلها لغات متساوية في نظر العلم
أما السابعة:" فقولك:" وأوّل ما ينبغى للمرءِ أن يشغل به نفسَه ؛ إصلاحُ نفسِه ، وإصلاحُ بيتِه (وأنذر عشيرتك الأقربين) (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة) ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) أخرجه البخارىّ (2278) ومسلم (1829) عن ابن عمر مرفوعًا.
قلت: ما دخل اللغة في إفساد النفس والبيت والعشيرة ؟
بل كونك قد اقترنت بأجنبية لن تسطيع الوصول إلى إصلاحها أو التفاهم معها بدون معرفة لغتها ومن هنا تدخل من خلال لغتها تحت قوله تعالى " ,انذر عشيرتك الأقربين أما الثامنة ": فقولك " . يقولون لا دين فى السياسة ، لا دين فى الفنّ ، لا دين فى الأدب ، لا دين فى الدين ، ليكتب الأديب ما يشاء ...
أقول: ألسنا نحن الذين نقول لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين ، ألسنا نحن الذين نقول الأدب للأدب وليس الأدب للدين ؟ وبما أننا فينا هذا الهراء هل يليق بنا أن نربط ما يقوله البعض من المخرفين باللغة فنهجر العربية من أجل بعض الانفعالات والمقولات الظالمة ؟؟؟
أما قولكم ـ رعاكم الله ـ :" أصبحت المرأة فى الشارع عارية ، وفى المحلات بائعة ، وفى الإعلانات سلعةٌ تُرَوِّجُ سلعةً ،
فأقول :" وأصبحت عندنا كذلك ، ألم تشاهد الكاسيات العاريات المائلات المميلات اللاتي لففن أجسادهن " كالكرنبه " أو الملفوف ـ على تسمية أهل الجزيرة ؟ هل هذا يزهدنا في اللغة العربية .
أما قولكم :" نعم .. وقعت مظالم كثيرة للمرأة عبر التاريخ حمل الأوربّيّون لواءها لذا قامت دعوات فى الشرق المُلحد والغرب الكافر لتحرير المرأة من القيود التى وضعوها عليها .
قلت:" وقبل هذا ألم تكن المرأة في الجاهلية تقتل في عز حياتها ؟ وتورث كقطعة الأثاث ؟ فلماذا نتكلم العربية والعربية في الأصل لغة هؤلاء القتلة والمخمورين قبل أن ينظفهم الإسلام ألسنا عند الربط بين اللغة والأخلاق حري بنا أن نهجر العربية لأنها لغة هؤلاء وهم هم الذين نزل القرآن بلغتهم ولتحديهم ؟؟
أما الاستشهاد بأقوال العلماء كاستشهادك بقول شيخ الإسلام ابن تيمية (وما زال السلف يكرهون تغيير شعائر العرب حتى فى المعاملات ، وهو التكلم بغير العربية ، إلا لحاجةٍ - كما نص على ذلك مالك والشافعى وأحمد ، بل قال مالك من تكلم فى مسجدنا بغير العربية أُخرج منه"
قلت: ماذا تقول عن أبي حنيفة الذي أجاز الصلاة بالفاتحة بلغة الفرس وغيرهم ؟
أما ما نقلته من نقل شيخ الإسلام عن الإمام أحمد كراهة الرطانة وتسمية الشهور بالأسماء الأعجمية.
فأقول هذا عن عدم الداعي أما في زماننا هذا فقد كنا في السعودية نعيش أيامنا بالشهور العربية ثم نحجز الطائرة بالشهور القبطية ونتعامل مع البنك بالشهور الأعجمية ما غير ذلك ولا بدل من ديننا شيئا البتة ، وعندنا في مصر كله بالافرنجي فما السلبي في هذا ؟

