عبدالله المديفر
New member
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد:
نَسب فهرس مكتبة (كوبريلي) في إسطنبول [ج2، ص422-423] مخطوط النكات الحسان على معاني القرآن) لأبي حيان الأندلسي رحمه الله تعالى، ويقع في (103) ورقة مع ملحقاته، (مجموعة أحمد باشا) برقم 41. وله نسخة أخرى بنفس العنوان، لكن لم تُنسب إلى مؤلف، في مكتبة نور عثمانية، برقم (605)، في (129) ورقة.
وقد نَسب مفهرس مكتبة (كوبريلي) النسخة التي فيها إلى أبي حيان الأندلسي صاحب البحر المحيط في التفسير، وعند دراسة هذه النسخة لم أجد أي دليل يدل على أن مؤلفها هو أبو حيان، سوى كثرة المسائل اللغوية والنحوية التي اشتهر بها كتاب أبي حيان (البحر المحيط)، وربما توهم المفهرس نسبتها إليه لوجود قصيدة جاءت بعد النكات الحسان، ونُسبت إلى أبي حيان.
لكن الدليل القاطع الذي يثبت أن (النكات الحسان) ليست لأبي حيان هو أن المخطوط كتب برسم خزانة أحد ملوك كوجرات في الهند الذين حكموا في القرن العاشر الهجري، أي بعد أبي حيان بقرنين من الزمان. وأُثبتَ هذا الإهداء في ظهرية المخطوط قبل ورقة بدايته في إطار مزخرف، تضمن اسم من قام بكتابتها وإهدائها لهذه الخزانة، كما أثبت اسم الملك فيها وفي مقدمة المخطوط، فكان بالمفهرس أن ينسبها إلى الـمُهدِي، وهو (قطب الدين برخوردار).
وعند التمعن في نص المخطوط يتبين أن (برخوردار) هذا، ما هو إلا سارق، أراد أن يحظى بعطاء من الملك، فانتحل هذا التأليف ونسبه لنفسه.
والواقع أن هذا المخطوط بعد المقارنة ما هو إلا كتاب : (النكت في القرآن)، لعلي بن فضال المجاشعي (ت 479هـ)، رحمه الله تعالى، وهو مطبوع بتحقيق إبراهيم الحاج علي، على نسختين خطيتين إحداهما في مكتبة (طوبقبو سراي) بإسطنبول، والأخرى في مكتبة (شستربتي) بدبلن. وحققه أيضا د.عبد الله عبد القادر الطويل، في رسالة دكتوراه في الجامعة المستنصرية، ونُشر عام 2007، لكن تحقيقه كان على نسخة واحدة فقط هي نسخة (شستربتي)، وهي ناقصة.
وقد قام السارق بحذف مقدمة المجاشعي، وإثبات مقدمة أخرى تضمنت الإهداء للملك (محمود شاه بن لطيف شاه بن مظفر شاه)، ثم أبقى كتاب المجاشعي كما هو بحذافيره وبخاتمته، لم يغير فيه شيئًا.
وإن كان للسارق من حسنات، فإنها حفظه لنسخة أخرى من كتاب المجاشعي، يمكن أن يفيد منها من قام بتحقيق الكتاب.
جنبنا الله الزلل، وحفظنا من الخطأ والخلل.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
عبد الله بن محمد المديفر
[email protected]
نَسب فهرس مكتبة (كوبريلي) في إسطنبول [ج2، ص422-423] مخطوط النكات الحسان على معاني القرآن) لأبي حيان الأندلسي رحمه الله تعالى، ويقع في (103) ورقة مع ملحقاته، (مجموعة أحمد باشا) برقم 41. وله نسخة أخرى بنفس العنوان، لكن لم تُنسب إلى مؤلف، في مكتبة نور عثمانية، برقم (605)، في (129) ورقة.
وقد نَسب مفهرس مكتبة (كوبريلي) النسخة التي فيها إلى أبي حيان الأندلسي صاحب البحر المحيط في التفسير، وعند دراسة هذه النسخة لم أجد أي دليل يدل على أن مؤلفها هو أبو حيان، سوى كثرة المسائل اللغوية والنحوية التي اشتهر بها كتاب أبي حيان (البحر المحيط)، وربما توهم المفهرس نسبتها إليه لوجود قصيدة جاءت بعد النكات الحسان، ونُسبت إلى أبي حيان.
لكن الدليل القاطع الذي يثبت أن (النكات الحسان) ليست لأبي حيان هو أن المخطوط كتب برسم خزانة أحد ملوك كوجرات في الهند الذين حكموا في القرن العاشر الهجري، أي بعد أبي حيان بقرنين من الزمان. وأُثبتَ هذا الإهداء في ظهرية المخطوط قبل ورقة بدايته في إطار مزخرف، تضمن اسم من قام بكتابتها وإهدائها لهذه الخزانة، كما أثبت اسم الملك فيها وفي مقدمة المخطوط، فكان بالمفهرس أن ينسبها إلى الـمُهدِي، وهو (قطب الدين برخوردار).
وعند التمعن في نص المخطوط يتبين أن (برخوردار) هذا، ما هو إلا سارق، أراد أن يحظى بعطاء من الملك، فانتحل هذا التأليف ونسبه لنفسه.
والواقع أن هذا المخطوط بعد المقارنة ما هو إلا كتاب : (النكت في القرآن)، لعلي بن فضال المجاشعي (ت 479هـ)، رحمه الله تعالى، وهو مطبوع بتحقيق إبراهيم الحاج علي، على نسختين خطيتين إحداهما في مكتبة (طوبقبو سراي) بإسطنبول، والأخرى في مكتبة (شستربتي) بدبلن. وحققه أيضا د.عبد الله عبد القادر الطويل، في رسالة دكتوراه في الجامعة المستنصرية، ونُشر عام 2007، لكن تحقيقه كان على نسخة واحدة فقط هي نسخة (شستربتي)، وهي ناقصة.
وقد قام السارق بحذف مقدمة المجاشعي، وإثبات مقدمة أخرى تضمنت الإهداء للملك (محمود شاه بن لطيف شاه بن مظفر شاه)، ثم أبقى كتاب المجاشعي كما هو بحذافيره وبخاتمته، لم يغير فيه شيئًا.
وإن كان للسارق من حسنات، فإنها حفظه لنسخة أخرى من كتاب المجاشعي، يمكن أن يفيد منها من قام بتحقيق الكتاب.
جنبنا الله الزلل، وحفظنا من الخطأ والخلل.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
عبد الله بن محمد المديفر
[email protected]