مدارسة في تفسير القرطبي 8

إنضم
22/05/2003
المشاركات
61
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
ذكر القرطبي في تفسير قوله تعالى : ( إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين ) مانصه " وقال علي بن سليمان : التقدير فخرج ثاني اثنين ؛ مثل ( والله أنبتكم من الأرض نباتا ) .. الخ .
سؤالي هو : ما وجه المقارنة بين قول علي بن سليمان وقوله : والله انبتكم .... ؟ ؟
 
لعل وجه الشبه والله أعلم أن المصدر( نباتاً) في آية نوح ليس هو المصدر القياسي للفعل : أنبت ، فمصدر هذا الفعل : إنبات . وعيه يكون هناك محذوف قبل المصدر ، فنبتم نباتاً .
وهذا مثل تقدير المحذوف في آية براءة : إذ أخرجه الذين كفروا ، فخرج ثاني اثنين .

مع أن ما ذكره علي بن سليمان فيه تكلف وتقدير لا يحتاج إليه . والله أعلم .
 
أخي محمد جوابك جيد لولا إشكال واحد وهو أن التقدير في سورة نوح سببه اسم المصدر - نائب المفعول المطلق- أما في آية التوبة فلا أجد له مسوغا - حسب معرفتي - وجزيت خيرا .
 
ذكرت في آخر الجواب عن مسألتك أخي محمد وفقك الله أن :ما ذكره علي بن سليمان فيه تكلف وتقدير لا يحتاج إليه .
وعليه فالإشكال الذي ذكرته في محله ، ولكني لم أجد _ حسب علمي _ توجيهاً لكلام علي بن سليمان _ على ضعفه وتكلفه _ غير ما ذكرت .

رزقنا الله العلم النافع والعمل الصالح .
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فهذه الطريقة في المدارسة طريقة طيبة جيدة، لا تقطع برنامج طالب العلم، ولذا فإني أسأل الله أن يعين الأخ محمد بن عبدالهادي على الاستمرار، وقد بدا لي أن أحذو حذوه في تفسير آخر،
وأما المسألة الحالية:

فقد ذكر القرطبي رحمه الله تعالى: في هذا الموضع إعراب ثاني في قوله تعالى ثاني اثنين
فذكر إعرابين :
1- الأول أنها حال وهو المشهور كما عند النحاة
2- أنها نائب عن المصدر
فإن المصدر (المفعول المطلق) ينوب عنه أشياء منها:
1- اسم المصدر كقوله تعالى : والله أنبتكم من الأرض نباتا
2- عدد المصدر كقوله تعالى ثاني اثنين
3- وقت المصدر ........الخ
فذكر القول الأول ( أي أنها حال) ، ثم ذكر القول الثاني( أنها نائب عن المصدر) نقلا عن علي بن سليمان
فأراد علي بن سليمان أن الشبه بين آية التوبة وآية نوح كون كل واحد منهما ناب عن المصدر مع أن النائب في أحدهما اسم المصدر(نباتا) والثاني ( عدده)

ومن تأمل قول القرطبي الذي نقله الأخ محمد مع ما قبله تبين له ذلك
قال القرطبي رحمه الله ( ج: 8 ص: 143)
وهو منصوب على الحال أي أخرجوه منفردا من جميع الناس إلا من أبي بكر والعامل فيها نصره الله أي نصره منفردا ونصره أحد اثنين وقال علي بن سليمان التقدير فخرج ثاني اثنين مثل والله أنبتكم من الأرض نباتا
والله تعالى أعلم،
 
عودة
أعلى