أخيرا قولك :" وأما دليل منحاى أن تعلم اللغات يكون مقرونا بالحاجة فقط ؛ قول زيد بن ثابت : أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلَّم له كلمات من كتاب يهود قال ( إني والله ما آمن يهود على كتاب ) قال : فما مرّ بي نصف شهر حتى تعلمته له قال : فلما تعلمته كان إذا كتب إلى يهود كتبت إليهم وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابهم ) رواه أحمد و أبو داود والحاكم وغيرهم وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح ، نتمعن في التعبير (أن أتعلم كلمات) ، ولم يأمر صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يتعلموا لغات الأرض شرقها وغربها ، رغم أنهم كانوا في حاجة لنشر الإسلام أشد من حاجتنا!!
قلت: هل اكتحلت عينك بما في عين المسند من حديث سُلَيْمَان بْن دَاوُدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ أَبَاهُ زَيْدًا أَخْبَرَهُ أَنَّهُ
لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ قَالَ زَيْدٌ ذُهِبَ بِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُعْجِبَ بِي فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا غُلَامٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ مَعَهُ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ بِضْعَ عَشْرَةَ سُورَةً فَأَعْجَبَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ يَا زَيْدُ تَعَلَّمْ لِي كِتَابَ يَهُودَ فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابِي قَالَ زَيْدٌ فَتَعَلَّمْتُ كِتَابَهُمْ مَا مَرَّتْ بِي خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً حَتَّى حَذَقْتُهُ وَكُنْتُ أَقْرَأُ لَهُ كُتُبَهُمْ إِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِ وَأُجِيبُ عَنْهُ إِذَا كَتَبَ"
هل هذه الرواية التى في عين المسند لازالت تُبقي لاحتجاجك أو فهمك بأن الحاجة الضرورية هي غاية لتعلم اللغات ؟

أخيرا علينا أن نأخذ الإنصاف من عين الوحي المعصوم الذي علمنا بأن أهل الكتاب ليسوا سواء قال تعالى: لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113){آل عمران} ليس أهل الكتاب متساوين: فمنهم جماعة مستقيمة على أمر الله مؤمنة برسوله محمد صلى الله عليه وسلم، يقومون الليل مرتلين آيات القرآن الكريم، مقبلين على مناجاة الله في صلواتهم. يؤمنون بالله واليوم الآخر، ويأمرون بالخير كله، وينهون عن الشر كلِّه، ويبادرون إلى فعل الخيرات، وأولئك مِن عباد الله الصالحين.
مع تحياتي
قبيل فجر الاثنين بين النائم واليقظان فتدبر
 
هذه أسئلة لمن شارك في النقاش لمحاولة التأكد من وجود اختلاف في وجهات النظر:
ما المقصود بمدارس اللغات - أستاذ سامح جودة -؟
هل يوجد -من المشاركين في النقاش- من يعارض تعلم اللغات من حيث الاصل؟
هل يوجد - من المشاركين في النقاش- من يقبل بالانسلاخ من اللغة العربية والتبري منها ويحرص على أن يكون أبناؤنا ضعافاً في لغة القرآن-؟
هل يوجد تلازم بين الانسلاخ المشار إليه وبين تعلم اللغات؟
لو فرضنا -جدلاً- وجود أمة ضالة طاغية بكل أفرادها فهل يمنع هذا من تعلم لغتها أم يزيد من الحاجة إلى تعلم لغتها بالقدر الذي تحصل به حاجتنا في توقي شرها بل وقمع شرها؟
هل تحتاج الأمة الإسلامية بكل أفرادها أن تتعلم اللغة الإنجليزية أو غيرها؟ بل هل تحتاج الأمة بكل أفرادها أن تتعلم الرياضيات والكيمياء؟ بل هل تحتاج الأمة بكل أفرادها أن تتعلم النحو وأصول الفقه؟
أليس تعلم اللغات الحية في العالم من فروض الكفايات؟ هل تم التخطيط السليم لأداء هذا الفرض أم أن الأمور عشوائيةفيتعلمها من يتضرر -في دينه- بتعلمها، ويهملها - في الوقت نفسه - من يضر الأمة بجهله بها ؟
ما موقع تعلم اللغات الأجنبية في سلم أولويات الأمة الإسلامية ؟ وهل قُدمت مسألة تعلم اللغات الأجنبية على ما هو أهم منها أم أخرت عما هو أقل منها أهمية أم أنها موضوعة في المدارس والجامعات وقلوب المسلمين في موضعها اللائق بها؟
 
كنت وعدت بالرد على تعقيب الأخ سامح (أبو مالك) ولكن بعد أن قرأت مشاركة أخي الفاضل أبو المهند لم أعد أرى حاجة لذلك فقد أفاد وأجاد بارك الله فيه ونفع به.
 
