مدارسة في تفسير القرطبي 14،15

إنضم
22/05/2003
المشاركات
61
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
ذكر القرطبي في تفسير قوله تعالى [ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ] ما نصه : {...وحذفت الفاء التي في جواب الشرط من إن للشهرة } فمامعنى قوله للشهرة ؟ هل يعني أن حذفها مشهور مع الجملة الاسمية ؟ أم ماذا ؟ (9/343)
وذكر أيضا في تفسير قوله تعالى : ( ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد ) مانصه : { أي مقامه بين يدي يوم القيامة فاضيف المصدر إلى الفاعل} فهل المصدر في ( مقامي ) مضاف إلى الفاعل أم المفعول ؟(9/348)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :
فحياك الله يا أخ محمد ، والمعذرة لك ولأهل المنتدى عن قلة المشاركة ،والصوارف كثيرة والله وحده المستعان
تقول أخي الكريم في اشكالاتك:
ذكر القرطبي في تفسير قوله تعالى [ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ] ما نصه : {...وحذفت الفاء التي في جواب الشرط من إن للشهرة } فمامعنى قوله للشهرة ؟ هل يعني أن حذفها مشهور مع الجملة الاسمية ؟ أم ماذا ؟ (9/343)
وذكر أيضا في تفسير قوله تعالى : ( ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد ) مانصه : { أي مقامه بين يدي يوم القيامة فاضيف المصدر إلى الفاعل} فهل المصدر في ( مقامي ) مضاف إلى الفاعل أم المفعول ؟(9/348)
أما ما يتعلق بالمسألة الأولى فأقول مجتهدا
أما ما ذكرت بأن حدف الفاء من جواب الشرط هو المشهور فلا
لأن من المواضع السبعة التي يجب فيها اقتران جواب الشرط بالفاء الجملة الإسمية
يقول الناظم في جمعها
اسمية طلبية وبجامد وبماوقد ولن وبالتنفيس
ولكن هذا الموضع من المواضع التي اجتمع فيها الشرط والقسم
وابن مالك يقول رحمه الله:
واحذف لدى اجتماع شرط وقسم
جواب ما أخرت فهو ملتزم
فهنا اجتمع القسم هنا مع الشرط
وإذا اجتمع شرط وقسم اكتفي بجواب الأول منهما،
والقسم متقدم هنا،وجوابه فيه إن واللام
إن عذابي لشديد
فاكتفي به، وظاهر بيت الألفية يدل على أنه ملتزم والله تعالى أعلم.
واستحسنوا حدف الفاء من جواب الشرط إذا كان الشرط جاء على الماضي وهو هنا كذلك وهو قوله تعالى (كفرتم)
لكن يظهر لي من استقراء جزئي لاستعمال المصنف القرطبي رحمه لله لهذه اللفظة وما قاربها أنه يقصد علم السامع بها،
وهو (رحمه الله) متعقب بما ذكر من اجتماع الشرط والقسم والله تعالى أعلم
أما المسألة الثانية فأقول
لا بد من أن تعلم أن المصدر يجر فاعلا بالإضافة
فقوله تعالى:
خاف مقامي
مقام هو المصدر
وياء المتكلم فاعل مجرور لفظا بالإضافة

قال الفراء يعنى قيامي عليه بالحفظ ،
ففعل القيام منسوب إلى الله،والمقام مصدر يجر فاعله بالإضافة
فياء المتكلم فاعل، والقيام مصدر مضاف إلى فاعله،
فإذا تأملت المعنى ذهب عنك الاستشكال
وفي المسألة كلام كثير ولكن ان اكتفيت بما مر حصل الانتفاع إن شاء الله،
وإليك بعض ما قيل في المسألة
قال أبو جعفر النحاس رحمه الله في معاني القرآن
(ج: 3 ص: 520)
المصدر يضاف إلى الفاعل وإلى المفعول لأنه متشبث بهما
ويقول البغوي رحمه الله (ج: 3 ص: 28)
فأضاف قيام العبد إلى نفسه كما تقول ندمت على ضربك أي على ضربي إياك
زاد المسير ج: 4 ص: 350
قال الفراء العرب قد تضيف أفعالها إلى أنفسها وإلى ما أوقعت عليه فتقول قد ندمت على ضربي إياك وندمت على ضربك فهذا من ذاك ومثله وتجعلون رزقكم الواقعة أي رزقي إياكم
روح المعاني ج: 13 ص: 200
فالمقام اسم مكان واضافته الى ضميره تعالى لكونه بين يديه سبحانه وقال الفراء هو مصدر ميمي أضيف الى الفاعل أي خاف قيامي عليه بالحفظ لأعماله ومراقبتي اياه وقيل المراد اقامتي على العدل والصواب وعدم الميل عن ذلك
 
جزاك الله خيرا أخي عبدالله بلقاسم على هذين الجوابين - وأنا أتشوف لأجاباتك حقيقة - ولكن جوابك على الإشكال الثاني بالنسبة لي واضح لأن تقديرك ل(مقامي ) قيام الله عليه بالحفظ ونحوه ، وإنما إشكالي في تقدير القرطبي وهو قيام العبد بين يديه ؟ وهذا التقدير الذي ذكره القرطبي كأنه ألصق بالمعنى أي : ذلك لمن خاف قيامه بين يدي ولمن خاف وعيدي وليس لمن خاف قيامي عليه بالحفظ - وإن كان غير مرفوض في الجملة - وهذا التفسير رأيته مختارا للعلماء الذين شاركوا في التفسير الميسر .
 
عودة
أعلى