مدارسة تفسير آية لدى الطبري

إنضم
30/10/2004
المشاركات
342
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الأخوة الأكارم

أود أن أتدارس معكم تفسير هذه الآية لدى الطبري وهي


((هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ)) 210 البقرة

قال بداية((" يعني بذلك جل ثناؤه: هل ينظرُ المكذِّبون بمحمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به، إلا أن يأتيهم الله في ظُلل من الغمام والملائكة ؟.))"---وهذاتقريبا تكرار لنص الآية


ثم تحدث عن اختلاف قراءة " الملائكة" بالرفع أم بالخفض ورجح هو الرفع --قال"وأما الذي هو أولى القراءتين في:" والملائكة"، فالصواب بالرفع، عطفًا بها على اسم الله تبارك وتعالى، على معنى: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام، وإلا أن تأتيهم الملائكة،)) "

ثم تحدث عن الإختلاف بين القراءتين"ظلل" و "ظلال" فقال((وكذلك اختلفت القرأة في قراءة"ظلل"، فقرأها بعضُهم:"في ظُلَل"، وبعضهم:"في ظلال".)) ورجح قراءة :"في ظلال" لموافقتها لرسم المصحف

ثم ناقش التأويلين التاليين

0((#قال أبو جعفر: ثم اختلف أهل التأويل في قوله:" ظُلل من الغمام"، وهل هو من صلة فعل الله جل ثناؤه، أو من صلة فعل"الملائكة"، ومن الذي يأتي فيها ؟ فقال بعضهم: هو من صلة فعل الله، ومعناه: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام، وأن تأتيهم الملائكة.

#وقال آخرون: بل قوله:" في ظلل من الغمام" من صلة فعل"الملائكة"، وإنما تأتي الملائكة فيها، وأما الرب تعالى ذكره فإنه يأتي فيما شاء.))

وكعادته ذكر بالسند من قال بكل منهما

ثم رجح الأول فقال": وأولى التأويلين بالصواب في ذلك تأويل من وجَّه قوله:" في ظُلل من الغمام" إلى أنه من صلة فعل الرب عز وجل، وأن معناه: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام، وتأتيهم الملائكة، " داعما رأيه بالسنة المطهرة

ثم بين معنى " هل" فقال "وأما معنى قوله:" هل ينظرون"، فإنه ما ينظرون، "
ثم إلى النقطة المفصلية في تفسيره لهذه الآية إذ قال

(((ثم اختلف في صفة إتيان الرب تبارك وتعالى الذي ذكره في قوله:" هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله".

فقال بعضهم: لا صفة لذلك غير الذي وصَف به نفسه عز وجل من المجيء والإتيان والنـزول، وغيرُ جائز تكلُّف القول في ذلك لأحد إلا بخبر من الله جل جلاله، أو من رسول مرسل. فأما القول في صفات الله وأسمائه، فغيرُ جائز لأحد من جهة الاستخراج إلا بما ذكرنا.

* * *

وقال آخرون: إتيانه عز وجل، نظيرُ ما يعرف من مجيء الجائي من موضع إلى موضع، وانتقاله من مكان إلى مكان.

* * *

وقال آخرون: معنى قوله:" هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله"، يعني به: هل ينظرون إلا أن يأتيهم أمرُ الله، كما يقال:"قد خشينا أن يأتينا بنو أمية"، يراد به: حُكمهم.))
* * *

وقال آخرون: بل معنى ذلك: هل ينظرون إلا أن يأتيهم ثوابه وحسابه وعذابه، كما قال عز وجل بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ) [سبأ: 33] وكما يقالَ:"قطع الوالي اللص أو ضربه"، وإنما قطعه أعوانُه.* * *
ولم يعط رأيا!!

لم يرجح قولا مما سبق!!