صيغة توافق​


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..​



ما كنتُ أخاله ظنًا ؛ قد صار عندي عين اليقين ، هذا الملتقى ليس كسواه ، وما عساى أكتب وسط هذه الكوكبة من المبرزين ، قد علم كل أناس مشربهم ، وما كنت لأعمد استعداءكم عليّ لو عرفتكم ؛ فارحموا من جهل ، واصفحوا عمن تجرّأ.​




وابن اللبون إذا ما زج في قرن ** لم يستطع صولة البزل القناعيس

أرانا متفقين ...!! ، نعم ظاهر المحاورة التباعد (لا التنافر) ، ولكن باطنها التلاقي وربما التطابق ، وأتلو نص الخلاصة وآمل أن نرتضيها جميعا ، وهي : (تَعَلُّم اللغات يكون للدعوة إلى الله وغيرها من المقاصد النافعة ، على أن لا تكون بديلا للغة العربية ، أو مدخلا للانمياع الثقافي وضياع الهوية)

وفي هذا جمعا للأقوال على طريقة الأصوليين.


التوضيح : نعتز بلغة القرآن ، نتعلمها ، نُعلمها ، نتداولها ، نحذر من تسمية المحلات التِّجارية واللقاءات التلفزيونية وأطفال المسلمين بغير العربية (كما ذكرت الأخت الأرناؤوط) ،وأيضا في تعاملاتنا وأحاديثنا نحرص على لغة عربية صحيحة (وإن كانت غير فصيحة) ، فلا حاجة لــ (بليز ، سي يو ، تاك كير ، مسدج ، شوبنج ...) في المنتديات والجامعات وغيرها.


وأكتفى بذا ، ولا أعلق على إخواني حتى أستبقي وُدّهم.

أرى خلل الرماد وميض جمرٍ** وأخشى أن يكون له ضِرامُ
فـإن النار بالعــوديـن تُذكى ** وإن الحــرب مبدؤها كــلامُ


جزاكم الله خير الجزاء ، وأثابكم أعظم المثوبة ، وشكري متواصل لكم جميعا ، الأخ أحمد مرغم ، ود/ سمر الأرناؤوط ، والأخ عمر جاكيتي ، ود/عبد الرحمن الشهري ، والأخ تيسير الغول ، والأخ محمد البعداني ، د/ عبد الفتاح خضر (له الشكر والتقدير) ، والأخ محمد نصيف.

جمعنا الله في الدنيا على محبته ، وفي الآخرة في جنته ودار كرامته .. آمين.
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
 
الخلاصة وآمل أن نرتضيها جميعا ، وهي : (تَعَلُّم اللغات يكون للدعوة إلى الله وغيرها من المقاصد النافعة ، على أن لا تكون بديلا للغة العربية ، أو مدخلا للانمياع الثقافي وضياع الهوية)
وفي هذا جمعا للأقوال على طريقة الأصوليين. التوضيح : نعتز بلغة القرآن ، نتعلمها ، نُعلمها ، نتداولها ، نحذر من تسمية المحلات التِّجارية واللقاءات التلفزيونية وأطفال المسلمين بغير العربية (كما ذكرت الأخت الأرناؤوط) ،وأيضا في تعاملاتنا وأحاديثنا نحرص على لغة عربية صحيحة (وإن كانت غير فصيحة) ، فلا حاجة لــ (بليز ، سي يو ، تاك كير ، مسدج ، شوبنج ...) في المنتديات والجامعات وغيرها.


الأستاذ الفاضل سامح حمودة لقد قطعت بقولك قول كل خطيب ونحن من خلفك فيما خلصت إليه .
والملتقى يحبك ويحب كل من كان على شاكلتك ممن يتغيون الحق ولا ينتصرون للنفس .

وأكتفى بذا ، ولا أعلق على إخواني حتى أستبقي وُدّهم.
ولو علقت وأطلت لظل ودنا لكم هو هو لم يتغير ولن يتغير .



