مدارسة حديث ( خذوا القرآن من أربعة ) دعوة للمشاركة

إنضم
11/03/2009
المشاركات
1,240
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الرياض- حضرموت
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
من الأحاديث البارزة الدَّالة دلالة واضحة وصريحة على تلقي القرآن من أهله المتخصصين فيه، هو حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
عن مسروق قال: ذكر عبد الله بن مسعود عند عبد الله بن عمرو فقال: ذاك رجل لا أزال أحبه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: { خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود - فبدأ به - وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب } وفي لفظ: { اقرؤا القرآن من أربعة نفر من ابن أم عبد - فبدأ به - ومن أبي بن كعب ومن سالم مولى أبي حذيفة ومن معاذ بن جبل } وفي لفظ آخر: { استقرؤا القرآن من أربعة من ابن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل } هذه ألفاظ الصحيحين، والحديث أيضاً في غيرهما .
وقد أحببتُ أن يكون هذا الحديث موضوع مدارسة بيننا بهذا الملتقى لنقف معه وقفات قرآنية تربوية تعليمية تنير لنا مسيرة التلقي لألفاظ القرآن الكريم من أهل المتخصصين فيه
وسأكون -إن شاء الله تعالى- أوَّل من يبدأ بذكر بعض مسائله
 
معنى الحديث
قال الحافظ ابن حجر: قوله: ( خذوا القرآن من أربعة ) أي: تعلموه منهم والأربعة المذكورون: اثنان من المهاجرين وهما المبدأ بهما واثنان من الأنصار وسالم هو ابن معقل مولى أبي حذيفة ومعاذ هو ابن جبل ) فتح الباري 9/60 .
 
سبب تخصيص هؤلاء الأربعة بالأخذ عنهم دون غيرهم

سبب تخصيص هؤلاء الأربعة بالأخذ عنهم دون غيرهم

سبب تخصيص هؤلاء الأربعة بالأخذ عنهم

يقول الإمام النووي: قوله صلى الله عليه وسلم { خذوا القرآن من أربعة، وذكر منهم ابن مسعود } قال العلماء: سببه أنَّ هؤلاء أكثر ضبطاً لألفاظه، وأتقن لأدائه، وإن كان غيرهم أفقه في معانيه منهم، أو لأنَّ هؤلاء الأربعة تفرغوا لأخذه منه صلى الله عليه وسلم مشافهةً، وغيرهم اقتصروا على أخذ بعضهم من بعض، أو لأنَّ هؤلاء تفرغوا لأن يؤخذ عنهم، أو لأنَّه صلى الله عليه وسلم أراد الإعلام بما يكون بعد وفاته صلى الله عليه وسلم من تقدم هؤلاء الأربعة، وتمكنهم، وأنهم أقعد من غيرهم في ذلك فليؤخذ عنهم ) ينظر: شرح مسلم للنووي 8/235-236 .
وقال الحافظ ابن حجر: وتخصيص هؤلاء الأربعة بأخذ القرآن عنهم، إما لأنهم كانوا أكثر ضبطاً له وأتقن لأدائه، أو لأنهم تفرغوا لأخذه منه مشافهةً، وتصدروا لأدائه من بعده، فلذلك ندب إلى الأخذ عنهم، لاأنهم لم يجمعه غيرهم ) ينظر: فتح الباري 7/129 .[FONT=&quot][/FONT]​
[FONT=&quot][/FONT]
 
فائدة : ( 1 ) : مشروعية تحرّي الضابطين من أهل القرآن للأخذ عنهم

فائدة : ( 1 ) : مشروعية تحرّي الضابطين من أهل القرآن للأخذ عنهم

يقول الشيخ عبد العزيز القاري:
وهذا الحديث يدلُّ على مشروعية تحرّي الضابطين من أهل القرآن للأخذ عنهم والتلقي منهم، فهذا القرآن لا يؤخذ عن كل أحد. ويدل قبل ذلك على أنَّ قراءة القرآن تؤخذ بالتلقي من أفواه المقرئين، أتدري مَن خاطب النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: { خذوا القرآن من أربعة } ؟ خاطب الصحابة، وهم عرب فصحاء، بل هم أفصح الأمة، ومع ذلك لم يكلهم إلى فصاحتهم بل أمرهم بالتلقي، وما ذاك إلا لأنَّ قراءة القرآن لها هيئة مخصوصة توقيفية، فلم يُبَح للصدر الأول وهم عرب أقحاح أن يقرأ كلٌّ منهم حسبما يتيسر على لسانه ) ا.هـ

ينظر: سنن القراء ومناهج المجودين صـ48 .​
 
عودة
أعلى