علام يدل ذلك يا أهل التفسير؟؟


فهو عندما فسر الآية أعادها تقريبا بألفاظها (هل ينظرُ المكذِّبون بمحمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به، إلا أن يأتيهم الله في ظُلل من الغمام والملائكة )
وعندما عرض الآراء فيها لم يتبن رأيا---فلم كان هذا منه يا أهل التفسير وهو المفسر الحاذق البحر علما ومعرفة؟؟
 
السلام عليكم

لم أتلق ردا مع أني كنت مستفسرا متسائلا عن السر وراء عدم التزام الطبري برأي محدد في تفسير آيات فيها بعض الإشكال من حيث التفسير

وإليكم هذا المثال للطبري أيضا

أية سورة الملك((أأمنتم من في السماء))


قال الطبري


((أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء أَنْ يَخْسِف بِكُمُ الْأَرْض فَإِذَا هِيَ تَمُور } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : { أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء } أَيّهَا الْكَافِرُونَ { أَنْ يَخْسِف بِكُمُ الْأَرْض فَإِذَا هِيَ تَمُور } يَقُول : فَإِذَا الْأَرْض تَذْهَب بِكُمْ وَتَجِيء وَتَضْطَرِب
.))

نجده قد كرر ألفاظ الآية هنا أيضا ولم يفسر " أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء } مطلقا

فماذا يعني هذا يا أهل التفسير؟؟
 
أخي العزيز جمال حسني وفقه الله
الطبري رحمه الله له مؤلفات أخرى غير التفسير . وكتابه التفسير كتاب كبير . وسؤالي : هل استقصيت كلام الطبري على الآيات المماثلة في تفسيره لتخرج بما يشبه الصواب ؟
هل رجعت لكتابه التبصير في معالم الدين ص 145 من الطبعة الثانية ؟ فقد تكلم عن هذه الآية ونظائرها وفصل في ذلك؟
الحكم على عقيدة عالم من العلماء من خلال موضع في مؤلف له في رأيي منهج غير سديد . حيث لا تدري متى كتب هذا الكلام ، وماذا يقصد بالتحديد منه ، وما لم تجمع كلامه في مواضع كثيرة ومتعددة ، وتعلم علماً يقينياً برأيه في مسائل الاعتقاد ، فلا توافق على استنتاجك وجزمك بعقيدة عالم من العلماء. وفي ترك مثل هذه المسائل فسحة لطالب العلم . يستفيد من الكتب والعلماء ، ويبقى لسانه عفاً ، وقلمه سالماً من الوقوع في أحد من أهل العلم ، وتزهيد طلاب العلم في كتب العلماء. وما جنى الناس من إطلاق ألسنتهم في العلماء وكتبهم إلا قسوة القلب ، والبعد عن الحق والعلم.
الإمام الطبري من كبار علماء السلف ، ومنهجه لمن قرأ كتبه كلها بتمعن واضح لا لبس فيه لمن أراد الحق فقط. ومن اكتفى باقتطاع الكلام وبتر النصوص ، فسيتعب نفسه ويتعب الآخرين معه بلا فائدة تذكر. ومسائل العلم المهمة الأصلية أكثر وأهم من أن يصرف طالب العلم وقته في غيرها.
ثم أمر أخير وهو أن الطبري قد بين رأيه في النقل الذي نقلته عنه وهو قوله بعد ذكر القول الأول :(وغيرُ جائز تكلُّف القول في ذلك لأحد إلا بخبر من الله جل جلاله، أو من رسول مرسل. فأما القول في صفات الله وأسمائه، فغيرُ جائز لأحد من جهة الاستخراج إلا بما ذكرنا).
وأما ترك الطبري تفسير قوله تعالى:(أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء) . فلأنها واضحة مفهومة ولله الحمد. معناها أن الله في السماء. والعربي يفهمها. دون معرفة كيفية ذلك ، والحق في هذه المسألة وأمثالها واضح لا تعقيد يه. تثبت الصفة كما أثبتها الله لنفسه وهي صفة العلو هنا ، دون تكييف لها ، ولا تشبيه لله بخلقه ، ودون تعطيل لها ولا تحريف أيضاً. والحمد لله رب العالمين
 
السلام عليكم شيخي الدكتور الشهري

قولك ((وفي ترك مثل هذه المسائل فسحة لطالب العلم . يستفيد من الكتب والعلماء ، ويبقى لسانه عفاً ، وقلمه سالماً من الوقوع في أحد من أهل العلم ، وتزهيد طلاب العلم في كتب العلماء. وما جنى الناس من إطلاق ألسنتهم في العلماء وكتبهم إلا قسوة القلب ، والبعد عن الحق والعلم.))

يكتب بماء الذهب

بارك الله فيك وأبقاك لنا
 
عودة
أعلى