جزاكم الله خير الجزاء ، وأثابكم أعظم المثوبة ، وشكري متواصل لكم جميعا ، الأخ أحمد مرغم ، ود/ سمر الأرناؤوط ، والأخ عمر جاكيتي ، ود/عبد الرحمن الشهري ، والأخ تيسير الغول ، والأخ محمد البعداني ، د/ عبد الفتاح خضر (له الشكر والتقدير) ، والأخ محمد نصيف.

جمعنا الله في الدنيا على محبته ، وفي الآخرة في جنته ودار كرامته .. آمين.
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

اللهم آمين
 
الأخ الفاضل الأستاذ نصيف حفظه الله من حقك علينا أن نجيب عن كل ما تفضلت به بالرغم من انتهاء مادة النقاش ودونك الجواب أولا بأول
ما المقصود بمدارس اللغات - أستاذ سامح جودة -؟
المدارس المتخصصة في اللغات والتى تشغب في الأعم الأغلب على الإسلام والمسلمين وخاصة مدارس الإرساليات الأجنبية ذات الهدف غير المعلن .
هل يوجد -من المشاركين في النقاش- من يعارض تعلم اللغات من حيث الاصل؟
أعتقد أن الإجابة بالنفي .
هل يوجد - من المشاركين في النقاش- من يقبل بالانسلاخ من اللغة العربية والتبري منها ويحرص على أن يكون أبناؤنا ضعافاً في لغة القرآن-؟
الجواب : لا وألف لا .
هل يوجد تلازم بين الانسلاخ المشار إليه وبين تعلم اللغات؟
الجواب : لا يوجد البتة إلا عندما يتغير الهدف فيخلط العمل الصالح بآخر سيئا .
لو فرضنا -جدلاً- وجود أمة ضالة طاغية بكل أفرادها فهل يمنع هذا من تعلم لغتها أم يزيد من الحاجة إلى تعلم لغتها بالقدر الذي تحصل به حاجتنا في توقي شرها بل وقمع شرها؟
نعم للغرض المذكور وللانتفاع من خيرها مهما كان قليلا .
هل تحتاج الأمة الإسلامية بكل أفرادها أن تتعلم اللغة الإنجليزية أو غيرها؟ بل هل تحتاج الأمة بكل أفرادها أن تتعلم الرياضيات والكيمياء؟ بل هل تحتاج الأمة بكل أفرادها أن تتعلم النحو وأصول الفقه؟
نحتاج للعلم ولكن كما قال القرآن الكريم :{وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122){التوبة }
أليس تعلم اللغات الحية في العالم من فروض الكفايات؟
نعم كما تفضلتم .

هل تم التخطيط السليم لأداء هذا الفرض أم أن الأمور عشوائيةفيتعلمها من يتضرر -في دينه- بتعلمها، ويهملها - في الوقت نفسه - من يضر الأمة بجهله بها ؟
هو كذلك أنعم برأيك وأكرم .
ما موقع تعلم اللغات الأجنبية في سلم أولويات الأمة الإسلامية ؟
يلي مباشرة تعلم العربية كلغة أم ، وقد يكون تعلم اللغات فرض عين في أوقات رفع الضرر الذي لا يرفع إلا بتعلمها .

وهل قُدمت مسألة تعلم اللغات الأجنبية على ما هو أهم منها أم أخرت عما هو أقل منها أهمية أم أنها موضوعة في المدارس والجامعات وقلوب المسلمين في موضعها اللائق بها؟
[/QUOTE]
للأسف قدمت وبشكل لافت للنظر إذ بعضنا قد يفخر بولده لأنه يدرس {خاص أجنبي }وقد يكون ولده لا يعرف كيف يصلي أو يقرأ كتاب الله عز وجل وهذه وكسة بل نكسه والتوسط هو القصد .

بارك الله فيكم جميعا مع تحياتي .
 
