مدارسة في تفسير القرطبي 11

إنضم
22/05/2003
المشاركات
61
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
ذكر القرطبي عند تفسير قوله تعالى : {قيل يانوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم}مانصه : (بسلام متعلقة بمحذوف ؛ لأنها في موضع الحال ) اي اهبط مسلما عليك . ومنا في موضع جر متعلق بمحذوف ؛ لأنه نعت للبركات ) 9/49 ط : دار الكتب المصرية فما معنى قوله : لأنه نعت للبركات ؟ وهل يسبق النعت منعوته ؟
 
مدارسة في تفسير القرطبي 11
ذكر القرطبي عند تفسير قوله تعالى : {قيل يانوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم}مانصه : (بسلام متعلقة بمحذوف ؛ لأنها في موضع الحال ) اي اهبط مسلما عليك . ومنا في موضع جر متعلق بمحذوف ؛ لأنه نعت للبركات ) 9/49 ط : دار الكتب المصرية فما معنى قوله : لأنه نعت للبركات ؟ وهل يسبق النعت منعوته ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإن الصفة لا تسبق الموصوف في الغالب، وقد قال بعض أهل اللغة باستحالة ذلك،
ولكن الذي يظهر والله أعلم أن المعنى
اهبط بسلام وبركات منا عليك، والواو جعلت المعطوفين (بسلام، وبركات) جعلتهما كاللفظ الواحد،
فلما كان المراد كذلك جاز
قال ابن منظور (رحمه الله )في لسان العرب مادة (عرس) ص 131 مجلد 9
قال العجاج:
أزهرُ لم يولد بنجم نحس أنجبُ عرس جُبلا وعرس
أي أنجب بعل وامرأة، وأراد أنجب عرس وعرس جبلا،وهذا يدل على أن ما عطف بالواو بمنزلة ما جاء في لفظ واحد، فكأنه قال : أنجب عرسين جبلا، لولا إرادة ذلك لم يجز هذا لأن جبلا وصف لهما جميعا ومحال تقديم الصفة على الموصوف، وكأنه قال أنجب رجل وامرأة اهـ
روح المعاني ج: 13 ص: 182
وعن ابن عصفور أنه لا تقدم صفة على موصوف ال احيث سمع وذلك قليل وللعرب فيما وجد من ذلك وجهان أحدهما أن تقدم الصفة وتبقيها على ما كانت عليه وفي إعراب مثل هذا وجهان أحدهما إعرابه نعتا مقدما والثاني أن يجعل ما بعد الصفة بدلا والوجه الثاني أن تضيف الصفة إلى الموصوف اهـ
ومما جاء فيه تقديم ما لو أخر لكان صفة وتأخير ما لو قدم لكان موصوفا قوله ( النابغة)
والمؤمنُ العائذاتِ الطيرَ يمسحها ركبان مكة بين الغيل والسعد
فلو جاء على الكثير لكان التركيب والمؤمن الطير العائذات ومثله قوله
لو كنت ذا نبل وذا شزيب لم أخش شدات الخبيث الذيب،
وقال الطبري رحمه الله تعالى:
عند قوله تعالى:
لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد
قال رحمه الله:
وقرأته عامة قراء أهل العراق والكوفة والبصرة الله الذي بخفض اسم الله على إتباع ذلك العزيز الحميد وهما خفض وقد اختلف أهل العربية في تأويله إذا قرىء كذلك فذكر عن أبي عمرو بن العلاء أنه كان يقرؤه
بالخفض ويقول معناه بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد الذي له ما في السموات ويقول هو من المؤخر الذي معناه التقديم ويمثله بقول القائل مررت بالظريف عبد الله والكلام الذي يوضع مكان الاسم النعت ثم يجعل الاسم مكان النعت فيتبع إعرابه إعراب النعت الذي وضع موضع الاسم كما قال بعض الشعراء:
لو كنت ذا نبل وذا شزيب ما خفت شدات الخبيث الذيب
وأما الكسائي فإنه كان يقول فيما ذكر عنه من خفض أراد أن يجعله كلاما واحدا وأتبع الخفض الخفض وبالخفض كان يقرأه اهـ
والخلاصة أن النحاة عللوا ذلك بعلل:
1- أن يقال إن العطف بالواو تصير المعطوفين لفظا واحدا ( اختيار ابن منظور)
2- أن يقال إنه جائز في اللغة وإن كان قليلا ويصير نعتا مقدما (ابن عصفور) وقد تقدمت شواهده
3- أن يقال إنه من المؤخر الذي معناه التقديم ( اختيار أبي عمرو بن العلاء)
 
جزاك الله خيرا أخي عبد الله فقد كفيت ووفيت ، وكما قيل لاعطر بعد عروس !
 
عودة
أعلى