مداخلة الشيخ مساعد الطيار في برنامج (من فلسطين مع التحية)

هيثم حمدان

New member
إنضم
19/07/2004
المشاركات
3
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الشيخ الفاضل مساعد الطيار وفقه الله.
كنت أشاهد برنامج (من فلسطين مع التحية) على قناة المجد، وكان ضيف الحلقة الدكتور أحمد نوفل.
وأذكر أن موضوع الحلقة كان حول التعامل مع الإسرائيليات في التفسير.
ثم قمتَ سلمك الله بالاتصال، ولكن حصل خلل فني حال دون سماع المداخلة.
فحبذا لو تتحفنا برأيك حول موضوع الحلقة وما قاله الدكتور أحمد نوفل.

وجزاك الله خيراً.
 
أخي الكريم إن الذي دعاني إلى طلب المناقشة كلمة قالها الدكتور الفاضل أحمد حفظه الله ، وهي ( النافذة اللي يجيك منها ريح سدها واستريح ) ، وكانت المشاركة في الحلقة تدور حول إلغاء الإسرائيليات تمامًا ، وهذا الموضوع يدور حوله نقاش كثيرٌ ، بل بدأ بعضهم بمشاريع في هذا المجال ، حتى لقد دعى آخرون إلى إخراج كتب التفسير ـ مثل الطبري والبغوي وابن كثير ـ مجردة من الإسرائيليات .
ومن خلال اطلاعي على الحلقة المذكورة أحسست بأننا نعيش حالة ضعف وخوف علمي ، وكأننا لا نملك المنهج الحق بل نحن في حالة مدافعة للعدو ، فهم يرمون علينا شبههم ، ونحن بين متلقفٍ ورادٍّ عليهم ، وكأنه ليس لنا إلا هذه القسمة . وهذا ليس بسديد ، بل نحن قصَّرنا في بيان الحق الذي الذي عندنا ، وقصَّرنا في فهم منهج عمر وعلي وابن مسعود و ابن عباس وغيرهم من الصحابة وسلف الأمة ، فلم ندرك ما أدركوه ، فلم لم يخافوا هم من أن يُنتقص الإسلام بهذه الروايات التي رووها ، ألم يكونوا احرص على بيان الحق منا ؟!
إننا بحاجة إلى أن يكون لدينا منهجا وسطًا ، وميزانًا عدلاً لا يضرنا فيه قول قائل ، ولا شبهة من أي أحد .
لئن كنا نستطيع اليوم أن نتجنَّب الإسرائيليات ـ وهذا منهج سديد في الجملة ـ فهل يمكن أن نُخرِج ركامه من بطون كتب سلفنا ، ونزيله ؟
ذلك محالٌ .
لكن أن نبين المنهج النبوي الذي فهم الصحابة فحدَّثوا عن بني إسرائيل من دون تصديق ولا تكذيب ، ذلك هو المنهج الصواب ؛ لأنه المنهج النبوي فحسب .
أما نهيه لعمر ، فيلاحظ أنه كان في أول الأمر ، وقد ورد النص صريحًا في قوله صلى الله عليه وسلم (( وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج )) بجواز التحديث في آخر الأمر .
وإذا كنا نخاف من قولة بعض المتهودين والمستشرقين من أن أسلافنا أخذوا من علماء بني إسرائيل ، وأنهم استفادوا منهم ، فلقد قالوا ما هو أعظم من هذا ، قالوا يأن نبينا قد أخذ من بني إسرائيل واستفاد منهم في صياغة قرآنه ـ كما يزعمون ـ هل سيختلف دفاعنا وبيانا للحق في هاتين القضيتبن ؟
كلا ، فقولهم باطل في الحالين ، ونحن بحاجة ماسة إلى تربية ملكة النقد والجدال بالتي هي أحسن ، وليس سد الباب فالريح أعتى منه ، وستكسره كما هو ظاهر من كتابات بعض الباحثين الذين يخالفونك في منهج البحث ، وهم ممن تخرج من كليات شرعية ، ولقد اطلعت على من يزعم أن روايات أبي هريرة التي في الصحيحين مما هو من أخبار بني إسرائيل مما تلقاه عن علمائهم ونسبه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولقد جعل كتابيهما أصلاً يقيس عليه ما وافق من أخبارهم ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم خرج بنتيجته هذه ، أفتُرانا نقبل مثل هذا التخريج العقيم ؟!
كلاَّ ، ثمَّ كلاَّ .
إن الأمر طويل ، ويحتاج إلى وقفات وكتابات كثيرة ، والساحة ليس ملكنا وحدنا كي نسد الباب ، فلقد تناثرت الكتابات من كل اتجاه ، فيا أصحاب المنهج الحق أبرزوا منهجكم ، وأظهروا طريقة تعاملكم مع هذه الكتابات ، وبينوا الطريقة المثلى في التعامل معها ، وإلا فلن نسلم من أن نجد من يدعو بمثل هذه الدعوات المنحرفة بين أظهرنا ، ويكثرون حتى يصير لهم أتباع .
وأقف هنا فأقول :
إذا كان المفسر المعاصر أو من يريد أن يكتب في التاريخ أو خلافه يريد أن يُخلي كتابه من مرويات بني إسرائيل ، فهذا منهجه ، ونحن نقبله ونوافقه عليه .
أما إذا أراد أن ينتقد العلماء السابقين بما فيهم الصحابة ويزعم أنهم اخطأوا في نقل الإسرائيليات ، فهذا مما لا يُوافق عليه في نظري ، والأمر يحتاج إلى تفصيل .
 
عودة
أعلى