بارك الله لكم وفيكم أيها الأفاضل على هذه التعقيبات القيمة النافعة والتي دلت بوضوح أننا يمكن أن نتناقش بكل رصانة وأدب وحسن خلق وهذا يدل على موضوعية المشاركين. لذا اسمحوا لي أن اشكركم واحداً واحداً على آرائكم ومشاركاتكم وأخص بالشكر أخي الفاضل د. عبد الفتاح فقد كفاني مؤونة الرد على الأخوين الفاضلين سامح ومحمد نصيف.
بهذا اتفقنا على أننا نعتز ونفخر بلغتنا العربية التي شرفها الله تعالى بأن أنزل خاتم الكتب بها وهذا شرف من ضيّعه فقد حرم نفسه خيراً كثيراً.
واتفقنا أن اللغات الأجنبية ليست سيئة بحد ذاتها وإنما باستخدامها الخاطئ واستغلالها لضرب المسلمين في عقر ديارهم.
واتفقنا أننا نحلم أن نكون متميزين ديناً وعلماً وأدباً وخلقاً ولغة إذا تضافرت جهودنا ووضح هدفنا في هذه الحياة سيصبح هذا الحلم حقيقة بلا أدنى شك.
واتفقنا على أن هذا الملتقى راقٍ بأهله وبأعضائه وزواره ومواضيعه
واتفقنا على أن شكركم واجب عليّ لذا أكرر:
شكر الله لكم جميعاً.
 
أما انا، فأحمد الله على معرفتي الجيدة بالفرنسية والإنجليزية، مما وفر لي وسيلة لعدد من المعارف التي لم أكن لأعرفها لو اكتفيت بالعربية. وكم تمنيت في السنوات الأخيرة لو تعلمت أيضا اللغة التركية.
وأنوي (بإذن الله) أن أسجل أبنائي في برنامج لتعلم اللغة الإسبانية، لأنها ثاني أهم لغة في القارة الأمريكية.

اللغات وسائل وأوعية للمعرفة، ولو كان في الخطاب القرآني ما يوحي بوجوب الاكتفاء بالعربية، لما وردت فيه كلمات غير عربية، ولما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة بتعلم لغات أخرى.
وحين لا توفر لك لغتك جميع المعارف التي تحتاجها كشخص، أو كمؤسسة، أو كأمة (خصوصا مع حالة التخلف وضعف النشر وعدم الاهتمام سوق الكتاب والترجمة)، فتصبح الدعوة لعدم تعلم اللغات أخطر.

واستعمال أي وسيلة من الوسائل بشكل سيء ليس مبررا كافيا للتحذير منها. فمن الطبيعي أن يكون اهتمام بعض الناس باللغات ليس بدافع الرغبة في المعرفة، وإنما بدافع التباهي أو بدافع الشعور بالدونية والانبهار بثقافة الآخر، إلخ. ولكن لا يمكن اتهام الجميع بهذا الأمر.
 
عندما قرأت الموضوع في أول مشاركة فيه لم أكن أتوقع أن مسار الحديث سيتحول إلى هذا المسار، وهو ما جعلتني أستغرب من الردود التي جاءت بعده.

ما أوحى إلي الموضوع أول مرة هو أنه خطاب متعلق بالسن المناسبة لتعلم اللغات، أو الظروف والعوامل التي يراعيها من ينادي بتعلم اللغات الأجنبية، وأن من أهم هذه العوامل هو العامل الحضاري، أي ما يتعلق بثقافة اللغة، فتعلم اللغات لا يمكن أن يكون بمنأى عن ثقافتها، فهل يمكن أن يكون سن المدارس هو السن المناسب لتعلم اللغات الأجنبية؟
ليس الحديث هنا عن ضرورة تعلم اللغات أو أهميته -وهو ما نصبت حوله الردود- فهذا ما لا اظن أننا نختلف فيه، إنما الحديث عن الثقافة: كيف نجمع بين تعلم اللغات الأجنبية وعدم التأثر بثقافتها؟
هذا هو السؤال المهم الذي يجب طرحه، فإن مما لا شك فيه أن العوامل الحضارية تمسُّ مسّاً مباشرا بتقرير السن المناسبة لتعليم اللغات الآجنبية.

وقد قرأت بحثا بعنوان: (السن المناسبة لتعلم اللغات الأجنبية) درس فيه كل ما يتعلق بهذا الموضوع، وخرج بمحصلة نهائية تفيد أن سن المدارس ليس السن المناسبة لتعلم هذه اللغات.
وهو بحث قيّم مفيد منشور في أحد أعداد مجلة الدراسات اللغوية الصادر عن مركز الملك فيصل، أتمنى من كل من يهمه الموضوع الرجوع إليه.
 
جزاك الله خيرا أخي محمد العبادي.
بالنسبة للسن، أرى أنه كلما كان الشخص أصغر كلما كانت قدرته على اكتساب اللغات أفضل :) وأنا أتكلم من منطلق تجربتي في كندا، مع ابني (11 سنة) وابنتي (9 سنوات)، حيث يتقنان الآن الفرنسية والانجليزية (كلاما وقراءة وكتابة وفهما)، ويتكلمان العربية مع بعض الصعوبة في القراءة والكتابة (بسبب دراستهما للعربية في مدرسة آخر الأسبوع فقط).

أما لماذا، فأقول:
1- ذاكرة الطفل ذاكرة مطاطة وتستوعب بسهولة. أما ذاكرة كبير السن فهي ذاكرة انتقائية ويصيبها الكسل اللغوي بسرعة. وانظروا إلى حال عدد من الدول العربية وسترون كيف يعجز الكثيرون عن تعلم اللغات، حتى إذا وصلوا للجامعة ورغبوا في إتمام الدراسة في الخارج وجدوا أنفسهم معاقين لغويا.

2- أما عن الخوف من التأثر بثقافة اللغة الأجنبية فهذا خطأ، لأن المفردات التي يتعلمها الطفل عند الصغير في الغالب ليست ذات مضمون ثقافي وإنما تركز على تمييز الأشياء والتعبير عن الأفعال والمشاعر والأحاسيس، وتكسب القدرة على الحوار في مرفداته البسيطة والأولية. ولذلك، فلا دخل لبرامج تعليم اللغة للأطفال بالمضامين الثقافية.
أما المضامين الثقافية الحقيقية فإنما يأخذها الطفل من السينما والإنترنت أساسا، وأصبحت تصله الآن مترجمة للعربية.

وأدرك أن إحداث التوازن مهمة ليست بالسهلة، ولذلك يحتاج الأمر متابعة وصحبة من الوالدين للأبناء، بحيث يقضي معهم الوقت اللازم والكافي لتربيتهم وإكسابهم القدرة على التمييز.
 
فعلا كان هذا ما نعتقده أخي محمد، فقد كنا نقول إن الدراسة المبكرة هي السبيل لإتقان اللغة، لكن الواقع أثبت لنا خلافه.

وعندي اثنان من إخوتي كانوا مع ذكائهم ضعافاً في اللغة الانجليزية، لكنهم بعدما سافروا إلى الخارج والتحقوا بمعاهد اللغة أصبحوا يتحدثونها بطلاقة ولا يجدون أي صعوبة في ممارستها.

وقد أثبتت دراسات عديدة هذا الأمر، ففي الوقت الذي ظهرت فيه دراسات تثبت تفوق الصغار على الكبار في تعلم اللغات، أثبتت دراسات أخرى خلافه، حتى أصبح الحديث عن تفوق الصغير يفقد مصداقيته العلمية، وأن العامل الأهم في التعليم ليس السن بل الوقت وطريقة التعليم ...وعوامل أخرى (1)، بل أثبتت أن النضج اللغوي والعقلي لدى الكبير كانا سببا في استيعاب أعمق وأقوى لتعلم اللغات الأجنبية.

هذا ما يتعلق بالنقطة الأولى، وليست مما طرح من أجله الحوار أولا، بل النقطة الثانية التي ذكرتها هي الأقرب للموضوع، فقولك: "إن من الخطأ الخوف من التأثر بثقافة اللغة الأجنبية، وأن لا دخل لبرامج تعليم اللغة للأطفال بالمضامين الثقافية" هو قول يدحضه الواقع والدراسة، فالواقع أن عندنا هوسا بالغرب بكل ما فيه، والشباب عندنا يرطنون بالانجليزية مفاخرة بينهم، واستشعارا أنهم أهل تمدن ورقي، وأن كل ما يأتي من الغرب هو مصدر اعتزاز، وكلما كنت أكثر معرفة بدقائق الحياة الغربية وعاداتها وأكثر تقليدا لها كنت أكثر تمدنا وحضارة!

هذا واقعنا، كما أثبت واقع غيرنا الأمر ذاته، ففي دراسة ميدانية أجراها نسبت و ويلش Nisbet. D & Welsh. J على طلبة بريطانيين يتعلمون اللغة الفرنسية في اسكوتلاندا أثبتا من خلالها أن تأثير تعليم اللغة الفرنسية في المدارس الابتدائية يبدو تأثيرا في الميول أكثر منه في التحصيل.

كما أثبتت الدراسات بما لا يدع مجالا للشك أن "اللغة هي وعاء الثقافة، وعندما يتعلم الطفل لغة ما، فإنه يتعلم لغة وثقافة معا، ويتعلم مفاهيم وطريقة تفكير وقدرة على التعبير" "ولا يمكن تقديم اللغة بمعزل عن الأيديولوجية مهما كانت طبيعة برنامج اللغة المقدم"

ومن هذا المنطلق دعا سترن Stern -وهو أحد المهتمين بتعليم اللغات الأجنبية- إلى ضرورة الإجابة على الأسئلة التالية قبل البدء بالدعوة إلى تعليم لغة أجنبية في سن مبكرة:
1- ألا يؤدي تعلم لغة أجنبية في سن مبكرة إلى تحميل عبء أكبر على الذهن؟
2- ألا يؤدي تعلم لغة أجنبية في سن مبكرة إلى التشتت الذهني؟
3- ألا يؤدي تعلم لغة أجنبية في سن مبكرة إلى تزعزع الانتماء الوطني؟ (ومثله الانتماء الديني والثقافي)

وقد انتهى إلى " أن ليس هناك دليل نفسي على أن التعلم المبكر للغات الأجنبية يؤدي إلى نتائج أفضل من تأخيره، بعكس ما هو معتقد ".

من خلال ما سبق نصل إلى أنه لا بد من جعل الهم الثقافي هو الهدف الأساس الذي تبنى عليه جميع منطلقاتنا، فلا بأس عندنا من اتخاذ كل السبل الممكنة للرقي والإبداع والمنافسة والاستفادة من الغير ما دُمْنا قد أخذنا في اعتبارنا وسائل الحصانة الفكرية والحضارية التي تجعلنا في منأى من الانمياع في الثقافات الأخرى.
ــــــــــــــ
(1) وهناك أطراف وذيول أخرى متشعبة حول هذا الأمر يمكن مراجعتها في البحث المشار إليه سابقا، كما يمكن الإفادة من هذا الرابط [ هنـا ].
 
بارك الله فيك أخي الحبيب محمد العبادي، وأشكر لك هذه المشاركات القيمة...

يا صاحبنا لقد ذهبت بحوارنا إلى ما هو أحسن منه...!!

دعني - أولاً - أخالفك الرأي في ما ذهبت إليه في قولك:
عندما قرأت الموضوع في أول مشاركة فيه لم أكن أتوقع أن مسار الحديث سيتحول إلى هذا المسار، وهو ما جعلتني أستغرب من الردود التي جاءت بعده.
ما أوحى إلي الموضوع أول مرة هو أنه خطاب متعلق بالسن المناسبة لتعلم اللغات، أو الظروف والعوامل التي يراعيها من ينادي بتعلم اللغات الأجنبية،

فوجهة الموضوع كانت المسارَ الأول، وذلك واضح من كلام الأخ أبي مالك:




أرجو أن تذكر لى أسبابًا واضحة معقولة لتعلّم الإنجليزية!!!​


حتّى الاستخدام المعتاد للكمبيوتر والإنترنت لا يحتاج تعلّم الإنجليزيّة ، بل تحتاج أنت فقط لمعرفة التعامل مع جهاز الكمبيوتر ؛ لا تحتاج التعامل مع الإنجليزيّة ، إذ هى عمليّة فنيّة مهاريّة ، مثل فتح الجهاز وكيفيّة البحث عن الموضوع الذى تريده ، وقد انتشر الآن كتابة الملفات بالعربيّة
ولو سلّمنا – جدلا وفرضًا – أنّه تُوجد بعض فائدة للإنجليزيّة ؛ فما جدوى دراسة الفرنسيّة أو الألمانيّة
ومطلبي ليس مجرد منع تعلم اللغات ، ولكنه مشروع متكامل ، علينا أن نُترجم العلوم لا أن نذوب فيهم ، وتجد الترجمة في الدول التي تعتز بلغتها الأصلية ، تعريب العلوم ، وتعريب الكمبيوتر والنت ، ...​


أقول هذا فقط احتراماً لما فهمه الإخوة من الموضوع وبنوا مشاركاتهم عليه، ولو كان غير ذلك لبينه الأخ.​

أما ما فهمته - أخي الحبيب- من الموضوع ولخصته في نقطتين فهو أولى أن تناقش وتوضح وتوضع النقاط على الحروف فيه.​

وأهميته واضحة جداً، وقد استفدت مما ذكرتما أنت والأخ بن جماعة كثيراً؛ فهذا الموضوع لا يهمّ العرب فقط، وإنما يهم كلّ مسلم فخور بدينه وبنبيه الذي أرسله الله بلسان قومه، وبكتابه الذي أنزله الله قرآناً عربياً.
فهذا الموضوع يهمنا كثيراً - نحن الذين نسمى في بلادنا ( بالمستعربين ) - ونتبادل فيه الآراء في ندواتنا ومجالسنا...
هل الأولى بالمسلم في تلك البلاد العلمانية أن يُلحق أبناءَه في بداية أعمارهم بالمدارس الحكومية الفرنسية - مع ما فيها من المخاطر -؛ ليتعلموا لغة بلدهم، ويؤَمِّنوا مستقبلهم الوظيفي ( إن صحّ التعبير )، ويقوم هو بتعليمهم القرآن الكريم ومبادئ الإسلام واللغة العربية...
أو الأولى - بل الواجب على رأي كثير من الأفاضل - إلحاقهم بالمدارس العربية الإسلامية الأهلية؛ لتفتح أعينهم أولاً على مبادئ دينهم الحنيف، ويرضعوا منها أخلاقه الصافية، ويمكنهم بعد ذلك تعلم اللغة الرسمية للبلد كلغة، أما ظائف الدولة فهي محرمة عليهم؛ لأنّ الحكومة لا تعتمد شهادات تلك المدارس ولا تعتبرها.​

لقد فتح لي حواركم هذا والرابط الذي أحلتم إليه أفقاً واسعاً في الانطلاق في التفكر في هذا الموضوع ودراسة جميع أطرافه...
وأرجوا من الإخوة الفضلاء إثراء الموضوع بالتعليقات المفيدة المفعمة بالتجارب والدراسات المؤصلة...​



بارك الله في الجميع، ونفعنا بما نقول ونسمع...​
 
معلومات مفيدة، بارك الله فيك، أخي محمد العبادي.
وقد أعجبتني الأسئلة الأخيرة المطروحة من قبل أحد العلماء:
1- ألا يؤدي تعلم لغة أجنبية في سن مبكرة إلى تحميل عبء أكبر على الذهن؟
2- ألا يؤدي تعلم لغة أجنبية في سن مبكرة إلى التشتت الذهني؟
3- ألا يؤدي تعلم لغة أجنبية في سن مبكرة إلى تزعزع الانتماء الوطني؟ (ومثله الانتماء الديني والثقافي)

وإن كنت أعتقد (من خلال التجربة الشخصية فقط) أن الإجابة عن جميعها: قطعا لا.
ويبقى تأكيد هذا الأمر أو نفيه متروكا للدراسات العلمية.
 
لقد اتفق الغرب على ذبحنا
وبدلا من أن نتفق على أمر نخلص به رقابنا
اختلفنا في أيهم أحسن طريقة في ذبحنا
ما كتبه الأخ الفاضل سامح هو الحق الذي لا مرية فيه
ومع احترامي وحبي الشديدين لكل الإخوة المداخلين أقول:
لقد ذهبتم بجمال وقيمة ما سطرته أنامل أخينا الفاضل سامح أسأل الله أن يثبته بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة
وكان المفترض أن نبني على مقاله:
كيف نخرج بالأمة من هذا المأزق الذي تعيشه على مستوى الفرد والجماعة والدولة ؟
وأعتقد أن أول خطوة في الطريق هو القرار السياسي بوجوب استرجاع الهوية المفقودة.
الخطوة الثانية وضع الخطط لتعريب وأسلمة التعليم والاقتصاد.
الخطوة الثالثة السيطرة على الإعلام وتسخيره لخدمة هذا التوجه.
فهل نسعد يوما بتوجه فكري ضاغط من قبل علماء ومفكري الأمة نحو هذا الاتجاه؟
 
عودة
أعلى